شعرية الجسد

بشير ونيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2396 - 2008 / 9 / 6 - 08:06
المحور: الادب والفن
    

فردوس البدء/

كل شيء منك
ياهذا الجسد
يهمس قمرا
يسري سماء
يشعشع شمسا
شيطانا
شبقا
شفقا
شوقا
يشرشر نشوة
ودهشة
جمرك ابتهاج
ورذاذ أبراج
ومرايا معراج
يرسل وهجا عذريا رجراج
أراك قمرا يجلو الغسق
يفتن الشمس
الشمس ريحانة الوقت
وكنت في لحطة البدء
ومازلت وانت على بعد
مرة تتلاشى
ومرة تتولد
وأنا أتبدد
أتوحد
أتوقد
زد وزد
خدا على خد
ووردا على ورد
وشهدا على شهد
وغدا بعد غد

1
من الجسد تنبثق الشهوة تتوهج النشوةتومض الدهشة تسري الوحشة لتعلن عن وقت آخر للوجودوظل آخر للنفس وبرخ آخر للروح ..الجسد يتشطى يبوح الشبق بشمس الوصل وقمر الأنس وتتزبرج النار بوشاح اللذة ويصير العالم مملكو تسبح فيها الملائكة وتغرد عنادل الحور والروح والريحان..الجسد نسيم السحر الذي يعبق القلب بهجة لحطة التوحد بالجوهر الفردفيغمر الذات البهاء الهباء ..الجسد جرح من رذاذ ورذاذ من قمر وقمر من حور وحور من عرائس الفجر وفجر من عرس العتمة وليل من سر السماء وسماء من سدرة المنتهى المشتهى..الجسد يرى الوداعة في فسيفساء الرمل والطرافة في زخارف الحجر واللطافة في تحف الحجر والمحو في مرايا النور والغسق في قناديل السفر انه حين يصغي يكشف منطق الطير وحفيف الغصن وخرير البحر والنهر وأغاني الحياة وحين ينشق يكشف عطر النرجس النسرين نجم والياسمين وطنوحين يذوق يكشف عسل اليقين ولبن الكون وخمر الوجود وحين يحس يكشف براءة الوقت ونعومة الأشياء وأنوثة الطبيعة ..الجسد يتشبب بسر التسبيح وسحر السرور حتى يصبح هيكلا للنور والحب قربانه.
ماذا لو تغنى الشاعر بالجسد هل يرى المشتهى أو تتجلى له نار اللظى لو يتعرى تتنزى الذات لو يختفى تتوحش الذات لو يغترب تتوهج الذات ويزداد شغفها وشوقهابه يومض الحلم ويتسع فيضه على سراب النفس ..الجسد ذاكرة اللذة والألم المحو الصحو النحو النسخ الفسخ المسخ العشق العري النزوة ..الجسد يسقي ظمأ الذات يوشح اوجه بالقمرلكنه قد يشقي الحياة ويخطو نحو البقاء المزيفويسقط في حفر الجحيم البلقعويبقى قتيل تشطيه شبقه شعره شرعه شكله شوقه ينقش رعشته على لوح الروح فترفعه الى سرمديتها.

2

الجسد محبة تملأ صفاء يسري هوى يغوي صبوة تصدح صبابة تصطلم شغف يشتهي مقة تطفح وجه ينشد جوى يفجع دنف يقتل شجو يخدع خلب يخرم بلابل توسوس تباريح تجذب سدم يسحر غمرة تسكر وهل يروع شجن يشتت لهج يؤلم كآبة من ربابة وسحابة وصب يجرح كمد يوجع لذع النار لمح النور سهد يسهر لهفة الحيران وأرقه وحنينه تبالة الزمن لوعة العمر فتنة الحواس جمر الجنون جحيم الجانجنان الانسان جنان آنس خبل يروع رسيس الشهوة خلة توحد خلم ينفح ويلفح غرام يلسع هيام يدفع يقمع يخلع تدليه يدهش وله يحير تعبد يذلل الجسد كل شيء ولاشيء وحتى شيء أنثى الوجود تسري في طقس الحياة انها الطفولة التي تجمع بين البراءة والفوضى والابداع لا الجمل والأسد على حد تعبير نيتشه في نبوءة زاردشت .
انها شعرية الجسد تعلن عن فوريتها وموضتها وتجلياتها وغزواتها وشطحاتها واشاراتها وفتوحاتها وذاتها وصفاتها.

3
شعرية الجسد بداية تحسس تضاريس اللغة وفضار الوجود والتجانس مع أجرام الكون للأعلان عن الخصوبة والولادة والبقاء وعشتروت البهاء في دلمون السماء تلك هي العودة الأبدية لطقس اللذة ونرجسية الوحي وتحرر الروح من جحيم البدء للتوغل في فردوس الوجود ..شعرية الجسد تتكلم تتألم تتوحد تتوقد تتجدد تبوح تنوح تروح تمرح تسرح تفرح تستكشف تستشرف تحتل تتحرر تتشظى تنشطر تلتحم تبقى تفنى تبدأ تنتهي ترقى تسقط تمشي تتوقف تقطف تخطف تتلطف تبدع تخلع تسرد تنشد تطير تزحف تتبهرج تتدحرج ..بالجسد تحكي شهرزادحكاية الخطيئة والخطر وشجرة المعرفةوقناع السعادة.
ما تشتهي العين أن ترى حسنا الا رأته في الجسد وما تشتهي الأذن ان تسمع طربا الاسمعته في الجسد بين الطرب والعجب والأذن تعشق قبل العين أحيان يتجلى الججسد يخترق يجوب يرحل.


جحيم الخروج/ وحدي بجسدي أرسم الوجود وأشتهي طقس النوراللحطة أنثى حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون
فهل أكون

بشير ونيسي دار الثقافة الوادي سوف الجزائر

#بشير_ونيسي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل