أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد نبيل الشيمي - الطغيان والاستبداد والمشاركه السياسيه














المزيد.....

الطغيان والاستبداد والمشاركه السياسيه


محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 2472 - 2008 / 11 / 21 - 03:36
المحور: حقوق الانسان
    


طغي في اللغه وطغيانا اي جاوز الحد المقبول ويقال طغي فلان اي غلا في العصيان وتجبر واسرف واظلم والطاغوت هو الطاغي المعتدي او كثير الطغيان والطاغيه العظيم الظلم الكثير الطغيان ويجمع علي طواغ(1)وفي سياقنا هذا فان المراد بالطاغيه كل من تولي الحكم فاستبد بالناس وتجاوز حدود الاستقامه والعدل تحقيقا لرغباته واهوائه .وهناك من يخلط بين الطاغيه والمستبد علي الرغم من التمايز بين المعنيين ذلك ان البعض يري ان المستبد من تفرد برايه واستقل به وقد يكون مصلحا يريد الخير وياتيه في حين ان الطاغيه بطبيعته مستبد متجاوز ومسرف في الظلم وقد يتخذ من القوانين والتشريعات اداة لتسويق حكمه وينفذ ذلك من خلال اصفيائه ومريدية والمنتفعين من استمراره ويري المفكر الانجليزي جون لوك ان الطغيان يبدا عندما تنتهي سلطه القانون.والطغاه يصلون الي الحكم عادة من خلال مشروعيه(الانتخابات) ثم يخترعون من القوانين مايجعلهم يستمرون في مواقعهم رغم ارادة الشعوب ومنهم من يصل الي الحكم بغير مشروعيه من خلال الانقلابات العسكريه(كانت دول امريكا الجنوبيه بدعم من الولايات المتحده الامريكيه مثالا حيا لاغتصاب الحكم علي حساب الشرعيه).الطاغيه يقترب من التاله من خلال المنافقين واصحاب المصالح الذين يطلقون علي الطغاه الصفات والنعوت التي لا تعكس حقيقه الطاغيه.اما المستبد فهو من استبد بالامر وانفرد به وهو كما يري بعض الفقهاء يرغب ان تكون رعيته كالاغنام دورا وطاعه وكالكلاب تذللا وتملقا والاستبداد يحول الاحرار الي عبيد لانه يهدم انسانيتهم ومن ثم يصبحون عديمي القيم يفتقدون نسيم الأخلاق الحميدة ويميلون لاسترضاء المستبد إلي النفاق والتملق والرياء والتذلل والمداهنة للوصول إلي أغراضهم وبإمكانهم إستخدام السبل المنحطة للحصول علي ثقة المستبد...والمستبد كالطاغية كلاهما مكروه ومزموم .
والمستبد عندما يدشن لحكمه الاستبدادي فانه عادة ما يشيع بين الرعية انه اختيار الله وهو المتصرف بإرادته والحاكم بمشيئته فهو مفوض من قبل العناية الإلهية ويمكن لنا أن نعترف علي نموذج للاستبداد من خلال بيعة معاوية بمثابة بيعة مستبدة فقد كانت من خلال إكراه معاوية وأستبداده بالرعية فخيرهم بين مبايعه ولده أو سيفه وكان الاستبداد بمثابة البذرة التي نمت وترعرعت من خلالها فكرة التوريث دون اكتراث برأي الاخرين (2) بل أن معاويه نفسه صرح بأنه يستمد خطبه من التفويض الإلهي لأمن الناس ويرسي قواعد بحد السيف وحده وسلر ولاه الاقاليم علي نهجه في معاملة الرعية .
والأستبداد ظاهرة سلبية وصورة لنظام حكم تغيب فيه الرقابة والمحاسبة وتنتفي فيه حرية الرأي والمعارضة .
وتبقي السلطة المستبدة سلطة تحكم دون خضوع للقانون حتي وإن كان هناك قانون فهو قيد علي المحكومين دون أن يكون قيدا علي الحاكم ولها أن تتخذ من الإجراءات في مواجهة المجتمع دون أن يكون له حق الاعتراض وعادة ما تكون السلطة المستبدة سلطة مطلقة وهي بذلك مفسدة ذلك إنها مفسدة للمجتمع من خلال إهدارها القيم ومفسدة لان صاحب السلطة المستبدة جاء بغير هوي الرعية وهو الأمر الذي يعصف تماما بكافة البني الحاكمة .
في أي نظام يقوم علي الاستبداد ذلك أن الاستبداد بطبيعة الأمر حفاظا علي وضعهالمميز والمهتز في أن واحد يعمل علي إختصار أجهزة الأمن وأجهزته وأصبحت الهياكل الأمنية أجهزة منوط بها العمل علي ملء الفراغ السياسي وهو الأمر الذي أدي إلي توسيع الفجوة بين المواطنين والنزوع الي العمل السياسي والمشاركة فيه وقد ينزع المستبد الي إستحداث أجهزة سياسية لملء الفراغ الناتج من تحجيم كافة القوي الفعاله في المجتمع ويقصر دورها علي التهليل لإنجازات وهمية وخطط مستقبليه غير قابله لتطبيق المهم هو الهاء الناس وفي حد ذات السياق كما يقول الأستاذ نبيل عبد الفتاح في مقاله الهام بعنوان تجديد دولة مصرية ( قضايا إستراتيجية ) المنشور في جريدة الأهرام بتاريخ 30/6/2003 عن الحالة المصريه ومظاهر الخلل بها والتي تتمثل في :
- شخصنة الدولة واجهزتها السياسيه والدمج بين المواطنين والامه والوطن والحاكم ومثالها الرئيس السادات .
-أزمة دولة القانون حيث تبدو الدولة وكأنها خارج نطاق سيادة القانون فهي قادرة عبر أجهزتها علي أن تضع القانون متي رأت ذلك ولحماية المصالح الاجتماعية التي تراها في لحظة ما تتراجع عنها أو تصدر قوانين تعرف بعدم دستوريتها كقوانين الانتخابات ولكنها تستخدم الألة التشريعية تفتقر الي الشرعية الدستورية لتحقيق مصالح عاجله لها ثم قيام رجال الصفوة السياسيه بتوظيف ثغرات في القوانين لتحقيق مصالحها دون مراعاه لتوازن المصالح الاجتماعيه والسياسيه للفئات المختلفه .
وهنا يكون السؤال والجواب في أن واحد كيف يكون للطغيان أو الاستبداد الدور المانع للمشاركة السياسية من قبل الشعوب .
- نعم عندما يستغرق أذهان المواطنين أن هناك إصرار من قبل الحكام علي وصد الأبواب أمام الرغبة في التغيير وإن هناك إصرار علي تزوير الانتخابات أو تبني أناس غير مقبولين شعبيا أو الإصرار علي إنجاحهم من خلال تدخل إداري من أجهزة الدولة .
- عندما يري المواطن الفساد وقد فاض وأنتشر مع غياب المساءلة في حين أن أهل النزاهة والوطنيين محاصرون ممنوعون من ممارسة حقوقهم السياسية من خلال الأحزاب المعترف بها , فهل يكون لديه الإحساس بمصداقية الدولة ويقدم علي المشاركة .
__________________________________________________________________ .

هوامش :
(1) المعجم الوجيز
(2) د.إمام عبد الفتاح - الطاغية - " دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي " عالم المعرفة مارس 1994 .



#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دول العالم الثالث والمشاركه السياسيه
- معوقات المشاركة السياسية


المزيد.....




- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...
- غورغييفا: 800 مليون شخص حول العالم يعانون من المجاعة حاليا
- الأمن السعودي يعلن اعتقال مقيم هندي لتحرشه بفتاة ويشهر باسمه ...
- اعتقال مئات الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة مع استمرار ...
- كيف تفاعل مغردون مع صورة اعتقال الشرطة الأميركية تمثال الحري ...
- بسبب حرب غزة.. مذكرات الاعتقال الدولية ترعب نتنياهو وقادة جي ...
- مفوض الأونروا يحذر من خطط إسرائيل لحل الوكالة: تقوض قيام دول ...
- الأونروا: أنباء عن وفاة طفلين على الأقل بسبب الحر في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد نبيل الشيمي - الطغيان والاستبداد والمشاركه السياسيه