أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - بَرويز مُشَّرف : هروبٌ غَير مُشِّرفْ !














المزيد.....

بَرويز مُشَّرف : هروبٌ غَير مُشِّرفْ !


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2388 - 2008 / 8 / 29 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل عام مضى بالضبط ، كتبت في جريدة البيان يوم 8 اغسطس 2007 ، مقالتي الموسومة " برويز مشّرف في خط النار ! " اختتمتها بالقول التالي : " والباكستان اليوم تمّر بأشد ازماتها بعد ان خسرت حروبا وان وقوفها الى جانب الولايات المتحدة في غزو افغانستان بالحرب على الارهاب قد فجّر الموقف الداخلي . فاذا كانت المذكرات قد كتبها من موقع القوة ، فهو اليوم ضعيف يسعى نحو المدنيين لاقتسام السلطة وربما سيخلص من ورطته وهو في خط النار فعلا .. وما لقاؤه الاخير مع السيدة بنازير الا الشروع بصفقة جديدة ، ربما يتخلى من خلالها عن السلطة ـ كما نصحه البعض ـ ، ام انه سيدفع ثمن اخطائه واخطاء الحكومات العسكرية باهظا ؟ هذا ما ستشهد به الايام القادمة ، فلننتظر ! " .

نعم ، بعد سنة بالضبط من دخوله خط النار ، لم يستطع برويز مشرف البقاء في السلطة ، فآثر الرحيل بعد ان ادى دوره كما يجب ، ولم يكن تنحيه مفاجئا للمراقبين الذين تابعوا الاحداث الدراماتيكية بالباكستان منذ عام مضى .. ولعل من ابرز اسباب اختيار مشرف الاختفاء من الواجهة بعد ثماني سنوات من حكم عسكري بزعامته ، تفاقم الازمة التي كان قد فجرها افتخار محمد شودري في يوم 9 مارس 2007 الذي حمل على العسكر الاستئثار بالسلطة من خلال احكام قضائية بادانة ما كان يجري من صفقات بين الجيش ورجال الاعمال الباكستانيين ، فقام مشّرف بعزله ، فتفاقمت الازمة بانبثاق معارضة مدنية ديمقراطية ممثلة بـ " حركة المحامين " التي قادت اكبر حملة سياسية ضد مشّرف خلال الاشهر الاخيرة من 2007 ، وساندهم القضاة الجدد الذين كانوا وراء تجديد الحركة السياسية الباكستانية التي كان جنرالات الجيش يريدون خنقها مع كل من كان يجري وراءهم : رجال اعمال وسياسيين فاسدين واسلاميين متشددين . لقد كان المجتمع المدني قد تشّكل في حركة ثورية يزداد غليانها مع توالي الايام ، وغدت لاهور معقلا لها ، بحيث بلغ نشطائها 1200 عضوا ، ويتزعمها القاضي شودري .. هذا الذي تصادم مع ضياء الحق سابقا ( 1977- 1988 ) وكان يدير هذا التيار المعارض من قلب بيته ، مطالبا الجيش ان يعود الى ثكناته واستعادة دولة القانون المدنية .

كان الجيش الباكستاني قد تورط ايضا في يوليو 2007 باقتحام المسجد ، فتفاقمت العمليات الانتحارية ضد الجيش والشرطة من قبل العشرات من المقاتلين القبليين شمال غرب الباكستان ، وذهب ضحيتها مئات القتلى والجرحى ، اذ كان الموقف ، نهاية قاصمة لرابطة الجيش بالاصوليين الاشداء . وكان هناك تحالف قوي بين النظام الحاكم والقوى الاسلامية التي يتعاطف معها ابناء الشعب . وكانت المعارضة الاسلامية بقيادة مجلس العمل الموحد المعارض تضم ستة احزاب اسلامية .. وكان التحالف بين النظام وهذه القوى وثيقا ، يعود الى ايام ضياء الحق ومنحه لهم حق تكوين امارات اسلامية تابعة لسلطة نظام اسلام آباد .

وكان اغتيال الزعيمة بنازير بوتو .. قد دقّ اسفينا في قارب نجاة مشرف ، اذ زاد الهياج ضده بعد التقائه معها ، فوقع بين ذاك الهياج وبين مع زيادة الضغوط الامريكية عليه .. فافتقد مكانته ، وبدأ بتقديم عدة تنازلات بالتخلي عن النظام العسكري للبلاد ، وتخليه عن البزة العسكرية وعن قيادة الجيش مستجيبا للمعارضة التي تطالبه باستعادة البلاد الحكم المدني . لقد كانت الولايات المتحدة تتابع كل التطورات الدراماتيكية الباكستانية بعين الريبة ، بل وجدت ان برويز مشّرف لم يعد باستطاعته السيطرة على الاوضاع .. مع ارتفاع نجم رئيس الحكومة الباكستانية الجديدة يوسف رضا جيلاني .. وان الامريكيين اكتفوا بالخدمات التي قدمها لهم برويز عند خط النار ، فاعتبروا ما يحدث له كالعادة : مسألة داخلية باكستانية يحسمها البرلمان، وانهم يحترمون الارادة التشريعية الباكستانية .. بعد ان كانوا يعتبرون الباكستان اسوأ بؤرة ارهابية في كل الدنيا قبيل 11 سبتمبر 2001 !!

ويبدو ان برويز مشّرف لم يعد صالحا ، اذ عاد شبح حركة طالبان جحيما يخيم على الباكستان التي تعتبر ملاذا آمنا للارهاب ، مع تدفق اللاجئين الافغان الى اراضيها ! وغدت الحرب ضد الارهاب مستنقعا دمويا فيها ، يهدد مصيرها ، وخصوصا بعد ازدياد النقمة الشعبية على برويز الذي وجد خط النار يلتف عليه ان لم يجد مخرجا ، ويهرب بعيدا عن الواجهة .. لقد كانت الباكستان ولم تزل تلعب لعبة مزدوجة كغيرها من البلدان ، خصوصا ، عندما يستمر دعم المخابرات الباكستانية للاحزاب الدينية ، فهي تعمل بتعزيز التطرف ، وهو الاسلوب نفسه الذي يتبعه بعض حكّام الشرق الاوسط من دون اي هاجس بتفاقم مشكلات لا اول لها ولا آخر .. كلها ستقود حتما الى اغراق المنطقة بالازمات والحروب والكوارث .. لقد خرج برويز مهزوما مدحورا نتيجة سياسته المزدوجة والفردية والعسكريتارية التي اتبعها .. وهو نفسه الذي ساهم بخلق خط النار يلتف من حوله .. ولم يجد نفسه وحيدا امام خيارين احلاهما مر ، فاما البقاء كي يحترق ، واما الهروب من المواجهة الصعبة .. فمن سيحّل الدور به في المرحلة القادمة ؟ وما مستقبل الباكستان وهي تعج بالفوضى الخلاقة ؟ أيكفي سيناريو الباكستان كي يكون لوحده في الميدان ؟ وهل سيكون برويز عبرة للاخرين من الذين يسلكون سلوكه حتى الان ؟ دعونا ننتظر ..






#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : مشروع دولة متمدّنة التجربة التكوينية
- اغتيال كامل شّياع : فجيعة مؤلمة لكلّ المثقفين العراقيين
- جورجيا : وَرطةٌ جَديدة !!
- كَثُرَ الراحِلون ... قلّ القادِمون !
- بازار المخفيّات المتبادلة
- تكوين العراق المعاصر
- عولمية عربية بلا تشريعات حيوية
- الأحْياء يخْسَرَهُم الأمْوات ! رِسالَةٌ عابِرةٌ الى كُلّ الأ ...
- الصحافة العراقية تاريخ رائع يدخل متاهة الانفلات !
- المسيري : الرحيل الاخير
- مبادئ وخطوات لا صناديق وشعارات !
- مَن يُنقِذُهُنّ مِن أيدِي البَرابِرة الجُددْ ؟
- هل من ضوابط قانونية للصحافة الالكترونية ؟
- باراك حسين اوباما : البدل الامريكي الضائع !
- مسّلة الجوع : أين سلال الغذاء العربية !!
- إشكالية - التاريخ - في الثقافة العراقية
- وقفة عند مؤرخي اسرائيل الجدد
- شرانق الماضوية والقطيعة التاريخية
- امريكا مطالبة باعتذار تاريخي !!
- قصة التحّول التاريخي من عالم بريطانيا القديم الى عالم امريكا ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - بَرويز مُشَّرف : هروبٌ غَير مُشِّرفْ !