أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - هل مآل الحلم القومي العربي اليقظة على كابوس طهران آيات الله ؟















المزيد.....

هل مآل الحلم القومي العربي اليقظة على كابوس طهران آيات الله ؟


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 1621 - 2006 / 7 / 24 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ قرن وربع حذر الإمام محمد عبده ، أحمد عرابي ورؤساء العسكر الكف عن الشغب والخروج على الشرعية الدستورية عبر(النزعة الانقلابية) واللعب على أهواء العامة ومشاعرها عبر (النزعة الشعبوية) ، لأن ذلك من شأنه أن "يجر على البلاد احتلالا أجنبيا يسجل على مسببه اللعنة إلى يوم القيامة " ، وهذا ما حدث بالفعل إذ بعد سنة من هذا التحذير ستدخل القوات الانكليزية مصر بأسهل مما يدخل دامر- (الداخل بلا أذن)- على قوم ، على حد تعبير الإمام ، وبذات السهولة ستنهزم فيها الشعبوية الانقلابية (البعثية والناصرية) في حزيران1967 لتتوج اللعنة مآل كل المغامرات العسكرية للعقل الشعبوي العربي : القومي واليساري سابقا ، والجهادي الاسلاموي لاحقا ، حيث ستختم اللعنة مصير أحد أشرس رموز الاستبداد في تاريخ سلسلة مسار العقل الانقلابي على الشرعية الدستورية ممثلا بالقائد الضرورة _ وريث هذه الشعبوية الشعارية الصارخة في تورمها الخبيث صدام حسين – عندما ستدخل القوات الأمريكية بغداد بأسهل مما يدخل(الدامر) ذاته منذ قرن وربع !
أي أن اللعنة لا تزال تلاحق الحلم العربي الرغبوي الحماسي العاطفي المشاعري الذي يتشوق ويتشوف للأمنيات الكبرى التي لا تلبث أن تتجندل بالهزيمة تلو الهزيمة ، دون أن يدرك أن أحلام المجتمعات تصنعها ارادة شعوبها : أرادة المعرفة وارادة الحرية ، وليس ارادة قهر المجتمعات من قبل طغم الحكام المستبدين ...
لقد انطفأ الحلم الأول الذي أيقظه نابليون (نموذج باريس) مع دولة استبداد محمد علي التي قدم الإمام محمد عبده أروع لوحة فضح هجائي سوسيولوجي لطغيانها حتى اليوم ، وذلك عندما هزمته جيوش أوربا لتعطيه درسا بليغا أن امتلاك نموذج حداثة باريس لا يتحقق بحداثة السلاح وإنما بحداثة العقل ليس بتحديث الجيش والعسكر بل بتحديث السياسة والمجتمع ...
ثم ما لبث أن انطفأ حلم (نموذج لندن) مع سقوط الشرعية الدستورية الليبرالية مع منتصف الخمسينات من القرن الماضي العشرين عندما هزمت اسرائيل سبعة جيوش عربية سنة 1948 ،وذلك لأن الشرعية الدستورية لم تنجز الثورة الثقافية الليبرالية الديموقراطية ، فجاء العسكر أحفاد أحمد عرابي ومصطفى كامل ليدمروا المشروع الاصلاحي الدستوري لحزب الإمام ، وسينطفئ لاحقا (نموذج موسكو) قبل الألفين مع سقوط المشروع القومي اليساري للأحفاد الشعاريين الحالمين بالتغيير على انقاض مجتمعاتهم وشعوبهم ، ليستيقظ –أخيرا -العرب على كابوس آيات الله ، إنه (كابوس طهران النموذج) الذي يمتطي صهوته -عربيا اليوم- السيد حسن نصر الله ليدعونا في آخر خطاب له شعوبا وحكومات عربية -دون أي استشعار بالهذيان وهو يستعيد مثالات صورة جمال عبد الناصر- لنلتحق بكابوسه (المقاوم ) وكأننا لم نشبع هزائم ، فيريد أن يضيف فاتورة الهزائم الايرانية إلى قائمة حساب الهزائم العربية بوصفها قائمة مفتوحة على فواتير الهزائم !
ما دلالة ذلك ؟
يشير ذلك إلى أن عالمنا العربي لا يزال منذ اللعنة الدستورية التي أطلقها الامام محمد عبده في وجه الشعبوية (العرابية ) الشعارية العسكرية المتنفجة خطابيا ، نقول: إن عالمنا لا يزال يعيش الزمان بوصفه حركة اعتماد في المكان: أي جسد مطروح على قارعة طريق الجغرافيا العالمية ، وروح لا يزال يتنفس برئة القرون الوسطى ، وذلك عندما ينهزم خط الإمام الدستوري الديموقرطي المدني التنويري الحداثي في منتصف القرن العشرين الماضي ، لينتصر الخط الانقلابي الشعبوي (العروبوي-اليساروي وأخيرا الاسلاموي) وهو خط عقل العسكر : (رئيس الجهادية عرابي- وخطيب الفروسية البلاغية الشعرية محمود سامي البارودي - والخطاب العصابي على حد وصف الامام محمد عبده لمقالات مصطفى كامل بوصفها "نوبات عصبية" ) .
سيد المقاومة هذا المتنطع لقيادة الأمة قومويا كعبد الناصر أو اسلامويا كصلاح الدين – وهو على الأرجح الوجه الآخر لابن لادن- نعترف أنه أوهمنا –ولفترة طويلة - وأنسانا حكمة الإمام التاريخية ، وصدقنا الرجل وقدرنا روح التضحية فيه : شهادة ابنه في زمن وراثة الأبناء للأوطان ، فإذا به –في المآل وفجأة- يفقد بريقه عندما يهب رأسماله الرمزي : متبرعا ببندقية التحرير- التي هي رمز شرف المقاومة التي حررت الجنوب - لرئيس المخابرات السورية في لبنان ....
بل إن سيد المقاومة هذا الذي يريدنا أن نخوض بحار دماء اللبنانيين خلفه ، هو ذاته الذي – منذ شهرين- كان يخطب بالحماس (المقاوم) المتأجج ذاته خطبة دينية –تذكرنا بالطريقة الوعظية لمتولي شعراوي الشهيرة- إذ هو يقدم موعظة دينية لمدة ساعات –كيف سمح له وقته الجهادي- لقد كانت موعظة يستعيد بها سيد المقاومة عداوات الماضي المللي النحلي الطائفي ، موعظة كانت ترتعش لها نفوس المؤمنين الشيعة البسطاء من بني قومه ، فراحوا يبكون بحرقة تبدت -من السياق- أنها ليست من خشية الله على الأغلب ، بل شعورا بالذنب –أمام حالة الشحن ومواهب الوعظ – لخذلان هؤلاء المساكين آل البيت ، ومن ثم كرها وغضبا ونقمة على قتلة الحسين : (يزيد وبني أمية) وكأن السيد حسن نصر الله وهو يخطب في حينها ، بغضبه وشحنه وتحريضه، عائد للتو من كربلاء وهو يرغي ويزبد ضد بني أمية ويزيد ...
هذا الرجل الذي لا تزال حروب قريش ( حرب البيت المرواني مع البيت الهاشمي) تشعل مخياله الثقافي والسياسي والجهادي ، هو الذي يتنطع لوحدة العالم العربي والاسلامي خلفه ، وبالتالي خلف مرجعياته الكربلائية آيات الله في طهران الذين يريدون تعويم ملفهم النووي بدماء اللبنانيين ، إذ يتقدم الصفوف بوصفه وريث الخطاب الشعبوي (القوموي واليساروي العربي) بكل أوهام برامجه وهزائم أنظمته ، لكنه المختلف وهميا تحت زعم أنه كان قد كسب إلى جانبه (الله) ، أليس هو قائد حزب الله ؟
إنه يرث الخطاب القوموي العربي المأزوم والمهزوم ، لكنه ما كان له أن ينهزم أمام اسرائيل إلا بسبب ابتعاده العلماني عن الله ، كما يخطر للعقل الغيبي الفقهي القروسطي أن يتهوس ويفسرالتاريخ بوصفه صراعا بين حزب الله وحزب الشيطان ، فقام (حزب الله) بالاستحواز على ميراث الله بكله وكلكله وكليته ، ولم يترك لعباده الآخرين في الوطن –بعد أن طردهم من الجنوب اللبناني- أي شرف للمقاومة بعد أن احتكرها وأصبح مع مرجعياته الخارجية وكيلا حصريا للوطنية ، ليخوض حرب آيات الله بوصفها حربا داخلية بعد أن غدت ايران داخلا لبنانيا على أسس مذهبية ، حيث لا يدري المرء ماهو المحظور القياسي معرفيا أن لا يعتبر المسيحي اللبناني فرنسا داخلا لبنانيا إذا وافقنا على معايير حزب الله المذهبية الدينية في تحديد معنى الوطن والوطنية ! ؟
وعلى هذا فلبنان- الاستثناء الديموقراطي في هذا الفضاء العربي الاستثناء الديكتاتوري عالميا- بات عليه أن يدفع ثمن مصالح المرجعية الدينية (الايرانية ) لإحدى طوائفه باسم الوطنية والمقاومة ، أي مصالح نظام آيات الله الذي يهدد العالم بالسلاح النووي ثمنا لبقائه الكابوسي على صدر العالم ، حيث (الآخر) الغربي لم يعد عدوا بوصفه استعمارا كما كنا نقول نحن (القوميون واليساريون) ، بل غدا الغرب- اليوم- بالنسبة للعقل الشعبوي العربي والاسلاموي (الجهادي والقوموي) بوصفه عدوا حضاريا : كنظام حكم ، وطريقة تفكير ومنظومات معرفية عقلانية ، تنويرية ، دستورية ، ديموقراطية ....
ولذا توحد الخطابان والموقفان الايراني والاسرائيلي على ذبح هذا اللبنان الطري ، المخملي ، الفيروزي ، لصالح الرايات والعمائم والشعارات السوداء وفضاءات اللطم والندب وصور الشهداء التي تغطي صورة لبنان الأخضر كنعوات تعلن موته المؤجل ، وعمامات آيات الله الايرانية وأوهامها الرسولية على قيادة المنطقة وتحدي العالم ، وهي التي أذاق فأر الحفر صدام حسين – بالأمس القريب – نبيها الخميني (كأس السم) ، بينما تتبجح اليوم متنطعة لهزيمة العالم ، ليتحدث المرشد والمشخص والرئيس المنذر القيامي باسم الحزب وبالنيابة عنه حول تسلحه أو عدم تسلحه ، بينما الحزب يذبح مع الشعب اللبناني دون أن يتجرأ من رمي حجرة على اسرائيل وهو الذي كان يريد طرد اسرائيل من الجغرافيا !
نقول : التقى الخطابان والموقفان اسرائيل وايران على تدمير لبنان برسم حل مشكلات جيرانه كأنظمة ، لأن اسرائيل لم تنس هزائمها المتكررة في هذا اللبنان الصغير الوحيد الذي دخل معركة التحدي الحضاري معها : معركة الحداثة السياسية والفكرية والاجتماعية ، وعلى هذا فاللبنان هو الوحيد الذي استطاع أن يقدم تمثيله السياسي والاجتماعي التعددي التوافقي من خلال نظامه الدستوري في مواجهة اسرائيل بدءأ من من اخراجها من بيروت وانتهاء باخراجها من لبنان نهائيا وذلك بسبب الاستقلالية النسبية للمجتمع المدني عن السلطة ، أي بسبب وحدة المجتمع اللبناني حول حزب الله وليس استقوائه بالسلاح على شعبه ومجتمعه الذي أمن حوض الماء لسباحته التي كانت مقاومة قبل أن تصبح رهينة ومراهنة ، أي قبل أن يستبدل السيد نصر الله التعدد بالتفرد والتوافق الداخلي بالالتحاق الخارجي ليغدو لبنان أسير القوى الخارجية التي تتفرج على محنته وآلامه دون أن تتمكن من كسر الطوق عنه لتقدم له كأس ماء ، بعد توريطه بمغامرة تحرير الأسرى !



#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باغتيال سمير قصير اغتيل منبر النهار كمنبر للمثقفين السوريين
- الخطاب الاعلامي السوري - الدعوة إلى حقوق التساوي مع اسرائيل ...
- التوقيع الشفوي: تقرير علني للأمن السياسي
- اليبان الانقلاب - حول بيان الاخوان المسلمين ضد الإساءة إلى ش ...
- هزمهم حيا وهزمهم شهيدا
- اطلقوا الرصاص على ماضيكم الأسود لكي لا يطلق المستقبل عليكم ا ...
- رسالة إلى الأخوة في حزب الله: دعوة إلى المقايضة: هل تبادلون؟
- سوريا : البحث عن دولة ومجتمع ! ؟
- إعلان دمشق : هل يؤسس البديل للنظام السوري المتداعي ؟
- هل يقود البعث السوري البلاد إلى الاحتلال ؟
- النخب السورية.. الديمقراطية وشرط العلمنة
- وزير الإعتام والإظلام
- النخب السورية وترف الاختيار بين الديموقراطية والليبرالية!
- المؤتمر الثامن لحزب البعث واستحقاقات الاصلاح المستحيل
- في مستقبل العلاقات السورية اللبنانية
- دعوة إلى تكليف رياض سيف بتشكيل حكومة سورية
- أية حالة أصبح عليها الأخوان المسلمون في سوريا ؟
- البيان الأممي ضد الارهاب وتعاويذ الفقه الأمني في سوريا
- هل سقوط حزب البعث خسارة
- الموت الهامشي -الهزيل- لفكر البعث أم الإنبعاث -الجليل- لفكر ...


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - هل مآل الحلم القومي العربي اليقظة على كابوس طهران آيات الله ؟