أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جابر احمد - تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهنة، الفصل الرابع ، الحلقة الرابعة















المزيد.....

تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهنة، الفصل الرابع ، الحلقة الرابعة


جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2503 - 2008 / 12 / 22 - 05:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


انتفاضة القبائل العربية في الحويزة وشط بني طرف ضد حكم رضا خان الاستبدادي :
وحول شجاعة ابناء الشعب العربي الاهوازي وتصديهم لسلطة الاستبداد العسكري ابان حكم رضا شاه ، ينقل الكاتب عن السير برسي سايكس في كتابه " تاريخ ايران " الصفحة 757- 758 قوله: " ان ابناء عربستان الشجعان وان كانوا في قلوبهم راضين عن انهاء حكم الشيخ خزعل ، الا انهم بعد انتهائه اصبحوا وجها لوجه مع سلطة رضاخان الاستبدادية العسكرية ، لانهم شاهدوا باعينهم ظلم و قساوة مجندي جيشه من " القوزاق " وهم يعتدون على حثيتهم وشرفهم ، وذلك عبر كشف الحجاب عن النساء العربيات ، بالاضافة الى تعريض كرامتهم وثقافتهم الى شتى انواع الاهانات ، من هنا، اعتبروا ان المقازمة والوقوف في وجه رضاخان ا ومنعه من الاستمرار في تنفيذ سياساته امر مشروعا ، لانه بعد ان اخذ الشيخ خزعل اسيرا الى طهران عم الاستياء والسخط عموم شرائح وفئات االمجتمع ، وذلك بفعل الفساد والظلم الذي مارسه الضباط الايرانيين الجدد الذين عينوا على راس حكومة هذا الاقليم بحق المواطنين العرب ، الامر الذي دفعهم الى العصيان والتمرد ، لان سرعان ما تبين لهم ان بيان رضا شاه الداعي زورا وبهتانا الى الدفاع عن الشعب العربستاني المظلوم ما هو الا حبر على ورق ، لان ابناء الشعب العربستاني قبل استيلاء رضا خان على عربستان ولسنوات عدة كانوا يتمتعون وفي ظل الممالك المحروسة الفيدرالية بالحكم الذاتي، ولهذا السبب عارضوا السياسات التي تمت على يد رضا شاه واعتبروها تقليدا اعمى للاصلاحات الغربية التي قام بها مصطفى كمال اتاتورك في تركية ، والتي على اثرها عمت الفوضى والانتفاضات كافة انحاء اقليم عربستان ، حيث قام رضا شاه بقمع المنتفضين ونفي زعاماتهم " .
وبعد اختطاف الشيخ خزعل ودخول قواته العسكرية الى اقليم عربستان - الاهواز سلمت عام 1925 ادارة الحكم المحلي الى الجنرال زاهدي دخلت قوات الدولة المركزية بقيادة كل من الجنرالين همايوني و فرج الله منطقة الحويزة وشط بني طرف " دشت ميشان " وبدوره طلب الجنرال زاهدي الحاكم العسكري المعين لادارة الاقليم من قبل الدولة المركزية من مواطني عربستان تنفيذ القرارات التالية :
1- تحويل الاسلحة غير المرخصة الى الدولة المركزية ، اي تجريد المواطنين العرب من السلاح .
2- فرض الزي الغربي – البهلوي – بدل الزي العربي .
3- مصادرة الاراضي الواقعة تحت سيطرة شيوخ الاقليم واعتبارها اراض اميرية عائدة
للدولة .
وعلى اثرها استدعى زاهدي عدد من رؤساء قبائل ومواطني شط بني طرف والحويزة " دشت ميشان و" على راسهم الحاكم المحلي لمدينة الحويزة المولا مطلب العبد علي والمولا نصر الله قائم مقام المدينة ، الى اجتماع تم عقده في مدينة الاهواز، وطلب منهم تنفيذ القرارات الانفة الذكر ، ورغم ان المجتمعين اعلنوا للحاكم انهم سوف ينفذونها ، الى انه بعد العودة عارض عدد من رؤساء العشائر العربية وعلى راسهم الشيخ محي الزيبق رئيس عشائر الشرفة وبعض من الوجهاء المحليين تنفيذ هذه المطالب . و في المقابل حاول حاكم الحويزة ومجموعة من شيوخ العشائر بقيادة مولا نصر الله قائم مقام الحويزة ومولا بنات بن مولا عبد علي وفيروز بن عبد الجار الله احد وزراء المشعشعيين السابقين وصهيود بن جويل من رؤساء عشيرة الصاكية وممثل موفد من قبل الحكومة المركزية وهو السيد العامري اقناع رؤساء وشيوخ عشائر المنطقة ومن بينهم عشيرة الشرفة بقيادة محي الزيبق القبول بالبيان الحكومي والالحاح على تنفيذه ، الا ان الشيخ محي لم يخضع لهذا المطالب ، وفي المقابل خطط وبموافقة المولا بركات واخيه المولا سرحان المشعشعي لاغتيال كل من مولا نصر الله ومولا عبد علي ( ممثلي الحكومة المحلية ) و اعلان الحرب على حكومة زاهدي العسكرية المحلية ، وقد اقترن هذا القرار بفشل عملية اغتيال مولا نصر الله على يد مولا بركات ومولا سرحان ، لان خطة الاغتيال قد اكتشف امرها من قبل ممثل الحكومة المحلية السيد العامري ، وعلى اثر ذلك هرب منفذي عملية الاغتيال وهم كل من مولا بركات و مولا سرحان الى العراق . اما عملاء الحكومة الآخرين ونعني بهم كل مولا عبد علي ومولا نصر الله وافقوا على تنفيذ القرارت الحكومية التي اصدرها زاهدي ، وعلى اثره قامت القوات العسكرية بالاعتداء على الشعب منتهكة حرمات المواطنين وذلك عبر رفع الحجاب عنوة عن رؤساء النساء العربيات و امام انظار الناس ، وعندما وصل تمادي الجنود الى هذا الحد ، ثار اهالي منطقة الحويزة وشط بني طرف " دشت ميشان " ضد قوات رضا الشاه العسكرية ، وفي ناحية البسيتين تمكنوا من قتل الحكم المحلي ويدعى غفوري ثم تشكلوا على شكل مجاميع يقودهم الشيخ محي الدين الزيبق وهاجموا مخفر المفاتيل الواقع في قرية الهوفل وقضوا على القوى العسكرية المتواجدة فيه بعد ان تمكنوا من قتل ضابط المخفر وهو برتبة رائد وكان الشعار الذي يردده المنتفضين انذاك هو " يعقال انسويلك هيبة " وعلى اثر هذا الانتفاضة تم اعتقال الرجل القوي في عشيرة الشرفة وهو الشيخ محي الزيبق ، وبقي رهن الاعتقال في سجن كارون حتى وافته المنية .
العرب الاهوازيون يطلبون دعم المرجعية الدينية في النجف :
على اثر التدخلات السافرة والفضة التي قام بها الجيش الايراني في منطقة دشت ميشان ، والمتمثلة بتجريد العر ب من اسلحتهم و اجبارهم على ارتداء الزي الغربي وترويج الثقافة الغربية في مجتمع اسلامي تقليدي ومصادرة الاراضي لصالح الدولة ، بالاضافة الى معاداة كل ما هو عربي .
تقرر وتشكيل وفد رفيع المستوى يمثل اهالي الحويزة وشط بني طرف " دشت ميشان " يتكون من رؤساء ووجهاء العشائرمن جملتهم لفته بن صويدج و حاجم بن الحاج نوير و وارسل لمقابلة مراجع تقليد الشيعة العظام من امثال آية الله السيد ابو الحسن واية الله السيد النائيني الى النجف الاشرف ، لطلب الاستعانة منهم لمنع الاعتداءات التي يمارسها رضا خان وجيشه في منطقتهم، وعند ما وصل الوفد الى النجف الاشرف ، طرحوا معاناة شعبهم على السيد اية الله ابو الحسن الاصفهاني الذي كان انذاك مرجع دينيا كبيرا للشيعة وقالوا له ان رجلا ظالم يدعى رضا خان اصبح يحكم علينا ، وقد منع اقامة مراسم العزاء على سيدنا ابا عبد الله الحسين عليه السلام ، كما امر بأزالة الحجاب عن النساء وقام باعمال شنيعة انتهك عبرها شرفنا وعرضنا، انه رجل غير مسلم يسير على الطريقة البابية " بهائي " و ان شعبنا قد ارسلنا الى سماحتكم لكي تخلصوننا من ظلمة وشروره ، الا ان رد العلماء كان مخيب للامال ، حيث ابلغوا الوفد انهم غير مستعدين لاصدار فتوى باعلان الجهاد ضد رضا شاه ، لانه سبق و ان اصدر السيد ابو الحسن الاصفهاني واية الله السيد النائيني وبالاتفاق مع 16 شخصية دنية شيعية رفيعة المستوى من علماء الدين الايرانيين الكبار المقيمين في النجف فتوى دينية عام 1304 هجرية قمرية 1925 م لصالح رضا شاه ، اعلنوا من خلالها ان معارضة رضا خان تعتبر مخالفة للدين الاسلامي وخيانة للبلاد وهي نوع من الشرك " واوصوا موفدي الشعب العربي الاهوازي التحلي بالصبر والحكمة وحل مشاكلهم مع الدولة المركزية عبر المباحثات وبصورة سلمية ، وخلافا للتوقعات عاد وفد اهالي منطقة الحويزة وشط بني طرف " دشت ميشان " مأيوسا الى المنطقة .
كما ان اوضاع ابناء الشعب العربي الاهوازي في كل من المحمرة وعبادان و الفلاحية " الدورق " لا نختلف هي الآخرى عن اوضاع اخوانهم في" فيدرالية " بني طرف والحويزة" وفي ظل عدم توازن القوى وفقدان اي صوت للمساندة ، فقد بقي املهم الوحيد معلق به آيات الله العظام في حوزة النجف الاشرف الدينية ، فبادر معتمدي هذه المناطق وهم كل من عبد الحسين الخاقاني ، علوان بن سيد شريف ، عبد الله بن الحاج صلبوخ ، محمد الكنعاني ، منصور بن عباس ، سيد رسول بن سيد هاشم عباس الخاقاني ، سعيد بن سيد هاشم سيد جعفر بن سيد حمد وجاسم بن الحاج ناصر ، وقاموا بارسال رسائل الى علماء النجف الاعلام و من بينهم السيد ابو الحسن الاصفهاني ، الشيخ جواد صاحب الجواهر ، سيد محمد علي بحر العلوم و الحاج ميرزا حسن النائيني يناشدونهم من خلالها التدخل لمنع رضا شاه وقواته من التوقف عن الظلم و عن مصادرة اموال المواطنين و انتهاك اعراضهم وحقوقهم الانسانية التي تداس من قبل رضا شاه وقواته ، الا ان رد علماء النجف كان سلبيا ومخيبا للآمال ، في حين ان مثل هذه المواقف تتخذ ضدشعب سبق وان لبى نداء هؤلاء الاعلام للانخراط في عملية الجهاد ووقفواجنبا الى جنب رجال الدين وقد بذلوا الغالي والنفيس دفعا عن عزة وشرف بلادهم .
من جهة اخرى ادت المقاومة الباسلة لقبائل وعشائر فيدرالية الحويزة وبني طرف الى تأجيج غضب وسخط رضا شاه ، فامر ان تقمع انتفاضتهم باستخدام شتى الاساليب العسكرية ، على اثرها قامت الطائرت والمدفعية الايرانية بقصف الاهالي الامنين دون اي رحمة او شفقة .
وفي ختام هذه المغامرة وعبر وساطة عدد من رؤساء العشائر والشخصيات المحلية المعروفة توقفت هذه المجازر وتم اصدار عفوا عاما عن المنتفضين ، الا انه بعد مدة القت الحكومة العسكرية القبض على عدد كبير من رؤساء القبائل والشخصيات المعروفة وقامت بابعادهم وعوائلهم وبطريقة مشينة ومهينة عبر لرستان الى العاصمة طهران *، ومن ثم تم توطينهم في مدينة جرجان الواقعة في شمال ايران . الا انه بعد سقوط حكم رضا شاه اثناء الحرب العالمية الثانية عاد المبعدون الى وطنهم عام 1945 وذلك بعد مرور ثلاثة عشر عاما على تبعيدهم القسري .
انتفاضة الشيخ يونس العاصي في منطقة الحويزة وبني طرف" دشت ميشان " 1324 – هجرية شمسية 1945 ميلادية :
قبل انتهاء الحرب العالمية الاولى كان رضا شاه وفي سبيل التنكيل بزعماء قبيلة بني طرف اخذ رضا شاه يساند اللاجئين السياسين القادمين من الجهة الاخرى من الحدود " العراق " وفي سبيل تقوية سلطة الدولة ، كان يمنحهم المشيخة على قبائل بني طرف ولعل من بين الشيوخ الذين لجأوا من العراق الى ايران يمكن ذكر الاسماء التالية :
1- الشيخ خزعل الفالح الصهيود من قبيلة البو محمد القاطنة مدينة العمارة الحدودية وقد منحه الاراضي العائدة للمواطنيين العرب في كل من قرية الصفيرة والعكبات " بيت سيد ياسين " .
2- السيد اسماعيل بن السيد شريف آل سيد نور ، وقد ملكه قرية الفنيخي بالقرب من قضاء البسيتين .
3- حجة الاسلام والمسلمين الشيخ جعفر الساعدي ، فرع بيت زامل وقد ملكه قرية الدفار وما جاورها .
وما ان بداءات الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945 حتى حصل فراغ امني عمت على اثره الفوضى عموم ايران بما فيه اقليم عربستان ، فاستغل الشيخ يونس العاصي الشرهان الطرفي والذي كان اثناءها مختارا لقرية الشمارية هذه الظروف ، وهاجم قرية الدفار الذي منحت من قبل الدولة المركزية و المحلية الى حجة الاسلام الشيخ جعفر بن الشيخ خلف الكورجي الساعدي واحتل هذه القرية التي كانت الغالبية العظمى من سكانها من قبيلة بني طرف ولم يستطيع الشيخ الساعدي الصمود، فهرب لاجئا الى قبيلة كعب القاطنة في مدينة الشوش ، وقد كان المنتفضين يرددون شعار او هوسة " هل المومن خرجه على اكتافه " ثم بعد ذلك توجه الشيخ يونس الى قرية الفنيخي وطهرها من تواجد السيد اسماعيل بن سيد نور لذي هرب الى منطقة الميناو واعاد اليها مرة ثانية بني طرف ، وبغية تطهير القرى الحدودية من تواجد القوات الايرانية وعملائها توجه وبمعية اخوته ومؤيديه وهم كل من جاسب الغضبان واحمود الشرهان و عناية بن شايع بن جعفر المهاوي وجاسم بن محمد الشيخ كاظم بن منيشد وبقية المناضلين من ابناء رؤساء العشائر من بينهم السيد حمد بن السيد جاسم والسيد جهاد بن السيد غانم والسيد العيبي بن سيد شناوه وسعد بن سيد البو عبيد، فهاجموا القرى الحدودية مثل الرميم وابو كلاك والدبية و ابو جاموسة وهي قرى ملكت للشيخ خزعل الفالح الصهيود واعاد اليها سكانها الاصليين وهم قبيلة بني طرف ، كما ان الشيخ فالح شأنه شأن الشيوخ الاخرين هرب الى منطقة الميناو ، وبعد هذه الانتصارات الهائلة رردت قبائل بني طرف الهوسة او الشعار التالي :
عناية وجاسم ويونس خلفت الحيد = يوم الكون عدهم مثل يوم العيد
طردوا كل عدو وجابو البلتبعيد = ما هابوا من رد اطوابه ، وشعار "جر سيل وخضر كل باري " وقد حكم الشيخ يونس هذه المناطق لمدة ثلاث سنوات ، الا انه لم تمر الا فترة وجيزة حتى استعادت الحكومة المركزية نفسها فقامت الحكومة المحلية بقيادة مصباح فاطمي و اللواء فيروزي مدعومة بالجيش و بعض القوى المحلية من العشائر بمحاصرة قرية الشمارية محل الاقامة الدائم للشيخ يونس العاصي الا انها لم تتمكن من القاء القبض عليه وفي المواجهات التي دارت بين الجانبين واثناء انسحابه تمكن يونس ورجاله من قتل العديد من العسكرين ومصادرة الكثير من العتاد والسلاح و المؤن .
وهنا و للامانة التاريخية لابد من الاشارة انه واثناء ملاحقة يونس العاصي ساند بعض من المشايخ في منطقة الحويزة وشط بني طرف القوات الحكومية ومن بين هذه المشايخ يمكن ذكر شغاتي ، ابو ريشه ، علي المجمان ، وشنته البنيان من قبيلة السواري و الحاج كزار من سواعد و شيوخ مزرعة وقد عرفوا بالعشائر الداعمة للدولة ، وفي ظل عدم توازن القوى انسحب يونس العاصي ومقاتليه الى "هور العضيم " الواقع في المنطقة الحدودية الايرانية العراقية ، الا ان القوات الحكومية ومسنودة بالعشائر الانفة الذكر تتبعتهم الى داخل الاهوار وجرت مصادمات شديدة بين الجانبين قتل على اثرها محمد العاصي شقيق يونس العاصي وتمكن يونس العاصي الافلات من الطوق الذي فرض عليه وصمد صمود الابطال ، وتمكن بعدها من مباغتة الجيش الابراني و مجموعات العشائر المواليه له الذين سبق و ان عسكروا في قرية الدبية و تمكن من قتل العديد منهم ، كما قتل في هذا الهجوم عدد من مرافقي يونس من بينهم محي الحاج سبهان وصياح بن بنيان بن منيشد وشرهان بن جلاو، كما هاجموا مرة ثانية قرية الرميم قبل ينسحبوا نهائيا باتجاه الحدود العراقية الايرانية حيث بقي الشيخ يونس مقيما في العراق حتى وافاته المنية عام 1964 .
لقد كتب الجاسوس الامريكي " ارجيبالد روزولت " في كتابه " تعليم الشوق " الصفحة 222 حول شخصية يونس وذلك عندما التقاه في مدينة العمارة في نوفمبر من عا 1944 قائلا ´:
بينما كنت جالس في المضيف فجئة وصلت الى مسمعي همهمات ، سرعان ما دخل على اثرها رجل يضع على كتفه عباءة مطرزة بالخيوط الذهبية ، ممتلئ الجسم ، متوسط القامة ، ذو طلعة يجللها البهاء وصورة جميلة يزينها شارب وقور ،وعلى عادة الوجهاء والاشرلف كان يسير بخطوات متأنية ، وعند دخوله مضيف الشيخ محمد العريبي رئيس قبيلة البو محمد كان واضحا تماما انه لا يقل اهمية عنه ، وخلاصة القول هو من ذلك النوع من الرجال لتي تصدق ان تقال بحقه كلمة انه "حقا رجل " بكل ما تعني هذه الكلمة من معاني ، نعم ان الرجل القادم لتوه ما هو الا يونس العاصي ، واثناءها تجاذب اطراف الحديث مع الشيخ محمد العريبي وكان يتكلم بمرارة ولم افهم مما قاله من حديت الا كلمات مثل " الايرانيون " " الخيانة" " اذا سلمنا سلاحنا سوف يستعبدوننا .. الخ " رشاشاشات الجيش الايراني .. "نقاتل ... " قتلنا " وكنت اثناءها الوم نفسي لماذ لم اتعلم لهجتهمم المحلية بشكل كامل . ثم يضيف فنظر لي الشيخ يونس وسأل الشيخ محمد من هذا؟ هل اتقن العربية ام لا ؟ وعندما اجابه الشيخ محمد استدار نحوي مبتسما وقال " اشلونك زين " اي كيف حالك هل انت بخير ؟ . بعدها تركنا الشيخ محمد العريبي لبرهة بحجة ان لديه عمل، وقد اغتمت هذه الفرصة فاقتربت منه اكثر واكثر وسألته متى تركت ايران ، فاجاب قبل يومين ، كما وجهت له عدة اسئلة تتعلق بالوضع الايراني وحربه مع القوات الحكومية وهل ينوي العودة الى ايران ام لا ؟ وفي الاجابة قال : ان قلبه قد ضاق حزنا على وطنه فطالما ان بلاده تحت سلطة دولة قمعية فليس هناك مجالا لعودته " .
هذا وقد التقى مترجم هذا الكتاب اثناء اقامته في العراق في الفترة الواقعة مابين 1970 – 1975 السيد الفاضل المرحوم المغفور له فيصل يونس العاصي ، وقد كان كاتبا واديبا وعضوا فعال في الجبهة الشعبية لتحرير الاحواز – عربستان وقد عملنا في اللجنة الاعلامية وقد اشتركنا معا في ادارة اذاعة صوت الثورة الاحوازية التي كانت تبث في تلك الفترة من الاراضي العراقية .
وبذلك تكون انتهت الحلقات الاربعة من الفصل الرابع من تاريخ الاهواز- عربستان - و يليه الفصل الخامس وهو من اهم الفصول ومخصص لامارة بني كعب .
* بعض اسماء العشائر التي ابعدت وهي التوالي :
بيت مهاوي ، بيت زاير علي ، بيت منيشد ، بيت حجي سبهان ، بيت شرهان ، بيت سعدون ،بيت صخر بيت صويدج ، بيت مشعل اهل الشاخة ، فرع من السواري فرع من الحائي كعب ، بيت غافل فرع من البرواية ، فرع من عبد الخان ، فرع من العراكات ، فرع من البو جلدة فرع من الحيادر ، قبيلة الشرفة ، قبيلة بنو تميم قبيلة كعب اهل الشوش قبيلة بني سالة وعدد كبير من وجهاء المنطقة وشيوخها .
تأليف : موسى سيادة
عرض وترجمة : جابر احمد
مصادر بحث هذه الحلقة .
شوق أموختن ن تاليف ارجيبالد روزوفلت ، ترجمة صهباء سعيدي ، طبع ثانية
حماسه جاويد، تأليف حجة الاسلام محسن الحيدري
المنيور ، تاليف حميد طرفي
تاريخ المشعشعيين واعلامهم
تاريخ ، ايران ، تاليف الجنرال سربرسي سايكس ،ترجمة سيد محمد تقي فخراني جيلاني
دليل الخليج قسم التاريخ ، تأليف ، ج ج لوريمر
تاريخ سياسي ايران ، تأليف عبد القادر النجار .



#جابر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الأهواز -عربستان- منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهنة ...
- تاريخ الأهواز - عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهن ...
- تاريخ الأهواز عربستان؛ منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهنة ...
- صفحات منسية من تاريخ مناضلي الشعب العربي الاهوازي ،الموجز في ...
- بيان جبهة المشاركة الانتخابي يتجاهل معاناة الشعب العربي الاه ...
- الاستيطان في اقليم الاهواز مشروع قومي ام لغرض تغيير النسيج ا ...
- اجتماع هام في بيت متواضع تضامنا مع عمادالدين باقي
- محنة المفكر الاهوازي الاستاذ يوسف عزيزي ام محنة الحرية في اي ...
- معمموا النظام الايراني وافنديته وجهان لعملة واحدة
- استمرار سياسة التطهير العرقي في اقليم الاهواز
- اقليم الاهواز كثرة الخيرات وكثرة المعاناة
- مجزرة الأربعاء السوداء الدامية 28 عاما ونضال الشعب العربي ال ...
- بمناسبة اليوم العالمي للطفولة النظام الايراني يستعد لتنفيذ ح ...
- النظام الايراني ، تبريد المناطق الساخنة لصالح الشيطان الاكبر ...
- العواقب الوخيمة لتلوث البيئة في اقليم الاهواز
- نجاح الاهوازيين وخيبة امل الوفد الايراني *
- اسرار الثورة الايرانية بين ما هو معلن وما هو خفي 2 - 2
- اسرار الثورة الايرانية بين ما هو معلن وما هو خفي 1-2
- الشعب العربي الاهوازي في ظل حكومة رجال الدين
- اليسار الاوروبي يعتذر للاهوازيين أين موقفكم ايها اليساريين ا ...


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جابر احمد - تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهنة، الفصل الرابع ، الحلقة الرابعة