أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال سيد قادر - حول الوجود الاسرائيلی فی کردستان















المزيد.....

حول الوجود الاسرائيلی فی کردستان


كمال سيد قادر

الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرکة الصهیونیة بصورة عامة و صنيعتها دولة اسرائیل، کما هو معلوم لها طموحات إقليمية و إقتصادیة و سیاسیة فی منطقة الشرق الأسوط و تسعی بکل الوسائل لتحقیق اهدافها المعلنة و غیر المعلنة. و کان الشعب الکردی بسبب الاضطهاد الذی یمارس ضده من قبل محتلی کردستان، فی نظر الاسرائیلییین فریسة سهلة لاستعماله من اجل تحقیق اهدافهم هذه، فاسرائیل استطاعت بنجاح تجنید حرکة ملا مصطفی البازانی، عمیل الکی جی بی السابق من سنة 1964-1975 لخدمة اغراضها و المصادر الاسرائیلیة تؤکد ذلك کما هو منشور مثلا فی کتاب (الموساد فی العراق و دول الجوار). و بعد اندلاع الثورة الکردیة الجدیدة فی ترکیا بقیادة الحزب العمال الکردستانی عام 1984 بدأت اسرائیل هذه المرة باستغلال هذه الحرکة للاقتراب من ترکیا علی نطاق اوسع و ذلك عن طریق تزوید ترکیا بمعلومات استخباریة عن نشاطات هذا الحزب الی ان انتهی هذا التعاون الاسرائیلی-الترکی باختطاف الزعیم الکردی عبدالله أوجلان فی کینیا عام 1999. و هذا التعاون لا یزال قائما حیث تزود اسرائیل ترکیا بمعدات خاصة لمحاربة الثوار الاکراد فی ترکیا، حیث عجزت ترکیا لحد الآن عن انهاء هذ ه الثورة بالرغم من امکانیاتها العسکریة التقلیدیة الضخمة.
و لکن الباب الاوسع امام التدخل الاسرائیلی فی المنطقة و إستغلال القضیة الکردیة فتح عام 1991، بعد حرب الخلیج الاولی مع إنشاء المنطقة الآمنة فی کردستان العراق و هو ما یعرف الآن بأقلیم کردستان.
انا اکتب هذه السطور عن الوجود الاسرائیلی فی اقلیم کردستان و لا اعتمد الا علی مشاهداتی الخاصة و شهادات شهود التقیت بهم فی فترة سجنی من قبل مخابرات عائلة البارزانی المعروفة باسم (الباراستن) بین عامی 2005-2006. ولم تکن قضیة إجباری للعودة من النمسا الی کردستان و ثم إختطافی فی اربیل علی ید رجال الباراستن فی اکتوبر 2005 بعیدا عن نشاطات اسرائیل فی کردستان نفسها. فأن الضغوط علی و علی افراد عائلتی ازدادت بعد نشری لعدة مقالات حول العلاقات الکردیة الاسرائیلیة و نشاطات الموساد. فکانت ‌هذه الضغوط و اسالیب الملاحقة تحمل بصمات اسرائیلیة واضحة کما نقرأها فی مصادر حول اسالیب عمل الموساد ککتاب (عن طریق الخداع ) مثلا حول ملاحقة من تعتبرهم اسرائیل عدوا لها. و هذا امر لا استطیع اثباته اثباتا قاطعا و لکن الذی استطیع اثباته هو التعاون بین الاجهزة الاستخباراتیة الاسرائیلیة و مخابرات عائلة البارزانی الباراستن و ذلك خلال مشاهداتی الشخصیة و تجاربی مع الموساد فی السجن. اول مرة واجهت الاسرائیلیین فی سجن الباراستن کان حوالی ثلاثة اسابیع بعد إختطافی حیث طلب منی الرائد برزان القصاب، آمر وحدة الحرکات فی الباراستن بالخروج من زنزانتی الانفرادیة الی ساحة التدریبات و انا استغربت من هذا الامر لانی کنت لم اری النور منذ ثلاثة اسابیع و لم یسمح لی حتی بالذهاب الی دورة المیاه الا مرة واحدة فی اللیل تحت حراسة مشددة و عینای معصوبتان. بعد خروجی بمدة وصلت مجموعة من الرجال ذو ملامع مختلطة، اوربیة شرقیة و شرق اوسطیة و ذو قامة قصیره نسبیا بملابس مدنیة اقتربوا منی و اشارات الاستهزاء بی واضحة علی وجوههم بدون ان یتکلموا. الرائد برزان القصاب قال لی بأن هؤلاء هم بریطانیون یتولون تدریب رجاله و لکننی شککت فی قوله هذا أذ أننی أعرف بریطانیا من خلال زیاراتی المتعددة لها و أعرف کذلك بانهم عادة طوال القامة و ذوو ملامح اوربیة غربیة بعکس هؤلاء. بعد اسابیع من هذه المواجهة ظهرت نفس المجموعة مرة اخری مع الرائد برزان القصاب و توجهوا رأسا نحوی ضاحکین بدون ان یتکلموا و الرائد برزان یکرر نفس کلامه ای هؤلاء هم البریطانیون. بعد هذا الحادث بایام سالت احد الحراس عن هؤلاء البریطانیون و قال بکل صراحة بانهم اسرائیلیون یتولون تدریبهم فی مکافحة الارهاب و اسالیب التحقیق و انا شخصیا کنت مسجونا فی قسم مکافحة الارهاب بالرغم من ان سبب سجنی کان نشر بعض مقالات انتقادیة لعائلة البارزانی. بعد قول الحارس فهمت مغزی استهزاء هذه المجموعة بی ای الانتقام لمقالات نشرتها حول استغلال اسرائیل للقضیة الکردیة و فضائح الموساد. بعد هذا الحارس سألت افراد آخرین من الحراس و الضباط حیث کان لی معرفة شخصیة ببعضهم لکونهم من ابناء مدینتی اربیل. من خلال هذا اتضح لی بان هذه المجوعة کانت مختصة بمکافحة الارهاب و اسالیب التحقیق و بما ان التعذیب کا ن متفشیا فی السجن بصورة روتینة، اعتقد بان الاسرائیلیين کانوا یدربون رجال الباراستن علی اسالیب التعذیب الجدیدة ایضا.
و الاغرب من هذا کله کان حضور افراد من عرب العراق فی قسم الارهاب للتدریب. ففی احدی المرات قابلت شخصا قال لی بانه عربی سنی من دیالی موجود للتدریب علی تفکیک المتفجرات، لکننی لم اکن متأکدا هل کان هو یتدرب علی ید الاسرائیلیین علی تفکیک المتفجرات لمحاربة الارهابیین او یتعلم زرع المتفجرات خدمة للارهاب فی دیالی. و حتی اثناء محاکمتی الاولی امام محکمة الأمن بصورة سریة فی 19.12.2005 حیث حکم علی ب 30 عاما لم یغیب اسم اسرائیل، حیث سألنی الحاکم، من این حصلت علی معلومات حول الوجود الاسرائیلی فی کردستان و تکون لدی الشعور حینئذ باننی امام محکمة اسرائیلیة و لیست کردیة. بعد هذه الحوادث اصبحت مقتنعا بان الاسرائیلیين لهم علی الاقل دور فی اختطافی و نجحت فی تهریب رسالة خطیة الی خارج السجن و نشرها فی موقع (ده نگه کان) الکردیة اتهمت فیها اسرائیل بالوقوف وراء ملاحقتی.
بعد إطلاق سراحی تحت الضغط الدولی فی نیسان 2006 بحوالی شهرین تدفقت الانباء حول مغادرة رجال الامن الاسرائیلیین لکردستان تحت الضغط الامریکی خوفا من ان وجودهم سیساعد علی تنامی الارهاب و انتشاره فی اقلیم کردستان ایضا. صحیح بان هؤلاء غادروا اقلیم کردستان و لکن شبکاتهم التجسسیة الواسعـة بقت للعمل ضد العراق و دول الجوار و اقلیم کردستان اصبح منطقة آمنة لکل مواطن اسرائیلی ینوی زیارة الاقلیم برا و جوا و هو مرحب به علی کل المستویات و المواطن العراقی العربی یحتاج الی کفیل لیدخل الاقلیم و انا الکردی العراقی لا استطیع حتی الحلم بزیار‌ة قبر ابی الشهید الذی سقط من اجل کردستان.




#كمال_سيد_قادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الفدرالية: عامل تفرقة ام توحيد؟
- لوبيانكا كالمحطة الاخيرة
- أسرار ملا مصطفى البارزانى فى وثائق الاستخبارات السوفيتية... ...
- أسرار ملا مصطفى البارزانى فى وثائق الاستخبارات السوفيتية.... ...
- أسرار ملا مصطفى البارزانى فى وثائق الاستخبارات السوفيتية.. ا ...
- الحرية او الموت:هكذا هتفت جماهير كردستان
- المندائيون امام خطر الابادة الجماعية
- العراق امام مفترق الطريق،ا صلاح من الداخل ام انقلاب؟
- العلمانية كمنفذ للمحنة العراقية
- السوق الحرة والاحتكار والفساد فى كردستان
- الرابح و الخاسر فى الدستور العراقى الجديد
- العقبات الرئيسية امام فدرالية العراق
- فرق بين الشيعة و السنة تسد
- حول حقوق العمال فى القانون الدولى
- لماذا ستنسحب امريكا من العراق؟
- نعم، انه عراق المساواة و الديمقراطية
- ألأتفاقية ألعسكرية ألعراقية-ألأمريكية ألمقبلة و دروس من تجار ...
- نحو دستور عادل للعراق (القسم1): مبدأ ألعدالة
- شرعية ألأنتخابات ألعراقية و آلية تأجيلها فى ألقانون ألدولى
- أسطورة ألهوية ألعراقية ألمشتركة كورقة ألتوت


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال سيد قادر - حول الوجود الاسرائيلی فی کردستان