أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - النصير ئاشتي - تغريد البَير ....فتاة التجاوز الشيوعي














المزيد.....

تغريد البَير ....فتاة التجاوز الشيوعي


النصير ئاشتي

الحوار المتمدن-العدد: 2501 - 2008 / 12 / 20 - 09:34
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


تجلسُ في دائرة ِالحزن ِالمتكلس ِ، تنفض ُ عن عينيك نحاس التَوهم ، تقول الغد القادم أجمل ، ربما هو الأجمل ، لكنَّ دائرة الفرح الطفولي تضيق، حين يبدأ البكاء المُر يتصاعد ، تختنق بدموعك ، وكأن الأخرين يبكون بعيونك ،تحاول جاهدا ً أن تجعل الكلمات بوابة ً للنسيان ، لكنََ كلمات جليسك تفتح ُالف َباب ٍللذكرى ،فينهمر ُ الدمع كالمطرفي ربيع كوردستان ، تحاول ورفيقك أن تخفف أحزان الذكرى ، ولكن هيهات ، مادامت الصورة ماثلة أمام عينيه ، فالدمع يكون جليسنا الخامس ، انا وهو ورفيقنا والخمر والدمع .
تغريد .... فتاة الفرح القادم ، لا شئَ يقف أزاء أصرارها ، تستخدم كل أسلحتها ، حتى تحقق ما تصبو اليه ، مدللة ُالبيت ، ساحرة ٌ ، كلماتها قانون محبة ينفذها الجميع ، أولهم الأب بالطبع ،تفترض في روحها شيوعية القرن الثالث ، رغم إقطاعية نهاية القرن الثاني ، ينهضُ التمردُ في روحها ، صقر ٌيفرش جناحيه على كل بغداد ، تصرخ بأزلام السلطة بكل عنفوان الفتاة الشيوعية ، وتتجاوز المستحيل ،حين تبدو جبال العوائق ماثلة أمام عينيها ، وبالفعل كانت تغريد فتاة التجاوز الشيوعي بكل ما لهذه الكلمة من معنى .
يستذكرأخوها ( رفيقك النصير ابو علي مشمش ) أمامك حياة طافحة بالتحدي ، فتتجاوز الأستغراب من شجاعة هذه العائلة ، كل أبنائها وبناتها يشعرونك بشجاعتهم دون أن تقف عند حدود الشجاعة ، وتغريد أنموذجهم الشاب ، فتاة بعمر الورد ، لما تزل طالبة جامعية حين أخبرت والدها بتقدم حبيبها من أجل خطوبتهما ، تهاجرحين اشتداد الأزمة ، وتعود مرغمة الى الوطن ، مع أخيها وزوجته ، ليس أمامها من شئ غير العمل للحزب ، وكأن الحزب قدرها الذي خـُلقتْ من أجله .
الخمرة سلطان الروح وآلهتها ، تضيع بسحرها وتنسج عالما من بنفسج أحيانا ، وأحيانا أخرى تغرق في كوابيس الحزن والدمع ، فتستفيق بروحك كل الأحزان ، وكأنك أتيت الى هذا العالم بعربة من الأحزان والدموع ، لهذا ترى (ابوعلي ) يغرق بالنشيج المتقطع ،وهو يروي بعضا من حياتها ، رغم معرفتك بشجاعته وتحمله ،إلا أن موقفها في مركز الشرطة ، يبعث على الأعتزاز .
جرس الهاتف يقرع ، ترفع السماعة زوجته ، الصوت يبدو غريبا ، فهو صوتهم وحدهم ، صوت الجريمة والعنف ، صوت الخساسة والنذالة متميز عن كل صوت ،
يدعوالى حضور (ابو علي )الى مركزشرطة بغداد الجديده ، وكفالة أخته التي عملت حادث مروري ، يمر الوقت سريعا ، ولكن خشية تغريد من أن يكون أخيها قد بلع الطعم ، تخدعهم من أنه يتأكد أكثر من سماع صوتها ، تأخذ سماعة الهاتف ، تصرخ بأعلى صوتها من أنها لم تعمل حادثا ً مرورياً ، وعلى عامل أن لا يحضر ، وتكرر لا يحضر .....تبدأ الكلمات مشبعة بالدموع . لأنه يعتقد لولا صوتها عبر الهاتف ، لكان هو الأخر شهيدا مثلها .



#النصير_ئاشتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤالان كبيران؟؟ ....نعم ولكن بحجم التجني والحزن
- أيام الأنفال ...أيام الحشر الألهي(3)
- فضاءات الغربة .... فضاءات الحقد
- مهرجان أيام الرافدين الثقافية العراقية في برلين / العراق أول ...
- حزن بعمق الحزن ...لرحيل مفاجئ
- شهيد بحجم وطن ... وطن بحجم شارع
- ينابيع العراق ...وردة الحلم ....زيتونة الطموح
- صباحات الوطن ... صباحات الأنترنيت
- بشت آشان....أعلان مجاني لذاكرة التاريخ


المزيد.....




- في ضعف النظام الإيراني
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- فوز يساري مسلم في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك ...
- اليساري ظهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلد ...
- بلاغ المكتب الوطني للنقابة الوطنية للعاملين بالتعليم العالي ...
- بيان مشترك .. الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية تدين العد ...
- الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية تدين العدوان الأمريكي - ...
- تيسير خالد يهنئ الشعب الايراني بانتصاره على العدوان وحلف ترا ...
- لا للعدوان الصهيوني -الامبريالي ضد ايران، نعم لفلسطين مستقلة ...
- لمحة عن التكنولوجيا المستخدمة في ملاجئ الأغنياء


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - النصير ئاشتي - تغريد البَير ....فتاة التجاوز الشيوعي