أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي حسن - القومية، اليهود، الإسرائيليون















المزيد.....

القومية، اليهود، الإسرائيليون


سامي حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 03:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


إذ كان دافع الحركة الصهيونية والامبريالية من وراء مماهاة مصطلح اليهود مع مصطلح القومية هوإعطاء شرعية للمشروع الصهيوني، وتسويق الدولة الصهيونية كدولة أقيمت لشعب- أمة، هم يهود العالم*. وإذا كان دافع القوى الاسلامية لاستخدام مصطلح اليهود كمجموعة واحدة متجانسة هو تخديم مشروعها الاسلامي والتحشيد له من خلال تصوير الصراع كصراع بين المسلمين واليهود. فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الدافع وراء مماهاة قوى وشخصيات علمانية ويسارية لمصطلح اليهود مع مصطلح القومية، وشيوع استخدامه في خطابها وتحليلاتها، لا سيما في الآونة الأخيرة؟
في هذا السياق أجد نفسي مدفوعاً للاشارة إلى كلام ليس فيه جديد حول علاقة الدين بالقومية فأقول: إذا كان أتباع الديانات المختلفة ( اليهودية، المسيحية، الاسلامية، البوذية،...) سيشكلون جماعات قومية على أساس من انتمائهم الديني، فإننا سنكون أمام قوميات جديدة عجيبة غريبة، قومية مسيحية، قومية إسلامية،...الخ وربما قوميات مذهبية، سنية، شيعية، اسماعيلية، كاثوليكية، بروتستانتية،..الخ، وستكتشف العديد من الدول الصغيرة التي يتبع الناس فيها ديانات متنوعة، أنها في الواقع ومن حيث لا تدري، مكونة من عدة قوميات بعدد الديانات المنتشرة فيها، وبالتالي فإنها تمر اليوم في مرحلة التحول إلى أمة ( الأمة البحرينية، الأمة اللبنانية،...) ؟!. باختصار شديد لا يمكن أن تتشكل القومية على أساس الدين، وبالتالي فإن اليهود ليسوا جماعة قومية، ولا يجب استخدام مصطلح اليهود كمرادف للقومية.
أما بالنسبة لمصطلح " الاسرائيلي" فيمكن النظر فيه من ناحية علاقته بإسرائيل- الدولة التي أعلنت عام 1948 ، ولن ندخل هنا في تفاصيل وظروف وأسباب نشوء هذه الدولة ولكن نذكر فقط بأنها قامت على أنقاض العرب الفلسطينيين سكان الأرض الأصليين الذين هجروا قسراً نتيجة للمجازر التي قامت بها العصابات الصهيونية، وأن الأسس التي قامت عليها هذه الدولة هي أسس دينية، عنصرية، إحلالية، استيطانية، وأن واحداً من أهم الأهداف لإقامتها هو ضمان الهيمنة الامبريالية في المنطقة العربية من خلال تكريس واقع التجزئة والتخلف وعرقلة مشاريع النمو والتحرر. ولتحقيق ذلك عملت الامبريالية العالمية على تحويل إسرائيل إلى قوة عسكرية ضاربة متفوقة في المنطقة. وبالرغم مما سبق وبالرغم من الولادة غير الطبيعية وغير الشرعية لهذه الدولة ، إلا أنها أصبحت عضواً في الأمم المتحدة، لها علم ونشيد وسفارات في معظم دول العالم؟!. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل وجود دولة اسمها إسرائيل يعني أنه أصبح هناك حقيقة اسمها قومية إسرائيلية؟ جوابي هو قطعاً لا، لأن سكان هذه الدولة، هم خليط من شعوب وقوميات متعددة، العرب الفلسطينيين سكان الأرض الأصليين، ألمان، روس، بولونيين، أثيوبيين، هنود، فرس...الخ. أما بطاقة الهوية الاسرائيلية التي يحملونها فليس لها أي علاقة بموضوع القومية.
خلاصة القول أنه إذا أردنا استخدام مصطلح دقيق للتعبير عن السكان الذين يعيشون داخل الدولة الصهيونية العنصرية المسماة إسرائيل( طبعاً باستثناء العرب الفلسطينيين سكان الأرض الأصليين الذين استطاعوا بفعل نضالاتهمم وتضحياتهم أن يكرسوا انتماءهم للهوية العربية الفلسطينية، ويعلنوا بصوت عال أنهم ليسوا إسرائيليين) فمن الأصح أن نستخدم كلمة إسرائيليون ، لا كلمة يهود، وبالنسبة للدولة فالأدق استخدام مصطلح دولة إسرائيل لا دولة اليهود مع الاشارة إلى أن المصطلح الأكثر دقة هو دولة الصهاينة.
إن أهمية التدقيق في استخدام المصطلحات تكمن فيما يتأسس عليها من تصورات وحلول للقضية الفلسطينية و للصراع العربي الصهيوني، فاعتبار اليهود جماعة قومية، والنظر للاسرائيليين على أنهم يشكلون قومية واحدة، يعطي المبرر لحل الصراع العربي الصهيوني على أساس دولتين- بالرغم من فشل هذا الحل حتى الآن- فلسطينية وإسرائيلية (يهودية)، أو دولة ثنائية القومية، ويقود إلى التساوق مع الدعوات الصهيونية والامبريالية حول يهودية دولة إسرائيل، ويقدم الغطاء لما تمارسه الدولة الصهيونية بحق فلسطينيي 48 من تمييز عنصري وديني وتهديدات بالتهجير، ورفض تطبيق حق العودة لللاجئين الفلسطينيين. أما النظر إلى اليهود الاسرائيليين، على أنهم بشر من أصول قومية متعددة، فإنه يؤسس لحل الدولة الواحدة الديمقراطية العلمانية على كامل فلسطين، الذي يعطي لجميع سكانها بما فيهم طبعاً اللاجئين الفلسطينيين العائدين حقوق المواطنة الكاملة دون أي تمييز**.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في مقال منشور في الموقع الالكتروني "أجراس العودة" بعنوان " في أهمية تأكيد علمانية الدولة الديمقراطية..فصل الدين عن الدولة والمواطنة، لماذا؟) وقد ترجمته عن العبرية رجاء زعبي عمري، يقول البروفسور التقدمي يهودا كوبرمان: (الحركة الصهيونية، ومن بعدها دولة إسرائيل، مرتبطتان بالدين اليهودي ارتباطًا لا يُفصَم. فهما تدّعيان وجود "شعب يهودي" عالمي ولا-تاريخي بحيث أن دولة إسرائيل هي دولته. إن التعبير "شعب يهودي" هو محاولة فاشلة لعلمنة التعبير الديني "شعب إسرائيل" ..... ولذلك، فإن البنية السياسية الرامية إلى تبرير وجودها أمام الجماهير اليهودية في مناطق48، تقوم وتسقط على وجود المصطلح "شعب يهودي"؛ وهنا تتجلى وظيفة الدين بملء قوّتها. لأنه، ما الذي سوف يوحّد في داخل الكيان الإسرائيلي أناسًا قدموا من صنعاء ومن لوس أنجلوس؛ من موسكو ومن الرباط؛ من كوتشن في الهند ومن بازل في سويسرا؛ من طهران ومن نيويورك؟ ما هو العامل الذي سيوحّدهم ويدفعهم لأن يكونوا – هم أيضًا، وكل حسب مقاسه – ضحايا حرب لا تنتهي منذ 60 سنة؟ إن موضوع الدين هو الإسمنت الوحيد الذي يمكن عرضه على جميع هؤلاء المهاجرين. وبعد فنحن نتحدث عن جماهير غير متدينة - أنظر المهاجرين من الاتحاد السوفياتي سابقًا أو القادمين من شرق ومركز أوروبا. من هنا أنشئت أسطورة الشعب الواحد، ذي المصالح المشتركة - بمقياس عالمي - وبالطبع في داخل دولة إسرائيل. وقد أتاح الانعزال الطائفي- الديني في البلاد بناء قاعدة اجتماعية للجيتو اليهودي في فلسطين.).
** في مكان آخر من المقال آنف الذكر يقدم يهودا كوبرمان رأي لافت وجدير بالنقاش حول القومية حيث يقول: ( فإن المصطلح "قومية" كما قصدت دولة إسرائيل ترسيخه هو مصطلح كاذب. القومية، في معناها الحديث، هي جماعة المواطنين في الدولة. هي لا تعرَّف وفقًا للغة ولا وفقًا للثقافة – أنظر حالة بلجيكا (3 لغات)، وحالة الهند (أكثر من مائة لغة)، والصين (لغتان: المندرينية والكانتونزية)، وسويسرا (4 لغات)، وحالات كثيرة أخرى. في البلاد هنالك قومية واحدة - هي الفلسطينية، وفيها جماعتان لغويتان. وأكثر من ذلك: كلاهما معًا هما الشعب الفلسطيني، الذي كان ضحية القمع القومي الفائق الوصف طيلة نحو مائة سنة – بهدف منع نشوء القومية الفلسطينية في بلاد حرّة، تكون هي طليعة النضال)




#سامي_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العد العكسي لتفكك النظام الطائفي في لبنان
- مجموعات مناهضة العولمة في المنطقة العربية واقع وآفاق
- تعليق على دراسة - الدين والدولة في فلسطين-
- غزة تسقط خيار الدولتين
- المتمركسون والأيديولوجيا
- فتح وحماس واليسار /كل الجمال بتعارك إلا جملنا بارك
- العدوان الاسرائيلي على لبنان ... حماس.. والتاريخ الذي يعيد ن ...
- الصراع على سلطة الحكم الذاتي؟!
- حق العودة وخيار الدولة الواحدة الديموقراطية العلمانية
- لبننة العراق استنساخ على الطريقة الأمريكية
- فيلم أمريكي طويل*
- تعليق على بلاغ الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين
- مؤسسات المجتمع المدني وإشكالية مصادر التمويل
- حول انتخابات التشريعي الجبهة الشعبية واليسار الفلسطيني..إلى ...
- شباب بلا عمل
- في الخصوصية الفلسطينية
- التسوية... ووهم الدولتين
- كرمة وكيفيتاس..مرة أخرى
- مشروع سيفيتاس مرآة لواقع الشتات
- حول حق العودة ومشروع كيفيتاس نقاش مع بلال الحسن


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي حسن - القومية، اليهود، الإسرائيليون