أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير أمين - هزيمة مشروع الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما على الخط الأول للجبهة (أفغانستان، والعراق، وفلسطين، وإيران)















المزيد.....



هزيمة مشروع الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما على الخط الأول للجبهة (أفغانستان، والعراق، وفلسطين، وإيران)


سمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 2482 - 2008 / 12 / 1 - 07:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتمثل مشروع الولايات المتحدة، الذي تدعمه حليفاتها التابعة في أوروبا، وإسرائيل، في تحقيق سيطرتها العسكرية على العالم. وقد اختارت منطقة "الشرق الأوسط" كهدف "للصدمة الأولى" لأربعة أسباب: 1) توجد بها أغنى مصادر البترول في العالم، والسيطرة المباشرة عليها بواسطة جيش الولايات المتحدة، يعطي واشنطن السيطرة على هذه الموارد بالنسبة لحلفائها – أوروبا واليابان – وكذلك لمنافسيها المحتملين (الصين)، 2) وقوعها في مركز العالم القديم، وتصلح كنقطة تهديد عسكري دائم ضد الصين، والهند، وروسيا، 3) مرورها بحالة من الضعف والارتباك، تمنح المعتدي فرصة سهلة لتحقيق انتصار سريع لمرحلة أولى على الأقل، 4) يوجد بها حليف بلا شروط للولايات المتحدة، وهو إسرائيل، التي تمتلك السلاح النووي.



وبالنسبة لبلدان الخط الأول في المنطقة (أفغانستان، والعراق، وفلسطين، وإيران)، حقق العدوان الخراب للبلدان الثلاثة الأول، والتهديد لإيران.



أفغانستان


مرت أفغانستان بأفضل مرحلة من تاريخها الحديث في فترة الجمهورية المسماة "بالشيوعية"، فقد كان يحكمها نظام أتوقراطي حديث مستنير. وهذا النظام فتح أبواب التعليم أمام الأطفال من الجنسين، وضد الظلامية، وبذلك دعم الأساس القوي للمجتمع. كما قام بإصلاح زراعي عبارة عن عدد من الإجراءات للحد من السلطة المستبدة لرؤساء القبائل. وكان دعم أغلبية المواطنين – الضمني على الأقل – يعطي الضمان لنجاح التطور اللاحق. وروجت دعاية وسائل الإعلام الغربية، والإسلام السياسي، أن النظام كان "نظاماً شيوعياً ملحداً شمولياً" مكروهاً من الشعب الأفغاني. والواقع أن النظام، مثل نظام أتاتورك في أيامه، كان بعيداً عن أن يكون "مكروهاً.



وليس من الغريب أن أنصار النظام، على الأقل في تجمعاتهم الكبيرة (الخلق والبَرشام) سموا أنفسهم شيوعيين، فبمعيار ما حققته شعوب آسيا الوسطى السوفييتية (على الرغم من أي نقد يوجه للنظام وممارساته الأتوقراطية)، في مقابل الكوارث الاجتماعية الدائمة التي سببها الاستعمار البريطاني في البلدان المجاورة (الهند وباكستان)، دفع الأحزاب الوطنية إلى الاعتراف بالعقبة الكئود التي تمثلها الإمبريالية أمام أي خطوة للتحديث. أما دعوة بعض أطراف التحالف للسوفييت للتدخل لمساندتهم ضد أطراف أخرى، فكانت ذات أثر سلبي خطير، وعرقلت فرص نجاح المشروع الشعبي للتحديث.



وكانت دول الثلاثي الإمبريالي، وخاصة الولايات المتحدة، دائماً العدو العنيد لأحزاب التحديث الأفغانية، سواء أكانت شيوعية أم لا. وهي التي عبأت القوى الظلامية للإسلام السياسي، وجماعات الطالبان الباكستانية، وأمراء الحرب (رؤساء القبائل الذين كان النظام "الشيوعي" قد حيدهم)، ومنحتهم السلاح والتدريب. وحتى بعد الانسحاب السوفييتي، كان من الممكن لحكومة نجيب الله أن تصمد أمام الهجوم، لولا التدخل العسكري الباكستاني لمساندة الطالبان، مما تسبب في الفوضى، وإعادة تكوين قوات أمراء الحرب.



وقام التدخل المسلح للولايات المتحدة وحلفائها، وعملائها، وخاصة الإسلاميين، بتخريب أفغانستان، ولن يمكن إعادة بنائها تحت حكم هؤلاء العملاء. وهذا المهرج الذي لا يملك أية سلطة، وبلا جذور في البلاد، ولا يعتمد إلا على دعم الشركة المتعدية الجنسية التي كان يعمل بها في تكساس، لن يحقق شيئاً للبلاد. أما ما تدعيه واشنطن والناتو، والأمم المتحدة من إنقاذ الديمقراطية، فهو مجرد ستار لمنح الشرعية لوجودها (وهو احتلال بالفعل). وكانت تلك كذبة على الدوام، وصارت اليوم مهزلة حقيرة.



وهناك حل وحيد للمشكلة الأفغانية، وهو انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، وتوقف القوى الأجنبية عن منح الدعم والسلاح "لحلفائهم". أما حسنو النية الذين يخشون من قيام دكتاتورية للطالبان (أو دكتاتورية لأمراء الحرب)، فأقول لهم إن الاحتلال الأجنبي هو أكبر داعم لهذه الدكتاتوريات! وكذلك، فالشعب الأفغاني قد مر بأفضل ظروفه عندما لم يكن الغرب يتدخل في شئونه. والغرب المتحضر يفضل الاستبداد الظلامي، على الأتوقراطية المستنيرة، لأنه اقل خطراً على مصالحه الخاصة!





العراق


كان هدف الدبلوماسية المسلحة للولايات المتحدة، هو تحطيم العراق، وذلك حتى من قبل أن تجد المبرر لذلك، أولاً عند اجتياح الكويت في عام 1990، ثم بعد 11 سبتمبر، وهو الحدث الذي تلاعب به جورج بوش الصغير، بدهاء ونفاق، على طريقة جوبلز (ردد الكذبة لمدة طويلة فتصير حقيقة). والسبب بسيط وواضح، ولا علاقة له بالخطاب المنافق عن تخليص الشعب العراقي من دكتاتورية صدام حسين (الحقيقية). فجزء كبير من موار البترول العالمية، يقع هناك تحت التراب العراقي، وعلاوة على ذلك فالشعب العراقي يستطيع تأهيل كتلة من المتخصصين التقنيين الذين يستطيعون تخطي الحجم الحرج الذي يسمح بالسير بثبات في مشروع التنمية الوطنية. وكان من الضروري القضاء على هذا الخطر "بحرب وقائية"، وهو الحق الذي منحته الولايات المتحدة لنفسها، في المكان الذي تحدده، والوقت الذي تريده، مع التجاهل التام "للقانون" الدولي.



ورغم وضوح هذه الرؤية، فهناك عدد من الأسئلة التي تحتاج لإجابة: 1) كيف تحقق خطة واشنطن مثل هذا النجاح الظاهري؟ 2) ما هو الوضع الجديد الذي يواجه الشعب العراقي؟ 3) كيف تواجه مكونات الشعب العراقي المختلفة هذا التحدي؟ 4) ما الحلول التي يمكن للقوى العراقية، والعربية، والدولية، الديمقراطية التقدمية تقديمها؟



كان من المتوقع أن يُهزم صدام حسين، ففي وجه عدو قوته الأساسية هي ممارسة الإبادة الجماعية، عن طريق العدوان الجوي بلا مساءلة (وقد يصل إلى استخدام القنابل النووية)، يكون الرد الوحيد الفعال الممكن هو مقاومة الشعب في داخل أرضه المحتلة. ولكن نظام صدام ركز كل جهوده على استبعاد أية قدرة دفاعية للشعب، عن طريق الإبادة المنظمة لأية منظمة، أو حزب سياسي (بداية بالشيوعيين)، ظهر قي تاريخ العراق الحديث، بما في ذلك حزب البعث نفسه، وكان أحد الفاعلين المهمين فيه. لذلك لا غرابة في أن "الشعب العراقي" سمح بالغزو الأمريكي دون أن يحارب، وقام ببعض التصرفات (مثل المشاركة في الانتخابات التي دعا إليها الغزاة، أو الانخراط في حرب الإبادة الأخوية بين الأكراد، والعرب السنة، والعرب الشيعة) التي تبدو كدليل على قبول الهزيمة (وهو ما حسبته واشنطن). ولكن الواقع هو أن المقاومة على أرض العراق تزداد قوة كل يوم (رغم المآخذ عليها)، وأنها جعلت من المستحيل قيام نظام خانع، ولكنه يحتفظ بواجهة من "النظام" والاستقرار، وبذلك أكدت فشل المشروع الأمريكي بعض الشيء. أما اعتراف الأمم المتحدة بهذا النظام، فلا تغير من واقع الأمر شيئاً، فهي لا تكسبه لا الشرعية، ولا القبول من الشعب.



ولكن الاحتلال العسكري يخلق أوضاعاً جديدة، فالأمة العراقية مهددة بالفعل، ففشل الولايات المتحدة في تحقيق هدفها الأصلي وهو التحكم في البلاد (ونهب مواردها البترولية، وهي أولوية لها) بوساطة حكومة ذات مظهر "وطني"، جعل الوسيلة الوحيدة لتحقيق هذا الهدف هو تدمير البلاد. ولعل تقسيم البلاد إلى ثلاثة دول (كردية، وعربية سنية، وعربية شيعية) كان هدفاً للولايات المتحدة، ومعها إسرائيل، من أول المطاف (وقد تكشف وثائق الأرشيف ذلك في يوم من الأيام). أما في الوقت الحالي، فالحرب الأهلية هي الورقة التي تبرر بها واشنطن استمرار احتلالها للعراق، والاحتلال الدائم كان – ولا يزال – هو الهدف الأساسي، فهو الوسيلة الوحيدة لضمان تحكمها في تدفق البترول. وبالطبع، لا يأبه المرء للتصريحات المستمرة من نوع: "سنسحب قواتنا بمجرد تحقق الاستقرار". ولنتذكر عشرات الوعود المتكررة لبريطانيا منذ احتلالها لمصر عام 1882، بالجلاء عن البلاد، ولم يتم الجلاء إلا في عام 1956! وفي خلال ذلك، تخرب الولايات المتحدة كل يوم البنية الثمينة للبلاد، بما في ذلك المدارس، والمصانع، وقدراتها العلمية، وحتى صناعتها البترولية ذاتها.



ولا يبدو رد الشعب العراقي على هذا التحدي – حتى الآن على الأقل – ذا قوة كافية لمواجهة خطورة الوضع، وهذا أقل ما يمكن أن يقال. والسؤال، لماذا؟ وتردد وسائل الإعلام الغربية كل يوم الادعاء بأن العراق بلد "مصطنع"، وأن القهر البشع لنظام صدام "السني" للشيعة والأكراد، هو السبب في الحرب بين هذه الفئات (وأن استمرار الاحتلال الأجنبي قد يمنع هذه الحرب). وأن المقاومة، بناء على ذلك لا يقوم بها إلا بعض الخلايا الإسلامية الميالة إلى صدام، من "المثلث السني". ولا يتصور المرء مثل هذا العدد من الأكاذيب المترابطة.



بعد الحرب العالمية الأولى، واجه الاستعمار البريطاني مقاومة الشعب العراقي، وطبقاُ للتقاليد الاستعمارية، وللمحافظة على نفوذهم، خلقوا مَلكية مستوردة، وطبقة من كبار الملاك، وأعطوا الإسلام السني وضعاً مميزاً. وكان الحزب الشيوعي، وحزب البعث، القوتان المنظمتان الرئيسيتان اللتان أسقطتا المَلكية السنية المكروهة من الجميع:أكراد، وشيعة، وسنة. وانتهى الصراع الذي دار بين هاتين القوتين، طوال الفترة بين عامي 1958، و1963، بانتصار البعث، وهو ما أرضى قوى الغرب. وكان مشروع الحزب الشيوعي يتضمن تطوراً في اتجاه الديمقراطية، وهو ما لم يوافق عليه البعث. أما حزب البعث فحزب وطني يعمل من أجل إقامة الوحدة العربية، وهو من المعجبين بالأسلوب البروسي لتحقيق وحدة ألمانيا، ويجتذب البرجوازية الصغيرة الحديثة المتجهة للعلمانية، والرافضة للاتجاهات الدينية الظلامية. وتحول، كما هو منتظر، إلى دكتاتورية نصف معادية للاستعمار، بمعنى أنه تحت ظروف معينة يمكن الوصول إلى حلول وسط بين الطرفين (البعث العراقي، والإمبريالية الأمريكية في المنطقة). وهذه الحلول الوسط، شجعت تطلعات الدكتاتور المصاب بجنون العظمة، والذي اعتقد أن واشنطن قد تقبل قيامه بدور الحليف المفضل في المنطقة. وكان تأييد واشنطن لبغداد خلال فترة الحرب الحمقاء ضد إيران بين عامي 1980، و1988(بما في ذلك تزويد العراق بالأسلحة الكيماوية)، ما جعل صدام يصدق أن واشنطن قبلت ذلك الحلف. ولم يتصور صدام أن واشنطن تخدعه، وأن تحديث العراق أمر غير مقبول من الإمبريالية، وأن قرار تحطيم العراق قد اتخذ فعلاً. وبعد أن سقط صدام في المصيدة (فقد احتل صدام الكويت لبعض الوقت، وهي بالفعل جزء سابق من العراق، اقتطعه البريطانيون ليجعلوا منه مستعمرة لإنتاج البترول) عانى العراق لمدة عشر سنوات من عقوبات قاسية، بهدف إضعاف البلاد تمهيداً لتحقيق "نصر مجيد" للقوات الأمريكية.



ويمكن أن نتهم أنظمة حزب البعث المتتالية، بما فيها أسوأ مراحلها تحت حكم صدام، بأي اتهام إلا إثارة الصراع الديني بين السنة والشيعة. فمن المسئول إذن عن الجراح التي تثير الصراع اليوم بين الطائفتين؟ وسيأتي اليوم الذي ينكشف فيه كيف دبرت وكالة المخابرات المركزية (والموساد بالتأكيد) الكثير من هذه المذابح المتبادلة. ولكن من الصحيح كذلك، أن الصحراء السياسية التي خلقها نظام صدام، وأسلوبه الانتهازي غير المبدأي "تدفع" من تلوه في السلطة أن يتبعوا نفس السياسات، بدعم من قوات الاحتلال، وربما بقدر من السذاجة يجعلهم يظنون أنه من الممكن لهم "استخدام" المحتلين. وهؤلاء المرشحون للسلطة، من "الزعماء الدينيين" من الشيعة والسنة، ورؤساء القبائل، ورجال الأعمال المستوردين من الولايات المتحدة، والذين لا جذور لهم في البلاد. والزعماء الدينيون الذين يحترمهم المؤمنون، لم تكن لهم أية أنشطة سياسية مقبولة من الشعب العراقي، ولولا الفراغ الذي تركه صدام لما سمع بأسمائهم أحد. وفي إطار هذا "العالم السياسي" الذي خلقته الإمبريالية النيو لبرالية المعولمة، هل ستتمكن القوى السياسية الأخرى، التي تتمتع بالوطنية والشعبية فعلاً، والتي ستتجه للديمقراطية يوما ما، من إعادة بناء قواها؟



وفي وقت ما، كان الحزب الشيوعي العراقي هو المجال لأفضل أبناء المجتمع العراقي، فقد كانت له قواعد في جميع أنحاء البلاد، وكان الأكثر قرباً من المثقفين، وخاصة من الشيغة (وفي رأيي أن الشيعة تنتج ثوريين، ورجال دين، ولكن القليل من البيروقراطيين أو الكومبرادور!). وكان الحزب الشيوعي ذا شعبية حقيقية، ومعادٍ للإمبريالية، وغير ميال للديماجوجية، ولديه استعداد للديمقراطية. وهو الآن، وبعد المذابح التي ارتكبتها دكتاتوريات البعث بقتل الآلاف من أفضل مناضليه، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وهو أمر لم يكن مستعداً له، معرض للخروج نهائياً من التاريخ. ومع ذلك، تصور بعض مثقفيه [؟] أنه من المقبول أن يعودوا من المنفى في ركاب القوات الأمريكية، وهو أمر ليس مستحيلاً، ولكنه لم يكن "حتمياً".



ومشكلة الأكراد في العراق، وإيران، وتركيا، مشكلة حقيقية، ولكن من الواجب تذكر أن القوى الغربية تتعامل مع هذه القضية، بالمعايير المزدوجة التي تعبر عن مواقفها غير المبدئية. ففي العراق أو إيران، لا تُقمع المطالب الكردية بالعنف الذي يمارس ضدها في تركيا (من الجيش أو البوليس)، فلم ينكر العراق أو إيران وجود الأكراد ذاته كما يحدث في تركيا. ومع ذلك، فتركيا لا تحاسب على ذلك، فهي عضو في حلف الأطلنطي، وهو منظمة من الدول "الديمقراطية"، كما تذكرنا وسائل الإعلام ليل نهار. ومع ذلك فهذه المنظمة الديمقراطية شارك في تأسيسها ذلك الديمقراطي البارز سالازار، كما تضم بين صفوفها المدافعين العظام عن الديمقراطية، من الكولونيلات اليونانيين، والجنرالات الأتراك!



أما الجبهات الشعبية التي تكونت حول الحزب الشيوعي، وحزب البعث، في المراحل المشرقة من تاريخ العراق، وعندما كانت في السلطة، فقد وجدت دائماً المجال للتفاهم مع الأحزاب الكردية الرئيسية، التي كانت دائماً متحالفة معها.



وجرائم صدام ضد الشيعة والأكراد حقيقية، فالجيش العراقي قذف منطقة البصرة بالقنابل بعد الهزيمة في الكويت في عام 1990، واستخدم الغازات السامة ضد الأكراد. ومع ذلك، فقد حدثت هذه الاعتداءات بعد تحركات للديمقراطية المسلحة من واشنطن، التي حرضت بعض المغامرين الذين حاولوا انتهاز الفرصة للحصول على شيء ما. ورغم ذلك، كانت هذه التحركات غبية وإجرامية، إذ لم يكن للدعم الأمريكي أية قيمة حقيقية، وفي الوقت نفسه، لم يكن ينتظر من دكتاتور مثل صدام إلا تصرفات من هذا القبيل.



وتبدو الصورة القوية للمقاومة ضد المحتل في هذه الظروف "غير متوقعة" بل ربما "كمعجزة"، ولكن الحقيقة غير ذلك. والواقع البسيط هو أن الشعب العراقي بكامله (من عرب وأكراد، سنة وشيعة)، يكره المحتلين، ويعرف جميع جرائمهم اليومية (من قصف بالقنابل، واغتيال، وتعذيب، ومذابح). فكان من الواجب أن نتوقع قيام "جبهة متحدة للمقاومة" (أو سمها ما شئت) تعلن نفسها تحت هذا العنوان، وتعلن أسماء المنظمات والأحزاب المشاركة فيها، وبرنامجها المشترك، ولكن حتى اليوم لم يحدث هذا. ولعل السبب هو كل التخريب الاجتماعي والسياسي، الذي قام به المحتل، ودكتاتورية صدام السابقة عليه. ولكن أياً كانت الأسباب، فإن هذه الغياب يمثل ضعفاً كبيراً، يساعد على الفرقة، ويشجع الانتهازيين، ويثير الارتباك بالنسبة لأهداف التحرير.



فمن الذي سيتغلب على هذا الضعف؟ على الشيوعيين أن يقوموا بذلك، فالمناضلون – على خط الجبهة – يفرضون واقعهم، بعكس "القادة" (الوحيدون الذين تشير وسائل الإعلام إلى أسمائهم)، الذين لا يعرفون في الحقيقة ماذا عليهم أن يفعلوا، ويحاولون إضفاء بعض الشرعية على سيرهم "في ركاب" الحكومة المتعاونة، ويدعون أن هذا مكمل للمقاومة المسلحة! ولكن هناك قوى سياسية كثيرة أخرى، يمكنها، وفقاً للظروف، المبادرة بخلق تلك الجبهة.



ورغم ضعفها، فقد هزمت المقاومة العراقية مشروع واشنطن (سياسياً فقط، وليس عسكرياً بعد). وهذا بالضبط ما يقلق الأطلنطيين في الاتحاد الأوروبي، الحلفاء المخلصين لواشنطن. فهؤلاء الشركاء التابعين لواشنطن يخشون من هزيمتها، لأن ذلك سيقوي شوكة شعوب الجنوب، بحيث تفرض على رأس المال متعدي الجنسية المعولم للثلاثي (الولايات المتحدة، وأوروبا، واليابان) احترام مصالح شعوب وأمم آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية.



وقد قدمت المقاومة العراقية مقترحات تساعد على تجنب المأزق، وتشجع الولايات المتحدة على الخروج من عش الزنابير. وقد اقترحت: 1) تكوين سلطة إدارية مؤقتة تحت إشراف مجلس الأمن، 2) الوقف الفوري لأعمال المقاومة، ولتدخلات قوات الاحتلال (من الجيش والبوليس)، 3) على جميع القوات العسكرية والمدنية الأجنبية ترك البلاد خلال فترة ستة أشهر. وقد ظهرت هذه الاقتراحات في مجلة المستقبل العربي في عددها الصادر في بيروت، في يناير 2006.



ويدل تجاهل وسائل الإعلام الغربية الكامل لهذه الاقتراحات، على التضامن بين الإمبرياليين. وعلى القوى الديمقراطية والتقدمية الأوروبية أن تقاوم هذه الاستراتيجية للثلاثي الإمبريالي، ودعم اقتراحات المقاومة العراقية. وترك الشعب العراقي يواجه العدو وحده ليس الاختيار الصحيح، فهو يعطي الانطباع بأن شيئاً جيداً لن يأتي من الغرب، ومن بلدانه، ويدفع بالتالي لاتجاهات غير مقبولة، بل وإجرامية، في ممارسات بعض قوى المقاومة.



وبقدر زيادة الدعم للشعب العراقي من جانب القوى الديمقراطية في أوروبا وفي العالم، وبقدر ما تسرع قوى الاحتلال في الانسحاب من البلاد، بقدر ما تزداد فرص هذا الشعب الشهيد، في تحقيق مستقبل أفضل. وكلما طالت فترة الاحتلال، كلما ازدادت حلكة مستقبل الشعب العراقي بعد انزياح الاحتلال الحتمي.



فلسطين
منذ تصريح بالفور الشهير، في أثناء الحرب العالمية الأولى، تعرض الشعب الفلسطيني لمشروع أجنبي استعماري، يحاول أن يفرض عليه مصير "الهنود الحمر"، وهو أمر معروف بقدر ما يجري تجاهله. وحصل المشروع دائماً على دعم القوة الاستعمارية المسيطرة في المنطقة (أولاً بريطانيا، ثم الولايات المتحدة)، حيث إن زرع بلد غريب عن المنطقة، يخلق فيها نقطة ارتكاز دائمة تدعم التدخلات المستمرة الهادفة لإخضاع الشرق الأوسط العربي للسيطرة الرأسمالية الإمبريالية.



وهذا الفهم للمشكلة واضح تماماً لجميع شعوب أفريقيا وآسيا، الذين يتصدون للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني بشكل تلقائي. وفي المقابل تدفع "المشكلة الفلسطينية" إلى انقسام في الرأي في أوروبا، بسبب الارتباك الذي تشجعه الأيديولوجية الصهيونية، التي تجد في أوروبا رد فعل مؤيد.



ويؤدي مشروع "الشرق الأوسط الكبير" للولايات المتحدة إلى ضياع حقوق الشعب الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى.ومع ذلك فقد كانت منظمة التحرير الفلسطينية قبلت مشروع مدريد ثم أوسلو، أي الطريق الذي رسمته واشنطن، في حين أن إسرائيل هي التي رفضت صراحة التوقيع، وضاعفت من أنشطتها التوسعية. وأضعف هذا القبول من موقف منظمة التحرير الفلسطينية، حيث يمكن القول إنها صدقت بسذاجة أنها تتعامل مع خصوم أمناء. وقد أدى تأييد السلطات الإسرائيلية لحماس – في مرحلة أولى على الأقل – إلى جانب تفشي الفساد في صفوف الإدارة الفلسطينية (وهو ما أبرزه المانحون من البنك الدولي، وأوروبا، والكثير من المنظمات غير الحكومية)، إلى النجاح الانتخابي لحماس (وهو أمر كان متوقعاً، بل لعله مطلوباً من إسرائيل). وكان ذلك مبرراً جديداً، أضيف على الفور لمبررات التأييد المطلق للسياسات الإسرائيلية "مهما كانت"!



وقد كان المشروع الاستعماري الصهيوني مصدر تهديد دائم لفلسطين، وكذلك لبلدان الجوار العربية، ولا أدل على ذلك من تطلعه لضم سيناء المصرية، وضمه الفعلي للجولان السوري. ومشروع "الشرق الأوسط الكبير" يحتفظ بمركز متميز لإسرائيل، مع احتفاظها باحتكار السلاح النووي في المنطقة، واعتبارها شريكا إجبارياً، بحجة ما تمتلكه من "قدرات تكنولوجية" لا يستطيع أي بلد عربي أن يحققها! وهذا في حد ذاته دليل على العنصرية التلقائية للأيديولوجيين الإمبرياليين.



ولا ننوي هنا التقدم بتحليل للتفاعلات المعقدة بين الصراع ضد التوسع الاستعماري الصهيوني، وبين الصراعات، والاختيارات السياسية المختلفة في لبنان وسوريا. لقد قاومت حكومات البعث في سوريا، بطريقتها، مطالب القوى الغربية، وإسرائيل، ولا شك أن هذه المقاومة استخدمت لإضفاء الشرعية على التطلعات السورية المشبوهة للتحكم في لبنان. ومن جانب آخر، فقد كانت سوريا حريصة في اختيار حلفائها في لبنان من بين "الأقل خطورة". ومن المعروف أن مقاومة المشروعات الإسرائيلية في جنوب لبنان (بما في ذلك تحويل مياه الأنهار)، كان يقودها الحزب الشيوعي اللبناني، فتعاونت السلطات السورية، واللبنانية، والإيرانية، للقضاء على هذه "القاعدة الخطرة"، وإقامة قاعدة حزب الله بدلاً منها. وكان اغتيال رفيق الحريري – وهي قضية مشبوهة – الفرصة التي استغلتها القوى الاستعمارية (واشنطن في المقدمة، وفرنسا في الخلفية) للتدخل لتحقيق هدفين: أن تفرض على دمشق السير على خطى البلدان العربية الخانعة (مصر والعربية السعودية)، أو على الأقل، أن تقضي على بقايا حزب البعث المنحل، حتى تقضي على أية قدرة على مقاومة إسرائيل (بالمطالبة بنزع سلاح حزب الله). ويمكن الاستعانة في هذا المجال بالخطاب عن الديمقراطية.



وفي الوقت الحالي يعتبر الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني واجباً أساسياً لكل الديمقراطيين في أي مكان في العالم، ففلسطين تقع في قلب أخطر صراع في يومنا هذا. إن القبول بالمشروع الإسرائيلي الذي يهدف لابتلاع فلسطين وشعبها بالكامل، يعني حرمان الشعب من أول حقوقه الإنسانية، وهو الحق في الوجود. ولا يمكن القبول باتهام من يقفون ضد إتمام هذه الجريمة "بمعاداة السامية".













إيران


لا ننوي هنا أن نقدم التحليل لما تعنيه "الثورة الإسلامية"، كما تسمي نفسها، أو كما يراها الإسلام السياسي، أو المراقبون الأجانب، بما يعني أنها نقطة البداية لتطور سوف يشمل المنطقة بأكملها، بل "العالم الإسلامي" بالكامل، والذي سيممى بعد ذلك "أمة الإسلام" (مع أنه لم تكن هناك في يوم ما "أمة"). ولعلها كانت حدثاً ذا طبيعة خاصة لأنه جمع بين تفسيرات الإسلام الشيعي، وبين التعبير عن الوطنية الإيرانية.



وسأكتفي هنا بتعليقين فيما يهمنا من هذا الموضوع. الأول، هو أن نظام الإسلام السياسي الإيراني لا يتعارض جذرياً مع اندماج البلاد في النظام الرأسمالي العالمي (فهو يقوم على مبادئ تتصور إدارة اقتصاد البلاد بشكل "لبرالي"). والثاني، هو أن إيران "أمة قوية" بمعنى أن أفضل مكوناتها، إن لم تكن جميعها – طبقاتها الشعبية وزعماؤها – ترفض اندماج البلاد كأمة مسودة داخل النظام العالمي. وهناك تناقض واضح بين هذين البعدين للحقيقة الإيرانية، والبعد الثاني منهما يفسر اتجاهات السياسة الخارجية الإيرانية التي ترفض الأوامر الأجنبية.



والوطنية الإيرانية – القوية، والإيجابية تاريخياً، في رأيي – هي التي تفسر نجاح عملية "تحديث" القدرات العلمية، والصناعية، والتكنولوجية، والعسكرية، التي قامت بها أنظمة الحكم المتتالية منذ الشاه وحتى الخمينية. وإيران أحد الدول القليلة في الجنوب (مع الصين، والهند، وكوريا، والبرازيل، وربما دول قليلة أخرى)، التي تسمح ظروفها بقيام مشروع "برجوازي وطني". وما إذا كان من الممكن أن يتحقق هذا المشروع في المدى البعيد (ورأيي أنه ممكن)، أو لا يتحقق، فهذا ليس موضوع هذه الدراسة، ولكن هذا المشروع موجود اليوم.



ولكون إيران تمتلك الكتلة الحرجة التي تسمح لها ببذل محاولة جادة لتصير شريكاً مستقلاً، قررت الولايات المتحدة تدمير البلاد عن طريق "حرب وقائية" جديدة. وكما هو معروف، فالصراع يدور حول القدرات النووية التي أخذت إيران في تطويرها. أليس من حق هذا البلد أن يصير قوة نووية عسكرية كأي بلد آخر؟ وهل من حق القوة الإمبريالية الكبرى، وصنيعتها إسرائيل، احتكار أسلحة الدمار الشامل؟ هل يمكن أن نصدق الخطاب الذي يدعي أن الأمم "الديمقراطية" لن تستخدم هذه الأسلحة، في حين أن الدول "المارقة" يمكن أن تستخدمها؟ ومتى سيجري الاعتراف بأن بعض الأمم "الديمقراطية" مسئولة عن أبشع جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث، كما فعل الألمان مع اليهود، وكما استخدمت الولايات المتحدة القنابل النووية فعلاً، وترفض الاتفاق على المنع الكامل لاستخدامها؟ ومع الأسف، انضمت القوى الأوروبية للمشروع الأمريكي للعدوان على إيران.



خاتمة


توجد في الوقت الحالي ثلاث مجموعات من القوى تشارك في "الصراع السياسي" في المنطقة. فهناك أولا،ً أولئك الذين يتحدثون عن تاريخ من الوطنية (ولكنهم مجرد الورثة الفاسدين والمنحلين لبيروقراطيات الأنظمة الوطنية الشعبوية السابقة)، وهناك ثانياً، من ينتمون لأسرة الإسلام السياسي، وهناك أخيراً، أولئك الذين يميلون إلى المطالب "الديمقراطية" التي تتمشى مع الإدارة اللبرالية للاقتصاد. وأيا من هذه القوى غير مقبول للفكر اليساري المهتم بمصلحة الأمة، والجماهير الشعبية، ففي الواقع، تسود مصالح الطبقات الكومبرادورية جميع هذه "الأسر" الثلاث. ومحاولة الانغماس في الصراع بين هذه التيارات الثلاثة، للبحث عن التحالف مع أحدها ضد الآخر (مثل الاتفاق مع النظام الحاكم لمنع البديل الإسلامي، أو البحث عن تحالف مع بعض حركات الإسلام السياسي بهدف التخلص من النظام الحاكم)، محكوم عليها بالفشل. وعلى اليسار أن يمارس النضال في المجالات التي يستطيع فيها أن يلعب دوراً في الدفاع عن مصالح الطبقات الشعبية، والديمقراطية، والدفاع عن السيادة الوطنية، كأهداف مترابطة. وعلى الديمقراطيين في جميع أنحاء العالم أن يدعموا فرص القوى التقدمية، وأن يدينوا أي تدخل عسكري من جانب الولايات المتحدة، أو حلف شمال الأطلنطي، أو إسرائيل، أو الأمم المتحدة الخاضعة لها، أو حلفائهم في المنطقة.



و"مشروع الشرق الأوسط الكبير" ذو أهمية حيوية في الصراع الدائر اليوم بين المركز الإمبريالي، وبين شعوب العالم. وهزيمة مشروع واشنطن في هذه المنطقة ضروري لدعم إمكانيات الطلائع في جميع أنحاء العالم، وبدون ذلك يبقى موقف هذه الطلائع محفوفاً بالخطر لدرجة كبيرة. وهذا لا يعني التقليل من أهمية النضال في بقية أنحاء العالم – أوروبا، وأمريكا اللاتينية، وإنما يعني أن جميع هذه النضالات يجب أن تدخل ضمن منظور عالمي واحد، وتساهم جميعها في هزيمة المصالح الأمريكية في المنطقة التي اختارتها كالهدف الأول لضرباتها الإجرامية.

يونيو 2006



ملاحظة: كتبت هذه الورقة قبل العدوان الإسرائيلي على لبنان، وهذا العدوان يؤكد أن الولايات المتحدة سائرة في مخططها الإجرامي ضد المنطقة بكاملها.



#سمير_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفجوة بين الفقراء والأغنياء
- العولمة وقضية مستقبل مجتمعات الفلاحين
- الأسباب الموضوعية لفشل الثورات الإشتراكية الأولى
- الإسلام السياسي في خدمة الإمبريالية
- الإسلام السياسي
- هل تمثل آسيا الصاعدة تحديا للنظام الإمبريالي؟
- حول مفهوم القومية
- في إطار الرؤية التاريخية للتوسع الرأسمالي ألامبريالية الامري ...
- تبدأ بالعنف وتنتهي بالهيمنة الأمريكية د. سمير أمين يحدد 3 مل ...


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير أمين - هزيمة مشروع الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما على الخط الأول للجبهة (أفغانستان، والعراق، وفلسطين، وإيران)