أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - أمل استقبال -حلالة- لمحمد السادس يجهض من جديد















المزيد.....


أمل استقبال -حلالة- لمحمد السادس يجهض من جديد


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2403 - 2008 / 9 / 13 - 02:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ولد حلالة/فضاءالحوار

في وقت طال فيه انتظار أبناء القنيطرة زيارة الملك محمد السادس التي أُرْجِئَت أكثر من مرة هاهي الزيارة الأخيرة أجلت إلى أجل غير محدد.
من النادر جداً أن ينطبق استمرار غبن ساكنة إحدى المدن المغربية من جراء إجهاض زيارة الملك لها. هذا باعتبار أن هذه الزيارة تأتي بكل خير وتدفع القائمين على الأمور المحليين إلى نفض غبار التكاسل واللامبالاة والإهتمام بالمصالح الضيقة والإستهتار والمتاجرة بمصالح المواطنين ومستقبل المنطقة وحاضرها... هذا ما يحدث حالياً، بالتمام والكمال، مع قصة الزيارة الملكية لمدينة القنيطرة التي انتظرها أبناء حلالة منذ زمن بعيد، مند أن قيل أن محمد السادس يحكم المغرب على "صهوة" سيارته من كثرة تنقلاته لمعاينة أحوال البلاد والعباد شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً.

انتظر أبناء حلالة وطال انتظارهم
لقد بدأ نوع من الغبن يمتلك ساكنة القنيطرة بفعل طول انتظارهم للزيارة الملكية التي أجهضت علماً أنه تم الإعلان عنها.
إن ساكنة "حلالة" ينتظرون على أحر من الجمر زيارة محمد السادس ولو زيارة مفاجئة غير معلنة لزعزعة ركود القائمين على أمورها وإخراجهم من وضع اللامبالاة بخصوص ما تعانيه المدينة من إهمال وسوء التدبير في مختلف الميادين والمجالات وهذا، باعتبار أن كل زيارة ملكية لا مناص وأن تأتي بالخير وأضعف الإيمان الكشف عن المستور، رغم أن القائمين على الأمور المحليين يجتهدون اجتهاداً غير مسبوق لجعل الصورة وردية مؤقتاً، ولو تطلب منهم الأمر القيام بقدر من المجهود والمثابرة يفوق بكثير جداً مايبدلونه على امتداد السنة، بل على امتداد مشوارهم الوظيفي،ورغم أن جزءاً مهماً من مجهودهم هذا يذهب سدى، إذ سرعان ما لا يبقى له أثر يذكر بعد الزيارة على غرار غرس الأشجار الناطحة بطولها وعرضها والتي تسقط في اليوم الموالي بعدمرور الموكب الملكي.

من النتائج الإيجابية
كل زيارة ملكية لإحدى المدن لابدوأن تأتي بخير، لكن ماذا هيأ القائمون على أمور القنيطرة من مشاريع وإنجازات حتى تكون الزيارة الملكية في المستوى المطلوب؟
إن المقتضي في واقع الحال لا يقوى على وضع أصبعه على مشروع أو إنجاز واحد سيقوم الملك بتدشينه بالمدينة، حتى المشروع "الميكروسكوبي" الذي لا يكاد يبين (دار الشباب) يذكرنا بنهج الإهمال واللامبالاة للقائمين على أمورنا المحليين في التعاطي مع التدبير اليومي، مادام لم يتم التفكير في ترميم بنايات دار الشباب المتآكلة والموروثة عن الإستعمار الفرنسي إلا بعدمأساة إنسانية حصدت أرواح ضحايا أطفال أبرياء.
أبناء "حلالة"ينتظرون الزيارة الملكية رغم أنهم يعلمون، علم اليقين أن أقصى ما سيقوم به المسؤولون المحليون هو "روتوشات التجميل" آخر ساعة، وربما يمكن أن نعاين القيام ببعض الأشغال ستحطم الأرقام القياسية من حيث مدة الإنجاز، كترميم سطحي للشوارع في 48 ساعة، وإعادة ترميم خاطف لواجهات الإدارات وبعض البنايات والمنشآت العمومية بين يوم وليلة.
لذا فإن بعض سكان القنيطرة أضحوا الآن يتمنون زيارة ملكية مفاجئة وغير معلنة حتى يعاين الملك ما تعانيه المدينة وساكنتها من مشاكل وركوض مميت وقلق للغاية، كأنها خارج دائرة التنمية الوطنية. ولذلك فإن سكان "حلالة" ينتظرون زيارة ملكية، ليس لمعاينة تدشينات والكشف عن إنجازات أو الإعلان عن برامج، وإنما ينتظرون معاينة محمد السادس لواقع الحال، وهو واقع يخفيه عليه القائمون على أمورها.

أين هي الولاية من كل هذا؟
رغم أنه على مدى سنوات العهد الجديد، ظلت الزيارات الملكية تشكل مبعث قلق كبير بالنسبة للولاة والعمال، إلا أنه يبدو أن القائمين على أمور القنيطرة ومنطقتها لا تنطبق عليهم هذه القاعدة مادام أنهم لم يعملوا على إعداد برامج وإنجازات في مستوى تفعيل زيارة الملك محمد السادس للقنيطرة التي تُعتبر الآن من المناطق القليلة التي لم يزرها، وهذا أمر أضحى يقلق الكثيرين، وقد ذهب البعض إلى الإعتقاد الراسخ أن القائمين على أمور القنيطرة لا يرغبون في هذه الزيارة ويعملون على إرجائها في كل مرة لأن "في كرشهم العجينة" كما يقال. فهل الإقرار بزيارة ملكية للقنيطرة يستوجب تغيير هؤلاء؟ أم أن هناك أسباب غير معلنة تكمن وراء تأجيلها كلما تم الإعلان عنها؟ أم أن الملك محمد السادس غير راغب في زيارتها؟.

الإجراءات القبلية للزيارة الملكية
لاشك أن مدينة القنيطرة، اعتباراً لوضعها المزري الحالي، ستستفيدكثيراً، أكثر من غيرها من المدن، منذ الإجراءات القبلية الأولى نظراً للتهميش والإهمال اللذان طالاها بفعل سوء التدبير. علماً أن تلك الإجراءات تبدأ بالتنسيق بين مختلف المصالح الأمنية ومصالح إدارة التراب الوطني من أجل تقييم ومعاينة البنية التحتية الطرقية، خصوصاً الطرق والشوارع في حالة جيدة أو تستوجب الترميم؟ وماهي النقط السوداء في الشبكة؟ وهذا أمر ستستفيذ منه القنيطرة وساكنتها باعتبار الوضعية بهذا الخصوص غير مرضية.

كما تهم الإجراءات القبلية بحالة الإنارة العمومية ونقط ضعفها، وهذا أمر سيكشف المستور ومعاناة الساكنة في هذا المضمار، ونفس الشيء بالنسبة لعلامات المرور ومسالك الراجلين وخطوط الطريق. وما هذه الأمثلة إلا من قبيل الإستئناس بالمشاكل اليومية الصغرى فما بالك بالقضايا الكبرى.
أمامن الناحية الأمنية الصرفة، ستفيد القنيطرة كثيراً، إذ تقوم المصالح الأمنية بحملات تطهيرية (المتسكعين، المشردين، المشبوه فيهم، العاهرات، وتركز هذه الحملات على الفضاءات التي تعتبر بمثابة "مشاتل" الجريمة والإنحراف. وتقوم الإستعلامات العامة بجمع كل الأخبار وما يقال وكيف يستعد القنيطريون للزيارة الملكية ودرجة غيظهم أوقلقهم أو غضبهم ومواقف الفعاليات السياسية المحلية وردود فعل التيارات المتطرفة وأماكن تواجدها، وهذا أمر يساهم في تفاقم وثيرة الإجرام والإنحراف لمدة.


الوظيفة الإعلامية والسياسية والإجتماعية للزيارة الملكية
إذا كانت الزيارة الملكية "نقمة" على القائمين على الأمور غير النزيهين والمتخاملين اللامبالين، فإنها نعمة على المدينة والساكنة، وذلك لأن لها وظيفة إعلامية وسياسية واجتماعية واقتصادية.
ينتظر القنيطريون بفارغ صبر الزيارة الملكية لأنها تحمل حلول المشاكل المستعصية. وإن لم تحلها فإنها تكشفها وتعريها، وبالتالي تحريك الآليات المحلية للإهتمام بها، وهذا يعد نصراً كبيراً لساكنة القنيطرة الذين طال انتظارهم وتعددت معاناتهم مع القائمين المحليين على أمورهم.


هل الزيارة الملكية كافية لحل المشاكل؟
لا يمكن القول بذلك، إلا أن الزيارة الملكية تساهم في إعادة ترسيخ أن القنيطرة تقع داخل دائرة التنمية وليس على هامشها كما يعتقد الكثيرون من ساكنتها حالياً بفعل نمط ونهج التدبير المعتمد من طرف، المسؤولين المحليين. هذا سيما وأن محمد السادس يكشف بنفسه واقع الحال ويقارنه مع ما يقدمه الوالي والعامل والمسؤولين المحليين، ويتأكد هذا الأمر أكثر إذا علمنا أن محمد السادس دأب على القيام، بجولات متنكراً في مناطق يخفيها القائمون على الأمور المحليون على الأنظار خصوصاً منهم المسؤولين المنشغلين.
بالإهتمام بمصالحهم واللامبالين بأحوال البلادوالعباد. وتأمل ساكنة القنيطرة كثيراً في الزيارة الملكية لتعويض جملة من النواقص التي تحياها المدينة حالياً،سيما في المجال الإقتصادي والصناعي والمعماري، فهذه الزيارة ستلفت اهتمام رجال السلطة وستخرجهم من سباتهم العميق الذي حكم على المدينة بالتهميش "المستدام" بعد أن كانت مدينة رائدة في الصناعة والفلاحة والتجارة والثقافة.

وتتأكد أهمية زيارة محمد السادس للقنيطرة باعتبار أن زيارته، ذات مضمون تنفيذي لكثير من المشاريع وهي ذات طابع اقتصادي تنموي اجتماعي بالأساس.

ولد حلالة

استطلاع لبعض آراء ساكنة القنيطرة على هامش الزيارة الملكية المؤجلة


وسط أنين أشجار الموز والبرتقال والنخيل الذي تم اجتثاته من موطنه مؤخراً لتزيين النقط التي سيمر منها الملك محمد السادس نصره الله، صرح جل القنيطريين الذين استجوبتهم فضاء الحوار مساء السبت 30 غشت 2008 حول الزيارة الملكية التي راج أنها ستكون صبيحة نفس اليوم، بل سُربت معلومات حول بعض تفاصيلها، مثل التدشين الذي كان سيقوم به الملك محمد السادس لدار الشباب رحال المسكيني...! ثم انتقاله إلى سيدي الطيبي... ولكنها لم تتم، بأجوبة تمحورت حول قراءات متعددة لهذا الأمر... ندرج بعضها في هذا المقام:

* ارتسامات بعض رجال التعليم:
مجموعة من المستجوبين معظمهم من الوسط التعليمي صرحوا بكل وضوح أنهم تتبعوا كل الزيارات التي قام بها محمد السادس لمختلف مناطق المملكة والتي كانت مقرونة بإبراز مشاريع كبرى ومعاينة علامات المسيرة التنموية وفي حالات أخرى كانت تلك الزيارات تسعى إلى كشف النواقص والإهمال وقصور القائمين على الأمور، وغالب الضن أن هذا النوع من الزيارة الكاشفة لفضائح البعض هوالذي ترغب فيه ساكنة حلالة. مثل ما وقع في مدينة خنيفرة (أنفكو)

* ارتسامات رجل الشارع:
معظم المواطنين البسطاء الذين استوقفناهم قصد الإدلاء برأيهم حول الزيارة التي لم تتم، أكدوا أنهم ينتظرون الزيارة الملكية على أحر من الجمر ويعلقون عليها كل آمالهم في مختلف المجالات. وينتظرون كذلك أن يتم حفظ كرامة العديد منهم وإرجاع حقوقهم المهضومة من طرف العديد من سماسرة العقار وتجار المبادئ الجدد ومنعدمي الضمير.

* رأي بعض الطلبة الجامعيين:
أجمع مجموعة من طلبة جامعة ابن طفيل على كون الزيارة الملكية المؤجلة قد تكون لأسباب أمنية غير معلنة،والبعض منهم ذهب إلى إمكانية كون القضية مرتبطة بعدم رغبة القائمين على الأمور سواء المعينين منهم أو المنتخبين في مجيء الملك، لأن القنيطرة ونواحيها أصبحت ينطبق عليها مدلول المقولة الدارجة: "فين ماضربتي لقرع يسيل دمو" إذ هناك فضائح في كل المجالات والميادين.

* رأي بعض النساء الحلاليات:
نحن وأبناءنا ننتظر زيارة ملكنا للقنيطرة حتى تدخل في ركب التنمية، وتنمحي عنها الصورة المعروفة عنها حالياً والمتجلية في الفضائح وسوء التدبير والتسيير ومكوثها خارج مسار التنمية الشاملة حتى تخرج من عنق الزجاجة.

* رأي مجازة في الشريعة معطلة (45سنة):
أنا ضحية السياسة التعليمية ببلادنا، وأرجو من هذه الزيارة أن يصدر جلالته أوامره لإدماجنا في سوق الشغل وذلك بتمويل المقاولات الصغيرة وتفعيل برنامج مقاولتي الذي أصبح حبراً على ورق. وأمل كل المعطلات والمعطلين في عاهل البلاد كبير.

* رأي رياضي:
مدينة القنيطرة وأحوازها تقارب ساكنتها المليون نسمة ولاتتوفر على قاعة مغطاة ولا أطر لتأطير الشباب الضائع والمرافق القليلة الموجودة متآكلة لأنها من موروث الإستعمار ولم يدخلو عليها أي تحسينات، والقاعة المغطاة الموجودة حالياً لا يتوفر فيها أدنى شرط لممارسة الرياضة وضبط الأمن، وأملنا في الزيارة الملكية أن تعطي الإنطلاقة للتنمية الرياضية بمنطقتنا.

* رأي مهندس معماري:
بمناسبة الزيارة الملكية الأولى لمدينة القنيطرة نتمنى أن يوضع حد لتفريخ أحياء عملاقة بدون تهيئة اجتماعية وبدون بنيات رياضية حتى لا تتطور الأمور "لا قدّر الله" إلى انفجارات وانفلاتات أمنية بهذه الأحياء، لأن التقليل من هذه الأحياء سيقلص من الجريمة التي أصبحت مستفحلة بالقنيطرة، وأظن أن هذه المسألة من ضمن الأمور التي أجلت الزيارة الملكية.

* رأي تلميذ (سنة ثالثة باكالوريا)
إن الملك محمد السادس نصره الله سيأتي إلى القنيطرة يوم عاشر شتنبر الحالي... ونتمنى أن يزور بعض المؤسسات التعليمية العمومية ليرى الحالة المزرية التي أصبحت عليها فلا مرافق صحية ولا مختبرات للتجارب والدروس التطبيقية ولا تجهيزات ولا هم يحزنون وأنا مرتاح للإشارة التي جاءت في خطاب جلالته بمناسبة ذكرى 20 غشت الأخيرة، والتي ألح فيها على ضرورة إنجاح الخطة الإستعجالية... ابتداء من الدخول المدرسي للسنة الدراسية الحالية. ولكن على المعنيين بالأمر أن يكونوا في مستوى مايرمي إليه صاحب الجلالة وإلا فإن بلادنا ستبقى دائماً في مؤخرة الترتيب الدولي في ما يخص التعليم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

الزيارات الملكية لمنطقة حلالة عبر التاريخ


حظيت منطقة الغرب بزيارات السلاطين العلويين لمرات عديدة أكثر مما يسجله التاريخ لباقي المناطق المغربية... وأعطوا الإنطلاقة لمشاريع عديدة غيرت ملامح حلالة وعصرنت العديدمن المرافق بها... بل هناك حقائق عديدة ينبغي تسليط الضوء عليها حتى يطلع الغرباويون على حقيقة تاريخ منطقتهم الذي مر عليه المؤرخون مرور الكرام... بل مرروا مغالطات كثيرة عبر كتاباتهم مثل محاولة ترسيخهم لفكرة نسب ميناء القنيطرة إلى الماريشال ليوطي الذي حملت المدينة إسمه طيلة سنوات خلت، في حين يعود إنشاء هذا الميناء إلى السلطان مولاي يوسف الذي أحاط منطقة الغرب برعاية واهتمام بالغين ليتم بعده المغفور له محمد الخامس وابنه المرحوم الحسن الثاني وحفيده جلالة الملك محمد السادس مسار التشييد والبناء فيما بعد. ولتقريب القارئ الكريم من هذه المحطات المتوهجة في تاريخ الزيارات الملكية لمنطقة الغرب قمنا بزيارة أحد أبناء حلالة الذي عاصر ثلاثة أجيال وأجرينا معه الدردشة التالية:

* ماهي أول زيارة ملكية لازالت تحتفظ بها ذاكرتكم؟
بالنسبة للسلطان محمد الخامس طيب الله ثراه يمكنني أن أقول لكم أنه دائم الحضور بين ساكنة حلالة وكان بوسع أي مواطن عادي أن يلتقي به بشوارع وأحياء مدينة القنيطرة. أو أن يجالسه في المقهى التي كان يفضلها والتي كانت تسمى مقهى "أبوليس “Apolis الملكي أو روايال حالياً بل لازال يذكر العديد من أبناء القنيطرة أن المغفور له محمد الخامس كانت طلعته البهية تزين شوارع القنيطرة مرات عديدة خلال الأسبوع الواحد. علماً أنه قام بزيارة للسجن المركزي بالقنيطرة بعد رجوعه من المنفى لإطلاق سراح المقاومين والوطنيين الذين كانوا رهن الإعتقال، وقد أقيم نصب تذكاري في إحدى ساحات السجن (حي أ) تخليداً لهذا الحدث الكبير إلا أن الزيارة التاريخية التي لازالت عالقة بدهني هي تلك التي قام بها رحمه الله غداة الإستقلال إلى منطقة حلالة رفقة الرئيس التونسي الحبيبب بورقيبة وأشرف خلالها على انطلاق عمليات الحرث وتوزيع الأراضي الفلاحية على صغار الفلاحين وبعض المقاومين، وتدشين ووضع الحجر الأساس لمشاريع اجتماعية واقتصادية كبيرة بالمنطقة والرائع خلال تلك الزيارات التي كان يقوم بها رمز التحرير والإنعتاق هو تفقده الشخصي لأحوال كل البيوت والأكواخ
التي كان يمر بها... واستفساره عن أحوال الأيتام والأرامل والمنكوبين. ولازلت أذكر كيف كان السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه وولي عهده أمير الأطلس آنذاك الحسن الثاني رحمه الله يتابعان أطوار المباراة التاريخية بين النادي القنيطري والوداد البيضاوي والتي أقيمت تضامنا مع منكوبي حريق الأحياء الصفيحية، الذي وقع في يوليوز 1946 والذي كان حريقاً مفتعلاً من طرف الفرنسيين.
الأروع في هذا العمل الإنساني الذي أشرف عليه المغفور له محمد الخامس هو ترحيبه بفكرة الترأس الفعلي للجنة الدعم للمنكوبين وتحت إشراف إبنه المرحوم الحسن الثاني -أمير آنذاك- كما تفرغ بعد ذلك لتكوين مجلس إداري لدار الطالب ونصب الصديق المكينسي كرئيس لهذا المجلس رغم معارضة رئيس الناحية HUSSON.

* ماذا كان حظ منطقة الغرب من زيارات الحسن الثاني؟
مالايعرفه العديد من المغاربة هو أن الحسن الثاني رحمه الله صاحب سياسة السدود التي يروم بها سقي المليون هكتار، كان منطلق مشروعه هذا من منطقة حلالة التي أعطى فيها والده إنطلاقة عملية التويزة في المجال الفلاحي والتي كانت نتائجها جد هامة وعادت بنتائج باهرة على جميع فلاحي منطقة الغرب. ويرجع الفضل إلى الحسن الثاني رحمه الله في تطوير الفلاحة بمنطقة حلالة، إذ بمبادرة منه خرجت فكرة مشروع حوض سبو للوجود، الشيء الذي طور الطرق الزراعية بالغرب، حيث عمت المكننة وانتشرت معامل السكر التي وفرت العديد من فرص الشغل وسعت إلى توفير الأمن الغذائي، حيث كانت الإنطلاقة بمعمل "سونابل “Sunabel، كما ازدهرت مشاريع
الري حيث استفاد الغرب مما يقارب50%. واستفاد الفلاحون من الإرشادات الفلاحية وأصبحوا يستعملون لأول مرة تقنية الري الحديث ليحافظوا على الفرشة المائية بالغرب والتي تعتبر أهم خزان مائي بالمغرب.
وتعتبر الزيارة الميمونة التي قام بها الحسن الثاني لمدينة القنيطرة خلال ولاية الكراوي فاتحة خير للتنمية الإقتصادية في المنطقة حيث قال: "لا نتنمية في المغرب إذا لم تنطلق من الغرب... لأنها منطقة عذراء".

* ماذا تنتظر ساكنة حلالة من زيارة الملك محمد السادس ؟
أول ما نتمناه هو أن يُصدر جلالته الأمر بإنشاء ميناء في مستوى المدينة... لأن، النمو الديموغرافي السريع الذي تعرفه المنطقة لا يواكبه النمو الإقتصادي، ثم إن الله وهبنا نهراً وشاطئاً وأرضاً خصبة... ولا ينقصنا إلا التفاتة جلالته لكي تنطلق عجلة التنمية... ثم إننا نتمنى من جلالته أن يعطي الإنطلاقة لإنشاء وحدات صناعية لتصنيع منتوجاتنا الفلاحية محلياً عوض أن تكون عرضة لمضاربة السماسرة.
ننتظر من جلالته كذلك إصدار أوامره للحفاظ على الأراضي الفلاحية قبل أن يكتسح الإسمنت كل مناطقنا الفلاحية المتبقية.
ننتظر من الملك محمد السادس أيضاً أن يضع حداً لتصرفات بعض الأبناك التي لا تساير السياسة الملكية ولا ترغب في الركوب في قطار التنمية، مما يجعلها مؤسسات غير مواطنة، خاصة إذا علمنا أن موارد هذه الأبناك تُستغل في مناطق منتعشة اقتصادياً على حساب مناطق أخرى مهمشة.

* راج مؤخراً أن الملك محمد السادس نصره الله سيزور القنيطرة يوم السبت 30 غشت 2008 فما تعليقكم على ذلك؟
يقول المثل الدارج "فوقاش ما جا الخير ينفع" ثم إن ساكنة القنيطرة تنتظر الزيارة المولوية بلهفة كبيرة، لأن هذه الزيارة ستكون بمثابة إقلاع اقتصادي للمنطقة، وستكون مهمازاً لبعض رجال السلطة الذين غرقوا في سباتهم العميق تاركين المنطقة لمصير مجهول، والآية الكريمة تقول: "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"... وحلول طلعته -نصره الله بين ظهرانينا ستكون بمثابة قسم بيننا وبين العرش وتجديداً للبيعة كما بايعه آباؤنا وأجدادنا. وتذكير لذوي الضمائر الميتة في هذه المنطقة التي يعرف فيها الإقتصاد خمولاً كبيراً.
ننتظر من الزيارة الملكية أن تجعل حداً لإغتصاب الأراضي الفلاحية وأراضي الجموع والغابة التي تعتبر موروثاً طبيعياً وهي المتنفس الوحيد للعديد من المدن المغربية، لأن تخريب المجال الطبيعي يعتبر تخريباً للإنسان وباقي الكائنات الحية بالمنطقة.

* أنت كمقاوم وباحث في تراث حلالة ماذا تنتظر من جلالته؟.
كل ما أنتظره من جلالته هو زيارة للمنطقة المحبوبة لدى والده وأجداده تغمدهم الله بواسع رحمته والوقوف على حاجيات أبناء حلالة. وأغتنم هذه الفرصة بصفتي مقاوماً لأجدد تشكراتي لجلالته على الإلتفاتة المولوية الكريمة والإنسانية والمتمثلة في التغطية الصحية لرجال المقاومة وجيش التحرير التي انتظرناها منذ أكثر من 50 سنة.
كما نتمنى من جلالته أن يعيد الرونق والتألق لهذه المنطقة كما كانت في عهد جده وأبيه رحمهما الله، وألا يتركها للعابثين والإنتهازيين ومنعدمي الضمير ليعيثوا فيها فساداً.
حاوره: عمار الغشوة



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظومة المنظومة الإعلام و تنوع المجتمع
- صناديق الملوك الثلاثة
- -الكراسي- مصيبتنا
- هل حان الوقت لمحاكمة حميدو لعنيكري؟
- حوار مع عبد الرحمان بن عمرو/ فاعل سياسي وحقوقي
- حوار مع علي فقير/ فاعل سياسي
- حوار مع محمد مسكاوي/ الهيئة الوطنية لحماية المال العام – الس ...
- إعادة -انبعاث- لعنيكري من الرماد
- حوار مع عبد الرحيم مهتاد/ لجنة النصير لمساندة المعتقلين الإس ...
- نحيا بالأكذوبات
- هل صدق فؤاد عالي الهمة حين قال : - أنا لا أخشى المساءلة ومست ...
- -التَّسَوُّلقْرَاطِيَّةُ-
- إجهاض دعوى ضد البوليساريو ودعم أخرى لفائدتها
- كان الهدف هو إرهاب سكان سيدي إفني
- السكن الاجتماعي بين هاجس الربح السريع وهاجس تحسين الأوضاع
- صورة -المغرب السعيد- ليست على ما يرام
- إعلامي كافح بالبندقية والقلم
- جنرالات الجزائري متخوفون من مطالبة المغرب بصحرائه الشرقية
- مؤسسة إدريس بنزكري لحقوق الإنسان والديمقراطية
- -الحر اللبيب بنصف غمزة تايعيق-


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - أمل استقبال -حلالة- لمحمد السادس يجهض من جديد