أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم علاء الدين - امارة حماس.. والجلد والرجم .. وزوجة اخي الامريكية















المزيد.....

امارة حماس.. والجلد والرجم .. وزوجة اخي الامريكية


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


التقينا مساء اليوم على عشاء اسري بمناسبة عيد الميلاد، وهي عادة ليست حديثة في ثقافة اسرتي فهمي تمتد الى يوم كانت الاسرة تقيم في رام الله قبل هجرتها في عام 67 الى عمان ومن ثم الى امريكا، حيث لم تكن الاسر في رام الله او في اللد الموطن الاصلي لعائلتي تميز بين الديانات وتعتبر ان الكل يؤمن بالله، وان الدين لله والوطن للجميع، فيحتفي الجميع بالمناسبات الدينية الاسلامية منها والمسيحية.
وفي السنة الماضية وعندما التقينا بنفس المناسبة اشتكت زوجة اخي الامريكية الاصل الفلسطينية الانتماء العربية الهوى، من الصعوبة التي تواجهها بعرض وشرح القضية الفلسطينية، بسبب ما قالته في حينها من الصورة السيئة للعرب والمسلمين عموما في امريكا، والتي تغذيها يوميا مشاهد العمليات الانتحارية في العراق، بالاضافة الى ما تبثه وسائل الاعلام حول اضطهاد المراة ، وعدم وجود الديمقراطية ومظاهر التشدد والتزمت في البلاد العربية وباكستان وافغانستان.
وقلت لها ان القضية الفلسطينية لا شان لها بكل هذه المظاهر، فهي قضية تحرر وطني من الاستعمار، وطلبت منها ان تسأل من تحاورهم من الامريكان ما اذا كانوا يقبلوا بان تحتل روسيا ولاية نيويورك مثلا او ولاية كاليفورنيا فهل يقبلوا بذلك، ام انهم سيبذلوا الغالي والرخيص لتحرير تلك الولاية من بلادهم، وبينت لها ان المجتمع الفلسطيني مختلف عن مجتمع باكستان او افغانستان فالمجتمع العربي عموما مع بعض الاستثناءات والفلسطيني خصوصا مجتمع متفتح ومتسامح والدليل على ذلك ها نحن كاسرة نحتفل بمناسبة دينية مسيحية، وبينت لها كذلك ان الحركة الوطنية الفلسطينية رسخت قواعد ديمقراطية في فلسطين، وان الرئيس الفلسطيني محمود عباس منتخب مباشرة من الشعب، كما ان البرلمان منتخب ايضا مباشرة من الشعب، بالاضافة الى ان المجتمع الفلسطيني يحتوي تنوعا هائلا بسبب انتشاره في كل انحاء الدنيا، مما يميزه عن كثير من الشعوب ويوفر له ديناميكية غير عادية.
وطبعا دون المرور على ذكر الاهداف العليا للشعب الفلسطيني فزوجة اخي تؤمن بقوة بحق الشعب الفلسطيني في الحرية واقامة دولته المستقلة وان له الحق كباقي الشعوب في ان يكون له وطنه القومي.
زوجة اخي النشيطة من خلا لعدد من المنظمات المدنية، تلعب دورا مؤثرا في الدعاية للقضية الفلسطينية، وتقوم بدورها بحماس شديد وقامت بزيارة رام الله واللد ويافا والناصرة وعكا صيف العام قبل الماضي، كما انها على علاقة بناشطات سلام يهوديات وباختصار فانه تقدم خدمات لقضية عبنا ربما تعجز عنها مؤسسات ومنظمات باكملها.
مساء اليوم وبعد الانتهاء من العشاء تناولت الصبية النشيطه " قصقوصة" من صحيفة امريكية مغمورة تصدر في نيويورك " نيويورك نيوزدي" والقتها بين يدي واسندت ظهرها الى الكنبة وقالت اقرأ.
قرات الخبر المكون من تسعة عشر سطرا ومماجاء فيه ان حماس قررت فرض عقوبة الجلد والرجم ضمن قوانين الجزاء، مع اشارة الى ان حماس تسيطر على غزة وبرنامجها يقوم على القضاء على دولة اسرائيل، وطرد اليهود من بلادهم.
صمت برهة فيما هي تنظر نحوي بنوع من العتب وسط ضجيج الاسرة المنهمكة في التحضير لجلسة ما بعد العشاء، ثم قالت هل هذا يعبر عما ادعيته في السنة الماضية عن انفتاح المجتمع الفلسطيني، وانتشار التسامح، هل يمكن تخيل ان تكون العقوبة الجلد والرجم في مجتمع متسامح وديمقراطي؟.
حاولت البرير ما امكنني ذلك .. لكني اعترف بانني كمن اسقط في يده وشعرت بالهزيمة وحاولت تغيير اتجاه الحديث، وادركت بذكائها انني في ورطة ولم تشأ في احراجي اكثر مما يجب، فغادرت مقعدها وانخرطت في العمل الجماعي بين المطبخ والصالون.
وعندما عزمت جينا على المغادرة شدت على يدي وقالت (don t worry i can handle it) أي بمعنى لا تقلق يمكنني ان اعالج الموقف.

غادرت الصالة الى المكتب وفتحت الانترنت على المواقع الاخبارية، فاذ بالخبر منشور في العديد منها ومما جاء فيه:
أقر اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني الذين ينتمون لحركة حماس في غزة بالقراءة الثانية
"مشروع قانون العقوبات" يتضمن عقوبات منها الجلد وقطع الأيدي والصلب والإعدام، في جميع الاراضي التي يمتد اليها نظام الحكم في السلطة الوطنية"، وجاء القانون في 42 مادة وتم توجيهه الى الرئيس محمود عباس بصفته رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة الوطنية.
ويقسم القانون العقوبات إلى «أصلية، وتبعية»، اعتبر أن الأولى هي "الحدود، والقصاص والدية، والتعزير، والصلب، والإعدام، والسجن، والغرامة"، أما التبعية فهي "العزل من الوظائف، والمصادرة والإبادة، والإغلاق، وحل الشخصي المعنوي ووقفه".
وشدد على أنه «لا يجوز إسقاط الحدود بالعفو»، علاوة على أنه «لا يجوز إسقاط تنفيذ القصاص إلا بعفو من المجني عليه أو وليه» في حالات القتل.
وجاءت عقوبة الجلد في عدد كبير من مواد مشروع القانون، إذ نصت المادة الرقم 84 على أن "كل من يشرب الخمر أو يحوزها أو يصنعها يعاقب بالجلد أربعين جلدة إذا كان مسلماً... وكل من يشرب خمراً ويقوم باستفزاز مشاعر الغير أو مضايقتهم أو إزعاجهم، أو يشربها في مكان عام، أو يأتي مكاناً عاماً وهو في حال سكر، يعاقب بالجلد بما لا يقل عن أربعين جلدة وبالسجن مدة لا تقل عن ثلاثة شهور".
واعتمد عقوبة الجلد لعدد من الجرائم والمخالفات، بينها "لعب الميسر(القمار)، وإهانة العقائد الدينية، وارتكاب الأفعال الفاحشة والفاضحة والمخلة بالآداب العامة، وإشانة السمعة، والإساءة، والسب» وغيرها.
ونص القانون على أن «كل من يرتكب جريمة السرقة الحدية بقطع اليد اليمن من مفصل اليد
وفي فصل عنوانه "لدية"، قال المشروع إن "الدية مئة من الإبل أو ما يعادلها من النقود وفق ما يقدره من حين إلى آخر القضاء الشرعي بعد التشاور مع الجهات المختصة".

ونصت المادة الرقم 59 من المشروع على أنه "يعاقب بالإعدام كل فلسطيني ارتكب عمداً أحد الأفعال الأتية: حمل سلاحاً ضد فلسطين لمصلحة عدو في حال حرب معها، كلف بالتفاوض مع حكومة أجنبية في شأن من شؤون فلسطين فتعمد اجراءه ضد مصلحتها، قام بعمل عدائي ضد دولة أجنبية ترتب عليه تعريض فلسطين لخطر الحرب أو قطع العلاقات السياسية، التحق بخدمة جيش أجنبي في حال حرب مع فلسطين أو أوعز أو سهل للجند الانخراط في خدمة ذلك الجيش أو قام بإضعاف روح الشعب المعنوية أو قوة المقاومة عنده، وكل من يتجسس على فلسطين، خصوصاً في زمن الحرب".

وهذا ما حذرنا منه مرارا وتكرارا وقلنا ان الهدف الرئيسي لحماس هو اقامة الدولة الدينية، وان هذه الدولة ستكون على غرار امارة طالبان في افغانستان.
وبالرغم من مئات الادلة والبراهين التي كشفت عنها حماس وفي مقدمتها انقلابها الدموي على السلطة الشرعية، وعشرات التصريحات للشخصيات الحمساوية البارزة ، بالاضافة الى العديد جدا من الاجراءات الميدانية، الا ان هناك من كان يكابر ويقول ان حماس تحترم المؤسسات والقوانين ودستور السلطة الوطنية، وان حركة الاخوان المسلمين عموما ومنها حماس فرع الحركة في فلسطين قد غيرت بعض منهجها وانها باتت تقبل بالدولة المدنية، وبالقوانين العصرية.
وردا على كل تحذير كنا نطلقه ونكشف فيه عن النوايا المبيتة لحماس، وانها لا تؤمن بالدولة الوطنية وانها تعتبر فلسطين ارض وقف اسلامي، وانه لا يعنيها اقامة دولة مستقلة الا اذا كانت على مقاسها ووفق برنامجها الذي يعتبر ان "الحاكمية لله" وانها وكيله على الارض، وان ادعائها الزائف بالمقاومة لتحرير فلسطين، ليس الا لاقامة امارتها الاسلامية، كانالبعض ينعتنا بالتآمر والعمالة، والحقد على الاسلام والمسلمين.
وقد قلنا في مقال الاسبوع الماضي ان الشيخ اسماعيل هنية قد اعلن رسميا اقامة امارة غزة، وان الخطوات العملية سيتم البدء بتنفيذها بعد التاسع من يناير المقبل، وحذرنا من الظلام الدامس الذي ينتظر القطاع وسكان القطاع، وان هذا الظلام كان مخططا له ليمتد الى الخليل لولا يقظة قوات الامن الوطني التي احبطت المؤامرة الانقلابية في الضفة الغربية، وانه في هذا السياق جاء افشال الجهود المصرية لاعادة الوحدة السياسية والجغرافية في فلسطين، وكان هناك من المضللين ومن عتاة الفكر الظلامي من ينتقد موقفنا ويرمينا بابشع التهم.
والان تبدو الصورة قد اكتملت وفي سياقها يأتي انهاء الهدنة حتى تنفذ حماس مشروعها الظلامي تحت اصوات الصواريخ العبثية والالعاب النارية، وعلى ضجيج جنازات الشباب المغرر بهم والمواطنين المسالمين المساكين.
وكل هذا المخطط الجهنمي نفذه حماس وسط ضجيج التجارة بحياة سكان غزة وظروفهم البائسة، وبذرف دموع التماسيح تباكيا على معاناة الناس من الحصار.
ان هذه القوانين التي اقرتها حماس والتي تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الانسان والحريات العامة، وتتناقض تماما مع ابسط قواعد التعامل مع الحريات الشخصية، والحقوق المدنية للمواطنين.
وهذا يتطلب وباعلى درجات المسؤولية الوطنية من الرئيس محمود عباس الى الاسراع بحل المجلس التشريعي والدعوة لاجراء انتخابات متزامنة للرئاسة والمجلس التشريعي.
وعلى القوى الوطنية والديمقراطية وفي مقدمتها قوى اليسار الفلسطيني ان توحد جهودها وتتضافر قواها مع حركة فتح لحماية المشروع الوطني، وحماية التطلعات الشعبية باقامة الدولة الوطنية الديمقراطية. وافشال برنامج حماس الظلامي الهادف الى اعادة مجتمعنا الفلسطيني الى زمن الناقة والبعير وزمن الحمير والبقر.



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تمجيد الفعل الفردي يعبر عن ثقافة المقاومة ..؟
- سؤال يحتاج الى اجابة من كل من يمتلكها
- ابن خلدون : الاعراب اذا تغلبوا على اوطان اسرع اليها الخراب
- ثقافة الاحذية البدوية لا تبني حضارة
- المرأة البحرينية تنتزع بعض حقوقها وما زال الكثير امام العربي ...
- الشيخ هنية يعلن قيام امارة غزستان الطالبانية رسميا
- في ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية .. كيف يكون الحل لازمة اليسار ...
- ايها الوطنيون الى متى سيظل خداع حماس ينطلي عليكم
- التسامح الديني لدى غالبية الشعب الفلسطيني سيهزم مشرع حماس
- غزة ليست محاصرة .. المحاصرة هي حماس .. وأخذت سكان القطاع رهي ...
- خطة الحاج ابو القعقاع للقضاء على مشكلة العنوسة
- تحية الى -الحوار- المدرسة المتألقة في ذكرى تأسيسها السابعة
- من اين ستنطلق الشرارة ..؟؟
- خطة الحاج عطية للقضاء على مشكلة العنوسة
- هيلاري وجانيت وسوزان .. والعقل الناقص للمرأة المسلمة
- كيف أصبحت السيدة -يسرى- صاحبة عمارة
- المرأة .. والرصيف .. والقهر الشرقي
- فاطمة .. انا سورية .. وأفتخر ..
- متى يتوقف عبث النظام السوري
- فاطمة .. وساعتها الرولكس .. وفقراء غزة


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم علاء الدين - امارة حماس.. والجلد والرجم .. وزوجة اخي الامريكية