الكوليرا-جديد حكومة المالكي-ودور الاعلام

حسام العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2402 - 2008 / 9 / 12 - 04:34
المحور: الصحافة والاعلام
    

بما ان حكومة السيد المالكي حكومة ديمقراطية ائتلافية اتحادية فيدرالية جديدة وفي عرقنا الحبيب الجديد فانها عودتنا على كل ماهو جديد وعجيب وغريب .
فبعد ان عابت احزاب الحكومة الائتلافية على النظام البائد كونه نظام دكتاتوري غير ديمقراطي اكتشف المواطن العراقي ان تلك الاحزاب بذاتها غير ديمقراطية وقائمة على نظام الخلافة الاسرية .وبعد الضغط الاعلامي الهائل قامت تلك الاحزاب بانتخابات لاتتعدى كونها شكلية استخدم في بعضها الجزرات وفي بعضها الاخر العصي لانتخاب الخليفة المقصود وبديمقراطية متناهية .
وبعد ان عابت نفس الاحزاب على صدام حسين كونه كان يعد ابنائه لاستلام السلطة بعده اكتشف المواطن العراقي ان كل الخلفاء كانوا يعدون ابنائهم لاستلام سلطة الحزب ولربما الدولة العراقية من بعدهم .
وبعد ان عابت تلك الاحزاب على النظام البائد كونه يمتلك سجون سرية يجري فيها ابشع انواع انتهاك حقوق الانسان .كشف الاعلام عن سجون سرية لتلك الاحزاب مماثلة ان لم تكن اسوأ من سجون النظام البائد .وما خفي كان اعظم.
ولا اريد الحديث عن حالات الاختلاس وسرقة المال العام والفساد الاداري والمحسوبية والوساطة والرواتب الخيالية للمسؤلين والوزراء والخ مما كانوا يعيبونه على النظام البائد واتضح فيما بعد انهم يمارسونه وبحرفية شديدة لان كل تلك الاخبار قديمة ويعرفها المواطن العراقي الذي عايشها .
اما جديد حكومة المالكي الائتلافية الديمقراطية الفيدرالية الاتحادية هو انتشار وباء الكوليرا في محافظة بابل .هذا ولم يمض سواء تسعة اشهر على ظهور احد السادة المسؤلين في وزارة الصحة على احدى القنوات الفضائية وهو يعيب على نظام صدام كونه كان يغطي على حالات الكوليرا التي كانت تصيب العراقيين اثناء فترة الحصار وكان يسميها حالات الاسهال الصيفي ليغطي على سوء الخدمات الادارية والصحية المقدمة للمواطن العراقي في ذلك الحين .ليظهر امس احد السادة المسؤلين في نفس الوزارة ليبرر وفاة ثمانية عشر حالة بسبب الكوليرا فيقول ((ان سبب الوفاة حالات اسهال وللاسهال اسباب متعددة وليس كل اسهال يعني كوليرا)).
كان لنظام صدام الاف الاعذار ليعتذر بها في ذلك الوقت وتبدا بالحصار الاقتصادي ولانتتهي عنده, فما هو عذر حكومة السيد المالكي ؟!

#حسام_العبيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل