أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سمير أمين - العولمة وقضية مستقبل مجتمعات الفلاحين















المزيد.....

العولمة وقضية مستقبل مجتمعات الفلاحين


سمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 22:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لماذا هذا الاختيار؟
1- لأنها قضية تخص نصف البشرية 3 مليار 800-700-1500

2- لأن الأفكار و السياسات المطروحة فى هذا المجال (اقتصاد الزراعة) تقوم على فرضيات لا تمت للواقع بصلة.

أقصد فرضية ضرورة اختفاء المجتمعات الفلاحية على نمط ما حدث فى الغرب (على أساس تعميم و توسيع مجال فعل مبادئ المنافسة فى أسواق غير مقننة)

3- لأن دراسة هذا البعد من التحدى ناقصة فهى:

- تركز على قضايا ثانوية – مثل المساندات المالية التى تتمتع بها الزراعة فى أوروبا و أمريكا (موضع تبادل النظر فى الدوحة WTO)

- تجاهل المحور الأساسى فى التحدى: الطابع الهدام لفعل السوق الحر فى هذا المجال.

الخلاصة:

- القضية المطروحة منى هى قضية محورية فى إشكالية العولمة ومواجهة تحدياتها.

- الإجابة على الأسئلة المطروحة سوف تحدد سمات المستقبل بشكل يكاد يكون مطلق. وبالتالى تكون بعداً أساسياً فى تحديد البدائل و بناء كشف تحالف القوى الاجتماعية والسياسية اللازمة من أجل تحقيق البديل الأفضل.

تحليل الوضع الراهن و تحديد عناصر التحدى:

ينقسم قطاع إنتاج الزراعة إلى مجموعتين من الأنماط :

1- النمط الرأسمالى المتقدم:

أ- سماته: - إنتاج للسوق ، الاستهلاك الذاتى أصبح نسبة لا تذكر.

- اندماج شامل فى البنية الرأسمالية بمعنى الاعتماد على أسواق المال للحصول على تمويل المعدات والمدخلات (بالإضافة إلى ذلك: احتكار الزراعة الرأسمالية على وسائل الميكنة)

- الاعتماد على أسواق الاستهلاك التى تسيطر عليها الصناعات الغذائية.

الكل يكون قطاع فى حد ذاته Agro-business

ب- مدى انتشار هذا النمط : ينحصر على شمال أمريكا و أوروبا و المخروط الجنوبى فى أمريكا اللاتينية و أستراليا ويخص 20 مليون مزارعين (ليسوا فلاحين)+ شركات الـ Agro-business

ج- القدرة التنافسية هائلة و فى الصعود المتواصل: إنتاج الفرد العامل 10000 إلى 20000 قنطار قمح أو ما يعادله (بالإضافة تتمتع بأفضل الأراضى الزراعية و بمساحات مناسبة)

د- أنماط المجتمعات الفلاحية: 3 مليار

سمة مشتركة : إنتاج للسوق و للاستهلاك الذاتى أى نمط مجتمعى (أوسع من مفهوم نمط اقتصادى) مندمج جزئياً فى البنية الرأسمالية الحاكمة.

تتقاسم هذه الأنماط إلى :

- نماذج انتفعت من الثورة الخضراء (أسمدة -مبيدات-بذور منتقاة) 1.5 مليار ميكنة محدودة

حيازات مساحات صغيرة… إنتاج الفرد العامل 100 إلى 500 قنطار

- نماذج لم تنتفع بعد من الثورة الخضراء: إنتاج الفرد 10 قنطار إلى 1.5 مليار



هل هناك قدرة تنافسية لزراعة المجتمعات الفلاحية فى مواجهة الزراعة الرأسمالية؟
- نسبة إنتاج الفئة / الفرد الأكثر تقدماً إلى إنتاج الفئة / الفرد الأكثر تخلفاً

قبل 1940 10 إلى 1

الآن 200 إلى 1

- أى أن التفاوت فى توزيع الإنتاجية أعظم فى مجال الزراعة مما هو عليه فى مجالات الإنتاج الصناعى.

إذا كانت بعض القطاعات الصناعية تستطيع أن تواجه تحدى السوق المفتوح (بالاعتماد على رخص الأيدى العاملة) فإن الزراعة للعالم الثالث لا تستطيع أن تواجه منافسة زراعة العالم الأول مهما كانت الظروف بالنسبة إلى مقدار المساعدات التى تتمتع بها هذه الأخيرة.

- المسألة الزراعية الجديدة (تحدى رئيسى للقرن 21) ناتج التطور غير المتكافئ المذكور

- والآن تتطلع الزراعة الرأسمالية إلى هجوم ضخم على الإنتاج الفلاحى.

التعبير عن هذا الهدف: "يجب اعتبار إنتاج الغذاء والإنتاج الزراعى بشكل عام على أنه إنتاج سلعى شأنه فى ذلك شأن القطاعات السلعية الأخرى"

ويستدرج من هذا المبدأ: اعتبار الأرض الزراعية نفسها سلعة (تجاهل حق الفلاح فى استخدام الأرض) عملية مماثلة للعملية التى حدثت فى إنجلترا بإسم الـ enclosure على صعيد عالمى.

ماذا سيحدث فى فرضية تطبيق مبادئ فتح الأسواق غير المقننة؟
أ‌- نتخيل: 30 إلى 50 مليون مزارعين جدد ينتجون ما ينتجه حالياً 3 مليار فلاح للأسواق المحلية و الدولية.

شروط إنجاح هذا البديل:

- نقل ملكية قطاعات هامة من أفضل الأراضى إلى هؤلاء (و حرمان الفلاحين منها)

- التوصل إلى أسواق المال (لشراء المعدات) و أسواق الاستهلاك.

ب‌- ماذا سيحدث بالنسبة إلى 3 مليار إنسان؟

حالياً هؤلاء يغذون أنفسهم بإنتاجهم – يتم ذلك بصعوبة شديدة حيث أن 3/4 السكان الذين تحت خط التغذية فى العالم هم ريفيون ، يصبحون إذاً "زائدى الحاجة" ، "غير مطلوبين" – نظرة قريبة من نظرة إبادة الناس و لكن الحجة المقدمة لإضفاء شرعية لمذهب المنافسة أن مثل هذا التطور حدث بالفعل فى أوروبا و أنتج فى النهاية مجتمع حديث ثرى و حضرى / صناعى بالإضافة إلى زراعة قادرة على تغذية المجتمع (على مستوى ثرى) بل على التصدير ( بـ أو بدون مساندات مالية)

هل يمكن تكرار هذا النمط فى العالم الثالث المعاصر؟ (هذا هو تحديد التحدى بالذات)



استحالة استيعاب مليارات الفلاحين "الزائدين" فى تنمية القطاعات المحدثة الصناعية و الخدمية الحضرية:

أ‌- طورت نمطاً رياضيا بسيطاً (تم نقاشه فى الصين) يثبت ذلك

فرضية خيالية بالنسبة إلى معدلات نمو القطاعات المحدثة : 5 إلى 7 % سنوياً – متفائلة بالنسبة إلى انخفاض معدل نمو السكان 1.6 إلى 1.2%

النتيجة: يظل "حجم الاحتياطى الريفى" ثابتاً أو يكاد

إذن الخيار: سياسات تقوم على مبدأ العمل حسب آليات المنافسة فى أسواق غير مقننة تؤدى إلى:

هجرة مئات الفلاحين من الفلاحين المستبعدين عن الإنتاج الريفى إلى أحياء عشوائية ، مدن الصفائح (كوكب مدن الصفائح) تحديث الفقر أو سياسات بديلة تسعى إلى إبقاء الفلاحين فى الريف وتحسين ظروفهم.



أسباب استحالة تكرار نمط التطور الغربى بالأساس هى:

1- النموذج الأوروبى تطور خلال قرن و نصف اتسمت الصناعة الصاعدة بأنها قامت على عمالة كثيفة.

استحالة تكرار هذا التطور: لأن المطلوب من الصناعة فى العالم الثالث هو أن تقوم على تكنولوجيات حديثة (نسبياً) ذات الإنتاجية المرتفعة كى تواجه احتياجات المنافسة فى الأسواق الداخلة (التى تفترض أنها مفتوحة) و الأسواق العالمية (و البنك الدولى يتعامى على هذا التناقض الرئيسى فى خطابه)

2- أوروبا استفادت من الهجرة إلى أمريكا التى استوعبت "فائض سكانها" (هل أوروبا و أمريكا الآن قابلين هجرة على نفس النطاق؟)



الخلاصة:

نمط العولمة المطروحة نمط إجرامى يفترض تفاقم الفقر ، بل إبادة فائض السكان "غير المطلوبين"

أصبحت الرأسمالية نظاماً "فات أوانه" ، دخلت مرحلة الترهل

50 مليون حد أعلى من المستفيدين من "توسع الأسواق"

3 مليار يصبحون "غير مطلوبين"



بعض الأبعاد الأخرى للقضية:

1- ضمان الأمن الغذائى:

و هو يمثل فى حد ذاته هدفاً هاماً من أهداف أى مشروع تنموى يستحق هذه التسمية. علماً بأن تطبيق مبادئ الانفتاح غير المقنن المطروح من شأنه أن يلغى تماماً احتمال تحقيق الحد الأدنى المطلوب من الأمن الغذائى.



2- ضمان استمرار التنوع البيولوجى:

و هو يمثل أيضاً فى حد ذاته هدفاً ضرورياً من أجل ضمان المستقبل و يتطلب احترام التنوع المذكور رفض ممارسات الـ agro-business القائمة على تعظيم الربح فى الأجل القصير و لو على حساب تضحية المستقبل الأبعد و لا سيما أن الـ agro-business يسعى من وراء هذه الممارسات إلى تجريد المجتمعات الفلاحية من الملكية بمعرفتهم الموروثة منذ أجيال و ذلك من أجل تدعيم وسائل إخضاع الفلاحين لمصالحها هى.



البديل:

1- للبديل اسم هو "الطريق الفلاحى" peasant road و ليس المقصود هو " حبس الفلاحين فى حظائر يسود فيها الركود" (أى خلق "حدائق فلكلورية") كما يتصوره بعض مدافعى البيئة أو التقوقع باسم الخصوصية الثقافية و القيم الموروثة.

البديل يفترض معادلة مركبة تتيح فى آن واحد :

- إنماء الإنتاجية فى الزراعة الفلاحية.

- تحديث الأنشطة الحضرية ذات إنتاجية مرتفعة ووضعها فى خدمة المذكور أعلاه والربط بينهما.

2- يتطلب العمل طبقاً لمبادئ المعادلة المطلوبة

- إضفاء أولوية لحماية الإنتاج الفلاحى من المنافسة غير المتساوية للمزارعين الرأسماليين فى الداخل و الخارج. أى تقنين الأسواق regulation على المستويات القطرية و على المستوى العالى (و هذا النمط من التقنين المطلوب هنا يتجاوز إشكالية الدعم)

- وضع سياسات تهتم بالأساس على توسيع السوق الداخلية.

- تقنين العولمة بحيث أن تخدم الأهداف السابقة الذكر (و ليس العكس) أى تكيف الداخل على مقتضيات العولمة الرأسمالية.

3- يختلف هذا النمط تماماً عن النمط المطروح حالياً و هو نمط يحبس مجتمعات العالم الثالث فى حلقة مفرغة

عناصرها هى:

- تهميش نسبة متصاعدة من الفلاحين لصالح التركيز على إثراء أقلية

- انتقال الفقر من الريف إلى المدن: أحياء عشوائية ، بطالة ، أعمال غير ثابتة

- التركيز على تصنيع موجهة للتصدير يقوم على رخص الأيدى العاملة.

4- البديل مرهون إذن باعتراف حق الفلاحين فى استخدام الأرض و خلق الإطار (قانونى ، سياسى ، اقتصادى) يضمن تنفيذ المبدأ على أعلى قدر ممكن من المساواة. هذا الحق من أهم "حقوق الإنسان" (يخص نصف البشرية!) و لو أن غير مذكور إلى الآن فى لوائح الحقوق المعروفة (إشارة إلى تغلب الطابع المدنى فى شبكات المجتمع المدنى)

5- اعتبر إذن طرح هذا البديل على أنه يمثل محور أساسياً فى إعادة بناء التضامن بين شعوب آسيا و أفريقيا أى بمعنى آخر إنعاش روح باندونج و هو بدوره شرط (ربما أهم الشروط) إعادة بناء عولمة بديلة هذه الإشكالية تناقش فى الصين ، الهند و بعض بلاد أمريكا اللاتينية و لكن لا تناقش فى الوطن العربى.




#سمير_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسباب الموضوعية لفشل الثورات الإشتراكية الأولى
- الإسلام السياسي في خدمة الإمبريالية
- الإسلام السياسي
- هل تمثل آسيا الصاعدة تحديا للنظام الإمبريالي؟
- حول مفهوم القومية
- في إطار الرؤية التاريخية للتوسع الرأسمالي ألامبريالية الامري ...
- تبدأ بالعنف وتنتهي بالهيمنة الأمريكية د. سمير أمين يحدد 3 مل ...


المزيد.....




- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سمير أمين - العولمة وقضية مستقبل مجتمعات الفلاحين