أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - وداع الأم الياسمينة بقلم: خالد محاميد















المزيد.....

وداع الأم الياسمينة بقلم: خالد محاميد


زياد جيوسي
كاتب واعلامي


الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 04:39
المحور: الادب والفن
    


الأربعاء,أيلول 03, 2008
وداع الأم الياسمينة بقلم: خالد محاميد

من صُبار جيوس نستمد الصبر

بعدستي

[url=http://www.servimg.com/image_preview.php?i=66&u=12018225][img]http://i31.servimg.com/u/f31/12/01/82/25/dscf1910.jpg[/img][/url]
حين غادرتنا الياسمينة – أمي صبيحة الخميس الحادي والعشرون من آب لهذا العام 2008 إلى رحاب السموات، شعرت بالفقد وألمه، اعتدت عبر سنوات عمري على الفقد، لكن فقد الأم.. مسألة مختلفة، فقد بمذاق مختلف، شيء مختلف تماما عن كل الفقد الذي عانيته وتذوقته في حياتي، فكتبت في 27-8 نصي: صباحكم أجمل- وداعا يا أمي.. أيتها الياسمينة.. كتبت فيه نفسي وألمي، والكتابة كانت وما زالت وسيلة أفرغ فيها ما يجول في روحي، إلا في هذا النص الذي كتبته بحبر الدمع والمشاعر، كنت أسكب نفسي فيه، فتدفقت إلى بريدي عشرات كلمات المواساة التي صيغت من أرواح ومشاعر من كتبوها، وبدأت بالرد عليها شاكرا هذا الطيب والمشاعر، حتى كانت قصيدة أخي وصديقي الشاعر الفلسطيني خالد محاميد، الذي جمعني وإياه الحرف والروح رغم أننا لم نلتقي أبدا حتى هذه اللحظة، فألجمت حروفه المنبثقة من روح الإنسان الموغل بإنسانيته، ألجمت حروفي فلم أتمكن من الرد عليها أو حتى شكره، أو استكمال الردود على من كتبوا لي، فقد شعرت في قصيدته بكل الأرواح الإنسانية، أرواح كل الأحبة، فوقفت مرات أقرأ قصيدته بصوت مرتفع أمام صورة أمي، ولم أتمكن ولا مرة من إكمالها كاملة بسبب غلبة الدموع، وفي هذا الصباح الذي اعتاد أحبتي أن أخاطبهم بنصي المعتاد: صباحكم أجمل، أو مقال آخر من كتاباتي النقدية أو أطيافي المتمردة، لم أجد من حروف تنبثق من داخلي إلا أن أقدم قصيدة الرائع الإنسان: خالد محاميد، قصيدته في وداع الأم الياسمينة.. أمي.. وداد جيوسي، أقدمها لأحبتي وأصدقائي وقرائي، لعل في ذلك بعض من شكر لخالد محاميد، ولكل من كان معنا برحيل الياسمينة، روحا وحروفا ومشاركة في بيوت العزاء الخمسة التي فتحت لتقبل العزاء، بين عمّان وجيوس وجنين ورام الله وطولكرم، وإن كنا أنا وأسرتي وعشيرتي لنعجز عن الشكر لكل هذه المشاعر التي غمرتنا فخففت عنا بعض من مصابنا.


وداع الأم الياسمينة

إلى الفلسطيني زياد جيّوسي



بقلب الأم كنا نحتمي

من وخزِ ضَيْمِ المقصلة

يسير الفجرُ في درب الندى؛

والزهرُ يروي هائجا

يومًا مليئا بالحصاد.



هكذا الصبحُ المضيئُ الصواري

فيك رام الله :

نمشي إلى ما يملئُ الفنجانُ

من قهوةِ الأمٍّ الفلسطينية خيالَ المقاتل؛


تبارَكْنا على خبز ٍ من الأيدي

التي استكملت تدريبها

في نثر ألوان السنابلْ

قبل تهجيرِ الأناشيد

عن ألحانها في نكبةٍ



تهيئُ للصباح

المستباح بقبعات الجند

حكمة َ قلبِ أمّ

للمثول أمام باب السجن؛

تعتمر الأحاديث المليئةِ بالوطنْ

والأغنياتِ عنْ شجرٍ

ينادينا لمعركةِ الفلسطيني على عِنَبِهْ



فنصيح يا طيرًا سجين َ بلاد أهداب الملائكة ْ:

المواويل التي جمعتْ جفونُ الأمِّ في طرقاتها ،

تهوي على السجناء من خلف الجدار ،

هيَ التي أمُّ البلاد تريدها في قلبنا

حَكَمَتْكَ ناياً للطريق

إلى انعتاق الشمس

من عتبات سجن العابرين.



يصطف ثوار الرغيف الحاملين الحريةْ

في سجنهم خلف الوعود الواثقة؛

والقلب عند الأم :

بستان الحكايا والجريدة؛

نهرُ أحلامٍ لسرد الأغنية؛

والنار في روح القصيدة



يحتويهم بالدعاء القول :

يا إبني لك القلبُ الحنينُ الحبُ والنصرُ العتيدُ

فاصمد مع الأبناء في سرِّ الحكايا

عن بلاد الانتصار



بيروت كانت لون أطياف الخيال

الحادِّ في رفع الحصار؛

والموت لم يعرف تفاصيلا

عن الأم الدؤوبة في بلاد الانتظار العالية؛

تخفي حنين القمح

عند البندقية والتواريخ الثكولة

عند أسباب الحقيقة

والوعود الصامتة للعودة الكاملة.



تعطي دموع النصر

حبرا للقصيدة

في رسوم الابن فرشاة

لعبئ المعركة



تمضي بلا أصفاد الرحيل

الغاصِّ في سفر الهَتَرْ



والإبن يمسي مَرْكِبا

للنجم في حلم الفلسطيني



مَعْرِضًا دون التلكؤ

عن جروح الطفل في رسم الخريطة

وابتكار اللون في صدّ القذيفة

فالحصار استوضح المعنى

عن الحبِّ للسهول

الموغلة في دفئ حيفا

والحكايا عن جنود الصاعقة

عند المناديل الطرابيلسية



كيف تمشي الصبايا على معرضكْ يا بنيّ؟

ياسمينٌ كما أنت في موطن الشوق

في دارنا عند رام الله يا أمي!!!



خلِّيكْ بالأرض.

بأرض الشوق والأزهار

عند الشوك

الذي يبقيه جند الطاغية

حول المخيم



فالقلوب الحالمة؛ أوجاعُها من نيزكٍ قادمٍ

والنجوم الزاهرة تعلو على عبئ الجريمة

والعيون الساهرة لا بد من أن تنتصر



وداعا ياسمين الإخوة الباقون في قلب الرواية



وداعا جذوة الحب المُتَّقِد في ثنايا الملحمة



جيوس سالت في فلسطين الحزينة

دمعَ زهرٍ للتمادي في حنينٍ للأمومة


خالد محاميد

2008-08-29

http://ziadjayyosi1955.maktoobblog.com/مدونة أطياف متمردة



#زياد_جيوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباحكم أجمل وداعا يا أمي.. أيتها الياسمينة
- الرواد وكارفان وذاكرة السينما
- سمر حزبون: إبداع العدسة والجسد
- صباحكم أجمل حنين وذاكرة
- صباحكم أجمل شام يا ذا السيف
- سعاد.. للقاصة: عدلة شداد خشيبون
- صباحكم أجمل رام الله – عمّان والهوى
- صباحكم أجمل طير المسا
- صباحكم أجمل يا مختار المخاتير- ليالي الشمال 5
- صباحكم أجمل عائد إليها - ليالي الشمال 4
- صباحكم أجمل في رحاب خضوري
- حماس أسفل فلسطين.. فيلم: لوفاء جميل
- صباحكم أجمل/ الريح الحزينة
- خمس دقائق عن بيتي
- صباحكم أجمل كرم العلالي الكرمي ليالي الشمال 1
- صباحكم أجمل/ أنين الناي
- أطياف متمردة 1 - هذيان بنكهة الياسمين
- صباحكم أجمل/ سفر بليلة ريح
- ابن خلدون ينهض من سباته
- رؤى


المزيد.....




- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زياد جيوسي - وداع الأم الياسمينة بقلم: خالد محاميد