أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحراث - تخليد الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان:10دجنبر 2008















المزيد.....

تخليد الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان:10دجنبر 2008


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 2473 - 2008 / 11 / 22 - 09:36
المحور: حقوق الانسان
    


إن تخليد الأيام الوطنية أو العالمية ليس الهدف منه بالأساس الإشادة بتلك الأيام أو القيام "بالواجب" تجاهها، أي التصفيق أثناء مرورها للتعبير عن الوجود فقط. وليس الهدف أيضا هو تكرار نفس الأنشطة ونفس الجمل/الشعارات (تغيير التاريخ فقط). فقد نشيد ببعض المناسبات لما ترمز إليه من دلالات، وقد نتوقف عندها بالدراسة والتحليل من أجل إبراز تفاصيلها ودروسها وعبرها وحتى الأخطاء أو الأعطاب التي شابتها، وبكثير من المسؤولية والجرأة. لكن المطلوب أكثر هو النظر في مدى مواصلة العمل من أجل تحقيق معانيها وأهدافها، وهو كذلك إنجاز المهام المنسجمة وروح هذه المناسبات، وبمعنى آخر خلق الحدث الذي يليق بالمناسبة، وخاصة المحطات المزعجة التي لا تجد لها صدى سواء في وسائل الإعلام الرسمية أو غير الرسمية أو في أجندة هيئاتنا السياسية "المسكينة" ...
وعموما، تعتبر طريقة تخليد ذكرى معينة، في الشكل والمضمون، مؤشرا دالا على مستوى نضج وتطور الجهة المعنية بالتخليد. وقد تضعنا بعض المحطات في موقع إحراج، فكيف نخلد ذكرى انتفاضة شعبية ووجهت بالحديد والنار وسقط أثناءها العديد من الشهداء؟ والأمر هنا يعني الهيئات السياسية أكثر ما يعني غيرها كالهيئات الحقوقية مثلا. قد نصدر بيانا أو ننظم ندوة أو مهرجانا كما قد نقوم بوقفة أو مسيرة، لكن هل ذلك كاف لنقول "إننا خلدنا الذكرى" وسنة بعد أخرى؟
لسوء حظ هيئاتنا السياسية تكاد تكون كافة أيام السنة محطات جديرة بالتخليد. فشعبنا ترك بصماته وبقوة على صدر أغلب أيام السنة وما فتئ يواصل نضالاته بحماس وثبات، ولسوء حظه هو أيضا لم ترق كل الهيئات السياسية، وخاصة اليسارية لالتقاط تضحياته وتخليدها بما يليق بها من اعتزاز وتفعيل وتطوير...
وبالعودة الى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، يكون الأمر بسيطا، فالمناسبة ليست من حجم انتفاضة شعبية أو مجزرة بشعة من مجازر النظام المغربي، إنه مناسبة ربما تعني أكثر الهيئات الحقوقية. نعم، لكن ليس بشكل مبتذل. فرغم ذلك يمكن القيام بالعديد من المبادرات النضالية ويمكن الوقوف عند الكثير من القضايا الملحة، وليس أقلها إعداد ونشر تقرير مفصل عن أوضاع حقوق الإنسان ببلادنا، تقرير يفضح شعارات النظام وأكاذيبه ويضع الجميع أمام مسؤولياته. إن الواقع الراهن يعج بصور القهر والاضطهاد والمعاناة...
فكيف سيخلد الشعب المغربي الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان في ظل الحرمان من الشغل ومن السكن اللائق ومن الولوج الى العلاج وفي ظل تدهور باقي الخدمات الاجتماعية (التعليم، الإدارة...) وفي ظل الارتفاع المهول والمتواصل لأسعار المواد الأساسية؟ أين الكرامة والعيش الكريم وخيرات البلاد تفوت بالمكشوف للمحظوظين؟ ما هو حظ شبابنا وأطفالنا، نساء ورجال الغد؟ هل المصير الممكن هو الشارع والمخدرات والإجرام والانتحار...؟
وكيف سيخلد الشعب المغربي الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان والعديد من خيرة أبنائه وبناته بالسجون وبدهاليز الموت وفي شروط همجية تبرز مدى الحقد الذي يكنه النظام لأبناء شعبنا؟
وكيف سيخلد الشعب المغربي الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان وسجون البلاد تعرف مآسي وفضائح لا حدود لها، من الاكتضاض وسوء التغذية والتحرش الجنسي وترويج المخدرات الى التعذيب الوحشي والقتل العمدي (حالة بوشتى البودالي كمثال صارخ)؟
وكيف سيخلد الشعب المغربي الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان والقضاء أداة لحماية الفساد وآلية لتصفية الحسابات وإغراق المناضلين والمناضلات في غياهب السجون وإعدام المنابر الصحافية وترهيب الصحافيين والسكوت عن المتورطين في الجرائم السياسية والاقتصادية (نهب المال العام وتبديد ثروات البلاد...)؟
وكيف سيخلد الشعب المغربي الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان والجلادون أحرار، يزاولون مسؤوليات حساسة في أجهزة الدولة؟ أ ليس في ذلك الإمعان في إهانة ضحايا القمع السياسي؟ أ هكذا تكون المصالحة؟ أ هكذا تطوى صفحة الماضي؟ أين عدم الإفلات من العقاب؟
وكيف سيخلد الشعب المغربي الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان والحقيقة غائبة بالنسبة للعديد من ضحايا القمع السياسي: المهدي بنبركة والحسين المانوزي وعبد الحق الرويسي وعمر الواسولي ووزان بلقاسم وعبد اللطيف سالم وعبد اللطيف اسلامي وآخرون...؟ وأين قبر الشهيد المعطي بوملي؟ واين قبور الشهداء الذين سقطوا إبان الانتفاضات الشعبية التي عرفها المغرب منذ 1958 بالريف؟
وكيف سيخلد الشعب المغربي الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان وأبناؤه وبناته يكدحون ببلاد الغربة تحت نير الاستغلال الاقتصادي والجنسي والاضطهاد والعنصرية المقيتة؟ وماذا عن قوارب الموت؟
وكيف سيخلد الشعب المغربي الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان وأبناؤه وبناته "يسلخون" يوميا أمام البرلمان وفي كل مكان على طول البلاد وعرضها لمجرد الاحتجاج أو المطالبة بأبسط حق من حقوق الإنسان، أبسط حق تكفله المواثيق الدولية لحقوق الإنسان؟
وكيف سيخلد الشعب المغربي الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان و"ممثلوه" سواء في الجماعات المحلية أو في البرلمان أو في أي شكل من أشكال التمثيلية يتآمرون عليه ويستفيدون على حسابه، بل ويضعونه في المزاد ويقدمونه فوق طبق من ذهب الى أعدائه؟
ثم كيف سيخلد الشعب المغربي الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان وشعارات الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان والحكامة الرشيدة والشفافية والتوزيع العادل للثروة...، تغطي سماء البلاد وتكاد تمطر ذهبا؟
باستحضار هذه الأسئلة وبالتأكيد أسئلة أخرى لا تقل ثقلا، كيف سنخلد الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان؟
وكيف سيخلد الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان من يحمل على كاهله هذا الإرث؟
وكيف سيخلد الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان من عاهد الشهداء على مواصلة مسيرتهم والحال هذه؟
هل سنجد بعد كل هذا متسعا للنقاشات العقيمة والاتهامات المجانية وللندوات والمناظرات...؟
أ لم نتبين بعد الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟ ولنا الآن، بعد هذا الوضوح أن نختار كيف نخلد الذكرى، أي ذكرى...




#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل النهج الديمقراطي وحده معني بالحق في الإعلام العمومي؟!
- مناظرة ثانية حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان...أي مدخل؟ ...
- في الذكرى... استشهاد المسكيني وشباضة والدريدي وبلهواري (المغ ...
- فؤاد علي الهمة: يد النظام المغربي الحريرية
- الشهداء لا يموتون...
- الجريمة بالمغرب أفق مفتوح على مصرعيه
- الهمة ومهمة خلط الأوراق السياسية
- الخوف من جريدة بشفشاون(المغرب)
- التحاق الشجعان بالقوى السياسية
- وجهة نظر ... التحاق الشجعان بالقوى السياسية


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن أحراث - تخليد الذكرى الستين لليوم العالمي لحقوق الإنسان:10دجنبر 2008