|
في البدء كانت المرأة، ثمّ صارت أنثى فقط..!
فاضل الخطيب
الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 09:03
المحور:
كتابات ساخرة
أحبّ مونتسكيو امرأة جميلة ومشيتها جميلة، لكنها تعرج عندما ينظر إليها أحدٌ!.
لن أتحدث مجدداً عن الظلم والغبن الذي تعيشه المرأة في مجتمعاتنا، ولا عن القوانين العنصرية المتخلفة التي تظلمها وتحتقرها, لن أتحدث عنها كـ"زنجي(عبد) العالم". لن أذكّر بالوزيرة السورية ديالا الحاج عارف ـ لو غيّرو ترتيب اسمها ـ ورفيقتها القبيسة ورفاقها المتسلحين "بالمقدس" والعادات.. لن أتحدث عن عشتار وأفروديت وفينوس ولا عن ماري كوري والأم تريزيا، ولا عن سبأ وكليو باترا وزنوبيا، لن أتحدث عن عظمة إبداعها، عن الأمومة، عن: الحب هالحرفين مش أكثر .. اللي بيطلعو قد الدني وأكثر ... عليهم تعمّر أساس الكون .. وأيّا نبي بالحب ما بشّر؟.. -- -- -- -- -- في البدء كانت المرأة ثم جعلنا منها نحن الرجال(الذكور) أنثى فقط... وإثبات ذلك ما ورد في كتاب الشغل(سفر التصنيع) للمستورة كان وأخواتها في "انتيكفاريوم"، يقول الكتاب: "في يومٍ تحدثت فيه حواء إلى الله: ـ يا إلهي عندي مشكلة. + شو يا بنتي.. خير يا حواء؟!. ـ إلهي، أعرف أنك خلقتني وأعطيتني حدائق رائعة مليئة بالحيوانات من السعادين والخرفان والنمور والأسود والطيور المغردة الجميلة، وشمسٌ ساطعة ونجوم متلألئة وقمرٌ منيرٌ، وحتى هذه الأفعى الملعونة أيضاً خلقتها وحطيتها في حدائقي، رغم ذلك لست سعيدة.. + ليش يا حواء ياعيني يا بتني ـ يتردد الصوت من أعلى ـ؟. ـ وحدي عايشة، ما فيه أحد يسلّيني، الوحدة قاتلة، وما عاد عندي رغبة بالتفاح اللي زرعته لي في كل مكان. + طيب في هذه الحالة يا حواء راح إخلق لك رََجُل(زلمي). ـ شو هذا زلمي، شو يعني رَجُل؟. + هذا كائن سيكون غير كامل، مشوّه شوية، يكذب، يخدع، مراوغ ومعتز بنفسه وفخور.. لكن سيكون كبير شوية وعضلاته أقوى من عضلاتك، وسيقوم بالصيد ومطاردة الحيوانات بكل سعادة, وسيقتل بكل ارتياح ومتعة وبلا شعور بالذنب، منظره راح يكون بيضحّك عندما يتهيّج ويثور، ولكونه كثير الشكوى سأقوم بخلقه كي يلبي غريزتك الجنسية، هذا صحيح إنو شوية معقّد ونرجسي، وكثير أحياناً يتمسك بأمور تافهة مثل الضرب والمصارعة وكرة القدم، لذلك سيكون بحاجة إلى نصائحك كي يعرف بأي اتجاه عليه مطاردة الغنائم.. ـ هذا شيء رائع، برافو يا إلهي.!!ـ قالتها بتهكّم واستهجان وسخرية ـ. + ستحصلين عليه بشرط واحد. ـ هيك خلقة بدّك تعطيني إياه وبشروط! وما هو هذا الشرط؟. + مثل ما قلت لك الزلمي مغرور ومعتدّ بنفسه، لهذا السبب يجب عليك إيهامه بأنني خلقته قبلك..!.. لا تنسي ذلك وهذا سيكون سرٌ بيني وبينك فقط...". -- -- -- -- -- هذا كان عن خلق الرجل.. أما عن خلق المرأة فنقرأ في سفر الإبداع للحرمة إنّ وأخواتها الفصل التالي: "عندما خلق الله المرأة اشتغل في اليوم السادس حتى المساء، وجاءه بالصدفة الملاك وومينس إيل وسأله: ـ ماذا تفعل في هذا الوقت المسائي؟. أجاب الرب: + شايف! أضع كل المواصفات والخواص التي يجب عليها أن تحملها، يمكنها الغسيل ويمكن غسلها رغم أنها ليست بلاستيكية، تتألف من أكثر من سبع مائة قطعة متحركة ويمكن تبديل أية واحدة منها كي تناسب تحضير كل أنواع الأطعمة، تستطيع حمل أكثر من طفل بين يديها وعلى ساعدها، وعليها أن تحارب كلّ مكروهٍ يمكن أن يتعرض له طفلها.. يظهر شعورٌ وارتياحٌ على وجه الملاك وومينس إيل، ويسأل: ـ يدان اثنتان.. هذا مستحيل! وهذا هو القالب الرئيسي ـ هذا عملٌ كثيرٌ ليومٍ واحد ـ.. انتظر حتى الغد ثمّ تنهي العمل فيها. + لا.. ـ قال الرب ـ صرت قريب جداً من إنجازها وتعتبر الأقرب إلى قلبي.. تستطيع معالجة نفسها بنفسها، وفي يومٍ ما قادرة على العمل 18 ساعة!.. يقترب الملاك أكثر ويلمس المرأة، ثمّ يقول: ـ لكنك يا سيدي صنعت تحفة طرية!. + صحيح ـ يقول الرب ـ، لكنها قوية، ما بتقدر تتصور قديش فيها تتحمّل وقديش فيها تصبر.!. ـ تستطيع التفكير؟ ـ يسأل الملاك ـ. + ليس فقط التفكير وإنما تستطيع تقديم الحجج المنطقية وإيجاد لغة للتفاهم، رائعة في الحوار.. يضع الملاك يده على وجه المرأة ويقول: ـ سيدي هذه التحفة ـ عابتنفس ـ يتسرب ماءٌ من داخلها، يمكن تكون ضغطتها كثير؟!. + ما بتنفس ولا هم يحزنون، هذه دموعها يا إبني وليست ماء. ـ وشو هذا، ليش الدموع؟ ـ يسأل الملاك ـ. ويرد الرب: + بدموعها تعبّر عن مشاعرها، عن حزنها، عن شكوكها، عن محبتها وعشقها، عن وحدتها، وعن عمق أحاسيسها وعزة نفسها.. ـ هذا شيء رائع لا يمكن وصفه! ـ تأثيرٌ كبيرٌ على الملاك ـ. إلهي أنت رائعٌ عبقريٌ لم تنسى شيئاً، حقاً إنها رائعة، إنها المرأة قمة إبداعك!!." -- -- -- -- -- المرأة: ـ عندها القدرة على حبس سعادتها ومحبتها ورأيها في داخل نفسها، ـ تبتسم، عندما تحب أن تبكي وتصرخ، ـ تغني، عندما تحدوها الرغبة في البكاء، ـ لا تقول كلمة " لا " إن استطاعت إيجاد كلمة أفضل، ـ تقدم نفسها لأسرتها، محبتها غير مقرونة بشروط، ـ تبكي عند نجاح وفوز أبناءها، سعيدة لسعادة أصدقائها، ـ تفرح إذا سمعت عن ولادة طفلٍ أو عرس أحد، ـ يتحطم قلبها إذا مات أحد أقرباءها أو أصدقاءها، ـ لكنها تجد القوة كي تعيش في هذه الحياة. المرأة حياة من رأسها حتى قدميها، ولها كل ما هو حيٌّ وما هو ميتٌ. -- -- -- -- -- ويقول البعض من النساء: "لقد كان آدم هو النموذج الأول ـ والذي كان مليئاً بالأخطاء ـ ثم استفاد الرب من أخطائه وخلق المرأة بأحسن تقويم وبقي آدم خلقة مشوّهة منذ ذلك الزمان وحتى اليوم".
وحسب الكومبيوتر ماذا سيكون العالم لو كان محكوماً بشكل مطلق من الرجل وكان الجواب: ـ سيكون عيد المرأة في 29 فبراير، ـ ليس من الضروري ربط الكرافة، أو رفع سحاب البنطال، ـ عند كل امرأة مرض الحساسية تجاه الذهب والمجوهرات، سيضعون في كل تليفون جهازاً يفصل المكالمة تلقائياً بعد ربع ساعة، ـ ستنسى النساء بناتها بعد الزواج، أي تلغى مؤسسة "الحماة"، ـ سيكون إجباري لبس البيكيني للنساء العاملات(نساء الأعمال)، ـ ستصبح الدورة الشهرية سنوية، ـ ألوان الثياب تصبح رمادية بعد الغسيل، -- -- -- -- -- والحقيقة أن الحياة تكون جميلة فقط بوجود الاثنين وبصدقية وبراءة الطفولة التي لو نستطيع تمديد عمر عبيرها، وقد سألوا أطفال عن الحب وكان جواب البعض: ـ الحب هو عندما تضع بنت على نفسها عطر(بارفوم) والشاب يضع كالونيا ثم "يشمشمو بعضهم". ـ الحب عندما تذهب مع شخص لتأكل بطاطا مقلية وتترك له أن يأكل القسم الأكبر منها بحيث أنت تأكل قليلاً من حصتك. ـ الحب هو عندما يجرح شعورك شخص وتصبح حزيناً جداً، لكنك لا تصرخ في وجهه كي لا تجرح مشاعره. ـ الحب هو عندما جدتي تعمل قهوة لجدي وتذوقها قبل أن تقدمها له لتتأكد أنها قهوة لذيذة وحلوة. ـ الحب عندما تقول للولد أن كنزته جميلة وبعد ذلك تراه يلبسها كل يوم. ـ الحب عندما تعرف جدتي أن رائحة جدي كريهة وعنده كرش ورغم ذلك تقول أنه أحلى من روبرت روثفورت.
في البدء كانت المرأة، ثم جاء الانفجار العظيم...
بودابست 23 / 11 / 2008. د. فاضل الخطيب.
#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ناموا -أكثر-، تصِّحوا..!
-
اضحك! الغد سيكون أكثر سوءً من اليوم..!
-
بين الرقة ودير الزور.. أرنب طارد غزالة..!
-
حرية التفكير من حرية الكلمة, وهي أساس الإبداع..!
-
الجسم السليم في العقل السليم..!
-
لكم شيخكم والفأر.. ولنا شيخنا والصدر..!
-
بين سحر السبعة والسبع الساحر..!
-
ارتياحٌ كبيرٌ وحسرةٌ أكبر..!
-
بين القرود والأسود..!
-
شنق ما فيه عفو..! التلفزيون -أفيون- الشعوب!!.
-
رسالة إلى صغيرتي..!
-
من اللاءات المُطلَقَة إلى الموافقات المُطلَقَة..!
-
-البوظة- السورية...! أكاليل الغار.. زغردي يا شام..
-
صيدنايا, تدمر, حماه, القامشلي, مدنٌ تاريخية للتراث البشري..!
-
الصدأ والذهب..!
-
من خلّف ما مات.. إمارة سفن أب..!
-
الكُحل والعمى.. بين الوَرَم الثوريّ والحَوَل الفكريّ..!
-
صهري يا سندة ظهري..!
-
بيضات الحاكم ونقطات المحكوم..!
-
إسرائيل تحتفل بقيامها .. وبيروت بقيامتها..!
المزيد.....
-
توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف
...
-
كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟
...
-
شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي
...
-
رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس
...
-
أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما
...
-
فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن
...
-
بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل
...
-
“حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال
...
-
جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
-
التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|