أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - أنا مثلك يا سمير عطا الله أسأل الله : أين هو العدل ..؟















المزيد.....


أنا مثلك يا سمير عطا الله أسأل الله : أين هو العدل ..؟


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 755 - 2004 / 2 / 25 - 08:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في جريدة الشرق الأوسط اللندنية ليوم 20 شباط 2004 قرأت كلمة سمير عطا الله  المعنونة ( عرب وأجانب ) وقد تعاطفتُ كثيراً مع انفعاله النوعي الخاص بالقتول الجارية في بغداد ، هذه الأيام ، التي جعلته منفعلاً إلى الحد الأقصى من كثرتها .

كانت في ذهنه ملاحظات تميل إلى جانب واحد من دون أن تميل إلى جانب آخر . ابتدع لنفسه ولقرائه طريقة خاصة سنّ بها أحكاما شخصية أنزلها على قرائه  كشرع الله ملغيا أية إمكانية على مجادلته  وكأنه المجتهد الوحيد القادر على تفسير ما يجري في العراق في هذه الأيام مبتعداً كما هي عادته في أغلب مقالاته عن  الموضوعية .

تألمتُ كثيراً لفقدانه أهم عنصر من عناصر مقالته التي يطالع بها قراءه في جريدة الشرق الأوسط .

فقد مال حزيناً على مقتل مجموعة محدودة العدد من عائلة صدام التكريتي ومعاونيه ورفاق حزبه وأقرب المقربين إليه  وقد بدا لي حزنه أكثر بكثير من حزن ( ساجدة خير الله طلفاح ) المفجوعة بأخيها وولديها وباثنين من بناتها الأرملتين والتي لا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يرثي لحالها حقاً .. لكن سمير عطا الله  لم يحزن لا اليوم ولا في أي يوم من أيام الأربعين عاماً الماضية على فجائع مهولة  لمئات الآلاف من العراقيين المقتولين وفق تعاليم صدام حسين وشريعته في حكم الدولة العراقية  منذ أن تيقظت حواسه  بثقة وهدوء لمضمون البيان رقم 13 الصادر من حزب البعث  عام 1963 لإبادة أجساد آلاف الناس في الشوارع والمدارس والجوامع والمعامل وفي مختبرات التعذيب بقصر النهاية الذي لم يتهدم بنيانه إلاّ في يوم النهاية في 9 نيسان 2003 .

لم يحزن الصحفي سمير عطا لضحايا الحروب وحملات الأنفال وحلبجة لأنه لم يسمع بكل ذلك . لم يقرأ كتاباً لكاتب عراقي أو عربي أو أجنبي عن نظام حكم صدام حسين وعن القتول بطريقة تجزيء الرؤوس عن الأجسام أو تمزيق الأمعاء  بالثاليوم وعن تمزيق الجماعات البشرية بالمقابر الجماعية  .

لم يشاهد ولا فلماً وثائقياً واحداً قبل اليوم عن مشاهد قتل وتعذيب الشباب العراقيين .

من حقه إذن أن يتألم ويحزن لما آل أليه وضع صدام حسين وعائلته ورفاقه فهم بلا شك بشر مثل خلق الله الآخرين يستحقون السلام والأمن والعدل والإنصاف والحرية والكرامة الإنسانية  . فذلك نبل أنساني من كاتب عربي مرموق مثل سمير عطا الله  لا يتمكن أن يلومه عليه أحد . من حقه أن يستنبط ما يشاء من الوقائع والأفكار ليشير إلى عيوب أعضاء مجلس الحكم الانتقالي الذين حبسوا المناضل صدام حسين وقتلوا رفاقه وأولاده وحبسوا وزرائه .

أن مضمون مقالته حقق بها في هذا الزمن الصعب وضع الروح المثالية في أعلى درجات الإيمانية الضميرية التي دفعته برأس ٍ حام ٍ لإدانة مجلس الحكم العراقي خارج نطاق نظرية الأخلاق الغيرية والوطنية لتوظيف أنفسهم لخدمة بلد العراقيين جميعاً لأنهم بنظره غير زاهدين ولا يملكون تجربة السياسة والحياة التي كان يملكها صدام حسين ورفاقه المتضامنين على صيانة الإنسانية والمساواة والحرية المتحققة بالعشائرية التكريتية المجربة ..!

لم يكتف أعضاء مجلس الحكم ، بنظره الثاقب ،  بإنضاج سبل اعتقال ومحاكمة صدام حسين وأعوانه ،  بل راحوا يتهمون المقاومين العراقيين وهم يثأرون لصدام حسين ونظامه بقتل الأمريكان والبولونيين والإيطاليين والأسبان وممثلي الأمم المتحدة الذين احتلوا ( بلاده ) فصار سمير عطا الله عراقياً أكثر من العراقيين وصار اكثر دفاعا عن صدام حسين بأكثر من البعثيين .

الغالبية العظمى من البعثيين اقتعدوا بيوتهم صامتين أو عاقلين ، وقسم منهم  يجرّمون صدام حسين بوضوح  تام بصوت عال ٍأو بالهمس العائلي المحدود   ستكشف عنه وثائق المحاكمة العلنية المرتقبة في المستقبل غير البعيد ،  في حين أن وصف " عطا الله " كان أساسه تحليل الفكرة الشاملة عن نضالية صدام حسين القومية وهو ما لم يفعله غيره حتى من أعضاء القيادة القومية لحزب صدام حسين .

ليس في هذا أي عيب أو قصور فالرجل يحمل صرامة إنسانية ضد الجريمة الإنسانية .

من حقه أن يضع نصب عينيه طريقته المفضلة في الدفاع الحار عن نظام عشيرة أو عائلة أو حزب أو مجموعة من العسكريين حكموا العراق بصدق ونزاهة وبكفاية من الإخلاص إن كان على قناعة حقيقية بما يعتقد به .

في الحقيقة أنني من المتابعين لكتابات سمير عطا الله منذ أكثر من ربع قرن وأعتبر مقالاته من أكثر المقالات العربية ( القصيرة ) ارتباكا وتناقضاً وتفككاً . كثيراً ما استغربتُ كيف يوافق رئيس تحرير جريدة محترمة في لندن أو الكويت ( سابقاً ) على نشر مقالات ببضعة سطور يناقض بعضها بعضاً  أو أن مقالة هذا الأسبوع تناقض ما قبلها جملة وتفصيلاً . اليوم وجدته في نفس الواقع الملموس في أرضية تناقض فكره مع فكره وقلمه مع قلمه .. !

ليس أمامي هنا لأثبات صحة ما أقول غير اللجوء لتذكير القراء حين يثأر سمير عطا الله في مقالته الحالية من مقالات سمير عطا الله السابقة . يناقضها بوضوح ويدحضها بوضوح بصورة يعجز عنها أي كاتب صحفي محترف .

اليوم يدافع عن الشهيد عدي صدام حسين بينما وصفه في مقالته بجريدة الشرق الأوسط  يوم 17/10/2003 قائلاً بالحرف الواحد :( وفي الماضي كان رعب بغداد ان الأستاذ عدي يقوم الى الشوارع في الليل بحثا عن بنات الناس وزوجات الآخرين .. ) هل من الرجولة أو الشرف أو " الديمقراطية " أن يتغير سمير عطا الله بعطاياه الفكرية إلى هذا الحد ..؟

لا ادري كيف غيّر سمير عطا الله نظرته عن صدام حسين هل بسبب يقظة ضمير ام  بسبب علاقة جديدة نشات عن وساطة مع احد انصار صدام حسين فاكتسب عنه او منه روح الاستبسال عن القومية العربية بشخص قوتها الساحقة المتوفرة فقط في روح صدام حسين صاحب الفضائل النضالية المهدد بالموت في ملجا صغير حقير طغى فيه هو نفسه من قبل على جميع معاني وقيم الانسانية في أقبية سجن الرضوانية حيث عذب ومات فيه آلاف من ابناء الشعب العراقي ايام السلطة الزمنية القاهرة التي مارس بطل مقالة سمير عطا الله الذي نسى او تناسى عمى او تعامى ما كتبه بمقالة قبل بضعة اشهر عن بربرية واجهها عبد الخالق السامرائي . المقالة كتبها بخط يده نشرها في الشرق الاوسط بموافقة رئيس تحريرها حيث قال فيها بالحرف الواحد الأحد :

(حاول صدام حسين تهجير اهل الاهوار وتهجير الاكراد من كركوك من اجل «تعريبها». وها هم يعودون. يسهل على الديكتاتور ان يغير اي شيء يريد تغييره، فيقتلع الناس من جذورها ويدمر الثقافات التي يرفضها ولكنها تعود مثل الطيور المهاجرة. الا انها تهاجر في المأساة وتعود في المأساة. وهناك 150 عائلة عائدة الى كركوك الآن لم تجد مأوى سوى في ملعب كرة القدم، فاحتلت مدارجه وحماماته وحولتها الى مساكن. ويظل هذا النوع من المساكن افضل بالطبع من مقابر القاهرة التي تحولت الى مدن وعالم تحتي لا يعرف ان كان يعيش فوق الارض او تحتها.
يلغي الديكتاتور، قبل اي شيء، مجالس التخطيط. ويصدق، قبل اي شيء، انه كائن مطلق العبقرية، يعرف كل شيء. وهو لا ينتقي للناس ما يناسبها بل ما يريد لها. ولا يسألها رأيها في حياتها بل يفرض عليها الحياة التي يريد. واذا رفضت فرض عليها الموت او اقتلاع الاسنان، او كما في حال عبد الخالق السامرائي، قطع الاذنين ثم اقتلاع العينين، وكان زعيم عربي قد ذهب الى بغداد ليحاول التوسط من اجل ابقاء السامرائي على قيد الحياة، فلما اخبر بما حل به، ذهب يتوسط ويتوسل من اجل ان يمن الديكتاتور على السامرائي بالموت.) من مقالة بعنوان من الأهوار إلى كركوك بتاريخ 24/5/2003

أرجو من الأستاذ سمير عطا الله ان يدلني على كاتب واحد في العالم يملك وعيا او ضميرا او أخلاقية او أي نزوع ديمقراطي نحو حرية الكتابة ليستغفل رئيس تحرير جريدته وقراءها الى هذا الحد ..!

ليسمح لي بإعادة ذكرياته إلى قاعدة الأزمة في مقالاته :

سمير عطا الله هو الكاتب العربي الأول الذي لا يسمي صدام حسين بغير لقب الدكتاتور .

وهو الكاتب الذي منح صدام حسين لقباً ساخراً هو : كائن مطلق العبقرية .

وهو الكاتب الذي وصف نظام البعث ( بأنه نظام مريع شرس أخفق في كل شيء .. )  أنظر مقالته يوم 13 / 7 /2003 ) .. وهو نفسه الذي سمى صدام حسين ساخرا منه في نفس المقالة ( الرئيس الضرورة ) ..

وهو الكاتب الذي اخبرنا ان صدام حسين أمر بقطع أذني  رفيقه بحزبه  بل قائد حزبه عبد الخالق السامرائي وبقلع عينيه وهو ما لم نكن قد سمعناه قبل ذلك نحن العراقيين في الداخل ..!

هل يحق لسمير عطا الله بعد ذلك أن يتراجع عن كل الأوصاف التي قالها في مقالاته المنشورة في الشرق الأوسط ليحث قراء مقالته  الجديدة على القناعة ببطولة صدام حسين وكيل الشتائم لمجلس الحكم الانتقالي الذي يمثل مختلف فئات وأحزاب الشعب العراقي ومنهم سكان الاهوار والأكراد  الذين أدان ترحيلهم سمير عطا الله بقلمه..؟

أنا شخصياً كفرد من أبناء العراق أتمنى وأطالب بإجراء محاكمة علنية عادلة لصدام حسين تماماً كما يطالب أعضاء مجلس الحكم وكل الوطنيين العراقيين من الحزبيين والمستقلين . فلا صوت عادل يعلو على صوت القضاء والقانون . كما أنني أضم صوتي مع صوت مجلس الحكم والقضاة العراقيين بتوفير حق الدفاع المقدس من جميع المحامين المتطوعين ومنهم المحامين الأردنيين الذين كان قد أزداد حماس نقيبهم في الدعاية والأعلام بعد مقابلته مع رغد صدام حسين منفردين ــ  من دون أولادها ــ كما ذكر ذلك النقيب نفسه . ترى ما هي النزعة التي سادت تلك الجلسة هل هي نزعة الشرعية التطوعية للدفاع عن القائد  صدام حسين أم هي نزعة مالية بحتة أم هي نزعة وطنية للدفاع عن العراق ضد القوة الأجنبية الغازية له ..؟ الله أعلم . 

وإذ يدافع سمير عطا الله عن رفاق صدام حسين من أبطال القومية العربية فليس لي لتفنيد هذا الادعاء المتأخر  غير الاستنجاد بما كتبه هو بالذات عن المناضل القومي الدكتور عزت الدوري نائب صدام حسين في كل شيء . قال عطا الله في مقالة من مقالاته   ((كتبت عن عزت الدوري منذ ثلاثة أسابيع انه تحول من رقيب أول إلى نائب أول. وبعد أيام صحح لي الدكتور محمد الدوري المعلومات. لم يكن رقيباً أول. كان عزت الدوري من منشأ شديد التواضع. ولم يكن من بلدة الدور التي نسب إليها، وانما من قرية صغيرة في الجوار. ترك المدرسة طفلاً لكي يعمل في رعاية الغنم، مثل نيكيتا خروشوف. ثم عاد إلى مدرسة الدور ليجلس إلى جانب رفاق اصغر منه بسنوات، بينهم السفير الدوري.


وعندما جاء إلى بغداد افتتح محلاً لبيع الثلج. وكان بين أوائل من انتسبوا إلى حزب البعث، ولذلك كلفه صدام حسين الشؤون الحزبية فيما بعد طوال سنوات. وكان يخاف صدام حسين خوفاً شديداً ويفضل ان يمضي معظم الوقت في مزرعته. ولم يكن يأتي إلى العاصمة إلا  في استدعاء، أو لتمثيل الرئيس السابق في مؤتمرات القمة. وكان آخرها في الدوحة حيث خاطب رئيس وزراء الكويت الشيخ صباح الاحمد، بأسلوب الرعاة. وبلهجتهم أيضا.
وعرف عن الرجل المطارد الآن انه شديد التدين. وكان مزواجاً أيضا! )) ..

وللسيد عطا الله وصفً دقيق لصدام حسين أعجز عن تلخيصه أو الاكتفاء بالإشارة إليه فأجد نفسي مضطراً لوضع مقالة سابقة من مقالاته   أمام القارئ الكريم وأمام السيد نقيب المحامين الأردنيين وأمام السيدة رغد المنكوبة بأبيها وخالها  وزوجها وأخويها ــ  ساعدها الله ــ كي  يتعرفوا جميعا  على كيف يكتب هؤلاء القوميون الكتبة .. يشرشحون صدام حسين على أعلى الحبال في مقالة لكن ذاكرتهم سرعان ما تخونهم فيكتبون عن صدام حسين رافعين نضاله إلى الذرى ، ومنهم سمير عطا الشهير جدا في الكويت والسعودية والخليج بتثوير مقالاته مرة ، وتأنيسها في مرة ثانية ،  ووسطيتها في ثالثة ،  وفقهيتها في رابعة . وإن دل هذا على شيء فهو يدل على أن ( الأدب الصحفي ) الذي يفاخر به ليس سوى منهج فقهي من نفس مدرسة صحافة مجلات الوطن العربي ، والمحرر ، والدستور ، والتضامن  ، والمنار   وغيرها من الصحف التي نجحت  في تحويل الرسالة الصحفية إلى نبع لتربية الكاتب الصحفي وضميره على المال والرشوة  وليس على صدق الضمير الصحفي  .

ما هو السبب الذي يجعل كتاباتهم مثل طقس الأراضي المنخفضة يتغير على مدار الساعة التي يكتب فيها سمير عطا الله وأمثاله من الذين حيرهم عقل الرئيس الضرورة ..!

تعالوا معي أيها القراء الكرام لنطالع معاً مواقف وإبداع سمير عطا الله باستعادة نمط واحدة من كتاباته التاريخية لإعادة تأسيس أفكارنا على القيم والمعايير التي كان يكتب بها ومقارنتها بقيم ومعايير غريبة حملتها مقالته يوم أمس ، وبين أفكار المقالتين مدة لا تزيد على الشهرين حسب :

قال سمير عطا الله بتاريخ 19/12/2003     ما يلي : (لم يطلب صدام حسين من الناس ان يحبوه. أرادهم ان يخافوه. لم ينزل إليهم مثل جمال عبد الناصر ويسبح بين أذرعهم. كانت تنقصه الفصاحة. وكان ينقصه الشعور بالطمأنينة والثقة. ولذلك بنى اوسع وأكبر القصور لكنه لم يكن يستقبل فيها احداً. لم يكن له مجلس او لقاء. بل قصور لا يدخلها أحد. واحيانا لا يدخلها هو. فقط قصور تعوض عن بيت الطوب الصغير في العوجة، وشعور دائم، او قاعدة دائمة تقول ان «الزعيم في هذا الجزء من العالم إما قوي وإما ميت. لا مكان للزعماء الذين يظهرون ضعفاً».
لذلك خرج الى الناس بالتماثيل الهائلة، ورافعاً بندقية، وملوحاً بيد قوية، وسابحاً في دجلة على طريقة ماو تسي تونغ، في صورة يبدو فيها صدر الرئيس القائد عارياً، مثل مصارع. او مثل صورة نبوخذنصر، ملك الآشوريين الذين كانوا اول من اخترع لعبة اسمها الحرب. هل صدفة ان فكرة الحرب بدأت على الرافدين؟ وهناك سوف يحلم صدام حسين ان يكون كل اسلافه دفعة واحدة: نبوخذنصر وسركون وصلاح الدين. وسوف يحلم ان يكون غاندي. هل قلت غاندي؟ نعم قلنا غاندي. فليس مهماً على الاطلاق مقتل عشرة آلاف سجين سياسي، ولا ربع مليون كردي وشيعي في التظاهرات والانتفاضات. وكان يبكي مثل طفل لمشهد الرفاق يرسلهم الى الموت. وقد اجهش وهو يودع سميرة الشهبندر المرأة التي جاء الى منزلها الزوجي على غير موعد، فأدركت فوراً ان الرئيس القائد قرر ضمها إلى الأسرة.


اكتفى بأن يخافه الناس، في العراق وفي خارج العراق. ولم يكن يمنح نفسه لعفوية الابتسامة خوف الخطأ. ومن اجل بث الرعب في الخارج استعان بخدمات «ابو نضال» وثقافته في الكفاح وحصد الرفاق. ولما اصبح «ابو نضال» عبئاً ورجلاً سميناً غير قادر على الحركة السريعة، تقرر ان ينتحر، وان تحضر الكاميرات لتصويره على سرير الانتحار. لقد حاولت المخابرات عبثا انقاذه، فما العمل اذا كان الرجل قد توقف عن حب الحياة وعثر صدفة على مسدس.
لن تنتهي الكتابة عن هذه المرحلة من ضياع الأرواح والمال والزمن والنمو. لقد بدأ صدام حسين رئاسته بتوزيع البيوت على الفقراء والأراضي على الفلاحين وبإقامة المصانع والمشاغل والسدود. وبدأ ببسط العدالة ومعاقبة القضاة الفاسدين وتأديب العسكر المتجبرين وتقليص سلطة الجيش. ثم كما في الروايات، ارتدى بزة عسكرية وحمل رشاشا ورفع تماثيله التي تبدو فيها ذراعه اليمنى وقبضته اليمنى فوق كل الرؤوس. )

ما قدمته آنفاً كان مثالاً واحداً على تحليل الفكرة الوطنية أو القومية أو الديمقراطية التي تجهض ما سبقها من أفكار  حسب " الطقس " الذي يكتب فيه السيد سمير عطا الله مثل غيره من عرب صدام حسين . كان من نتيجة ذلك إن  ما كتبه عطا الله لوضع صدام حسين في داخل إطار الهوية القومية  التي تحتاج أول ما تحتاج إليه  ، كما يعتقد ، هي المبادرة التاريخية في إعادة الاعتبار النضالي لهذه الشخصية الفذة  في تاريخ القومية العربية  وكي يضمن إخراج قضية المقاومين الانتحاريين  في أماكن معروفة في العراق من الجنسية الأجنبية ( كما يدعي مجلس الحكم الانتقالي  )  إلى الجنسية العراقية ( كما يدّعي بمعارفها وممارساتها الكاتب الصحفي سمير عطا الله )  لتأمين الحد الأدنى من الفاعلية التضامنية  القومية المتمثلة في جناسي بعض الانتحاريين العرب ، والإسلامية في هويات بعض الانتحاريين القادمين من قواعد المعلم  ــ الشيخ ـ الضرورة أسامة بن لادن  كي تتواصل الروح القومية والدينية  كشرط ضروري لأنصار القائد الضرورة في الوقوف إلى جانب المحامين الأردنيين لاستعادة المفاهيم التاريخية التي نشرها صدام حسين في العراق عندما اعتلى عرشه و في الكويت عندما احتلها وفي إيران عندما اعتدى عليها .. وكذلك لسد الفراغ السياسي والروحي والديمقراطي الذي تركه اعتقال صدام حسين في الساحة السياسية العالمية والعربية وفي العالم الإسلامي أيضا ًخاصة ذلك العالم الذي يقوده مخترع نظريات النضال الإسلامي المتجدد أسامة بن لادن وتلامذته الأبطال الذين ينكر سمير عطا الله وجودهم داخل منظمات المقاومة العراقية استناداً إلى مصادره الوثائقية العميقة  ..!!

أنها على أية حال عطايا من سمير عطا الله كي يجعل العراقيين والعرب مخصييّن سياسيا حتى بلا تعقيم ، وأنا لله وأنا إلى  بقية مقالاته إنشاءَ هو لراجعون ..

السلام على كل نصير لصدام حسين يسأل : أين العدالة في زمان ضاع فيه الصدق والعدل في أقلام الكتبة الانقلابيين  .. !!

أنا أيضاً أسأل سمير عطا الله : أين العدل ..؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بصرة لاهاي في 21/شباط 2004



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسامير صغيرة 596
- مسامير صغيرة 594
- مسامير صغيرة 593
- مسامير صغيرة 592
- مشاريع إعادة اعمار العراق تفتقر الى المظهر الداينميكي العقلا ...
- مسامير صغيرة 590 - 591
- مسامير صغيرة 587
- مسامير صغيرة 586
- مسامير صغيرة 585
- مسامير صغيرة 584 - 585
- مسامير صغيرة 583
- مسامير صغيرة 582
- مسامير صغيرة 581
- مسامير صغيرة 578 - 580
- تذكير للمدعو محمد المسفر ...!! - مسامير صغيرة 577
- مسامير صغيرة 575
- بمناسبة ذكرى الميلاد السبعين - الحزب الشيوعي العراقي - : الي ...
- مسامير صغيرة 574
- عبد الرحمن منيف كدّس لنا كنوز العقل الروائي الرائع..
- مسامير صغيرة 573


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - أنا مثلك يا سمير عطا الله أسأل الله : أين هو العدل ..؟