أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن أحراث - الجريمة بالمغرب أفق مفتوح على مصرعيه














المزيد.....

الجريمة بالمغرب أفق مفتوح على مصرعيه


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 2228 - 2008 / 3 / 22 - 09:48
المحور: المجتمع المدني
    


اعتناق الجريمة أهون من اعتناق السياسة !!

الآفاق المفتوحة بالمغرب قليلة، خاصة في وجه السواد الأعظم من الشعب المغربي. وإذا بدا للبعض عكس هذه الحقيقة المرة والمرعبة التي اتخذت لها، على الأقل في العلن وفي أقل من عقدين من الزمن، عناوين كثيرة ومضللة، من "السكتة القلبية" وما ترتب عنها من أكذوبة الانتقال الديمقراطي ومرورا "بالعهد الجديد" ثم "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" إلى "حركة لكل الديمقراطيين"، عناوين تدعي أن الآفاق مفتوحة على مصراعيها وأن القلب المغربي لا يعوزه إلا العشق والهيام والطاعة، فلن يستطيع هذا البعض أن ينفي تنامي الجريمة ببلادنا كأفق على رأس هذه الآفاق المفتوحة على مصراعيها. ولن نستغرب أن يكون هذا البعض "المتفائل جدا" والذي ينتمي بالضرورة إلى المحظوظين أو إلى خدام المحظوظين من ضحاياها في وقت من الأوقات. إنهم يصنعون "حفار قبورهم".
وما يهمني التركيز عليه هنا والتشديد عليه هو أن بلادنا على فوهة بركان الجريمة، وليس فقط الجريمة البسيطة، أي الجريمة العادية والمألوفة، بل الجريمة المنظمة. وأقوى مؤشر على احتمال دخول المغرب، بل ودخول المغرب دائرة هذا النوع من الجرائم ومن الأبواب الواسعة هو تهميش أعداد هائلة من الطاقات الشابة والمؤهلة والزج بها في غياهب التشرد والحرمان والضياع، والإمعان في ذلك من خلال الزيادات المتتالية والصاروخية في أسعار المواد الأساسية وتدهور الخدمات الاجتماعية من تشغيل وتعليم وصحة وسكن... إن الاستخفاف بهذه السواعد والعقول وبتضحياتها وكدها ومجهوداتها هو في حد ذاته جريمة منظمة، وتعد أم الجرائم وحربا طبقية مشتعلة. أ ليس من باب الاستهزاء تفويت الثروة الوطنية لذوي الحظوة رغم أصوات الاستنكار والتنديد وعطالة الشباب ومواصلة ذلك رغم أنف الجميع؟ أ ليس من باب الاستهتار تبرئة المتورطين في مختلف الجرائم وتوزيع التهم )المس بالمقدسات...( والأحكام القاسية على المناضلين الشرفاء؟ فكيف لا ننتظر ردود فعل قد تتطور مع المزيد من الضغط والتهميش إلى مستويات لا أحد يتكهن بمدى خطورتها؟ فماذا بعد الاعتصام والإضراب عن الطعام وقوارب الموت والتهديد بإحراق النفس؟ أ ليس إحراق الآخر )الظالم( أهون من إحراق النفس؟ إنه الانتقام والرد على الجريمة بمثلها: العين بالعين والسن بالسن والمافيا بالمافيا... إنها إحدى صور إثبات الذات والكفاءة أيضا...
وكمؤشر آخر على حتمية دخول المغرب عالم الجريمة المنظمة بدل دخول عالم الرخاء والطمأنينة هو التصدي بالحديد والنار وبالمناورة أيضا لأي محاولة أو بادرة تشتم منهما رائحة التغيير أو الرفض للأوضاع المأساوية القائمة، وبمعنى آخر فطريق السياسة إلى السجن وربما المجهول أقرب من طريق الجريمة إلى هذين الأخيرين. فالجريمة والحال هذه بالنسبة للمحظوظين أرحم من السياسة البعيدة عن الارتزاق والتضليل. إن كل المبادرات الرسمية الحالية تدفع في اتجاه نبذ السياسة بالمعنى النبيل والنضالي للكلمة، علما أن السياسة المقبولة والمطلوبة والممولة هي تزكية واقع الحال بكل الأشكال القانونية وحتى غير القانونية والانخراط في طوابير الانتظار، انتظار "النوبة"...
إن الأمور بدل أن تسير نحو استئصال مسببات هذه الجرائم والحد من تأثيرها، وهو طريق نعي جيدا أنه غير سالك للمحظوظين ولا يضمن مصالحهم، يتم تعميق المسار الليبرالي المتوحش والتستر عن الجرائم السياسية والمالية والاقتصادية والتقليل من خطورتها.
والأكيد أن عهد الترقيع ومد اليد والرضوخ للأمر الواقع سيضمحل، وسينقضي زمن الخوف والطاعة الذي أدى في كثير من الأحيان إلى الجنون والى اليأس والفشل. ولن يسلم العقل والقلب من ارتياد فضاءات جديدة، ورغم أنها محفوفة بالمخاطر )ما كل مرة تسلم الجرة( فقد يظهر أنها تجلب الحظ والثروة والمستقبل، كما جلبته جرائم اختلاس المال العام للمحظوظين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحاسبون، وحتى إذا سقط محظوظ لهذا السبب أو ذاك وكثيرا ما تكون الأسباب عبارة عن تصفية حسابات أو تمويه أو تطويق للفضائح، يكون له العفو بالمرصاد، بل والبراءة. وما قد يذكي نار هذا النهوض هو الاقتراب من عالم التكنولوجيا الحديثة والغوص فيه ثم الانفتاح من خلال وسائل الاتصال المختلفة على العوالم التي نحب والتي لا نحب، إنها عولمة الجريمة المنظمة.
إنه في غياب الأمل في المستقبل وأمام انعدام الثقة في الهيئات السياسية سيصبح المجهول بكل مخاطره ومنزلقاته وبكل دروبه قبلة جذابة لكل ضحايا الوضعية الاجتماعية والاقتصادية الراهنة...
إلا أن طريق النضال يبقى فوق كل اعتبار الحل الحقيقي نحو مغرب المغاربة جميعا، المغاربة الأحرار...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهمة ومهمة خلط الأوراق السياسية
- الخوف من جريدة بشفشاون(المغرب)
- التحاق الشجعان بالقوى السياسية
- وجهة نظر ... التحاق الشجعان بالقوى السياسية


المزيد.....




- مقترح هدنة بين حماس وإسرائيل.. ماذا قد يتضمن اتفاق وقف إطلاق ...
- قانون المثلية الجنسية في العراق.. عقوبات تصل إلى 15 سنة وتند ...
- نادي الأسير الفلسطيني يطالب بضرورة فتح تحقيق دولي في جرائم ا ...
- المحكمة الجنائية تستعد لإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو
- وزير خارجية بريطانيا: المقترح المقدم لحماس يتضمن هدنة 40 يوم ...
- إسرائيل تستنفر سفاراتها تحسبا لمذكرات اعتقال بحق مسؤوليها
- صانع دمى في غزة يحول العلب المعدنية إلى ألعاب -تروي قصص النا ...
- ?غضب الجامعات يصل الكويت.. طلاب وأكاديميون يتظاهرون تضامنًا ...
- هيئة الأسرى: سياسة الإحتلال بحقّ الأسرى لم نشهدها منذ عام 19 ...
- قلق في إسرائيل من مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن أحراث - الجريمة بالمغرب أفق مفتوح على مصرعيه