أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - يوسف هريمة - أي تعليم نريد لمغربنا؟














المزيد.....

أي تعليم نريد لمغربنا؟


يوسف هريمة

الحوار المتمدن-العدد: 2437 - 2008 / 10 / 17 - 04:41
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


كل تقارير المنظمات العالمية المرتبطة بالتنمية البشرية داخل المغرب، تؤشر في الكثير من الدراسات والاستطلاعات التي تقوم بها بوجود خلل بنيوي في قطاع التعليم بمختلف مكوناته، ولا تفتأ أن تحذر من تفاقم الوضع والخروج عن حد السيطرة إلى الدرجة التي يصبح فيها الوطن لا ينتج إلا كل ظواهر الجهل والتطرف والتخلف بمختلف مستوياته. لم تكن كل هذه التحذيرات يلق لها بالا في ذهنية لا تريد الإصلاح، ولا تفهمه إلا في ضوء مصالح ضيقة وعمليات تجميلية لا تغني ولا تسمن من جوع، واستمر الحال على ما هو عليه إلى أن عدنا ببركة القدير نتبوأ المكانة الأخيرة بين الوطن العربي على مستوى قطاع التعليم، بالرغم من الإمكانات المرصودة لهذا القطاع في ميزانية الدولة.
كان الوضع الذي آلت إليه العملية التعليمية بالمغرب سببا في التفكير بمقاربة جديدة، اعتبرت في حينها مخرجا من الأزمة باعتماد مقاربة التعليم بالكفايات وبناء المنظومة الدراسية عليها، بعد أن كانت المقاربة السائدة من قبل ذلك تعتمد التدريس بالأهداف. شكل الميثاق الوطني للتربية والتكوين النواة الأولى لهذا الإصلاح المرتقب، ورصدت له ميزانيات وعبئت المصالح وكل الوسائل الممكنة لإنجاحه، واستبشر الناس خيرا بالمولود الجديد الذي سيقود قاطرة العبور إلى ضفة التلميذ المتعلم والأستاذ الموجه والمدرسة الحامية لعملية التدريس بإدارتها وأطرها التربوية.
مرت عشر سنوات وخرج تقرير يشهد فيه شاهد من أهلها ينبئ بأن الميثاق لم يحقق أهدافه، ويعلن عن مخطط استعجالي يبدأ بموسم 2008/ 2009 لإنقاذ العملية التعليمية، وإصلاح ما يمكن إصلاحه من تعليم فقد كل معايير الجودة وعاد عبئا على الفرد والمجتمع، بدل أن يكون رافعة لهما من منحدر ثقافي سيأكل ثماره كل من ساهم من قريب أو من بعيد في هذا الوضع المتأزم. بدأ المخطط الاستعجالي الإصلاحي وبدت معالمه واضحة للعيان:
• تأخر الدخول المدرسي الحالي: إلى غاية الآن لا زالت العديد من المدارس تعاني من خصاص مهول في الأساتذة، ولا زال أبناء الشعب المغربي ينتظرون المخطط الاستعجالي، ليرى ما أسفرت عليه حركات التعيينات والانتقالات ومزايدات النقابات المختلفة، وحرب التحزب البغيض الذي يضيع فيه الأستاذ والتلميذ من بعده والمجتمع يشهد من وراء ذلك على أن من يزرع شوكا سيحصد شوكا، والتأخر لن ينتج إلا تأخرا ولو كان العنوان تحت شعار المخطط الاستعجالي.
• هشاشة البنيات التحتية: لا يمكن ضمان جودة تعليم في ظل ظروف مزرية تغيب فيها الإنارة والماء والوسائل الديداكتيكية المتاحة، تضمن على الأقل تواصلا في حدوده الدنيا بين طرفي صراع وهمي أنتجه تاريخ من التضليل بين أستاذ تعوزه الوسائل، وتلميذ يفجر مكبوتاته النفسية والاجتماعية والاقتصادية في غريمه التقليدي " الأستاذ ".
• فقدان الأمل في السياسات التعليمية: لم يعد أحد يثق في السياسة التعليمية المغربية والأستاذ لا تحميه القوانين أو الإدارة أو المجتمع من هشاشة الواقع الحالي، كما تحمله عبء تخلف المشروع كلما جاء الأمر بالحساب. أما التلميذ فهو أيضا ضحية ظروف اجتماعية أو اقتصادية خلقتها سياسات الدولة في مختلف القطاعات، ولم يعد يرى في التعليم والمدرسة إلا ذلك المكان التنفيسي من سطوة الأهل والدولة والثقافة، وهو يرى مصيره المجهول في عالم لا يؤمن بالقيم إلا كشعارات انتخابية أو مزايدات هنا وهناك. هذا الواقع المتردي خلق جوا من اليأس وعدم ثقة في المدرسة وفي التعليم خاصة بعد ظهور أزمة المعطلين حاملي الشواهد العليا، وكيف تلجأ الدول إلى مقارباتها الأمنية في حقهم بدل أن تكون سياسة البحث عن حلول جذرية لأزمة تتفاقم اليوم بعد اليوم هي الهم المشترك.
• الإدارة وحرب العصابات: إن العقلية التي تدار بها المؤسسات التعليمية في بلداننا بعيدة في الكثير من الأحيان عن عقلية الإدارة والتسيير التربوي، بل هي عقلية مخزنية ترهيبية في شكلها حينما يداس على الأستاذ باسم القانون، أو التحايل على النظام العام باسم المصلحة الشخصية لأطراف معينة تنشئ ما يشبه كنتونات خاصة ومحميات تدار بمنطق عصابي لا إداري، يلجأ فيه إلى أساليب متنوعة من ترهيب وتحريض وتحايل وبث الفرقة والانشقاق في الجسم الواحد.
فأي تعليم نريد؟
وعن أي مخطط استعجالي نتحدث؟
جواب واحد يتبادر إلى ذهني وأنا أقرأ الساحة وضمن مكونات الساحة، إنه التعليم دون علم، والمخطط الاستعجالي نحو المنحدر الثقافي الذي سيتحمل فيه الفرد والمجتمع تبعات هذا الاستعصاء على حد سواء.



#يوسف_هريمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم الوداع؟؟؟
- لعبة الأقدار
- قصة من هذه؟؟؟
- الوهابية المغربية بين الدين والسياسة
- تحبُّك أكثر...
- وتساقَطت الأوراقُ...
- المغرب ووهم الخطر الشيعي
- تبسَّمي عقول الوصاية!!!
- هكذا نطق القرآني: نهاية مذهب
- عيد ميلاد عاطلة
- الحقوق الفكرية: حقيقةٌ أمْ وهْمٌ؟؟؟...
- مخطوطات قمران والفكر الآسيني
- طقوس الموت والامتداد الثقافي
- ما وراء الكواليس !!!…
- حي على الصلاة... !!!
- يا قارئة الكفِّ والفنجان!!!
- عبد الرحمن المجذوب وعقدة الأنثى المغربية!!!
- وتستمر الممانعة...
- قناة العربية والأزمة اللبنانية
- لعنة السياسة وسيف المذهبية


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - يوسف هريمة - أي تعليم نريد لمغربنا؟