إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 2417 - 2008 / 9 / 27 - 08:11
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
وقعت بيد عابثة، نسخ من المراسلات السرية مصاغة من طرف سفير المغرب بالديار الفرنسية، يطالب فيها القناصلة العامين المغاربة الانخراط بقوة وحيوية في حملة لإقناع البرلمانيين الفرنسيين لدعم الأطروحة المغربية بخصوص حلحلة ملف الصحراء، وخلق أجواء عامة لصالح المغرب عموما، علما أن جبهة البوليساريو ركزت على فرنسا وتمكنت من كسب جزء من فعاليات مجتمعها المدني، وهذا ما لم تكن دبلوماسيتنا توليه الأهمية التي يستوجبها الموقف والظرف، لدرجة لاحظ معها الكثيرون أن المغرب كاد يخسر المعركة في ميدان التأثير على المجتمع المدني الفرنسي ضد "البوليساريو".
وعندما عزم القائمون على أمور دبلوماسيتنا التصدي لهذا النقص والاهتمام بدفع الفرنسيين لدعم الموقف المغربي، أُعطيت الأسبقية للمجتمع السياسي الفرنسي، لكن في أول خطوة انكشفت الخطة بسقوط مراسلات دبلوماسية سرية بأيد لا علاقة لها بالقطاع إطلاقا، وهذا أمر قد يبدو عاديا في نظر البعض في بلد كفرنسا، لكنه في الواقع يعتبر أمرا خطيرا، إذ كيف لمراسلات دبلوماسية سرية، بين سفير وقناصلة بنفس البلد، أن تتسرب وان الأمر يتعلق ربما بجزء من خطة عمل أو ربما قسط من إستراتيجية في طور التطبيق؟
وبعد أن اطلعت الجهة المحظوظة على خبايا "مطبخنا الدبلوماسي" بفرنسا، تتبعت عن قرب نتيجة الحملة التي أطلقتها السفارة المغربية بباريس في المجتمع الفرنسي ولاحظت أنه منذ الأسبوع الأول تمكنت الدبلوماسية المغربية من إقناع برلمانيين اثنين من تيار "الوسط".
ربما تكون بداية جيدة جدا مقارنة بما كانت تحققه دبلوماسيتنا في هذا المجال سابقا، لكن أن تتسرب مراسلات سرية تتعلق بخطة عمل وتاكتيك لخدمة القضية الأولى بالمغرب حاليا (الصحراء)، فهذا أمر "يضرب في الصفر"، كما يقال، كل النتائج ويجعلنا "نعيد الحساب من الأول"، وهذا نهج لا يستقيم في المجال الدبلوماسي الذي تعتبر "السرية" من الأسس التي يقوم عليها، وقد قيل إن "الدبلوماسي المحنك والناجح يكاد يكون شخصا مجبولا على السرية".
وهنا تكمن، مبدئيا خطورة سقوط مراسلات سرية بين سفير وقناصلة بين أيدي عابثة قد تهدم ما تم بناؤه في لحظة.
نأمل، بل نتمنى أن يكون هذا التسرب مجرد حادثة عابرة لن تتكرر في المستقبل وليس اختراقا للسفارة.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟