أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - كامل عباس - قمة مراهقة النوع البشري















المزيد.....

قمة مراهقة النوع البشري


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2431 - 2008 / 10 / 11 - 05:00
المحور: الطب , والعلوم
    


ان مسيرة العلم لم تتوقف على الهيولى في الخلية الحية , و لا على فضاء الذرة وطبقاتها الالكترونية في المادة الجامدة , مكتشفات العلم اعقد وأصعب وأكثر دقة في النواة سواء كانت عند الخلية او عند الذرة , عند الخلية تم معرفة الصبغيات في نواة كل نوع وكيف تنقسم وتتكاثر بفضل الD.N.A وتتالي نكليوتيداته , ومنه وصلنا الى الشفرة الوراثية والاستنساخ الحيوي وما يفكر به العلماء من استنساخ أجيال معينة حسب الطلب . ولكن مراهقة الانسان على مستوى الهندسة الوراثية داخل النواة لا تقارن بمقارنته على مستوى استعماله للطاقة النووية المستخرجة من نواة الذرة .
والذرة في أي عنصر تتكون من نواة تحوي عددا من البروتونات موجبة الشحنة الكهربائية وعدد من النترونات المعتدلة الشحنة 0( لا سالبة ولا موجبة ) , والنواة تحوي كتلة الذرة كلها , يدور حولها على مدارات محددة الكترونات سالبة الشحنة الكهربائية يجب ان يكون عددها مساويا لعدد البروتونات الموجبة . يحدد العنصر الكيميائي التي تنتمي اليه الذرة بعدد البروتونات في الذرة ويسمى العدد الذري , اما كتلة الذرة او العدد الكتلي فيحدد بعدد البروتونات والنترونات في كل زره , كما ان اختلاف عدد النترونات في الذرة الواحدة يعطي ما يعرف بنظائر العناصر
أن تفجير نواة الذرة ينتج عنه طاقة حرارية هائلة , وقد وجد ان بعض العناصر غير المستقرة يمكن تفجير أنويتها بسهولة وتحرير الطاقة منها, وهذا ما حدث لدى اكتشاف عنصر اليورانيوم الذي وجد ان إحراق غرام واحد منه يحرر من الطاقة ما يعادل إحراق ثلاثة أطنان من الفحم الحجري
من جهة أخرى وجد ان نواة كثيرا من نظائر العناصر غير المستقرة تتفكك تلقائيا وتحرر طاقة وتتحول الى عناصر مستقرة في زمن معين اصبح معروفا لدى العاملين في حقل الكيمياء , ولكنها مع تفككها تنطلق منها جسيمات تصدر إشعاعات كهرو مغناطيسية ذات طاقة عالية قياسا بالأشعة الضوئية وبعضها طول موجته قصير وسرعته تساوي سرعة الضوء , تسمى علميا جسيمات الفا وبيتا وغاما , وقد ثبت علميا ان حدا معينا من تلك الأشعة الساقطة على الخلايا الحية ضار جدا لها لأنه قادر على تحليل ماء الخلية كهربائيا الى جذر هيدروكسيل سالب وشاردة هيدروجين موجبة .
H2O------}-(OH) + H+
ينتج عن تأين ماء الخلية تغيرات فيزيائية وكميائية وحيوية حسب نوع وكمية وشدة وكثافة الأشعة التي تتعرض لها الخلية , منها تخريب صبغيات الخلية ومنع تضاعفها الذاتي او إبطاء معدل حدوثه او زيادة سرعته أو تأخيره , وأثار التخريب تظهر في مراحل زمنية لاحقة ,كل ذلك يجعل الكائن الحي عرضة لتشوهات أثناء نموه وإصابته بأمراض عديدة سرطانية , والسرطان كما هو معروف يجعل خلايا العضو المصاب به داخل الجسم تعود الى حالتها الجنينية , انقسام وتكاثر من جديد , ويعتقد ان تلك الأشعة تتلف جهاز التحكم في الخلية مما يؤدي الى انقسامها بشكل عشوائي .
كانت كمية الاشعاعات قبل عصر الطاقة النووية بحدودها الطبيعية سواء التي تصلنا من أشعة الشمس او التي تصدر في الطبيعة من المعادن غير المستقرة او التي تتشكل اثناء البرق , ولكن اختراع عناصر غير مستقرة ( نظائر مشعة ) والتي بلغ عددها ما يقارب من 1300 عنصر مشع وقذفها بنظائر مستقرة من اجل تفجيرها نوويا من قبل المفاعلات النووية العديدة في العالم ضاعف من كمية تلك الاشعاعات في الجو او قي الأماكن التي تستخدم من اجل الحصول على الطاقة النووية .
بفضل عقل الانسان ومنجزاته العلمية ’ عرفت البشرية الثورة الصناعية وعصبها المحرك الذي أمدها بالطاقة وهو البترول , وبفضل استعمال تلك المنجزات الصناعية - بشكل عشوائي وبما يخدم الأقوياء في المجتمع ولو كان ذلك على حساب ما تبقى منه - اختل التوازن البيئي الطبيعي لدرجة ظهور مشكلات بيئية خطيرة كالاحتباس الحراري والضباب الدخاني وانزياح الفصول وتغير المناخ وتشكل الزلازل والأعاصير ..الخ , ولكن تلك المشكلات التي نتجت عن دوران طاقة البترول في شرايين المجتمعات الصناعية بسيطة جدا اذا ما قورنت بالمشاكل البيئية التي تنتج عن استعمال الطاقة النووية بنفس الطريقة . يمكن للنظام البيئي الطبيعي ان يتعايش مع مخلفات الطاقة البترولية ويدخلها في دورته الحيوية ولو تأخر ذلك زمنا طويلا , على عكس المشكلات البيئية التي تنتج عن دوران الطاقة النووية في المجتمعات الحالية بالطريقة المتتبعة حتى الآن ,( تشبه مراهقة العالم مع اكتشاف البترول , مراهقة فتاة خجولة وعاطفية جدا وما ينتج عن مراهقتها من مشاكل للأسرة , في حين تشبه مراهقة العالم الحالي مع الطاقة النووية , مراهقة صبي قوي البنية , مفتول العضلات , عصبي المزاج ,بدأ اول مراهقته بملاحقة فتيات حيه بطريقة تتجلى فيها النزق والعنفوان لدرجة يمكن فيها أن تجلب مشاكل لأسرته تصل حتى الفناء من جراء طيش ابنهم , )
لم يفكر العالم باستعمال الطاقة النووية سلميا كي تحل محل الطاقة البترولية الآخذة بالنفاذ . معلوم ان الطاقة النووية اذا أحسن استخدام مفاعلاتها النووية ’ يمكن ان تنج لنا مولدات ومحركات تغنينا عن مداخن السيارات فتصبح البيئة أنظف , الطاقة النووية يمكن ان تولد لنا مايلزمنا من الكهرباء ايضا . وماينتج عن مفاعلاتها من اشعة يمكن تجيره في حقل الطب والزراعة ايضا ,
مراهقة العالم الحالي هو بالتفكير مع الطاقة النووية على الطريقة البترولية وربما ابشع لكي تكون استعمالاته كلها حربيا وليس سلميا , وهذا ما جرى في الحرب العالمية الثانية حيث القيت اول قنبلة ذرية على هيروشيما ,( أي قنبلة ذرية تتفجر في مدينة تحيل فيها الشجر والبشر والحجر الى بخار ماء من شدة اللهب, اما الأشعة المنطلقة منها فيذهب أثرها في كل الاتجاهات والأمكنة البعيدة والأزمنة الأبعد و بحيث تظهر آثارها أمراضا وراثية في الأجيال القادمة ).
بكل أسف نقول : بدلا من تفكير ساسة العالم لحصر استعمال الطاقة النووية (بعد مأساة هيروشيما وناغازاكي) في المجال السلمي, راح القادة يتسابقون على تخصيب اليورانيوم من اجل الوصول الى النادي النووي وامتلاك طاقة هائلة مجمدة ومشلولة الفعالة , محصورة في قنابل ورؤوس نووية , حتى البلدان الفقيرة مثل الهند وباكستان أصبحت تلهت لتدخل النادي النووي غير عابئة بالمشاكل البيئية الناتجة عن التفجيرات النووية سوء في أعماق البحار أوفي أي مكا ن والتي تلزم من اجل تصنيع القنابل والرؤوس النووية .((نشبت في آذار – نيسان من عام 1982 . في التشيشون ’ في المكسيك ثلاثة انفجارات سقطت أثناءها كتلا ضخمة من الصخور المصهورة – التيهور- الى اسفل جوانب الجبل , مودية بحياة أكثر من مليون شخص , عجت سحب هائلة من الغاز والرماد ارتفعت الى ما يزيد عن 25 كم في السماء , التّفت بعد ثلاتة أسابيع تلت , سحابة من الرماد حول الأرض مباشرة, اعتقد العلماء ان سحابة الرماد هذه خربت نظام مناخ العالم , وتسببت بتيارات هوائية في استراليا و وبأمطار غزيرة في كاليقورنيا. )) *
مشاكل المفاعلات النووية ونفاياتها وتفجيراتها وأخطاءها متعددة الأبعاد والأخطار , وهي تساهم في صنع مستقبل يكون فيه الانسان كتلة من الأمراض , تظهر في النصف الثاني من العمر وتجعل الانسان يركض وراء الموت ليتخلص من عذاباته , ولكنه لايصل اليه .
(( حدثت نقطة تحول في الحكاية النووية قي عام 1986 عندما نشب حادث خطير في محطة نووية في تشيرنوبل , في اوكرانيا وفي أجزاء أخرى من روسيا . حدثت حوادث نووية من قبل , لكنها لم تكن بدرجة تشيرنوبل...
- في 26 نيسانعام 1986 بينما كان المهندسون في المفاعل رقم 4 في محطة تشرنوبل للطاقة يقومون بفحص أنظمة الطوارئ حدث خلل وانفجر المفاعل , قضى اثنان من المهندسين نحبهم اثناء الانفجار
- . علت سحابة مشعة بفعل الانفجار طالت أجزاء متعددة من روسيا وارويا بما في ذلك المملكة المتحدة , تم التحري عن النشاط الإشعاعي في واشنطن وطوكيو .
- ألقت الطائرات المروحية الرصاص والرمل على المفاعل المحترق لمدة عشرة ايام لإخماد النار المستعرة فيه .
- تم اخلاء مساحة بلغ عرضها 64 كم حول تشرنوبل , قضت المواشي التي طالها التلوث نخبها, طال الهلاك المحاصيل , كما تم نزع كل من التربة السطحية والأشجار , أثرت الاشعاعات حتى على الحيوانات والنباتات التي في خارج البلاد .
عشر سنوات تلت وما زالت التأثيرات الكاملة للحدث غير معروفة , تم أجلاء ما يزيد عن 200ألف شخص عن مساكنهم وكان عليهم بدء حياة جديدة في مدن غريبة ’ لا احد يدري عدد الناس الذين لقوا حتفهم جراء إصابتهم بأمراض كان مبعثها الأشعة , والتوتر الذي أحدثه الحادث وما تبعه من آثار كونية . )) **
يمتلك العالم من القنابل والصواريخ والرؤوس النووية ما يكفي لتدمير هذا الكوكب بدقائق , ومازال العالم يلهث وراء صنع هذه القنابل وما ينتج عنها من أشعة ونفايات مميتة.
ماذا نسمي هذا مراهقة ام جنون ؟
بعد كل ذلك , الا يحق لنا ان نتساءل
هل خلق الله العقل من اجل التنعم به من قبل الانسان , ام من اجل ان يكون نقمة عليه وعلى أبنائه ؟؟!!
هوامش :
* - من كتاب – في ما يخص البيئة – تاليف نيقولا باربر , ترجمة نصرت بيرقدار ص 32 .
** - المصر السابق ص 52




#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة السيارات
- من هم اللبراليون الجدد في سوريا ؟
- صناعة العطور
- من سيظفر بالإدارة الأمريكية القادمة : أهل القوة أم أهل العقل ...
- إعلان دمشق وحرية التعبير
- التعدد الثقافي اللبناني من منظور عباس بيضون
- ثقافة البيئة في سوريا بين العلم والأيديولوجيا
- القاعدة فكرا وتنظيما
- من أين أتى كل هذا التطرف الى سوريا الحديثة ؟!
- الحكومة السورية لبرالية في الاقتصاد دكتاتورية في السياسة !!
- كلينتون والرئاسة الأمريكية والعالم
- اللبرالية ومثقفو اليسار السوري
- المجلس الوطني لإعلان دمشق بين القديم والجديد
- الاسلام وأصول الحكم
- محنة العقل وحرية استعماله العام في التاريخ العربي الاسلامي
- هواجس – جديدة – حول الاصلاح الديني وضرورته الحالية في بلادي
- المسيحية والإسلام في الميدان السياسي
- العقليون والاصلاح الديني في أوروبا
- الإصلاح الديني بين العقل والضمير
- إعلان دمشق ما له وما عليه


المزيد.....




- -عقيدة نووية إيرانية جديدة-.. ما الذي كشفته صور الأقمار الصن ...
- عشان خطة الرجيم تنجح.. 4 أسباب وراء الفشل فى فقدان الوزن
- الاكتئاب في الربيع.. أهم الأعراض و6 خطوات أساسية للعلاج
- هل السكريات السبب الرئيسى في زيادة وزنك؟ اعرف الكمية المعتدل ...
- مياه الشرب تهدد الأميركيين بـ-أمراض خطيرة-
- الآثار الجانبية لأدوية تستخدم في علاج -ألزهايمر- تثير الجدل ...
- بسبب إسرائيل.. 28 موظفا يفقدون وظائفهم في غوغل
- الهواتف الذكية.. كيف تقتل أطفالنا وما يمكننا فعله حيال ذلك؟ ...
- للمرة الأولى منذ إعلان إصابة كيت بالسرطان.. الأمير ويليام يس ...
- أعراض ارتفاع نسبة السكر بالدم فى الطقس الحار لمرضى النوع الث ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - كامل عباس - قمة مراهقة النوع البشري