أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد العماري - كركوك وهستيريا التجاذبات














المزيد.....

كركوك وهستيريا التجاذبات


عبد الحميد العماري

الحوار المتمدن-العدد: 2367 - 2008 / 8 / 8 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى تفشل الكتل البرلمانية العراقية في التصويت على قانون أنتخابات مجالس المحافظات ، بعد أن وصلت المفاوضات بين كل من المعارضين والمؤيدين للقانون بصيغته التي أقرت في 22 تموز الماضي الى طريق مسدود، ومرة أخرى تصيب موضوعة كركوك النخب السياسية الكردية وحلفائهم بهستيريا التجاذبات ، مما دفهعا لأن تصب جام غضبها على شركائها في العملية السياسية نتيجة رفض المعترضين لكل المساومات ،والتلويح بين الحين وألآخر بأستخدام القوة لضم كركوك الى مناطق أقليم كردستان العراق، إلا أن الملفت للنظر بين ركام التوافقية العقيمة ، هو أن هذه المعضلة أفرزت لنا مواقف برزت بأقصى درجات التشنج من قبل قادة التحالف الكردستاني، حتى أن رئيس أقليم كردستان العراق السيد مسعود بارزاني وصف الكتل المؤيدة للقانون المعاد من المجلس الرئاسي بأنهم (يشكلون تكتلا قذرا ، ويهدف الى إحداث ما أسماه بالأنقلاب على التوافقية السياسية بين مكونات العملية السياسية) !! الى جانب تأكيد أكثر من مسؤول كردي على أن كركوك (خط أحمر) لايمكن القبول بالأقتراب منه ، وأن القوى السياسية الكردية على أستعداد للقتال عقود طويلة من أجل (إعادة كركوك) الى (حضن) كردستان ألأم!! والى ما هنالك من تصريحات عصبية غير مبررة ،طالما أن الجميع يسلم(أنهم يؤمنون بالديمقراطية للعراق الجديد) بأن مايجري في العراق هو عملية ديمقراطية، وأن العراق الجديد ينبغي أن تحترم فيه حقوق ألأنسان ، والعيش المشترك، وتساوي الجميع أمام القانون في الحقوق والواجبات.
لقد أفرزت كركوك حالة عدم التوازن لدى النخب السياسية لاسيما الكردية منها، وأثبتت قصر النظر الذي يعاني منه السياسيون ممن يتصدون للعملية السياسية الحالية، بل أن بعضهم ظهر داخل المشهد العراقي وهو يفتقد الى أبسط قواعد العمل السياسي الصحيح ، والذي ينبغي فيه على الجميع أحترام حرية الآخرفي التعبير عن رأيه، مهما أختلفوا معه بالرؤى أو التوجهات ، وصار في حكم المؤكد أن القوى السياسية العراقية هذه تشوبها خلافات بموجب الأجندات الحزبية التصارعية ،وليست أختلافات في التصورات حول هذه النقطة أو تلك، في هذا القانون أو ذاك.
ان من أكبر ألأخطاء التي ارتكبتها القوى السياسية العراقية في أعقاب سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 ، هي أنها أعتمدت على مبدأ التوافق السياسي بدلا من الديمقراطية العددية كما هو الحال في أعرق الديمقراطيات في العالم، والتي أثبتت أنها هي الحل ألأمثل لكل القاضيا العالقة والشائكة داخل أي مشهد سياسي، وهي واحدة من أهم عوامل نجاح أية عملية ديمقراطية صحية وصحيحة ، بينما لم تلتفت هذه القوى والكتل لمخاطر ترسيخ أسفين التوافق السياسي على وفق طريقة هذا لي وذاك لك، حتى صار يتبادر الى ذهن البعض منهم ان العراق ماهو إلا سلة تساومات يمكن تمرير مايريده كل منهم وبما ينسجم مع مخططاته ، وبأعتقادنا أن النخب السياسية الكردية هي من أكثر المستفيدين من هذا المبدأ ، لكنهم ذهبوا بطريق الخطأ عندما تصوروا أن كل مايتعلق بطموحاتهم سيكون في متناول اليد طالما أن الأمر لايعدوا أكثر من كونه مجرد مساومات وفق نظرية تبادل الفائدة ، وهو ما أصابهم بشيء من الصدمة أفقدتهم صوابهم هذه المرة، فوراحوا يتحاملون على هذه الكتلة أو تلك ، أو هذا الحزب أو ذاك، لدرجة فقدان الوعي في بعض الحالات والأحيان، وربما يخطأ من يعتقد أن الأحزاب الكردية الرئيسية ستكتفي بما وصل اليه ألأمر، بل سيشمل ألأبعد من ذلك ،وهو ما يفسر السفر المفاجىء لرئيس الجمهورية السيد جلال طالباني الى واشنطن سيما وأن السفير ألأميركي في بغداد رايان كروكر ، أبلغ الرئيس طالباني بأن موضوعة كركوك ينبغي أن تحل عبر ألأتفاق بين جميع القوى السياسية العراقية،وليس بين القوى التي تشكل الحكومة فقط في إشارة واضحة الى (التحالف الكردستاني والمجلس الأعلى ألأسلامي وحزب الدعوة جناح نوري المالكي) ،الأمر الذي أصاب السيد مسعود بارزاني بمرض فقدان الصواب، مما دعاه الى أن يقطع زيارته لبغداد ويعود الى اربيل ،ولم يستطع السيد البارزاني من أن يصل الى مكتبه حتى أجرى مؤتمرا صحفيا في أرض مطار أربيل ولأول مرة ، فكان أن بدأ بالحديث عن نتائج مباحثاته ببغداد بالهجوم والتهجم على من يختلفون مع طروحات التحالف الكردستاني وحلفائه بلا هوادة، ولم يكتف رئيس أقليم كردستان العراق بوصف معارضي ضم كركوك الى الأقليم بالتكتل القذر، أنما وجه بضرورة التحرك على ألأرض للحد من المد المعارض لتلك التوجهات،حتى أن قوات من البشمرگه تقدر بلوائين تحركا نحو قطع الطرق المؤدية الى المناطق التي تربط محافظة كركوك بالمناطق العربية التابعة لها ، فتصوروا حجم التخبط في رد الفعل المتشنج ازاء قضية مهمة وحساسة لاتتعلق بالعراق فحسب ، بل بالمنطقة المحيطة بالعراق كلها.
أننا نعتقد أن على النخب السياسية الكردية وفي مقدمتهم السيد البارزاني التفكير بهدوء وروية بعيدا عن ردود الأفعال السلبية العصبية هذه ، وينبغي أن يقود تيارا يترجم ،بالفعل لابالقول، أنهم عراقيون بالمعنى الحقيقي عبر تصحيح ما أرتكب من أخطاء ضد العرب والتركمان في كركوك بمن فيهم أولئك الذين سكنوا كركوك أبان حقبة النظام المقبور، وأن يبتعدوا عن سياسة التكريد هذه كرد فعل على سياسة التعريب التي مارسها نظام صدام، وأن يتعاملوا مع مشكلة كركوك على أنها عراق مصغر ينبغي الحفاظ عليه ،ونكرر ماقلناه سابقا أن لابديل عن الهوية الوطنية العراقية لحل جميع القضايا العالقة وهو ما لا يمكن أن يتحقق مالم تتوافر النية الصادقة لدى الجميع بضرورة الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا، دون اللجوء الى استخدام القوة وعرض العضلات كما هو عليه الحال ألآن .



#عبد_الحميد_العماري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطالب كردية .. أم دولة كردستانية؟!
- هل العراق على شفا حرب جديدة؟
- النفط.. وكركوك.. وأشياء أخرى
- كركوك نعمة أم نقمة ؟
- أبشروا .. ديزني لاند في بغداد !!
- البهلول بعث من جديد؟!
- مؤتمر اسطنبول .. رسالة تركية باللغة الكردية!
- شكرا للفيحاء ومبروك لرئيس الوزراء!!
- دعوة للتخلص من الأذناب والفلول؟!
- من أين لك هذا ؟!
- الفيدرالية ثانية
- مهزلة العقل الرئاسي


المزيد.....




- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد العماري - كركوك وهستيريا التجاذبات