أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيار الجميل - مَن يُنقِذُهُنّ مِن أيدِي البَرابِرة الجُددْ ؟














المزيد.....

مَن يُنقِذُهُنّ مِن أيدِي البَرابِرة الجُددْ ؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2331 - 2008 / 7 / 3 - 10:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


" اعتقال امرأة عراقية واحدة يعطي مبررا كبيرا لولادة ألف مسلح انتقاما لشرفه وكرامته".
ـ احدى الدراسات الميدانية ـ

ثمة معلومات وحقائق لا نسمعها الا نادرا ، وكثيرا ما نجهل الصورة الحقيقية التي تختفي ، ولم نقف الا على الوجه اللامع من الاحداث .. ان الاعلام في مجتمعاتنا مقّصر كثيرا في الكشف عن الحقائق التي لا يريد البعض اظهارها سواء في المجتمع ام الدولة كونها لا تخدمه ابدا . ان نصف المجتمع ينسحق يوما بعد يوم منذ ازمان ، ودفعت المرأة العراقية أثمانا صعبة جّراء متغيرات الحياة المتباينة ، وبشكل لا يمكن تخيله . اتمنى على كل العالم ان يلتفت قليلا ويعالج هذا " الموضوع " للتخفيف من معاناتها وشقائها الذي لا يوصف وحجم المأساة التي تزداد يوما بعد آخر مقارنة بغيرها من نسوة العالم .
لقد عرفت المرأة العراقية في القرن العشرين بطيبتها وقدراتها وشهامتها وكرامتها وتمتعها بقسط من حقوقها وحرياتها ، كما كان لها دورها في صنع الحياة وتربية الرجال فضلا عن بروز نسوة رائعات منتجات ومبدعات في معظم المرافق الخدمية والمهنية والاكاديمية والثقافية والعامة ومساهمتها في اثراء حياة الدولة والمجتمع معا .. ولقد بدأت انتكاسات المرأة العراقية تترى ، منذ اجتياحات الحروب والحصارات والاحكام الدكتاتورية الجائرة وصولا الى هجمة الغزو وحكم الميليشيات والقوى الطائفية المتخلفة .. انها اليوم تناضل وتسحق وتختطف وتذبح او تحرق او تسمّم وتسجن وتهّجر وترّمل وتضطهد او تنتحر .. انها تجابه كل المصائب المرعبة بارادة حديدية لا تقهر في دواخل المجتمع الذي يسيطر عليه البرابرة الجدد ! ازاء دولة ضعيفة ومحتل غاشم . ان حرائر العراق يعانين من البؤس والشقاء والحرمان دون ان يلتفت العالم كله اليهن ابدا .. بل ويسود الخوف ويسيطر الرعب على مشاعرهن ، وهن يواجهن الموت في بيوت بائسة وكئيبة ، او في شوارع الموت الملتهبة .
المرأة العراقية تواجه العنف والسادية والهمجية في مجتمع يمتلئ بالمفترسين والمتعصبين والاشقياء والارهابيين.. ويمتلئ بعصابات القتلة وجماعات المسلحين .. ويمتلئ بالمجرمين والمنحرفين والمكبوتين الآثمين الذين لا يعرف أحد من اين يأتون .. انه مجتمع ، لا يمكن للانسان ان يعّبر فيه عن رأي ، او ان يدافع فيه عن حق ، او يطرح فكر انسان حر ، او ان تمارس الاقليات الدينية خصوصا حقوقها التي تتضمن عاداتها واعرافها .. في مجتمع امتلأ بالمافيات وفرق الموت المسلحة .. في مجتمع يزداد فيه قتل النساء ونحر النساء وانتحار النساء .. الخ
ان الكل مشارك باضطهادها بدءا بالسلطات وانتهاء بالمافيات ووصولا الى قوات الاحتلال .. لقد شارك زعماء احزاب ومسؤولون ووزراء بقهر حتى الصبيات الصغيرات ، او طالبات الجامعات . ويظهر الواقع قصصا اشبه بالخيال عن نسوة لهن قابلية على الصمود والتحمل والتحدّي يثير الاعجاب حقا .. بل وان تقريرا وصلني قبل يومين من قبل القاضية القديرة زكية اسماعيل حقي وهي تتحدث فيه عن لقائها بـ 12 من العراقيات يقرن منذ شهور في معتقل كروبر الذي تشرف عليه القوات الامريكية دون اي تحقيق ، وكلهن قد اعتقلن لوشايات شخصية واسباب تافهة ، ولا تعرف المتزوجات منهن مصير ازواجهن او اطفالهن ويخشى عليهن ومعهن العذراوات من القتل بأيدي اهلهن بعد اطلاق سراحهن ، لأن اعتقال المرأة لا يغتفر في الاعراف العشائرية .. وافجع مأساة شهدتها القاضية لشابة بدوية مقطوعة الساق من الاعلى اعتقلت بعد ان قصفت الخيمة التي تعيش فيها بمعية اهلها ، فبترت اطراف اختها وتشرد اهلها وسحبت هي لتعتقل مع اوصالها ودمائها ! ومع كل هذا ، فهن يصرحن بأن معاملتهن اهون بكثير مما لو كّن في سجن عراقي ! لقد تكيّفت العراقيات منذ ثلاثين سنة على التحديات ، وكن ينتظرن دفن الماضي وبناء المستقبل ، ولكن وجدن انفسهم اليوم محاصرات بقوى الظلام المختلفة التي وجدت فرصتها على العهد الامريكي .
ان تقرير بعثة الامم المتحدة لدعم العراق عام 2007 ، وشهادات لعراقيات كافية لتعلمنا ما حّل بالمعتقلات اللواتي لا يحصى عددهن .. لقد بدأ قتل النساء جماعيا وعلنا في شوارع البصرة ، ثم زحف نحو الشمال حتى الموصل ، فقد ذكرت إحصائية لوزارة حقوق الإنسان إلى تعرض(501) امرأة إلى عمليات اضطهاد, وتعرضت(1108) امرأة في السليمانية عام 2005 إلى عمليات قتل وحرق وخطف.وأقدمت (533) امرأة عام 2004على الانتحار و(289) امرأة عام 2005 و(533) امرأة عام 2006 . ولقد كثرت جرائم الشرف لأسباب تافهة لا يمكن تخيلها ، يقول احد التقارير بأن مئات النساء تقتل كل عام في العراق، يحرقن او يرجمن ، أو يتم تسميمهن، أو يذبحن، أو يتم تقطيعهن ارباً اربا بالسكاكين ، لأسباب دينية او اجتماعية .. وكثيرا ما تساق النسوة مع اطفالهن او بدونهم الى المعتقلات رهائن للفارين من ازواجهن او اخوانهن او آبائهن .. وكثيرا ما تغدو النساء سلع ابتزاز في الخطف والاعتقال والقتل ..
ان المجتمع العراقي لم يكن بهذا التوحش قبل خمسين سنة ، ولكن مخاض الاوضاع المرعبة التي مرّ بها جعلته يعيش هذه الفوضى الخلاقة التي خلقها الامريكيون بسياساتهم العقيمة .. انني اناشد الضمير العالمي والاسلامي والعربي ان يقف وقفة مشّرفة ازاء المرأة العراقية المضطهدة منذ سنين .. واناشد كل العراقيين الشرفاء ان يجتمعوا على مشروع وطني مدني متحضر ينقذ العراق من اوضاعه المأساوية ، ويخلّصه من همجية هذه القوى البدائية ومن كل البرابرة الجدد !



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من ضوابط قانونية للصحافة الالكترونية ؟
- باراك حسين اوباما : البدل الامريكي الضائع !
- مسّلة الجوع : أين سلال الغذاء العربية !!
- إشكالية - التاريخ - في الثقافة العراقية
- وقفة عند مؤرخي اسرائيل الجدد
- شرانق الماضوية والقطيعة التاريخية
- امريكا مطالبة باعتذار تاريخي !!
- قصة التحّول التاريخي من عالم بريطانيا القديم الى عالم امريكا ...
- ثقافة الكراهية .. فجيعة التاريخ !
- البرلمانيون العرب .. هل يمثلون مجتمعاتهم ؟
- مار بولص فرج رحو : علامة تاريخية فارقة على طريق العراق
- قمّة خطابية ام ورشة عمل قيادية !؟
- ديميتري مدفيديف: الخروج من عباءة بوتين
- كاسترو : استراحة آخر محارب
- الى كبير اساقفة الموصل .. في محنته !
- كوسوفو : الاستقلال أم الاضمحلال ؟
- الظاهرة المدنية مستعارة والظاهرة الدينية مصنوعة
- دمعة حزن على رحيل الصديق رجاء النقاش
- ستشرق الشمس في بلاد الشمس
- تقرير اتلانتيك : شرق اوسط جديد بعد العراق!


المزيد.....




- دراسة صادمة تحذر النساء من وسيلة منع حمل قد ترتبط بورم دماغي ...
- عداد الجرائم للأسبوع الممتد من 22 إلى 29 آذار/ مارس
- بريطانيا.. اتهام امرأة بسرقة 48 صندوقا من البيض
- السعودية.. فيديو دموع امرأة مغربية في الحرم ردا على سؤال يثي ...
- شاهد..امرأة في مصر تؤدي دور المسحراتي خلال رمضان وتجوب شوارع ...
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والإعل ...
- صلة رحم.. معالجة درامية إنسانية لقضايا النساء
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيار الجميل - مَن يُنقِذُهُنّ مِن أيدِي البَرابِرة الجُددْ ؟