أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد آل سلمان - قصتان قصيرتان جدا-














المزيد.....

قصتان قصيرتان جدا-


احمد آل سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 2407 - 2008 / 9 / 17 - 03:41
المحور: الادب والفن
    



هجرة الطيور
ـــــــ ـــــ
دأبَ احد الأصدقاء على زيارتِنا بشكل شبه يومي وكله أمل بأن يستقر في وطنهَ بعد ان هُجرَ عنوة من بلدٍ عاش فيه وترعرع في مرحلة طفولته وصباه ولكن الهوس الدكتاتوري المقيت / قسى على شعبهٍ مما اجبرهُ على الرجوع الى وطنه الأم ..كريم ذلك الشاب الذي افرغ من جعبته وبشكل يلفت الاسماع من جرائم التهجير/التنكيل / التحقير / أوهام المتلبسين بجبة الدين . فتح فاه ليخبرنا بشيء لم يألفه سابقا"..
أخواني أي (زواج هذا وأي عرس) , بهذا الاستغراب والانفعال الجامح بدأ كريم يسرد ما جال برأسه والدهشة تملأ عينية .. دعيت الى وليمة لا اعرف ماهي المناسبة سوى ان ذلك الرجل الكبير السن عرفته من خلال اخي البكر الذي يعمل معه في محل للتصوير. الحاج مصور.. له عائلة وابناء وأحفاد ,تتوسم على جبهته معاني الزهد / الاستغفار / السكون الروحي / الوقار .. حاج متعهد في قيادة الحجاج في كل موسم عمره لايتجاوز السبعين تراه وكأن عمره الثلاثين في تعامله مع الآخرين / فتوي/ طفولي / هادىء / سمح / يتراخى أحيانا" في كلامهِ / وأحيانا يمشي بغنجِ النساء..
حضر الى ( فلته ) الواسعة التي تنتشرفيها أشجار النخيل وفي وسطِها نافورة تنثرُ الماءَ حسب قوة الضغط الموجه لها من ماكنةٍ مطلةٍ على ضفة النهرِ. حضرَ مجموعةٌ من أصدقائِه بعضهم لم يظهر شعر لحاهم وهم يدخلون باحة مزينة جدرانها بأنواع من الزخارف الأسلامية /المغربية . بعد سويعات من السجالات والنكات الفارغة من الحياء. يدخل رجل يحمل على رأسه وشاحا" ابيض وذقنه يمتلأ بشعيرات تكاد أان تطير في نفخت زفير, يحمل كتيب مغلف بقماش اخضر ثم يجلس على أريكة منفردة . يقترب منه الحاج الوديع ويتمتم بكلمات في أذن المتوشح لم يسمعها القريب منه . يسود صمت ثم يردد آيات من القرآن وبعد ها تمت تهنئته على زواجه من مجهولة السن .. يخرج الحاج الى مكان يعتلي فيه منصات الزواج ليرسم وحشيته المتفوقه , لحظات يتكسر كل الصمت بصرخات لحمامة يحاول قط مفترس ان يقطعَ جناحيها . قفز من مكانه أحس ان هناك رائحة لجريمةٍ في بدايةِ التنفيذ , لايعرف ماذا يحدث خلف الباب الموصدة لكن عنفوان الغيرة / الرجولة / الشهامة جعلته ينسى عنوان الخوف و ان يخترق الصوت المعجون بالتوسلات . لم تمنع توسلاتها / نشيجها/ دموعها / التي انهمرت على خديها المتوردتين من ضربها بحجارة / عكازته على سيقانها العارية لكي تفتحها ليدخل حربته التي يريد ان يجربها خوف من الصدأ . صبية لا يتجاوز عمرها اثني عشر ربيعا" تتشبث بجسدها او أي شيء يخلصها من ذئب جائع .. لماذا يا حاج ؟ انهارت كل الصور الخفية /المبطنة امام عيني كريم , توقف عن الضرب بعد ان مسكه من معصمه الذي يضع حوله مسبحته السوداء . يصرخ بهياج سوف أطردكم من البيت انت واهلك يا ..يا.. يا... استمر بأطلاق كلمات سوقية موجهة الى والديها وهي مضطجعة على سرير خصصها لتحقيق غزواته / فتوحاته التي اصابها الكساد من زوجته التي نست اوتناست ان معاركه لم تنتهي في حقل الجنس المتبادل .. تقدمت الفتاة المنهارة اما م المنقذ القادم وهي تطلب منه ان يستردها الى والديها .. سار معها الى سقيفة كان هناك ثمة عجوزان هم الذين تم الاتفاق على هذا العقد الدموي كي يبقوا في هذه( الفلة ) بدلا" من الأهوار التي هجروها خلفهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بائع الطيور
قضى عمره في جني وبيع الحمام في محلة تقع وسط المدينة , عقدته أن دارَ العدالةُ لا تأخذ بشهادتِه كونه ( مطيرجي ) . في احد الأيام الربيعية جاءوه شخص يرتدي بدلة يوحي انه في مركز مهم في الحكومة, يرافقه ابنه الذي لم يتجاوز عمره الثمان سنوات ..أراد ان يبتاع لأبنه حمامة يلهو بها في حديقتِهم العامرة بالخضارِ .. سأله
البائع وما عملك فرد بجوابٍ يشوبهُ علامة الاستفهام .اني قاضي ولماذا السوأل ؟ .. اجابه البائع الحمد لله ان بنود القانون قد تغيرت...

احمد آل سلمان
[email protected]
سماوة – العراق




#احمد_آل_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة نثرية
- قصة قصيرة جدا-
- قطعة ادبية
- مرثية الى الفنان المسرحي الراحل د.ناجي كاشي


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد آل سلمان - قصتان قصيرتان جدا-