أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة أوصمان - فيلم -عبور الصحراء- ... مأساة إنسانية بروح فنية














المزيد.....

فيلم -عبور الصحراء- ... مأساة إنسانية بروح فنية


جمعة أوصمان

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 03:37
المحور: الادب والفن
    


هذا الفيلم يعتبر أحد أفلام الطريق أي تلك الأفلام التي تدور معظم مشاهدها على الطرق والتي توفر عادة مساحة درامية مليئة بكافة الاحتمالات , فالمبدأ هو الوصول لعمق قضية ما بروح فني لا يخلو من إبداء الجمال المتكامل وفق رؤية إخراجية كفيلة لردم الهوة التي تفصل بين الإنسان وطموحه ، وحتى نتمكن بالفعل من الغوص في أقصى تجليات العنصر الإنساني يجب الإلمام بأدق التفاصيل المحورية التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال .
إنه الفيلم الذي تدور أحداثه أثناء الغزو الأمريكي للعراق /2003م/ ، ليتكلل ذلك بسقوط النظام السائد وانتشار الفوضى والتوتر في كافة أرجاء البلاد .
" آزاد ورشيد " شاب ورجل من مقاتلي البيشمركة يحملان عدداً من الأواني المليئة بالطعام لتوصيلهما بشاحنة إلى معسكر للمقاتلين الأكراد لكنهما لا يصلان أبداً إلى مقصدهما .
فآزاد فقد شقيقه في حلبجة التي ضربها النظام السابق بالغازات السامة , أما رشيد ففقد ساقه خلال عمليات الأنفال المعروفة ضد العراقيين .
فبينما لا يتكلم آزاد اللغة العربية , لأنه ببساطة لم يتعلمها , انه بهذا يعبر عن جيل جديد عاش معظم سنوات حياته في إطار المناطق الآمنة " شمال العراق " والتي تتمتع بنوع من الحكم الذاتي لتنفصل عن نظام صدام منذ / 1991م /, ويرفض رشيد الحديث بها رغم إجادته لها فلقد عاش تجربة الماضي " النظام السابق " ولذلك فهو يرفض الحديث بلغة فرضت عليه فرضاً , لأنه يجدها متناقضة مع خصوصية هويته التي تعرضت للقمع .

الحيلة الدرامية المحورية ..
فهي تكمن في طفل بالعاشرة من عمره , يضل طريقه إلى المنزل وسط القصف الجوي البربري , ليعثر عليه آزاد ويصطحبه لمساعدته , لكنه طفل عربي عراقي ويدعى صدام ( حيث كان النظام السابق يدفع مكافأة مالية لكل أسرة تطلق اسم صدام على احد أولادها ) .
يعترض رشيد ذو الساق الصناعية اعتراضاً شديداً على اصطحاب الفتى صدام , ويعبر عن ذلك بوضوح من خلال رفضه الحديث معه باللغة العربية أو تقديم الطعام والماء له وأحياناً ضربه , أما آزاد فيصر على اصطحاب الطفل وتوصيله إلى أسرته , حيث يولي اهتمامه الزائد به إلى سرقة الشاحنة ثم العثور عليها , ويستمر في محاولة إعادة الطفل إلى أهله .

دعابة القدر أم لعنة القدر..
" صدام " الصبي الضائع المنبوذ يفسر آزاد حالته نوعا من دعابة القدر , حيث يرفض شيخ مسجد سني استلام الطفل ويطلب منهما تركه وشانه , وكذلك يرفض جنود المارينز استلامه , أما رشيد فيجد ذلك لعنة من لعنات القدر ويراه طيلة الوقت نحساً , وطالما هو معهما فلن يصلا إلى هدفهما – كما يقول , حتى عندما يعثران على السيارة يضلان الطريق .
مجموعة من المفارقات المفتعلة تحول بين والديه وبين العثور على الطفل , بالرغم من أنهما على بعد خطوات عدة من آزاد ورشيد .
اثنان من الميليشيا التي عرفت بـ " فدائيو صدام " يتحايلان على آزاد ورشيد بالتنكر بزي والد ووالدة الطفل ثم يطلقان النار فيقتلان آزاد ويلتقطان الصبي غير أنهما يلتقيان أوامر بالتخلي عن الصبي والعودة إلى وحدتهما على الفور فيتركان الصبي في عرض الطريق .

نرى في نهاية الفيلم رشيد وهو يقود الشاحنة بعد أن وضع فوقها جثمان رفيقه , يشاهد الطفل البريء على قارعة الطريق , يجد نفسه متعاطفاً معه , فيتوقف ويلتقطه , فهو الذي لم يكن يطيق وجوده .
إذاً , فقد تخلى العراقيون العرب عن ابنهم بفظاظة وقسوة ليلتقطه ذلك الكردي الذي تغلب حسه الإنساني الكبير على مرارته الشخصية وقرر ألا يتخلى عن " صدام " الطفل حتى ولو كان يكره اسمه .
هذه الدراما بحق هي دراما البحث عن الذات الضائع بعد سنوات عدة من الفقدان الكامل ، فكيفما أضاع الأبوان ابنهم ، فقد أضاع ( صدام( هوية الأكراد ولغتهم وثقافتهم ، وهذا يدعونا للتفكير ملياً في صنع أفلام سينمائية جديرة بالمتابعة كهذا الفيلم .



#جمعة_أوصمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية مهاباد الكردية : فصل جديد من التدخل الغربي والأمريكي ...
- شيفرة دافنشي ... فيلم الإثارة والتشويق
- محمود درويش ... شاعر المقاومة والإنسانية
- يوسف شاهين ... أسطورة السينما العربية
- -صالبا- ... عينة من شباب العالم الثالث


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة أوصمان - فيلم -عبور الصحراء- ... مأساة إنسانية بروح فنية