أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة أوصمان - -صالبا- ... عينة من شباب العالم الثالث














المزيد.....

-صالبا- ... عينة من شباب العالم الثالث


جمعة أوصمان

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 07:55
المحور: الادب والفن
    


موضوع هذه الرواية بسيط , مألوف , يتكرر أمامنا كل يوم في أي بلد متخلف سافرنا إليه , ألا وهو هجرة الريفي إلى المدينة , ولكنه في الحقيقة إنتقال من دنيا إلى أخرى , إنتقال في الزمان والمكان , وبالتالي تبدل في الشخصية , وهذا التبدل يصوره المؤلف بدقة ويكشف عن مأساويته وخطورته لا بالتحليل النفسي الكلاسيكي بل بالحركة الروائية المتسارعة التي تنقلك إلى صميم المدينة التركية وفي الوقت ذاته تشعرك أن المأساة تتكرر في أية عاصمة أخرى من عواصم العالم الثالث فهي مأساة إنسانية .
كتب هذه الرواية " صالبا " وتعني المهلهل أو الفلتان حرفياً , الكاتب والممثل والمخرج الكردي / يلماز غوني / في سجن سلمية سنة / 1973 / وهي بين الرواية والقصة من حيث بنيتها الفنية وتركيزها على صراع حاد يخوضه شخص واحد مع نفسه ومع التاريخ برواسبه المختلفة .
شاب من أعماق ريف الأناضول بكل ما فيه من تخلف وفقر وإتكالية وتردد وخوف ..... الخ , يضطر لان يترك الدراسة وهو لا يزال في الحلقة الثانوية لتورط ذويه في حوادث ثأر تؤدي بهم إلى السجن فيغادر الريف متعلقا بأذيال احد زملائه " الاجعد " ممن تركوا الدراسة أيضا ليذهب إلى عاصمة الأنوار الباهرة , إلى المدينة الأوربية المتألقة إستانبول , حيث الزحام والغنى والفساد والزيف والصناعة ..... الخ .
وهناك يعيش " محمد صالبا " بطل الرواية الذي يمثل مئات آلاف الشباب الريفيين في تركيا , بل وملايين الشباب الريفيين في العالم الذي يدعى ( عالماً ثالثاً ) الذي يقتلعهم الفقر والتخلف وإنعدام ريعية العمل الريفي والتعليم الذي لا يفيد إلا في توسيع الهوة بين المعارف النظرية المقروءة في الكتب وبين الواقع البائس المحدود , يعيش هذا الشاب في استانبول حياة شديدة الصخب متنقلا من بؤرة للبؤس إلى بؤرة أخرى أكثر ظلاما ويشارك البروليتاريا والباعة المتجولين وسائر العاطلين – المتسكعين في الطرقات , هؤلاء الذين يأوون إلى بيوت الصفيح والحانات الرطبة والأقبية العتيقة الوسخة , حياتهم البائسة المملوءة بالقسوة والعنف رغم ما يتألق من خلالها من الأنوار الهادية التي تصدر عن بعض العمال بين الحين والآخر .
وبعد عناء طويل وصراع داخلي حاد وبعد التعرض للضرب المبرح في مديرية الأمن بسبب جريمة لم يرتكبها ولو اضطر لان يعترف باقترافه لها تخلصا من الضرب , وبعد فقدانه لزميله الذي إلتحق بالخدمة العسكرية , بعد كل ذلك يقرر " صالبا " أن ينصهر في بوتقة الجماهير .
وتنتهي الرواية بمشهد بطل الرواية الذي يختفي في بحر من الجماهير المحتشدة .
ولعل ابرز ما يميز الرواية هو أنها كانت موفقة جدا في تصوير الصراع الداخلي العنيف الذي خاضه بطلها مع نفسه خلال مسيرة العذاب الشائكة والطويلة التي قطعها من أناضول الريفية الفلاحية إلى إستانبول العصرية العمالية , إستانبول الثلث الأخير من القرن العشرين , من أعماق التاريخ والعادات والتقاليد والطبيعة والبراءة ..... إلى عصرنا الحاضر " عصر البرجوازية " بكل ما فيه من زيف وكذب وإنتفاء لإنسانية الإنسان .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمعة أوصمان - -صالبا- ... عينة من شباب العالم الثالث