أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - ماهي دلالات فوز باراك اوباما؟














المزيد.....

ماهي دلالات فوز باراك اوباما؟


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2463 - 2008 / 11 / 12 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكل فوز باراك اوباما نقطة تحول هامة في اكبر دولة رأسمالية في العالم قامت علي اعمدة راسخة من الفوارق الطبقية والعنصريةومصادرة حقوق الاقليات القومية، ففوز اول رئيس من اصل زنجي هو انتصار لمعركة طويلة خاضها الزنوج الامريكيين من اجل المساواة الفعلية غض النظر عن اللون أو العرق، بدأت هذه المعركة من ثورة تحرير الرقيق في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكان ذلك خطوة هامة في تحرير الانسان وفي سلم التقدم الانساني، ولقد شكل نظام الرق مصدرا هاما من مصادر التراكم الرأسمالي في امريكا منذ بواكير الهجرات الاوربية الي امريكا بعد اكتشاف الاراضي الجديدة. كان تاريخا وتراكما رأسماليا دمويا قام علي ابادة السكان الاصليين(الهنود الحمر)، حتي اصبحت الثقافة الامريكية بلا جذور، وقد وصف ماركس عمليات التراكم البدائي الرأسمالي بانها قامت علي (ابادة السكان الاصليين وصيد الرقيق من القارة الافريقية وتصديره للعمل في مزارع القطن والمناجم في الاراضي الجديدة)، حتي افرزت لنا امريكا ثقافة (الكاوبوي)، التي تصور الامريكي نصف انسان ونصف حصان.
كان تحرير الرقيق علامة فارقة في التحول من نظام العبودية الي العمل الماجور الذي شكل الأساس للتطور الصناعي والزراعي في امريكا، ومصدر الارباح والتراكم من خلال الاستحواذ علي فائض القيمة، وقمع الحركة النقابية.
وما بين حركة تحرير الرقيق وفوز اوباما استغرق الأمر اكثر من مائة عام خاضها الزنوج الامريكييين في الصراع من اجل الحقوق المدنية وضحي من اجلها ناشطون مثل مارتن لوثر كينغ في ستينيات القرن الماضي.
كما جاء فوز اوباما بعد ازمة اقتصادية طاحنة فقد فيها اكثر من سته ملايين امريكي منازلهم ولم يتم تعويضهم، كما افلست بنوك وشركات، وزاد الرهق علي الطبقة العاملة والفئات المتوسطة، وقام برنامج اوباما الانتخابي علي تخفيض الضرائب علي الفئات الكادحة والتي يبلغ دخلها اقل من 250 الف دولار، وزيادتها علي اكبر من ذلك. اضافة الي أن الازمة بثت وعيا جديدا، سوف يتنامي باستمرار، وسط الكادحين الذين رفعوا شعار معاقبة المسئولين عن الأزمة، وأن الطبقة العاملة والفئات المتوسطة في امريكا يجب الاتتحمل عبء ازمة كانت من صنع مؤسسات مالية مفلسة، اضافة الي فشل ايديولوجيا اقتصاد السوق التي بشرت بها مدرسة شيكاغو ومنظرها ملتون فريدمان.
كما جاء فوز اوباما وامريكا مثقلة بأزمة الديون والحروب مثل حرب: افغانستان والعراق،ومشاكل ايران وفلسطين، و باهتزاز الارض تحت اقدامها مع بداية أفول نجمها كقائدة للنظام الرأسمالي، والانتقال الي التعددية القطبية.
جاء فوز اوباما في فترة تحتاج فيها الاحتكارات والمؤسسات الرأسمالية الحاكمة فعلا لالتقاط انفاسها ولترتيب اوضاعها الداخلية وللخروج من عنق الزجاجة الحالي، ريثما تواصل هجومها علي حركة الطبقة العاملة والفئات المتوسطة وشعوب العالم من اجل نهب مواردها.
من ايجابيات حملة اوباما الانتخابية أنها جذبت اعداد كبيرة من الناخبين وخاصة الشباب من اجل التغيير، ولاشك ان تلك المعارك سوف تتواصل، ضد سياسة النظام لحل الأزمة علي حساب الكادحين مثل ضخ 700 مليار دولار من اموال دافعي الضرائب لحماية المؤسسات الرأسمالية الفاشلة، وعدم تعويض الملايين من الكادحين والفقراء الذين فقدوا منازلهم، اضافة لعدم نعويض الآف الشركات الصغيرة التي افلست، انها أزمة سوف تزيد الفقراء فقرا والاغنياء غني، وسوف يزداد تركز رأس المال وعمليات اندماج الشركات ، وابتلاع المؤسسات والشركات الكبيرة للصغيرة، وهذا قانون أساسي من قوانين تطور الرأسمالية.
كل هذه المشاكل وغيرها سوف يواجهها الرئيس الجديدة، وهي اكبر من قدراته وطاقاته وسوف يصطدم بعقبات كبيرة ومتاريس سوف تضعها الشركات والمؤسسات التي تتحكم في السياسة الامريكية وترسمها والتي لن يغير فيها اوباما شيئا.
صحيح ان من ايجابيات هذه المعركة تجاوز حاجز اللون والعرق والعنصرية،والتي تعتبر شرخا كبيرا في جدار الايديولوجية الرأسمالية الامريكية التي قامت علي الاستعلاء العنصري، وقهر الطبقات الكادحة والاقليات القومية والمرأة ومصادرة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، اضافة للهجوم علي الحقوق السياسية والمدنية تحت دعاوي الارهاب.
ولكن تبقي الحقيقة القائلة بأن الرأسمالية لاتتغير بفضل تغير الوان واصول الحاكمين، فالتراكم الرأسمالي يقوم علي استنزاف العاملين وامتصاص فائض القيمة اضافة لنهب ثروات وموارد شعوب العالم الثالث، وسوف يزداد تركز الثروة وافقار الملايين من الكادحين، وتستمر سياسات الرأسمالية المدمرة للبيئة وحل الأزمات علي حساب الفقراء، الشئ الذي يؤدي الي تراكم المقاومة والوعي بالقهر.
وتراكم المقاومة والوعي سوف يؤديان في نهاية المطاف الي تغيير جذري في النظام الرأسمالي.







#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقابة علي الصحف في السودان
- تجديد البرنامج
- الحركة النقابية السودانية وانقلابي 25/مايو 1969 و19/يوليو/19 ...
- تكوينات ماقبل الرأسمالية في السودان(سلطنة دارفور نموذجا)
- الذكري ال 91 لثورة اكتوبر الاشتراكية
- تحالف الفونج والعبدلاب: الخصائص والدوافع(1504- 1821)
- بعض الملاحظات الأساسية علي مشروع التقرير السياسي - الحزب الش ...
- الأزمة المالية وضرورة استعادة الثقة في الاشتراكية
- تجربة في الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم
- الحزب الشيوعي السوداني والمثقفين
- الأزمة المالية واعادة اكتشاف ماركس(2)
- الأزمة المالية ونقد الاقتصاد السياسي للرأسمالية
- السودان: برنامج اسعافي لوقف التدهور
- من تاريخ صحافة الحزب الشيوعي السوداني
- ملامح من التفكير الفلسفي العلمي في الثلاثينيات
- أسباب وطبيعة الثورة المهدية في السودان(1881- 1885)
- الحزب الشيوعي السوداني وتجربتي انقلاب 25/مايو/1969 و19/يوليو ...
- آثار النفط علي التركيبة الاقتصادية والاجتماعية في السودان
- الوحدة في منظور جون قرنق
- المتغيرات البنيوية في الرأسمالية


المزيد.....




- لماذا يرفض الصينيون الحوافز المالية الحكومية للتشجيع على الإ ...
- تركيا.. فيديو محاولة حرق مسجد آيا صوفيا ترصده كاميرا مراقبة ...
- -صواريخ نووية-.. فيديو ما قاله ترامب من على سطح البيت الأبيض ...
- العراق.. ضجة بعد فيديو شجار وأحذية تتطاير بالهواء بمجلس النو ...
- فيديو مداهمة سوريين في السعودية بعملية -حية- تشعل تفاعلا
- مجلس الدفاع الإيراني.. هيئة أمنية قيادية عجلت بإنشائها الحرب ...
- -براهموس- صاروخ هندي روسي اشتق اسمه من نهرين
- المدرسة الرشيدية.. صرح مقدسي يقاوم منذ عهد السلطان عبد الحمي ...
- أسطول الصمود العالمي.. أكبر تحرك بحري دولي لدعم غزة
- جاك سميث مستشار خاص تولى التحقيقات الجنائية ضد ترامب


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - ماهي دلالات فوز باراك اوباما؟