أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الحميد العماري - لماذا يهان العراقيون ؟!














المزيد.....

لماذا يهان العراقيون ؟!


عبد الحميد العماري

الحوار المتمدن-العدد: 2501 - 2008 / 12 / 20 - 03:12
المحور: الصحافة والاعلام
    


لم تزل حدة الجدل الدائر حول تعرض الرئيس الأميركي جورج بوش للضرب بالحذاء من الصحفي منتظر الزيدي مستعرة وإن كانت قد خفت هذه الحدة في اليومين الماضيين ،ذلك لأن العاصفة ربما هدأت قليلا مع توارد أنباء عن نية الحكومة العراقية تخفيف العقوبة الى أقل قدر ممكن.. لكن في الحقيقة أن أغرب ما شهدته أيام هذه الحادثة ، وجود مجموعة من الكتاب وثلة من المثقفين والمتثاقفين أنهالوا في كتاباتهم على الشعب العراقي بأقسى عبارات المهانة ، وحملوه نتيجة ما تعرض له الرئيس بوش !! ولاندري لما كل هذا التحامل على العراقيين مع أن هؤلاء الكتاب والمثقفين والمتثاقفين يدعون أنتمائهم للعراق ؟! ومازاد في ألأمر غرابة .. أنهم تسابقوا عشية ذلك اليوم الذي شهد الواقعة.. بالتهجم على الشعب العراقي في عدد من مواقع ألأنترنت !! فمنهم من وصف ألأمة العراقية أنها تحركت بفعل (حذاء) ! وآخر حمل العراقيين المسؤولية الـ(أخلاقية) بحسب وصفهم لما تعرض له المدلل بوش!وكاتبة سوف أتحفظ على ذكر أسمها قالت (ولا زال اغلبيتنا موهوما بعنتريات مخجلة , تعطي للأجيال المقبلة مثلا مبتذلا لا يفتخر به اي عاقل) وهي تهاجم ليس العراقيين فحسب ، بل العرب جميعهم !!وكاتب آخر أتهم الزيدي بأنه من البعثيين تربية وسلوكا مع أنه (الزيدي) رجل يساري أي بميول شيوعية وذلك ليس سرا على أحد ممن يعرف منتظر الزيدي.. وحمل الشعب العراقي مسؤولية ماحدث!!ومتثاقف آخر يقول (أخلاق الحذاء أو ،،القنادر، بلهجة العراقيين،، هذه صارت جزءً من السلوك اليومي في السياسة والثقافة العراقية) !! فهل صحيح أن ثقافتنا أصبحت ثقافة القنادر ؟! هذه الثقافة التي أنجبت الجواهري والبياتي والسياب ونازك الملائكة وغيرهم الكثير الكثير من ألأسماء التي نفخر بها نحن والعالم العربي ككل؟! ومتثاقف نكرة لم يكتف فقط بالتحامل على الشعب العراقي ، بل أخذ يتحدث عن شجاعة ونبل الرئيس بوش بالقول :(اثبت الرئيس الامريكي انه ليس شجاعا و جريئا فحسب بل انه رئيس نبيل من طراز خاص واعطى درسا بليغا للقادة الشموليين في المنطقة والشرق الاوسط عموما حول كيفية التعاطي مع هذه المواقف) !!
آثرت أن أنسل بعضا من ما جاء بأقلام هؤلاء المتحاملين على الشعب العراقي لأسباب أعتقد أن جميعنا يجهلها ، ولاندري هل ذلك يدخل من باب الدفاع عن بوش كرئيس للولايات المتحدة ألأميركية ؟ أم أنه يندرج تحت عنوان إرضاء أبطال العملية السياسية الحالية ؟ أم أن في الأمر ماهو يعتبر من ألأسرار التي تحركها بورصة الدولار وهو يشهد صعودا في الشورجة ومريدي لاند والعواصم ألأوربية ؟! اللهم أعلم .
لقد حمل هؤلاء النكرة بكل ما للكلمة من معنى.. حملوا الشعب العراقي مسؤولية ماحدث ، وأظهروا تعاطفهم وولائهم للرئيس بوش على حساب العراق وشعبه ، وأنا شخصيا أشكر الرئيس بوش لأنه كشف لنا ثلة جديدة من الأذلاء والتابعين لمصنوع أسمه ( الدولار) ، وكشف لنا زيف شعارات هؤلاء الذين كنا نحترم البعض منهم كونهم كانوا يسطرون بأقلامهم مواقف ظننا أنها وطنية ، لكن سرعان ماتكشف ألأمر وأضحى أنه مجرد شعارات ليس إلا، وكان ألأولى بهم أن ينتقدوا الحالة بمفردها ولهم الحق في ذلك على أعتبار أنها تندرج في سياق الديمقراطية وأحترام حرية التعبير عن الرأي ، لكن ماعلاقة الشعب العراقي المغلوب على أمره بما أقدم عليه الصحفي العراقي منتظر الزيدي ؟! وهل من أدب الكتابة أن يهاجم شعب بأكمله لمجرد ألأعتقاد بأن ماحدث هو (خطأ فادح) قام به فرد؟ وهل يجب معاقبة الشعب على حدث قام به أحد أبنائه؟ واذا كان ألأمر كذلك فما الفرق إذا بينهم وبين سلوكيات النظام الدكتاتوري البائد؟ ولماذا يعيبون على الدكتاتور المقبور سياسة القتل والتشريد وأنتهاك حقوق الأنسان ؟
أعتقد أن الوقت قد حان لتحديد المواقف التي عبر عنها المتثاقفون والمتهافتون على أهانة الشعب العراقي طيلة ألأيام الماضية ، وأن من باب أولى أن يرد كل من الأتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ، ونقابة الصحفيين العراقيين ، وجميع المنظمات المعنية بالثقافة على تلك ألأتهامات التي صدرت من هؤلاء ، ومحاسبتهم على إهانة العراقيين دفاعا عن إمتيازاتهم الشخصية .. وبعكسه سيكون الجميع في قفص ألأتهام والتشكيك بالوطنية للعراق الواحد الموحد من أقصاه الى أقصاه.



#عبد_الحميد_العماري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش وحذاء الزيدي
- كركوك وهستيريا التجاذبات
- مطالب كردية .. أم دولة كردستانية؟!
- هل العراق على شفا حرب جديدة؟
- النفط.. وكركوك.. وأشياء أخرى
- كركوك نعمة أم نقمة ؟
- أبشروا .. ديزني لاند في بغداد !!
- البهلول بعث من جديد؟!
- مؤتمر اسطنبول .. رسالة تركية باللغة الكردية!
- شكرا للفيحاء ومبروك لرئيس الوزراء!!
- دعوة للتخلص من الأذناب والفلول؟!
- من أين لك هذا ؟!
- الفيدرالية ثانية
- مهزلة العقل الرئاسي


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبد الحميد العماري - لماذا يهان العراقيون ؟!