سِوالِفْ عِراقيَة

عبدالكريم هداد
(Abdulkarim Hadad)

الحوار المتمدن-العدد: 767 - 2004 / 3 / 8 - 05:45
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2004 يوم المرأة العالمي
    

الى روح الشهيدة مريم الناعم ، وهي أم لطفلتين ، فجرت نفسها ، بدبابة الحرس الجمهوري الفاشي ، على مشارف مدينة السماوة ، خلال انتفاضة آذار الباسلة عام 1991 . والقصيدة عن لسان فتاة عراقية في المنفى


شْكِثِرْ تانيتْ بِالغربَه...!
شْكِثرْ عيني زَعَلْ مِنْهَا الكِحِلْ...!
شْكِثِرْ صارَتْ سِواليفي حَزينَه...
وشْكِثِرْ مُرْ ضِ?ْتْ العَسَلْ...
شْكِثِرْ دَلِّلوني اهْلي...
شْكِثِرْ صَفْناتْ عمري...
شْكِثِرْ غَنيتْ...
شْكِثِرْ حَنيتْ...
شْكِثِرْ وَهْوَسْني الفرح أفْرَحْ...
وشكِثِرْ شَوَّ?ني الحَنينْ لذي?ْ المدينَه...
بَسْ مالِ?يتْ ...
من يِنَسِيني هموم البارحَه ؟
من يِرِدلي العيدْ...؟
من يِجيبْ النوم العافْ العينْ
من يِطَيِّبْ خاطِري بْكِلْمَةْ وِفَه والجودْ
ذَوَّبْني النِشِدْ...
ومن هو اليِرِدْني رْدودْ...
أسولِفْ لجارِتي :
حِزْنْ المَحَطاتْ
صَفْناتْ ال?ِوَنّي
وِليالي السَهَرْ
وعن الموتْ ، والماتَوْا بْحِزِنْ غِربَه
ودمْعَةْ الشو?ْ البِ?َتْ بِعْيونَهمْ
شْ?دْ حِزِنْهُمْ...شْ?دْ بَ?يهمْ...
ش?دْ طيبْهُمْ...ش?دْ جوعهمْ...
ش?دْ كاساتْ ومَزِحْ واشْعارْ ...
شكدْ بَرِدْ وخوفْ المَحَطاتْ...
شْ?دْ عنفوانْ...شْ?دْ كآبَه...
شْ?دْ ضِحكْ...شْ?دْ خَساراتْ...
شْ?دْ حِ?وْ بافْكارْ حِلوَه...وشْ?دْ صَداقاتْ...
وشْ?دْ مطاراتْ...واحلامْ ضاعَتْ...شْ?د خَيْباتْ..
ولا أمل با?ر اشْجايِبْ ...
ماتَوْا احباب الوطن...
ولا صوتْ البِ?َه عليهمْ حزن غايِبْ
ولا وصل يَمّي نَعيهم...
" جَلَّ الله لا إله إلا الله ...الله واكبرْ "
الله أكبرْ... حَتَىالجِنازَه ما تِعودْ
ولا دِفَتْ بِتْرابْ أهَلْهَا
وَحْشَة - يارَبي – الجِنازَه الماتِشَيِعْهَا أهَلْهَا
آه... ياحِزْنْ اليِموتْ ببلاد غربة ، حِزِنْ أسْمَرْ
وال?لب للضيمْ مَعْبَرْ ،ا لله واكبَرْ...
من صار الوطن مَذبوحْ بْس?ينَه وسِجِنْ أظلَمْ
والبيبانْ مرعوبة وليل الخوف مِتْلَثَِمْ
وروحي مهضومَه بعِطَشْهَا ،
وشَحْ عَلَى ورودي المطَرْ
يافراتْ...يافراتْ...
الزمن فَتَّحَتْ عينَه عَليكْ ..
وبَقَتْ ذي?ْ الولاياتْ...
سومَريَه ...
عَلَى جروفَكْ تِكتِبْ التاريخْ ...
واكْتَبْنَا بْهَواكْ...
مودَّة ... ومَحَبَّة... وذكرياتْ
وأجمل أغاني النَشْوانَه شو?...
نَعسانَه وبْفَيَّكْ تِباتْ
وَيَّ نسماتْ العَصاري والنِدى وحلم البَناتْ
يافراتْ...
يادَمعَة التِفِزْ بِسْكوتْ... وتْهَيْضْ الحَنينْ
وحْرورَة أسْراري
يالكِلِشْ حَزينْ هْوايْ
وانتَ وياكْ من سنين جاري...
جوع وتِوابيتْ وحروب وجور السلاطين
واسْوَأ خطابات وشعر تصفيق وأغاني
يَ الزمانك مو زماني
يَ الزَمانَكْ شْكثِرْ مُرْ...
و?الَوْا شموعْ الخضرْ...
حَدَرَّنْ وراحَنْ هَجِرْ
ماوَفَنْ الطِلْبَنْ نِذِرْ
سَيِّسَنْ بَْدَمعاتْ الصبرْ ...
وَشَّلْ فرحنا من الدَهَرْ...
ومرت علينا أيام سود بلا ?مر
وإن?فّه فو? الورق حزن الحبرْ
وصندو? العِطِرْ والديرَمْ وصبغْ الظِفِرْ
غافي بحلم شِبا?ْ السهر وبيت الحزين
والبناتْ اللِسَه بْخْديدْهِنْ متورد وردْ
مفطوماتْ بثوب السواد ، آه الحزن..
مادافْ الفَرَحْ لِجفوفْهِنْ حِنَّة مَهَرْ
والربَّنْ وتِعْبّنْ لأجلْ نوفيهِنْ
تالي العمرْ...
غَطَّه الشيب راسهَن ...
حسرة وقهرْ
بلون الفَجِرْ...
هايْ أمْ ماتْ ابنهَا بْحَربْ قذرَه...
هايْ أمْ ما عرفَتْ شْصار بيه بِوْلايَة الغربَة...
هايْ أمْ تِطْلَبْ ثار من دولَةْ الشرطَة...
هايْ أم ماشافَتْ ابنهَا بْقاط العرسْ و?انت تنتظرْ...
من إجَتْ عاصِفَة صَحرَى ...
وحاكم بلادي نَذِلْ
كل نياشينَه حقد اسودْ
وافعالَه ذِلْ
حر? كل النخيل وكل شي جميل والَه ظِلْ
مسعور على كل شي إسمه عراقي
من فتح بيبانْ الوطنْ للموت وجيوش تحلم بالنصر
جيوش محَمِلَه بالموت الأصفر...
يورانيوم وليزر .. جو وبحر
هَدِمَتْ بيوتْ المِضايِفْ والنخلْ
ودِفْنَتْ آلافْ الشبيبَه أحياء تَحتْ الرَملْ
واجدادْنَا ?الوهَا ?بِلْ:
" الجمَل لو طاحْ تكثَر سجاجينْ الغَدرْ "
خرسانْ أهل هذا العصرْ
عميانْ أهل هذا العصرْ
وطن يِنْبا?ْ ...با?وه...
و بْعِزْ الظهِرْ
وطن تْرابَه دفتر
وأول مدرسَة وتلميذْ
وطن ترابَه قصيدَة
وأولْ مسَلة ومعبِدْ
وموسيقى ونشيدْ
وطن ...
إلَكْ الله ياعراقْ يامَحَبَّة وياتَعَبْ
ياجريحْ وياسجينْ إلَكْ الله ياشَعَبْ
من صَبّتْ جَهَنَّمْ نارهَا وإلتَهَبْ ثارالغَضَبْ
عِرِسْ ثوارْ ومواكبْ
عرسْ ومريَمْ الناعِمْ عروسَه
دَمْهَا حَنَّه الشمسْ..مليونْ بوسَه
وطَرِزَتْ نخل السماوة ...عنوانْ ثورة
زَفَة عيد والشعبْ سَجَل نَشيدَه
مرة ?وبي...ومرَة هوسَه :
الظالم لو حْكم بالضيم ... رعب وخوف سَلْ سيفَه .

السويد
آذار 1991

#عبدالكريم_هداد (هاشتاغ)       Abdulkarim_Hadad#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل