أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسين النصير - الأمية وقانون الإنتخابات















المزيد.....

الأمية وقانون الإنتخابات


ياسين النصير

الحوار المتمدن-العدد: 2454 - 2008 / 11 / 3 - 09:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



1
ماذا لو أصدر مجلس النواب العراقي قانونا ملزما لجميع العراقيين الذين يحق لهم التصويت أن لا ينتخب أحد منهم إلا من كان يقرأ ويكتب، بحيث يميز أسماء النواب وبرامجهم وأفكارهم؟. أليس هذا من متطلبات أية عملية ديمقراطية تفرضها المرحلة الحالية؟ أليس هذا من حق الناخب قبل النائب أن يحصل على حقة بمعرفة من ينتخب، أوليس هذا من حق النائب الذي إنتخبوه أيضا كي يعرف من هي الشريحة التي انتخبته؟

لا أعتقد أن نائبا من نواب المجلس العراقي المحترمين منهم وغير المحترمين لا يقبل بأن يكون كل من إنتخبهم يقرأون ويكتبون ويفهمون مشروعاتهم، ويحاورنهم إذا ما التقوا معهم بميادين العلم والثقافة ومستقبل العراق. ولكن هل يوجد من البرلمانيين من يقترح على البرلمان سن مثل هذا القانون وبخاصة نواب الأحزاب الإسلامية، الذين يتطلعون حكم الشعب لمراحل طويلة؟. هذا القانون سيكون في عرفهم كافراً وملحداً وماركسياً وعولميا واستعمارياً وأمريكياً وكل النعوت التي تعشعش في العقول الجافة الخاوية من المعرفة والعلم والثقافة، سيكون هذا القانون فيما لو شرع وصمة عار في حقيقة ووجود كل المتخلفين والأميين من النواب ومن الأحزاب على مختلف انتماءاتها، سيكون مثل هذا القنون خارطة طريق جديدة لاصطفاف القوى الحقيقية التي تعمل لصالح العراقيين وليس لصالح فئة أو دولة جوار أو أجندة وقتية مدفوعة الثمن، سيكون تشريع مثل هذا القنون سداً مانعا بوجه كل المخربين والأميين والنهابين والمرتزقة والتكفيرين، ترى لماذا لايصار إلى طرحه حتى ولو فكرة ثم اشاعته كجزء من مهمة وطنية تفرضها المرحلة العراقية على جميع الكيانات؟
إن ما يتطلبه الناخب البسيط هو أن يكون متعلما فقط، كي يفهم ما يدور حوله وأن يعرف عن طريق القراءة والكتابة ما يفكر به الذين انتخبهم، أنه حق كفله الدستور. ترى لماذا لا تفعّل مواد الدستور الخاصة بمجانية التعليم والثقافة وإشاعتها؟ أحزاب الإسلام السياسي كما هي الأحزاب القومية لا تريد للشعب أن يفكر عوضا عنها، أنها وريثة الممالك الخاوية، لذلك تبقي الوضع الأمي قائما ضمن دائرة حاجتها لناخب أمي يطيعها بالقوة الدينية والطائفية والقومية، لا بقوة المعرفة والعلم والحوار.

شيء عظيم لو تجرأ أحد النواب وطرح على لجنة الانتخابات وعلى لجنة النزاهة وعلى القضاء الأعلى أن لا يجوز لأي ناخب أن ينتخب ما لم يكن يقرأ ويكتب في الأقل.
2

بالطبع سيتذرع النواب وأحزابهم بأن الديمقراطية لا تشترط أن يكون الناخب متعلما، تشترط فقط أن يكون النائب متعلماً، ولكن من قال ذلك؟ هم يقولون كي يتستروا على خيبتهم وفشلهم، هم من يمنع التعليم عن المواطن لأنهم يلهونه بالمسيرات الحافية والمظاهرات الفاشوشية وحمل الرايات والعمائم السود والبيض والزرق والصفر والخضر والحمر. هم من يريد أن يبقى الشعب أميا لا يحاورهم ولا يناقشهم ولا يعترض أو يخالف أمرهم ، هم من جعلوا الشعب مقابر جماعية، والقضاء سجنونا مقفلة على الرأي، والصحافة شليلية، والقوانين الحقيقية معطلة، هؤلاء النواب هم الذين يقفون بوجة تعليم عام للشعب، ووحدهم من يتحمل مسؤولية قرارات يوافقون عليها دون أن يدري الشعب ما هي هذه القرارات، ولمن اتخذت، وما الكيفية التي صيغت بها، ولمن تتوجه، وما هي نتائجها.

نحن مقبلون على مرحلة حاسمة ولكن هل يعرف الشعب ما هي مقومات وحقيقية المرحلة الحاسمة؟ لا أعتقد إن أحداً من الناس العاديين يسأل أو سأل ما علاقة إقتصادنا الأحادي الإنتاج بالإقتصاد العالمي المتعدد الإنتاج؟ وهل هناك خطط مرحلية أو موقتة لزيادة إنتاج القوت أو شحة المياه مثلاً، لا أحد يعرف، لانهم لم يقرأوا عن مثل هذه الأمور ولم يوضح لهم أحد، ولم يتعلموا مبدأ الحوار مع من انتخبوهم ، ولم يناقشهم أحد من النواب، ولم تفتح الصحافة حوارا مع النواب حول المشكلات الحقيقية التي يعاني منها الشعب، ولم تطرح عليهم مشروعات التنمية، ولم يقل نائب للناس أنكم ستمرون بأيام عصيبة. كل ما يعرفه الناس أن ميزانية العراق لعام 2008 هي 71 مليار ولكن – كما قال لي أحد السوريين وهو يبتسم أن ميزانية سوريا 14 مليار ولكنها واضحة، نراها ونحس بها بالرغم من السرقات، بينما أنتم بهذه الميزانية الكبيرة وتشكون الفقر والجوع والمرض وتتذرعون بالأمن بينما حقيقة الأمر هي تهيئة الفرصة للفساد بأن يكون شريعة معتمدة في الدولة العراقية- الأمر واضح مادام النائب ينتخب من شعب أمي لا أحد يسأله أين ذهبت هذه الأموال؟ ولماذا لا تصرف الميزانية، ومن ينهبها؟ ومن يؤدلج سرقتها؟ ومن هم أصحاب النص النعل الذين أصبحوا بين يوم وليلة تجارا للعقارات في العالم؟.

عندما وجدت الديمقراطية في العالم إنتشر التعليم وعممت فوائده على الناس، هذا شرط أخلاقي من شروط إدامة الديمقراطية منهجا وخارطة طريق، ولكن من صمت ويصمت عن تعليم الناس كي يكون الناخب جديراً بالانتخابات والديمقراطية مجرم بحق الشعب العراقي ويستحق المحاكمة والسؤال، فهو بالإضافة إلى أنه متخلف عن أدء واجباته الوطنية، يسعى لتعميق الجهل بين الناس بالإعتماد على ثقافة الأموات ، هذه الطريقة الملتفة على الديمقراطية، هي الطريقة الفاشية التي سارت عليها كل الأنظمة الدكتاتورية في العالم.

ومن هنا على النواب المتنورين، النواب الوطنيين، أن يطالبوا بسن قانون يشترط على الناخب أن يكون ملما إلى حد ما بالقراءة والكتابة، كي يذهب إلى صناديق الإقتراع وبيده قلمه ليختار من يريده لا أن يختاروا له ولإسرته الاسم الذي يريدون، أنها محنة الديمقراطية الفاشيوشية في عراق اليوم.
3

لو كان الأمر بيدي لوضعت مثل هذا القانون واشترطت أن يكون لدورة واحدة فقط أمدها أربع سنوات ووضعت فيه الشروط التالية:
1- المتعلم إبتداء من حملة البكلوريوس وحتى الدكتوراه والأستاذية له حق بان يكون صوته معادلا لـ صوتين.
2- المتعلم من حملة الإبتدائية والمتوسطة و الأعدادية مع طلبة الجامعات قبل التخرج والذين يقرأون ويكتبون لهم صوت واحد.
3- الأمي يحرم من التصويت.

لو طبق هذا القرار لدورة واحدة فقط لوجدت أن أحزاب الإسلام السياسي والأحزاب القومية ستأخذ على عاتقها مهمة مكافحةالأمية ونشر التعليم في العراق بسرعة، لأنها ستجد نفسها بعد أربع سنوات فقيرة من النواب، عندئذ سنضرب أحد عشرعصفوراً بحجر واحد:
1- نقضي على الأمية في العراق قضاء تاما،وبأيدي الإسلاميين أنفسهم.
2- سيكون نوابنا في الدورة القادمة ممثلين بنسب معقولة للشعب.
3- سيكون الناخب على دراية معقولة بأفكار ومشروعات من ينتخبهم.
4- سنقضي على الطائفية والعشائرية والمحسوبية في تجميع الأصوات.
5- سينمو الشعور الوطني لا الشعور المرتبط بالديانة والدول المانحة والمخربة.
6- سنعتمد مشروعات تقدمية وحديثة تتلاءم وسياق التعليم الشامل للشعب.
7- ستحتل المرأة مكانتها اللائقة في المجتمع.
8- لن تمرر القوانين بسهولة أمام شعب يسأل ويحاور ويناقش.
9- لن تكون ثمة قرارات تدار خفية من وراء ظهر الشعب.
10- سيكون العراق نموذجا عالميا في القضاء على الإرهاب لأن الإرهاب هو الأمية بعينها..
11- و..لن تكون هناك أمية سياسية بين النواب القادمين.



#ياسين_النصير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسام فرج فنان كاركتير الفكاهة
- الكلب الذي لم ينبح ليلاً
- لنقرأ ماركس
- اليأس الذي بدأ ينخر قوانا
- شكد حلوة بغداد ..مو
- الصورة مبهرة لكن الضوء يهتز
- ملفات عن مبدعي المسرح العراقي
- إنهم يغتالون المواهب الكبيرة
- لا تتركوا المالكي وحده أيها العراقيون
- أحزاب الإسلام السياسي ونغمة الوطنية النشاز
- هل بدأ ت مرحلة الأحتواء العربي لإيران؟
- غياب فلسفة الدولة العراقية
- لمن تتوجه حركة -مدنيون-؟
- دور الإعلام في نداء قوى اليسار الديمقراطي
- لينهض اليسار العراقي ولكن دون تهميش للإسلاميين المعتدلين
- كيف ينتفض أهلنا في الجنوب
- اميركا والثقافة العراقية
- سيناريوهات العيد السياسية في العراق
- شاعر الأحاسيس
- موت شاعر


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسين النصير - الأمية وقانون الإنتخابات