نجاح العلي
الحوار المتمدن-العدد: 2406 - 2008 / 9 / 16 - 00:37
المحور:
الادارة و الاقتصاد
الكثير من التصريحات والارقام التي تعلنها الوزارات على وسائل الاعلام اغلبها تمر مرور الكرام دون تمحيص ونقد لها.. ومن هذه التصريحات سنقف هنا على تصريح لوزير التجارة السيد عبد الفلاح السوداني الذي قال قبل ايام لوسائل الاعلام ان البطاقة التموينية تكلف الميزانية العراقية خمسة مليارات دولار لعام 2008 ..وبتقسيم المبلغ المذكور على سكان العراق البالغين ثلاثين مليونا تكون حصة الفرد 170 دولارا سنويا..
في حين لو تم حساب ما تسلمه المواطن (مع النقوصات) من مفردات البطاقة التموينية لعام 2008 وفي حال شرائها من السوق التجارية (وبنوعيات جيدة وليس كما يوزعه الوكلاء) لا يكلف سوى 70 دولارا.. أي ان المواطن خسر 100 دولار جراء الفساد الاداري وسوء خزن المواد وعمليات الاحتيال التي يقف وراءها في الغالب وكلاء المواد الغذائية البالغ عددهم اكثر من 36 الفا في عموم العراق فضلا عن تواطؤ بعض الموظفين وخاصة في مخازن وزارة التجارة الذين اثروا بشكل فاحش وما من محاسب ورقيب يرفع شعار (من اين لك هذا؟).. وعند لقائي ببعض موظفي الرقابة المالية في هذه الوزارة قالوا لي بالحرف الواحد ان هناك مافيات متنفذة لا يجرؤ احد على الوقوف بوجهها بل ان بعض هذه المافيات لهم ارتباطات دولية بغسيل الاموال وتوقيع عقود بملايين الدولارات مع شركات دولية مشبوهة.هناك اكثر من اربعة ملايين مهجر داخل وخارج العراق لا يستطيعون تسلم مفردات البطاقة التموينية وتذهب حصصهم الى وكلاء المواد الغذائية الذين يعمد بعضهم الى تخويف المواطنين بالقدوم لتسلم حصصهم بدعوة ان هذا الامر يشكل خطرا على حياتهم بسبب سوء الاوضاع الامنية.ان لا ادعو الى الغاء البطاقة التموينية بالعكس ادعو الى دعمها وتعزيزها بمفردات جديدة خاصة اذا ما علمنا ،وبحسب الجهاز المركزي للاحصاء، ان اكثر من 60% من العراقيين يعتمدون بشكل كبير على البطاقة التموينية.. بل ادعو ان يخير باقي الـ40% بين البدل النقدي وبين تسلم حصصهم مما يحقق الفائدة للطرفين المواطن ووزارة التجارة واعتقد ان هذا الامر لو تم تطبيقه سيحقق فوائد جمة ويقلل من الضغوط التي يفرضها صندوق النقد الدولي.. لانه لاتوجد دولة في العالم تدعم عبر البطاقات التموينية جميع السكان بل ينحصر دعمها للشريحة المتعففة فقط وهذا ما ندعو اليه.
*اعلامي واكاديمي
#نجاح_العلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟