أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي السامرائي - الاتفاقيات الامنية بين الامس واليوم














المزيد.....

الاتفاقيات الامنية بين الامس واليوم


وصفي السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما احتلت القوات البريطانية العراق بعيد الحرب العالمية الاولى ارادت حكم العراق بشكل مباشر و لكنها جوبهت بمقاومة شديدة من قبل الشعب العراقي تمثلت في ثورة العشرين المجيدة . فقد تكبدت القوات البريطانية خسائر جسيمة بالارواح و المعدات بالشكل الذي اجبر الحكومة البريطاني على التراجع عن موقفها هذا لتعمل على ايجاد ساسة يحكمون البلد تحت وصايتها.
و لضمان مصالحها قررت ربط العراق باتفاقية طويلة الامد لينقسم العراقيون تجاهها بين مؤيد و معارض. فالمعارضون ذهبوا الى عدم شرعية المعاهدة و ما يرافقها من انتخاب مجلس تاسيسي يعمل على المصادقة عليها , كونها تجري في ظل ضروف استثنائية . الا ان الساسة الموالين لبريطانية عملوا على اسكات هذه المعارضة عن طريق نفي رموزها الى خارج البلد و من ثم تزوبر الانتخابات لاتيان بمجلس موالي لهم ليمرروها.
اما من ايد الاتفاقية فقد ذهب الى ضرورة بقاء القولت البريطانية لحماية الحدود الخارجية للعراق من تدخلات دول الجوار , وان اي انسحاب لهذة القوات يعني التهام البلد من قبل هذه الدول. هذا بالاضافة الى ان الحكومة البريطاني كانت تضغط على الساسة العراقيين باتجاه التخلي عن مساندتهم للمطالبة بلواء الموصل , وهي كذبة كبرى اثبتت الايام بطلانها لعلم البريطانيين بوجود كميات هائلة من النفط في اراضيه تجعلها غير مستعدة للتخلي عنها.
على كل حال فقد مررت الاتفاقية , لتدفع الجماهير العراقية الفقيرة ثمن هذا التمرير , فقد اعقب الاتفاقية جملة امور اهمها اتفاقيات النفط التي عقدت مع شركات النفط الاحتكارية لتستولي هذه الشركات على موارد البلاد النفطية مقابل اعطاء العراق النزر اليسير مع تحميله نصيبه من مستحقات الديون المترتبة على الدولة العثمانية . بينما ظل اقتصاد العراق مرتهن بيد الاحتلال , فلم يعد من حقه تصدير مواده الاولية الا الى بريطانية مقابل اثمان رخيصة جدا, وقد فتحت الاسواق العراقية امام المنتجات الاجنبية مما الحق افدح الاضرار بالمنتجين العراقيين لعدم تمكنهم من منافسة هذه البضائع.
اليوم يمر العراق بذات الضروف, فقد احتلت القوات الانجلوامريكية ارضه , وهي تضغط على الحكومة العراقية للتوقيع على اتفاقية امنية او تنسب بشكل سريع تاركة البلد يغرق في فوضى عارمة وقد تتدخل دول الجوار الاقليمي لملا الفراغ الامني الذي ستتركه قولت الاحتلال , بالاضافة الى انها ستترك العلراق يواجه البند السابع .
كل هذه الذرائع يتحجج بها الساسة العراقيون للموافقة على الاتفاقية, بالاضافة الى تحدثهم عن وعود امريكية لمساعدة العراق في بناء دولة متطورة اقتصاديا وسياسيا و ثقافيا .
على العموم الاتفاقية ستمرر , رغم معارضة بعض القوى السياسية العراقية داخل و خارج البرلمان , حتى الاستفتاء سيكون لصالحها لان الجماهير العراقية التي اكتوت بنار الارهاب و جرائم المليشيات تريد الخلاص من هذا الواقع باي ثمن, وكما يقول المثل العراقي اللي ايشوف الموت يرضى بالسخونة , اي الذي يكابد الموت يرضى بالحمى.
هذا اذا لم تصدر فتوى من المراجع الدينية تكفر كل من يصوت بالضد من الاتفاقية و تلقي به الى جهنم وباس المصير.
ستثبت الايام كذب ادعاءات الادارة الامريكية و من نصبتهم , لان الاتفاقية ستتبع بجملة من الخطوات اهمها التوقيع على قانون النفط والغاز الذي لم تتمكن الحكومة من تمريره بسبب المعارضة ااشعبية الواسعة و خصوصا من قبل نقابات نفط الجنوب و الجبهة المناهظةله والتي شكلها مؤتمر حرية العراق, ومن ثم سيتم تحويل اقتصاد العراق الى اقتصاد السوق لتفتح الابواب على مصراعيها امام البضائع الاجنبية وما سيرافقه من خصخصة للمشاريع الصناعية الكبرى لتزداد اعداد العاطلين عن العمل. وستظل دول الجوار الاقليمي وغيرها من الدول الكبرى سلبيا لافشال المشروع الامريكيى في العراق. مما ستدفع الجماهير ثمن هذا التدخل.




#وصفي_السامرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراة العراقية بين الموروث القبلي و نار المجتمع
- في سبيل بناء مؤتمر فاعل و متجذر
- من اجل بناء اتحاد طلابي ديمقراطي
- اصداء الانتخابات الامريكية على الوضع العراقي
- الاتفاقية الامنية العراقية _الامريكية بين الضغط الامريكي و ا ...
- ابو الغيط في بغداد
- في سبيل بناء دولة مدنيه حديثة
- ماذا وراء تصاعد اعمال العنف
- لا لانتهاك حقوق الانسان
- هل صحى الدب الروسي من سباته
- التيارات الاسلاعلمانية
- السبل الكفيلة للنهوض بمؤتمر حرية العراق
- ثورة 14 تموز _دروس وعبر الحلقة الاولى
- احوال العراق اثناء الحرب العالمي الاولى الحلقة الخامسة
- الضباط العرب والثورة العربية
- الثورة العربية
- دخول تركيا الحرب العالمية الاولى
- العراق خلال الحرب العالمية الاولى
- الحزب الشيوعي العراقي بعد انقلاب 8 شباط 1963
- ناقصة العقل والدين


المزيد.....




- V?n m?nh t?t M 789club – ??i v?n trong m?t v?ng quay
- بعد خمس دول في الناتو، زيلينسكي يوقع الانسحاب من معاهدة مكاف ...
- فرنسا: الحكومة أمام امتحان سحب الثقة مجددا
- ترامب يهاجم فوز ممداني بانتخابات نيويورك ويهدد بحرمان الولاي ...
- صحف عالمية: هدنة إسرائيل وإيران قد تنهار ونتنياهو يريد حربا ...
- ماكرون: بحثت مع بزشكيان النووي والباليستي وعودة المفتشين إلى ...
- رئيس إيران: مستعدون لفتح صفحة جديدة مع جيراننا في الخليج
- فرقة جديدة في الجيش الإسرائيلي.. ما علاقة الصراع مع إيران؟
- ستارمر يعلق على هتاف -الموت للجيش الإسرائيلي- بمهرجان موسيقي ...
- بعد هجوم ترامب.. سيناتور جمهوري ينسحب من -التجديد النصفي-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي السامرائي - الاتفاقيات الامنية بين الامس واليوم