أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مثنى الشلال - المسيحيون الآن وماذا بعد














المزيد.....

المسيحيون الآن وماذا بعد


مثنى الشلال

الحوار المتمدن-العدد: 2421 - 2008 / 10 / 1 - 08:37
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أخذتني الذكريات الى زقاقنا في بغداد قبل اكثر من خمسة عشر عاماً , قبيل الشتات الذي أودعنا في دول الأغتراب , هذا الزقاق الذي كان يمثل صورة مصغرة للعراق بكافة طوائفه وقومياته ومعتقداته , هذه الفسيفساء التي تكون منها هذا البلد وخرج للعالم بأسم العراق صاحب العراقة والأصالة .... كان دارنا وسط دور السنة والشيعة عرباً واكراداً وتركماناً , مسيحيون وصابئة , لحمةً واحدة لم يفرقنا دين او قومية او مذهب الكل كانت تعيش بسلام والكل يداً واحدة تعاني ماتعانيه من ألآم الحصار .. لكننا كنّا سعيدين بكل ما نملك من روح وحدوية لهذا الوطن , نلتقي جميعنا بكل المناسبات والاعياد نتزاور فيما بيننا ونساعد بعضنا البعض ونداوي بعضنا من جروح أيامنا تلك وكنّا جميعنا نحلم وننتظر اليوم الموعود الذي يخرجنا من ثقب الابرة الى بر النجاة والمستقبل الزاهر المنتظر ...
نهضنا سويةً من بطون امهتنا وكبرنا سوية ونحن نخط على صحف أيامنا عناوين حبلى بالألم من اخطاء النظام السابق الذي جعل من جيلنا واجيال سبقتنا واجيال لاحقة بنا أناس مكبوتة متعطشة للحرية المفقودة , احلامنا تلاشت بين هذا وذاك , لكن أصرارنا على الحلم والأمل والاستمرار بالتقدم والعطاء كشعب واحد لايفرقنا شئ كان هدفنا .
سمعنا بالشعارات الرنانة تملئ الآذان تكاد تحاصرنا اينما ذهبنا في الاذاعات والقنوات المتلفزة شئ وكأنه عنوان جديد اسمه تحرير العراق .. لكن من من يحرر ومن هو المحتل حينها ؟؟
الى ان جاءت اميركا متجحفلة ومعها اصحاب الشعارات اللذين كانوا يملئون البلدان .. يصرخون هذه هي حرب تحرير العراق , هذه هي الديمقراطية الجديدة , هذه هي التعددية الحقيقية , هذه هي خزائن الدولة سوف تفتح ابوابها لكل عراقي وتوزع ثروات بلادنا على كل مواطن , هذه هي الحرية التي كانت غائبة وفي طي النسيان , هذه هي الخيرات والانجازات والتكنلوجيا والموبايل والستلايت والانترنيت , الوسائل التي غزت العالم منذ زمن ماعدى هذا العشب المحروم ... هذه هي التنمية والاقتصاد الحر , هؤلاء التكنوقراط اللذين سينهضون بالعراق الى الامام , هذه هي احترام المعتقدات والأديان والقوميات ... وهذا هو الامان ! ... وهذه هي الكهرباء (هذه الطاقة التي كاد ينساها العراقيون) , ونفط العراق للعراقيون !!!.
وكثير وكثير من الشعارات ... نعم سالت دموعنا ونحن نحلم بالعراق الجديد , عراق الخير والعطاء , عراق المحبة والسلام والخيمة التي تظللنا بظلالها .... نعم جاءوا وبدأت الادوار تتوالى والاحداث تتسارع ولم يحقق شئ من كل هذه المسميات والشعارات الزائفة , وكأن الشعب العراقي شعب حكم عليه ان يبقى دائماً وأبداً ألعوبة بيد الساسة ووقود نيران حروب ونزاعات المنطقة وجسر يمر عليه كل من يريد تحقيق اهدافه الخاصة في الشرق الاوسط وحتى على مستوى العالم .
وبدأت النزاعات ... وقلنا في دواخلنا هذه فترة مخاض ولابد للولادة الجديدة ان ترى النور عما قريب ... وجاءت فترة مجلس الحكم وانتهت بكل سلبياتها ووضعنا اكفنا على وجوهنا حتى لانجهر بما يحسسنا بمرارة المحتل .. وجاءت الانتخابات الاولى التي أبشرنا بها خيراً ونهضنا جميعنا فرحين من حيث تكريم الفرد العراقي وحاله حال اي فرد في الدول المتقدمة ينتخب ويصوت ويختار من يحكمه لا ثورة ولا انقلاب ولاهم يحزنون .
ومثّل كثير من اطياف الشعب في مجلس النواب الذي كنّا نتأمل به خيراً رغم التغييب النسبي لبعض الفئات , وانتظرنا نحلم بأكثار هذه النسبة اوتلك لحين اكمال دخول كافة الاطياف من هذا العشب من غير فقد لحقوق الغير في الانتخابات القادمة وهكذا ...
وكأنه قدر الفرد العراقي ان يبقى يحلم ويحلم ولاشئ واقعي ملموس وحتى وان كان فهو صورة وواجهة لااكثر ولااقل , لاتلبي مطالب هذا الشعب بكل مكوناته .
وجاءت الانتخابات الثانية وبدأت التحالفات بالقوائم وتكوين الائتلافات وغيرها وظهرت الحروب السياسية بين هذه القائمة وتلك وبقى الشعب بين حانه ومانه ,وكثرت الميليشيات هنا وهناك وفتحت صفحة حرب الابادة للشعب من كل طرف والقتل على الهوية , فالعراق كله يقتل لانه عراق والعراقي يقتل لانه عراقي لا لانه سني او شيعي كردي او عربي مسلم او مسيحي وفتحت صفحات التهجير القسري واصبح العراقيون مهجرون بالداخل والخارج ..
ونحن نتسلسل بالاحداث والضحية هو العراقي , واليوم تهمش او تعدم طائفة من وجودية العراق ومن خارطة العراق ومن تكوين العراق , وهم المسيحيون فلا صوت لهم ولاتمثيل برلماني ولاشئ يذكر , حيث استمرت الحرب عليهم مع سقوط النظام السابق والى يومنا هذا من حرق وتفجير أماكن عبادتهم وكنائسهم وقتل وخطف رجال دينهم الى ان ادى بهم الحال بالخروج افواجاً وعوائل نازحة من الظلم والبطش الذي اصابهم او الحقد الدفين على هذا المعتقد او على هذا العرق الذي يعتبر النواة الاولى للعراق منذ تكوينه فهم اصل العراق القديم منهم الآشوريون والبابليون وهم جزء لا تجزأ من العراق تأريخاً وحضارة ..... فمن المسؤول عن كل هذا ؟ الدولة ام ما وراء الدولة ؟ .. هل ينون تفعيل دولة صفوية جديدة ها هنا ؟ ام انهم يثأرون لساسانيتهم المهزومة ام يعيدون سقوط بابل مرةً اخرى ؟؟
واين الدولة التي انتخبت ومثلت من اطياف المجتمع , واين الاصوات الوطنية التي تدعوا للمساواة والعدل واين الاسلام من هذا كله ؟
اين الحزب الشيوعي , هذا الحزب الذي ناظل من اجل الانسان واحترم الانسان وهزم الطواغيت والاديولوجيات باقلامه وافكاره اين هو من مساواة البشر وحرية الفكر والمعتقد , واين هم ابطاله اللذين واجهوا الموت بصدور رحبه وهم يضحكون على الموت وعلى القدر المحتوم ... اين هذه الصدور واين تلك الرؤوس من كل مايجري ؟؟اين صوتهم اين هم من كل الذي يجري على العراق ..
اين الاحزاب الوطنية بل اين هو العالم المتحرر الذي يؤمن بالانسانية واحترام الانسان وقدسية هذا الكائن
اين منظمات المجتمع المدني
اين الاحرار بالعراق والعالم

؟؟؟؟؟

اليوم يهمش المسيحيون وغداً ياترى من سيهمش من هذا الشعب
ام كل الشعب العراقي سوف يهمش ؟؟



#مثنى_الشلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصور الحضارية التي مر بها العراق (من عصور ماقبل التأريخ ال ...
- نحن قادمون
- بابل حبيبتي
- معنى كلمة العرب وتأريخها
- حبيبة الشمس
- الفكر الأشتراكي عند أبو ذر الغفاري
- أسطورة الطوفان البابلية
- نبذة عن آداب وادي الرافدين القديم
- سرجون الأكدي (سرجون العظيم )
- توراة بابل وآشور وليست توراة اليهود
- الزواج المقدس عند السومريين
- مهر النساء هل هو وسيلة لحفظ كرامة المرأة ام العكس
- الشعراء الصعاليك


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مثنى الشلال - المسيحيون الآن وماذا بعد