أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد العماري - مؤتمر اسطنبول .. رسالة تركية باللغة الكردية!















المزيد.....

مؤتمر اسطنبول .. رسالة تركية باللغة الكردية!


عبد الحميد العماري

الحوار المتمدن-العدد: 2091 - 2007 / 11 / 6 - 03:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهى مؤتمر اسطنبول الخاص بجيران العراق وأقاربهم وأصدقائهم ممن يعتقدون أن لهم علاقة بالشأن العراقي من قريب أو بعيد ،، انتهى المؤتمر دون أن يقدم الحلول الناجعة لمعضلة التدخل أو الضلوع في مشاكل العراق ، ولم يبحث المؤتمرون هذه المرة آلية تدفق المجموعات الأرهابية من دول الجوار ،لكنه تبنى مناقشة الحدث ألأبرز على الساحة السياسية الأقليمية المتعلقة بأعمال حزب العمال الكردستاني التركي من داخل ألأراضي العراقية ضمن إقليم كردستان العراق، وليست هنا المشكلة طالما أن الأمر يتعلق بموضوع هام جدا يحدد مصير العلاقة بين العراق ودولة مهمة وكبيرة مثل تركيا، لكن المؤسف له حقا هوضعف الموقف الرسمي العراقي المتمثل بالحكومة ورئيس وزرائها السيد نوري المالكي، ولعل كل من استمع لكلمة السيد المالكي لم يستمع إلا الى خطاب إنشائي يستعرض مسيرة ومنجزات الحكومة على الورق فقط ، مع أن بقية رؤساء الوفود قدمت من خلال كلماتها آراء ومقترحات لتجاوز أزمة التدخل العسكري التركي بالأراضي العراقية، تحت عنوان القضاء على حزب العمال الكردستاني ،وكعادتها روجت الحكومة وعلى لسان الناطق بأسمها علي الدباغ ، أو كما يسميه البعض بـ(الصحاف الجديد) لمقترحات جديدة تساعد في حل الأزمة ، لكننا استمعنا لمجرد خطبة لاتصلح إلا أن تقرأ في الموائد الحزبية ،تماما كما فعلت وتفعل الأحزاب والكتل السياسية العراقية قبيل الأنتخابات عندما تفرش ورودا من الوهم للمساكين من عباد الله ثم مالبث أن تتبخر كل الوعود بعد الأنتهاء من الأنتخابات ،ومع ذلك فسوف لن نتطرق الى تلك الوعود لأنها صارت مثل (اليخني) كما يقول المثل العراقي الدارج، لكن نجد من الأهمية بمكان الوقوف على بعض ماجاء بخطاب السيد المالكي أمام ضيوف اسطنبول، إذ قال سيادته ان الأرهاب انحسر في مناطق معينة من العراق في إشارة الى بعض مناطق محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى ، وان حكومته باتت قاب قوسين أو أدنى من القضاء على تلك الفلول خلال المرحلة المقبلة ، وانه يسعى الى إعادة الأمن والأستقرارالى عموم محافظات العراق، وأعلن جهارا عن عودة الآلاف من العوائل المهجرة الى ديارهم ، وان العراق على أعتاب الدخول في مرحلة الأعمار.. لكن ببساطة شديدة .. نسي الأخ المالكي ان الوفود التي حضرت المؤتمر ربما تدري أكثر منه بمايجري في العراق أمام وخلف الكواليس، لدرجة أن بعض رؤساء الوفود ومنهم سيدة الخارجية ألأميركية رايس لم تكلف نفسها عناء الأستماع الى خطابه عبر هيدفون الترجمة الفورية ، والبعض الآخر كانوا ينشغلون فيما بينهم بأحاديث جانبية بعيدا عن تضييع الوقت في سماع استعراض المنجزات لأنها غير موجودة على الأرض فعليا، حتى أن ماطرح فيما يتعلق بالأزمة المستعرة على الحدود العراقية التركية اعتبرت غير منطقية من قبل الجانب التركي وطويلة الأمد، بينما يريد الأتراك حلولا سريعة تسهم في إنهاء الأزمة بالكامل، أما مايتعلق بالأرهاب ، فنعتقد ان السيد المالكي ابتعد عن الحقيقة تماما ، ذلك لأن الأرهاب مازال يفتك بالأبرياء في بغداد تحديدا ، ولعله(المالكي) لايدري أن اجرة الشخص من بغداد الى خانقين التي تبعد عن بغداد بمسافة 180 كيلو متر شرقا قفزت من 5000 آلاف دينار الى 50000 دينار بسبب الأرهاب الذي يسيطر على الطريق في مناطق المقدادية التي تبعد عن بغداد بنحو 70 كيلو مترا وما جاورها؟ هل ينكرالسيد المالكي ان محافظات البصرة وميسان وذي قار والمثنى جنوبي العراق تغيب عنها هيبة وسيادة الدولة والقانون منذ بدء مغيب الشمس وحتى طلوعها صباحا بسبب إرهاب ميليشيات أحزاب السلطة الحاكمة ومن والاها ؟ وهل تناسى انه لاحضور للسلطة في بغداد العاصمة ذاتها ليلا ؟ بدليل عودة وازدياد ظاهرة الخطف والقتل والتلسيب طيلة ساعات حظر التجوال في مناطق زيونة والبلديات والكرادة البنوك والشعب والشعلة والحرية والمنصور وحي الجامعة والبياع من بغداد ؟ بحسب تقارير وزارة الداخلية العراقية لشهرأيلول الماضي!! ولاندري عن أي مهجرين عادوا الى ديارهم تحدث السيد رئيس الوزراء؟ هل على الـ( 6000) عائلة الذين مازالوا يعيشون في خيام عند مدخل مدينة العمارة حتى الآن؟ أم على أولئك الـ(4500) عائلة الذين افترشو مدارس الفلوجة حتى اليوم ؟ وكذا الحال في محافظات البصرة وذي قار والمثنى وواسط وبابل والموصل وصلاح الدين وديالى وبغداد بموجب (تقارير الأمم المتحدة للأشهرتموز، آب، أيلول، تشرين الأول الماضية)؟! هل نسي أن نحو ثلاثة ملايين لاجىء مازالوا يتوزعون في كل من الأردن وسوريا ؟ سيما وان رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني ترأس الأسبوع الماضي وفدا الى دمشق لمناقشة أوضاع اللاجئين هناك ؟ّ! فضلا عن أعداد اللاجئين في بقية دول الجوار والخليج العربي ومصر وأوربا.. وبين هذا وذاك هل يمكن أن تقوم الحكومة بالعمل على الأعمارالمزعوم؟ وهل نجحت في توفير أبسط الخدمات الممكنة للمواطنين في مقدمتها التيار الكهربائي في عز الصيف ، والمشتقات النفطية في عز البرد؟ هل تمكنت من القضاء على آفة الفساد المالي والأداري كي تشرع في تنفيذ مشاريع الأعمارن وتبديد مخاوفنا من احتمال أن تذهب هذه الأموال كسابقاتها الى الأرصدة المتخمة في بنوك خليجية وعربية وأوربية أخرى تعود لأبطال العملية السياسية الحالية؟ وهناك من الأسئلة الكثير والكثير ممن تبحث عن اجابات وسط هدير المفخخات والصراعات الحزبية والطائفية والدولية على الساحة العراقية.
اننا نعتقد ان المالكي حاول في خطوته هذه الأبتعاد عن مناقشة حقيقة المشكل بين تركيا واقليم كردستان العراق ، وهو يعلم تماما ان المشكلة تعود الى كونها رسالة بعثت بها دول المنطقة الى النخب السياسية الكردية للحد من التمدد الكردي في شمالي العراق ، وأن موضوع قيام فيدرالية كردية يعد من الخطوط الحمر التي ينبغي على هذه النخب أن تعي خطورتها اذا ما أقيمت بهذا الشكل أو أي شكل يعطي صورة الكيان المستقل داخل الدولة العراقية ، وقد فهمت القيادات الكردية هذا الدرس الآول، وهو ماأدى بها الى استخدام لغة التهدئة والسير باتجاه بغداد وعدم الأبتعاد عن القرار المركزي في كل مايتعلق بمستقبل العراق والمنطقة ،ومع ذلك لم تحسن الأخيرة (القيادات الكردية) التعاطي مع المشكلة ، فمن جهة تقول أن لاعلاقة لها مع حزب العمال الكردستاني ،وتعلن فيما بعد أنها توسطت معهم لأطلاق سراح الجنود ألأتراك الثمانية ألأسرى.. تقول ان حزب العمال الكردستاني ليس له وجود أو علاقة تذكر مع ألأحزاب الكردستانية المتواجدة على ساحةألأقليم،وتقوم قوات أمن ألأقليم الكردستاني بغلق مقرات حزب الحل الكردستاني بدعوى أنه حزب غير مرخص ، مع العلم أن للحزب المذكور ثلاثة أعضاء في برلمان كردستان العراق !! ترى كيف دخل حزب الحل ألأنتخابات قبل أن يحصل على ترخيص من قبل وزارة داخلية الأقليم؟! وأتذكر اننا عندما كنا في المعارضة العراقية حاولنا فتح فرع للأتحاد العام للكتاب والصحفيين العراقيين في أربيل ، وبعد مراجعات استمرت على مدى عام كامل لم نفلح في الحصول على الموافقة ، وبقي فرع السليمانية يعمل لوحده داخل أرض العراق الى جانب فروع ألأتحاد في الأردن وسوريا ومصر وبريطانيا ولبنان والولايات المتحدة الأميركية.. فما بالك اذا كان الأمر يتعلق بقيام حزب سياسي ؟!
لقد عادت حكومة السيد نوري المالكي الى بغداد وفي جعبتها ذات الوعود التي سبق وأن حصلت عليها نتيجة ضعفها في اقناع الآخرين بما يجب عليهم فعله لأعادة الأمن والأستقرارالى المنطقة بأسرها وليس العراق فحسب، في وقت كنا نأمل أن تحسن النخب السياسية العراقية في بغداد وأربيل التعامل مع هذه الأزمة بشكل يحفظ لها ماء الوجه ، لكنها فشلت عند أول اختبار مواجهة مع إحدى دول الجوار.. وهنا تتبارد الى الذهن الشكوك حول إحتمالية نجاحها في ادارة شؤون الدولة في محاور أخرى كبيرة تتعلق بأمن الحدود وسرقة النفط العراقي وإعمار البلاد ،وذلك مايدفع الى ألأعتقاد بضرورة اعادة النظر بمجمل العملية السياسية الحالية اذا ما كانت هذه النخب جادة فعلا في بناء دولة مؤسساتية تحظى بأحترام الجميع في مقدمتهم الشعب العراقي .. فهل ترعوي نحو جادة الصواب؟



#عبد_الحميد_العماري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا للفيحاء ومبروك لرئيس الوزراء!!
- دعوة للتخلص من الأذناب والفلول؟!
- من أين لك هذا ؟!
- الفيدرالية ثانية
- مهزلة العقل الرئاسي


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد العماري - مؤتمر اسطنبول .. رسالة تركية باللغة الكردية!