أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد وليد - الانتداب البريطاني في السابق والاحتلال الامريكي اليوم ... التاريخ يعيد نفسه














المزيد.....

الانتداب البريطاني في السابق والاحتلال الامريكي اليوم ... التاريخ يعيد نفسه


خالد وليد

الحوار المتمدن-العدد: 2429 - 2008 / 10 / 9 - 00:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ربما يساور فكركم سؤال عن اسباب اختيار هذا العنوان, والجواب هو ان التشابه بين الانتداب البريطاني فيما مضى والاحتلال الامريكي اليوم كبير جدا لدرجة وصلت فيه الى نتيجة مفادها انه واحد ولكن بغطاء مختلف وزمن مختلف. فعندما دخلت بريطانيا العراق كانت ذريعتها تحرير العراق من الاحتلال العثماني, فيما دخلته امريكا لتحريره من رئيس دكتاتوري. وان بريطانيا فرضت بقاءها في العراق بحجة عدم اكتمال نظامه السياسي والامني في وقتها, متخذة حاكما عسكريا يحكم العراق مع الملك لمساعدته في بناء النظام. والمنهج نفسه اتخذته الولايات المتحدة, ثم شرعت بريطانيا بتنظيم معاهدة عرفت بمعاهدة عام 1930 التي وثقت تبعية العراق لبريطانيا. والان امريكا تسير في ذلك. واذا قارنا بين المعاهدة البريطانية والامريكية, فسنجد اوجه التشابه كثيرة, لكن الهدف من المعاهدتين هو واحد (اتخاذ العراق كقاعدة عسكرية لموقعه الستراتيجي في الشرق الاوسط والسيطرة على نفطه الذي سيبقى بعد زوال نفط العالم). وفي ضوء هذا المنهج, فان ماسيحدث قد حدث سابقا ويتكرر حاليا. فالعراق في هذه الفترة يشهد ضغوطا من الجانب الامريكي للتوقيع على الاتفاقية, وزيارة وكيل وزيرة الخارجية الامريكية نيغروبونتي الاخيرة لم تاتي لنقاش اوتفاوض, وانما وجهت لهدف واحد وهو ارغام صناع القرار في العراق على المعاهدة وفرضها على واقع العراق مثلما فرضت المعاهدة البريطانية عام 1930 رغم رفض مجلس الشعب لها في وقتها, الاان ذلك لم يكن عائقا امام توقيعها, فقد تولى نوري سعيد الحكومة, وقام بحل مجلس الشعب وتشكيل اخر مؤيد للمعاهدة البريطانية, وقد اقرت المعاهدة وكبلت العراق بسجن بريطانيا حتى عام 1958, وهذا الامر ليس ببعيد في الوقت الحاضر, ولايصعب تطبيقه من قبل امريكا, فحتى لو رفض مجلس النواب والحكومة العراقية او احدهما المعاهدة المرتقبة وهذا امر لا يستبعد طبعا ليس من اجل الشعب العراقي وانما من اجل ايران التي تكن الغالبية المشكلة للحكومة العراقية الولاء والطاعة لها, فستقوم امريكا باتخاذ مايلزم لضمان اقرار المعاهدة, ربما لن تحل الحكومة او البرلمان بشكل مباشر مثلما حدث في زمن الانتداب البريطاني, لكن ستفعل مايؤدي الى ذلك, حيث يكفي ان ترفع وصايتها عن اموال ونفط العراق بتفويض اممي لتذهب ثروة العراق لتسديد ديونه للدول التي ستستمر في سحب امواله لسنين لا يمكن عدها. وفي النهاية ستقر الاتفاقية ولن يقف في وجهها احد. والجدير بالذكر ان امريكا ضمنت المعاهدة بنودا تجعل وزارتي الداخلية والدفاع تحت وصايتها, وهذا خير دليل على ان امريكا قد وضعت تجربة بريطانيا في الحسبان التي اخرجها الجيش العراقي عام 1958 بعد سيطرته على بغداد وقصر الرحاب محل اقامة العائلة الملكية, اذن توقيع الاتفاقية العراقية الامريكية التي ستجعل من العراق قاعدة عسكرية لامريكا حتمية لا مفر منه والذي سيقع بعد ذلك من صراعات على ارض العراق ايضا حتمي ولامفر منه, فلن تقف ايران موقف المتفرج وهي محاصرة من الشرق الافغاني والغرب العراقي, اكيد ستجعل العراق ساحة لتصفية حساباتها مع امريكا, وهي تفعل ذلك الان, لكنه سيصبح اشد بعد توقيع الاتفاقية العراقية الامريكية, وسيبقى المتضرر في جميع هذه الحسابات وماينتج عنها من صراعات الشعب العراقي الذي لاذنب له سوى انه يعيش في بلد فرض عليه موقعه وثرواته ان يكون محل انظار كل دولة عظمى.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخوفات داخلية وخارجية من تسليح العراق


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد وليد - الانتداب البريطاني في السابق والاحتلال الامريكي اليوم ... التاريخ يعيد نفسه