بشت آشان....أعلان مجاني لذاكرة التاريخ

النصير ئاشتي

الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 11:39
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

أوراق نصير (20)

تحترق ُ الكلمات / تضئُ زوايا التوجس / وتبحرُ في ذاكرة التاريخ دما ً شيوعيا ً/ ترك بسمته على صخور ذلك الوادي / المطمئن لصوت القبج الهائج بين شعاب قنديل وأخاديده / هذا الدم المسفوح ظلما ً / يعلن لذاكرة التاريخ قصته / أعلانا بالمجان / مثلما كان القتل بالمجان / وعلى هذا التاريخ أن لا تــُمزق صفحاته بالمجان / مثلما ( على الشيوعيين العراقيين أن لاينسوا الاول من أيار)*
تحترق الكلمات / وتنبأنا من أن الحزن القابع في ذاكرة التاريخ / هو حزن الدم والقتل والجريمة والخيانة / هو عنوان أزلي لكل الصفحات السوداء / لا يشربها الدمع / ولا يركع عند دكتها الشرفاء / لهم وحدهم هم صناعها/ وبانوا حروفها حرفا حرفا ً/ لهم وحدهم يتفيأون بضلالها / ويشربون طـَرقها بؤسا ً / هي حاضنتهم ومنتجعهم / ولا يدورون ألا في فلكها / فقد صنعوها بأحدث ألات الغدر.
بشت آشان ..أعلان مجاني لذاكرة التاريخ
أعلان بالمجان ،
صفحات من ذاكرة لا تعرف طعم النسيان ،
مادام بها رائحة النرجس والنسرين ،
بشت آشان ... ذاكرة الانسان
قال الراوي وهو يشير الى قرى ذلك الوادي / من أن التداخل في اشكال بيوتها / مثل التمايز بين طباع ساكنيها / فقد آوى الشيوعيون العراقيون بعض أهالي تلك القرى /ولكنهم غدورا بالشيوعيين / ولايسجل التاريخ بهذا الباب شيئا / هل هي طيبة الشيوعيين /أم هو دهاء الاهالي / ويشير بعض المغرضين الى مقولة لينين عن الطيبة التي تؤدي الى جهنم . والمهم في الأمر هو / ذاكرة التاريخ لا تمسح من صفحاتها اسماء تلك القرى / على الرغم من هجران أهاليها لها منذ ربع قرن .
( صباح الخير بشت آشان
وتغني الطيور الوان
صباح الخير ياكَارا
صباح الخير ياقنديل ) *
ياقنديل ياباب القيامة ،
ياملاذ العشق ،
كم آخيت بين الموت والجسد المضرج بالدماء
وكنت تصرخ ُ،
أيها الموت الزؤم ألا أبتعد ،
لما تزل بين الصخور ،
حمية الأكراد ، شيمتهم ، وإكرام الضيوف ،
وانت ياقنديل كوردي شريف .
تحترق الكلمات / قال الراوي تحترق الكلمات / ولكن تبقى الاسماء / تبقى الاسماء كنجم القطب / تبارك كل رغيف لا يــُغمس بالدم / ولا يـُطعم ُمن أجل مواقف خاسرة / فالأسماء دلالتنا في ألايتان بكل شهود التاريخ .
لتأتي بالشاهدة الأولى
أحلام .. عميده عذيبي حالوب
شيوعية من نحاس وماء
في قرية ليوذة استشهدت
اقتطع الاميون أصبعها من اجل استخراج خاتم زواجها
قال الراوي عنها كي يريح ضميره المتوهج.
أنصتوا
ستأتي الينا عروس جميلة
مثل الشهادة
عذبة كاللحن
تسامرنا أو تحاورنا في نداوة عشق الرفاق
الى البندقية ثم تنفض عنا الوسن
وحين تغادرنا
تخلف لنا اثرا نستدل به للوطن
أما الثاني / قال الراوي والثاني أميٌ / لكنه يقرأ كل حروف الحزب / ويجسدها في شجاعته بأحتلال الربايا / يسمى خضر كاكيل / وبالمناسبة التحق به ابنه فيما بعد
والثالث ؟؟ / قال الراوي والثالث من بين بيوت الفقراء / يطل ُ إلها ً / يعشقه كل الانصار / يقرأ شعرا ً / لا أعرف من أين يجئ بهذا الشعر / يذكر في كل الاشعار / مدينته الغارقة في الفقر / ويذكر ابنته ليليان / ما أجملها تلك الطفلة حين يناجيها / يدعى كاظم طوفان /لا يرغب كاظم في أكثر من مكتبة / وحديقة بيت تملأها أشجار الرمان .
والرابع ؟؟؟ / الرابع يا انت المخبول / بكل ثنايا التاريخ / يقول الراوي من ميسان / صحفيا كان /يكتب شعرا يحفظه الانصار
( لمشي عله الدرب زكزاك ..... من ديرش لهلوره ) أو
( يابو انخيله اعله المتن محلاهه
دنية وصفت لاهل الغدر محلاهه
وانجان ضيم الردي شد محلاهه
ندريك كدهه وعالشدايد تكَدر )
والخامس ياراوي الحزن / من ْ كان الخامس ؟؟
الخامس يدعى هاوار / كان يمني النفس / بمسابقة حرة لكمال الاجسام / لكن الطلقة في ساقه / حالت دون الحلم / شد الجرح بكوفيته / واحتضن الرشاش .
والسادس رستم / قالت زوجته / لا يكبر سركوت على حب الغير / سيكون شيوعيا / هكذا علمني رستم ان يبقى سركوت شيوعيا مثل ابيه / سركوت الان شيوعيا
والسابع يدعى دشتي /أجمل خلق الله / يفتخر بيننا من أن أخاه شهيدا
والثامن ياراوي الكون ؟؟/ كان الثامن نجفيا ً ، يدعى ابو يوسف ، ولكن المشكلة ياصديقي من ان النجف في هذا الموطن اعطت اثنين / وكلاهما يدعىابو يوسف / الاول يعشق كل الكتب / والثاني يرغب ان يطعم أفواه رفاقه .
الحيرة تأكلني / وأنا اطرح هذا الأعلان المجاني لذاكرة التاريخ / فالكلمات الجذلى تحترق / وبقايا الجثث الموشومة بالحزن تحاصرني / أكتب يا انت المولع بالشهداء / أكتب كل التاريخ / هل تعرف أن التأريخ / يمقت كل البوح / حين يغلفه كيس رياء .
أذن بشت آشان ... أعلان مجاني لذاكرة التاريخ
قال الراوي وهو يشد على لحيته حزنا / من أين سأبدأ ياولدي / اشقولكا ذاكرة يمرح فيها الانصار / ابوتغريد وسعيد مفاصل واحمد عرب / أو هل تريد أن أبدا بأول الشهداء / سعد ذلك الشاب الذي استشهدا والديه / وهو لا يعرف من انهما سبقاهاه بهذا الفخر / ام سأبدأ بمام رسول / فلاح بشدريّ يعشق الحزب / مثلما يعشق فتاة في أيام صباه .
أمسكت الراوي من ردن عباءته / قلت له لا تنسى ابو يحيى / فقد كان اسخيلوس شاهدا على تاريخ أثينا / مسح الراوي دمعته / وتنحى للجهة اليسرى / قال تمنيت أن يكون ابو يحيى راوية قبلي / يكشف كل خبايا بشت آشان
هل نرحل يا سيدي الغارق في التاريخ قليلا / نحو جنوب قرىً /ترغب ان يأوي فيها / كل الفرح المكبوت / نبدأ من كاسكان / فتى الاستريلا لا يستقر / يقول دفاعا عن الحزب يا أخوتي / فلنبادر، فالجوتملأه الطائرات المغيرة / فتى الاستريلا انت خلقت لكل التجاوز. أجر خطاي أنحدارا / قرناقو يا صمت الكون الضائع في ضحكة دكتور بهاء / بشت آشان العليا / بشت آشان السفلى / ديانا / بولي / كل احجار هذه القرى / ستروي قصة هذا الاعلان .
وانت ايها الشيوعي الذي يختفي سر شيوعيته في ضحكته / كنت قائدا شيوعيا / ولكنك تجاهلت كل غطرسة القيادة / وكنت تقول بكل جنون الشيوعيين الجميل مازحا ( اريد جاي خفيف وحلو بس ما ......) تحمل على ظهرك كيس الطحين / وتقول النكات التي تبعث الضحك في شفاه الرفاق / لا أعرف في أية زاوية من روحك / كنت دفنت السر الحزبي .
اتذكر كل رفاقك واحدا ً واحدا ، بكل صفاتهم ، وحبهم ، وتضحيتهم ، حنانهم ، وشجاعتهم ، وأخلاصهم ، وحزنهم ، وأنتمائهم ، وشموخهم / وبسالتهم / وعنفوانهم / وكل ما يمت من صفات بمعنى الانسان .
وهم يا صاحبي كثر/ أولهم أنت أبو ماجد / ابو يوسف / ابو علي / ابو سلام / ابو صلاح / ابو توفيق / دكتور بهاء / سعد / ملازم حسان / عامر / / ابو خليل / ابو توفيق / ابو بسيم / ملازم جواد / ابو صوفيا / ابو صابرين / ابو عادل / ابو يحيئ / ابو خلود / وضاح / ابو مهدي / / ازاد / سمير / ابو هندرين / عادل لبرالي / ابو حاتم / عبير / سامان / دكتور عادل /رعد / ابو مسار ، ابو مازن / أبو ظفر /ابو وطفاء / ابو طارق / أبو سحر/
ياألهة الكون / كل هذه الاسماء / ألا تشكل نجوما يانعة في سماء العراق ؟؟

#النصير_ئاشتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات