دور العمل النقابي في استحضار أهمية المدرسة العمومية...؟.....2

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2422 - 2008 / 10 / 2 - 09:14
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

وحتى يقوم العمل النقابي بدوره كاملا، فإن على النقابة المبدئية، أن تتدخل لدى الجهات المسئولة عن المدرسة العمومية، من أجل أن تعمل على:

1) إلزام الإدارة المدرسية بضرورة صيرورتها إدارة تربوية، عن طريق تتبع ما يجرى في المدرسة على المستوى العام، وعلى المستوى الخاص، واتخاذ الإجراءات الضرورية ضد كل الممارسات المؤدية إلى الإخلال بالأداء الجيد للعملية التربوية / التعليمية / التعلمية.

2) إلزام جهاز المراقبة التربوية، من أجل مضاعفة مجهوداته تجاه وضع حد لممارسة عديمي الضمير المهني / التربوي...، من نساء، ورجال التعليم، حتى يعيدوا النظر في ممارستهم، ويلتزموا بجودة الأداء التربوي / التعليمي / التعلمي.

3) تجريم بيع الدروس الخصوصية إلى التلاميذ، واعتماد ذلك البيع في القيام بالتفاضل بين التلاميذ داخل حجرة الدرس، واعتبار ذلك البيع جريمة في حق الإنسانية.

4) تجريم الجمع بين العمل في المدرسة العمومية، والعمل في مؤسسة أخرى، سواء كانت عمومية، أو شبه عمومية، أو خصوصية، ما دام ذلك يؤثر على مستوى الأداء التربوي / التعليمي / التعلم،ي واعتبار ذلك الجمع جريمة في حق الإنسانية.

5) إلزام المدرسات، المدرسين، بالتكوين المستمر، عن طريق اعتماد التكوين الذاتي، حتى يمتلكوا القدرة على مواكبة المستجدات في المجالات التربوية، والمعرفية، التي يتم توظيفها في تطور، وتطوير العملية التربوية / التعليمية / التعلمية التي تؤدي إلى جودة الأداء وارتفاع مستوى المردودية.

6) إلزامهم بتحديث طرق التدريس التي تستدعي التحديث المعرفي، في مختلف المجالات المعرفية، التي تتوقف عليها العملية التربوية، من أجل تمكين الأجيال المتعاقبة من امتلاك المهارات المختلفة، التي تمكن تلك الأجيال من مواجهة متطلبات الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن أجل أن تساهم في عملية التطور المستمر، الذي لا حدود له؛ لأن الجهات المسئولة إذا لم تقم بدورها كما يجب، فإن نساء، ورجال التعليم، سوف لا يقومون بدورهم لصالح الأجيال الصاعدة، مما لا تتضرر منه إلا تلك الأجيال، ولا يسيء إلا إلى المدرسات، والمدرسين، والإدارة التربوية، والمراقبة التربوية.

والعمل النقابي الذي ينتظر منه الكثير من أجل حماية المدرسة العمومية، وحماية المدرس، لا يمكن أن يقوم بدور الكامل، والمتكامل، إذا لم يعمل على:

1) جعل التعليم الخصوصي في مستوياته المختلفة، مساهما في التشغيل من أجل الحد من عطالة الخريجين من مختلف المستويات التعليمية.

2) تجريم المدرسة الخصوصية المعتمدة على تشغيل عديمي الضمير من المدرسين العاملين في المدارس العمومية.

3) إخضاع المدارس الخصوصية لمراقبة الجهات المرخصة لها، من أجل منعها من سرقة الكفاءات التربوية من مختلف المؤسسات العمومية.

4) إلزامها بتكوين الأطر العاملة فيها، حتى تقوم بدورها في اتجاه رفع مستوى الأداء التربوي / التعليمي / التعلمي، وحتى تصير مردوديتها عالية.

5) إلزامها بتدريس نفس البرامج المعتمدة في المدرسة العمومية، حتى لا تكون متناقضة معها، ومن أجل تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، سواء تعلق الأمر بالتعليم العمومي، أو بالتعليم الخصوصي، ومن أجل تجنب أن تصير المدرسة الخصوصية أداة، ووسيلة لنخبوية التعليم الذي يصير، فقط، حكرا على أبناء البورجوازية العليا، والمتوسطة، ليصير التعليم العمومي وسيلة لنشر الجهل، والفقر، والمرض، في صفوف أبناء الكادحين.

والعمل النقابي عندما يحدد ما يجب أن يلتزم به المسئولون تجاه المدرسة الخصوصية، فإنه بذلك يساهم في حماية المدرسة العمومية، وحماية المدرس.

والمضمون الحقيقي لحماية المدرسة العمومية، والمدرس، يكمن تحديده في:

أولا: بالنسبة لحماية المدرسة العمومية فإن مضمونها يتمثل في:

1) الحرص على وجود هذه المدرسة في حد ذاته، باعتبارها مدرسة وطنية ديمقراطية شعبية، ترتبط بأبناء الشعب المغربي، وتعدهم لتحمل المسئوليات المختلفة، التي تمكنهم من المساهمة في البناء الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي.

2) الحرص على وجود برامج ديمقراطية، وشعبية، تستجيب لحاجيات الشعب المغربي: الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية.

3) الحرص على الأداء الجيد للهيأة التربوية، من المدرس، إلى الإدارة التربوية، إلى المراقبة التربوية.

4) اتخاذ الإجراءات التأديبية الضرورية، ضد كل من يخل بالقيم النبيلة للعملية التربوية / التعليمية / التعلمية، من أجل المحافظة على هوية المدرسة العمومية.

5) سيادة الدعي الشعبي بأهمية المدرسة العمومية، وبضرورة المحافظة عليها، حتى تقوم بدورها المتواصل لصالح أبناء الشعب المغربي.

ثانيا: وبالنسبة لحماية المدرس، فإن مضمونها يتجلى في:

1) وعي المدرسة، أو المدرس، بأهمية الرسالة الموكولة إليه، تجاه نفسه أولا، وتجاه التلاميذ ثانيا، وتجاه الشعب المغربي ثالث،ا وتجاه التاريخ رابعا.

2) اقتناعه بدوره لتربوي / التعليمي / التعلمي، تجاه الأجيال المتعاقبة أمامه.

3) حرصه على تتبع المستجدات التربوية، والمعرفية، التي تساعده على تطوير أدائه التربوي / التعليمي / التعلمي.

4) حرصه على جودة أدائه التربوي / التعليمي / التعلمي، من أجل ارتفاع مستوى المردودية الذي يجعل مكانة المدرس حاضرة في المجتمع المغربي، ويؤكد ضرورة حضور مكانة المدرسة العمومية في وجدان المجتمع المغربي.

5) اعتماده على التكوين الذاتي المستمر، في مختلف المجالات المعرفية، التي لها علاقة بالميدان التربوي التعليمي، وبالحياة العامة، حتى يكون في مستوى القدرة على معالجة القضايا، والإشكاليات التي يفرزها النقاش مع التلاميذ أثناء الأداء التربوي / التعليمي / التعلمي.

6) ارتباطه بالنقابة المبدئية: القطاعية، والمركزية، التي تقود النضالات المطلبية الهادفة إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، لنساء ورجال التعليم، والعمال، وباقي الأجراء، حتى يتمرس على حماية نفسه، وتسوية وضعيته.

7) انخراطه في أحد الأحزاب الديمقراطية، أو التقدمية، أو اليسارية، التي تقود النضالات الجماهيرية الساعية إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

8) امتناعه عن بيع الدروس الخصوصية، أو الاشتغال في أي مؤسسة أخرى، مما يسيء إلى كرامته، ويحول دون تشبعه بنجاعة الرسالة التربوية، التي أوكل إليه القيام بها في المدرسة العمومية، لتمكين أبناء الشعب المغربي من امتلاك المؤهلات، التي يواجهون بها متطلبات الحياة المستقبلية.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل