أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - نضال نعيسة - سحقاً لهمجية الأمريكان















المزيد.....

سحقاً لهمجية الأمريكان


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2450 - 2008 / 10 / 30 - 01:33
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


أية رجولة في قتل أناس عزل آمنين أبرياء، وأية بطولة في خرق القانون الدولي، وأية أخلاق في انتهاك حدود الدول المستقلة وذات السيادة؟ وأي هدف هذا، ومهما يكن، يبرر هذه العدوانية والبربرية الهمجية الأمريكية التي فاقت كل حدود، وذهبت ابعد من أي تصور وخيال. فلا ينم هذا الفعل، كما غيره، إلا عن وصول الأمريكي إلى مرحلة متقدمة من الطيش واللوثة السلوكية والعسكرية والاستراتيجية والضياع، وفقدان البوصلة والتوازن والأعصاب. فأي مستقبل يأمل الأمريكيون أن يصنعوه لوجودهم وبقائهم في المنطقة، وهم لم يفلحوا حتى الآن سوى في كسب مزيد من الخصوم والأعداء، نخباً، وعامة، وحتى " أنظمة وحكومات"؟

فهذا الفعل الآثم الجبان، لا يندرج تحت أي بند سوى التعويض، والاستعراض الفارغ لقوة مرّغت في التراب، ووحل العراق على أيدي المقاومين الصناديد الأبطال، الذين لم يهزموا آلة عسكرية جرارة وحسب، بل ومشروعاً جهنمياً وشيطانياً كان يسعى للإطباق والسيطرة على المنطقة، برمتها، وتجييرها لصالح الشريك و"الحبيب" الصهيوني المدلل. فهؤلاء الجنود الأمريكيون المدحورون، والذين هزموا وتراكضوا كالفئران والأرانب المسعورة والجرذان في ساح الوغى والشرف والقتال أمام المقاومين، بحاجة اليوم لأية حركة مسرحية استعراضية تعيد لهم ما ضاع من شرف وهيبة ووقار، حتى لو كانت من طبيعة الهجوم والإنزال المدجج بأحدث التكنولوجية العسكرية على قرية السكرية النائية العزلاء وتفريغ الرصاص الطائش الحاقد في أجساد غضة وبريئة كانت تلهث وراء قوت يومها ولقمة عيشها، ولم يكن لها لا ناقة ولا جمل في كل هذا الصراع. والإدارة الأمريكية التي جلبت العار والهزيمة لنفسها ولحلفائها في المنطقة عاجزة اليوم عن تحقيق أي هدف سياسي وعسكري، ومهما كان تافهاً وصغيراً، اللهم باستثناء قتل الأطفال والنساء والشيوخ في بيوتهم الآمنة والتسلل خلسة، وتحت جنح الظلام، كالوطاويط وخفافيش الظلام لتحقيق عمليات دنيئة وغادرة وإجرامية ودموية ضد أبرياء، فهم يعلمون أن أية مواجهة حقيقية مع الرجال ومع مقاومين بواسل أبطال ستعني هزيمتهم النكراء، ولا محال، وهذا حدث لهم، بالضبط، في كل من كوريا، وفييتنام، وبيرل هاربور، وأفغانستان، والعراق، والحبل على الجرار.

والولايات المتحدة، أو البرابرة الجدد، ما تزال على عهدها التاريخي الذي عهدناها فيه، ألا وهو ممارسة إرهاب الدولة المنظم في غير مكان، وبقعة من العالم، وارتبط وجودها، وبقاؤها بممارسة القتل المنظم والإبادات الجماعية الـ Genocide ، في كل مكان. فمن إبادة الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة الجديدة، إلى إلقاء القنابل الذرية فوق المدنيين في ناغازاكي وهيروشيما، إلى العدوان البربري الغاشم ضد دول شرق آسيا، إلى الدعم العنصري والانحياز الأرعن والمحموم لكل القتلة والموتورين في العالم وعلى رأسهم الكيان السرطاني العنصري الصهيوني، إلى حرب أفغانستان والعراق، كلها أفعال تقع تحت عنوان الإجرام وإرهاب الدولة المنظم ليس إلا، ومهما غلفت بـ"سيلوفانات" التنميق والدجل والأباطيل والاحتيال. ولم تكن الولايات المتحدة بحاجة لارتكاب مجزرة جديدة لتذكير العالم بإجرامها، ولم يكن غريباً، أو جديداً، على الإطلاق، أن تسعى لزيادة رصيدها الدموي في قرية السكرية في البوكمال السورية. فكلها شواهد وأمثلة حية تكرس تلك الصورة الهمجية والبربرية لحضارة اليانكي وطبيعته العدوانية الدموية، حضارة الموت والخزي والانحطاط. و"ياما في الجراب يا حاوي كما تقول الأمثال"، وصدق الشاعر الإيرلندي أوسكار وايلد( 1854-1900)، حين قال : "إن أمريكا هي الدولة الوحيدة التي انتقلت من طور الهمجية إلى طور الانحلال دون المرور بمرحلة الحضارة".

إن قيام الأمريكان، بمعية حكومة الأمعات والدمى الـ Puppets Governmen ، من صنائع المحافظين الجدد، بهذا الفعل الآثم الجبان، يعطي تصوراً واضحاً عن مستقبل هذا الاحتلال وهذه االنكرات المنبطحة التي ارتضت لنفسها أن تكون ممراً ومقراً ومعبراً للاعتداء على الجيران والأشقاء. وهذه هي أولى بواكير تطبيق الاتفاقية الأمنية التي تتنافى كلية، وبالمطلق، مع سيادة وكرامة العراق والعراقيين، ولن يكتب لها النجاح، ومصيرها الأكيد، هو الموت والفناء وحيث "يرقد" حلف بغداد، وسيرفض شرفاء العراق وأحرارها أن يلعب العراق، عراق المحبة والعراقة والتاريخ والمجد والحضارة والفخار، تلك الأدوار القذرة التواطئية التآمرية العدوانية الإرهابية التي يجرهم إليها مجرمو الحرب الأمريكان الملطخة أياديهم بدماء مليون ونصف المليون عراقي، ناهيكم عن نهب منظم وممنهج لثروة العراق بلغت مئات المليارات من الدولارات، وعمليات بدونة وترثيث متعمد لبلد الحضارات.

أن ردود الأفعال وتلك التعليقات والتحليلات الساذجة والشامتة أحياناً، التي صدرت هنا وهناك، ولكل أسبابه، لا تنطوي على أي قدر من الفهم العميق لطبيعة هذه الإدارة الرعناء التي دأبت على ارتكاب الحماقات المتتالية في كل مكان من العالم، وتساير إلى حد كبير موجة التطبيل للأمريكان. فلن يستطيع أحد ردع أي أحمق عن ارتكاب أية حماقة، وهناك فرق، ولا شك بين البطولة والفعل الفروسي وبين الحماقة. وإن كل ما قامت به الولايات المتحدة في المنطقة لا يتسم إلا بالحماقة والطيش والرعونة التي أدت إلى سلسلة الفضائح والانهيارات التي لحقت ببوش وإدارته، وتقع، حكماً، ضمن نطاق إرهاب الدولة المنظم وترتقي إلى مراتب جرائم الحرب الدولية التي يطالها القانون الدولي، ومن هنا كان سعي العسكريين الأمريكيين الحثيث لتضمين فقرة في الاتفاقية الأمنية المشينة لمنع ملاحقة ضباطها وجنودها قانونياً لعلمها اليقين بأنهم يرتكبون المجازر ولا يقومون بأي فعل نبيل آخر ومهما حاول بوش "الصغير" قول غير ذلك، ويبدو أنها نجحت في ذلك إلى حد بعيد، فحكومة الدمى الـ Puppets Governmen، لا عمل لها، في الواقع، سوى تنفيذ ما يمليه عليها جنرالات الاحتلال.

اتسم الرد السوري، حتى الآن، بغاية الهدوء والحضارية والدبلوماسية المطلوبة، المتمثلة باللجوء إلى الهيئات والمؤسسات الدولية المختصة وصاحبة الشأن، وبعيداً عن أية ضوضاء وجلبة وتخرصات وانفعالات وبطولات دونكيشوتية عرجاء، أوتصريحات نارية خرقاء، وإن كان ينقصها حتى الآن، وبرأينا المتواضع، سحب السفير السوري من بغداد، حتى تعود، كما عهدها، مدينة للحب والسلام، وعدم إعادته إليها، إلا بعد إعلان توضيح، وتقديم تعويضات مناسبة وعادلة لأهالي الضحايا والشهداء، فالدم السوري المقدس أغلى من سلالة هؤلاء الموتورين الأشقياء، وتقديم اعتذار علني صريح لا لبس فيه، عن هذا الفعل المشين الذي لا يقوم به سوى الأوباش، والسفلة، والقتلة، والأوغاد.

وسحقاً، وألف عار لهمجية الأمريكان، ولحكومة الدمى في بغداد.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجوه أخرى لتصريحات القرضاوي
- القرضاوي:هل هو خوف من تشيع ديني أم سياسي؟
- نهاية فوكوياما
- من هي الدول الفاشلة؟
- حول طائفية إعلان دمشق
- العنصرية وعرب الخليج الفارسي
- عبد الرزاق عيد: ويل للعقلانيين!!!
- عار السعودية الأبدي
- سحقاً للقتلة والجبناء
- القرضاوي وهشاشة الفكر الديني
- السّعُوديّة أولاً!!!
- حروب الشيوخ الكارتونية
- لا لأي تدخل سوري في لبنان
- عقلانية العرب: عبد الرزاق عيد أنموذجاً
- تصريحات جنبلاط وإعلان دمشق للتغيير الديمغرافي
- لماذا صوم رمضان فقط؟
- مهند ونور، وهشام وسوزان
- 11/9 جديدة: اللهم شماتة
- المعارضة السورية وسياسة التضليل
- هل يكرهوننا حقاً؟


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - نضال نعيسة - سحقاً لهمجية الأمريكان