أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي مالك - تكريم مجموعة اوسمان الهوياتية















المزيد.....

تكريم مجموعة اوسمان الهوياتية


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 07:33
المحور: الادب والفن
    



مقدمة
بمناسبة مرور 40 سنة من تاسيس الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي يشرفني عظيم الشرف ان أقف على مسار هذه الجمعية التي اعطت الشيء الكثير للقضية الامازيغية و بدات نضالها في زمن كان فيه المغرب يسبح في اكاذيب مخترعة من قبل نخبة ذات توجهات تهدف الى اقبار الهوية الامازيغية بكل ابعادها الثقافية و الدينية و الفدرالية كما نص عليه كتابي المتواضع ,
و كما ان هذه الجمعية لها مواقف محترمة تجاه عدة قضايا حيث انها لا تتبنى العلمانية و رفضت منذ اللحظة الاولى تحزيب القضية الامازيغية معتبرة ان الامازيغية ملك جميع المغاربة كاحزاب سياسية و منظمات المجتمع المدني,
و خلاصة القول انني احترم هذه المواقف لان الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي تستحق منا كجيل جديد كل الاحترام و التكريم لكنني لي مواقف خاصة ادافع عنها في جل مقالاتي السابقة و كتابي .
مدخل
ان تظاهرة المجموعات الامازيغية انطلقت منذ عقد الستينات من القرن الماضي في ارض سوس الغنية بالتراث الموسيقي المتمثل في فن احواش و فن الروايس و اهتم الاستاذ احمد الخنبوبي بهذا الموضوع في كتابه الصادر مؤخرا و يحمل عنوان ظاهرة المجموعات الغنائية العصرية السوسية فكر , تاريخ , فن و بدا نشره على موقع الحوار المتمدن حيث يقول ان هذا العمل المتواضع، الذي جمعت فيه مجموعة من المقالات و الدراسات والأبحاث الميدانية، والذي يتناول ظاهرة موسيقية محضة، لكنها أثرت وتأثرت بشكل كبير بالتاريخ الاجتماعي والسياسي المغربي المعاصر بصورة عامة والسوسي بصورة خاصة. إنها ظاهرة المجموعات الغنائية العصرية، التي أطلت علينا منذ ستينيات القرن الماضي، ببزوغ مجموعات مثل "تبغينوزت"، "ناس الغيوان"، "لاقدام"، "جيل جيلالة"،" لمشاهب"، "أوسمان"،" اٍزنزارن"...اٍلخ .فقد تزامن هذا البزوغ مع فترة ما بعد استقلال المغرب وما شاهدته الفترة من توترات سياسية ،واحتقان اجتماعي،وهجرة نحو المدن، وانبهار بمظاهر التمدن والعصرنة الغازية(1(.كلها إذن حيثيات ووقائع لا يمكن فهم ظاهرة المجموعات هذه في عمقها دون فهمها والاطلاع عليها .
اذن فظاهرة المجموعات الامازيغية انطلقت مبكرا أي في عقد الستينات كرد فعل طبيعي لمواجهة الغزو الثقافي الدخيل من المشرق او من الغرب و كما ان هذه المجموعات ساهمت في تطوير الاغنية الامازيغية و اخراجها من طابعها العتيق الى طابع اكثر حداثة و اكثر قربا من هموم المجتمع المعاصرة كالسؤال الهوياتي حيث بدات البوادر الاولى للتفكير و الاهتمام بهذا السؤال من خلال تاسيس الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي التي قررت انشاء مجموعة موسيقية امازيغية ذات النمط العصري بهدف ايصال الرسالة الامازيغية او تابرات ن تمازيغت الى شباب الجامعات المغربية المتثقف .
تجربة مجموعة اوسمان
علينا ان نعرف بان الجمعية وجدت الكثير من الصعوبات و العراقيل سواء في البحث عن اعضاء المجموعة او الإقناع بفكرة تاسيس مجموعة امازيغية لان في ذلك الوقت كانت الجمعية تعتبر اطارا عنصريا يسعى الى احياء الظهير البربري و مناصرة الكيان الصهيوني الخ كما حدث الان بالنسبة للحزب الديمقراطي الامازيغي المحترم ,
و يحكي الاستاذ ابراهيم اخياط الذي احترمه كثيرا في كتابه الامازيغية هويتنا الوطنية حيث يقول تمكنت شخصيا من اكتشاف صوت رائع من قلب سوس و بالضبط من تارودانت حيث تعرفت على العموري مبارك في مناسبة حفل زفاف احد اصدقائي الاستاذ الخصاصي بتزنيت صيف 1973 و كان العموري مبارك يشتغل انذاك في مجموعة تسمى سوس فايف و من خلال اسمها نعلم انها لا تغني الامازيغية بل هي مجموعة من شباب المدينة يؤدون اغاني غربية و عربية دون تمييز , و اقترح الاستاذ اخياط على الاستاذ العموري مبارك تحقيق مشروعه الفني و وافق على هذه المبادرة ,
و بعد ذلك سافر الاستاذ العموري الى الرباط في بداية سنة 1974 و استقر في منزل الاستاذ اخياط الذي يعد انذاك مقرا للجمعية ,
و تتكون المجموعة من العموري مبارك , سعيد بيجعاض , سعيد بتروفين , بلعيد العكاف الخ و شعراء المجموعة هم الاستاذ محمد مستاوي , المرحوم الاستاذ علي صدقي ازايكو , المرحوم الاستاذ عبد الله الجشتيمي , الدكتور عمر امارير ,
و هكذا بدات المجموعة في احياء بعض السهرات عند رجال الاعمال الامازيغيين في العاصمة او في الدار البيضاء و بعد ذلك سافرت المجموعة الى مدينة تارودانت لاقامة سهرتين فنيتين في معرض المدينة و يحكي الاستاذ اخياط ان في اول عرض للمجموعة في هذه المدينة رحب الجمهور بها حيث كان يتكون من رجال السلطة المحلية و الطبقة المتثقفة كالمحاميين و الاساتذة الخ ,
و كانت هناك مجموعة معارضة لاوسمان و هم من معارف الاستاذ العموري مبارك الذين لم يستسيغوا رجوعه الى المدينة ليفاجئهم بهذا الانجاز الرائع الذي اعتبره انتصارا له على حساب فشلهم حيث غادرهم الى فضاء اخر خلق فيه ذاته و شخصيته , و خاصة و ان هذا الانجاز تم باللغة الامازيغية و ساهموا هؤلاء في التشويش على اوسمان من خلال رفع صيحات عالية معلنين انهم لا يريدون الامازيغية لانهم عرب و ليسوا امازيغ و يدخل هذا السلوك حسب اعتقادي ضمن غياب الوعي انذاك بان الامازيغية هي مكون اساسي و هام للشخصية المغربية الثقافية و الدينية و كما يهدف السلوك الى جعل اعضاء مجموعة اوسمان يفقدون الثقة في أنفسهم كمشروع هادف الى عصرنة الثقافة الامازيغية او الثقافة الشعبية كما تسمى انذاك.
و بعد تلك الزيارة التاريخية التي ستبقى راسخة في اذهان الجمعية و في اذهان اعضاء مجموعة اوسمان التي اصبحت ذات شهرة عند الجمهور على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية و خاصة الشباب ,
و قد توج هذا المسار بظهور المجموعة على شاشات التلفزة المغربية في اول استجواب لهم و دخلت اغانيهم الى الاذاعة المغربية القسم الدولي بشكل يثير الانتباه لما لقيته من اقبال و قبول و هذا كله دفع المجموعة الى مواجهة ردود الفعل المختلفة من مساندة و مناوئة لهم و للامازيغية بصفة خاصة على صفحات بعض الجرائد لدرجة ان الصحفي مصطفى ارزوزي كتب مقالا في جريدة الفن عدد 2 بتاريخ 23 شتنبر 1978 تحت عنوان احياء الظهير البربري بالغناء .
و اما سهرات اوسمان خارج ارض الوطن فيحكي الاستاذ اخياط ان إحدى الشركات تعاقدت مع الجمعية قصد القيام بجولة في فرنسا و بلجيكا , حيث أقيمت سهرتان لاوسمان بمسرح الالمبيا بباريس بتاريخ 5 و 6 فبراير 1977 و اخرى ببلجيكا في مركز ليمان ببروكسيل يوم 18 فبراير 1977 ,
و كانت هذه الجولة قد حققت نجاحا كبيرا على كل المستويات و تركت اثر بالغ في الحسم و الانتصار البين على مناوئي اوسمان و الفن الامازيغي بصفة عامة .
و يقول الاستاذ اخياط في شان سهرة مسرح محمد الخامس بالرباط قد توج عملنا بكل اعتزاز و افتخار بفتح باب مسرح محمد الخامس على مصراعيه رغم انف كل حقود لمجموعة اوسمان لتدخله فاتحة منتصرة بمناسبة تنظيم سهرة عمومية تاريخية يوم 20 مارس 1977 لم تشهد مدينة الرباط مثيلا لها على الاطلاق فيما يخص السهرات الموسيقية الامازيغية .

الخلاصة

ان الحديث عن مجموعة اوسمان هو حديث مفيد بالنسبة لنا كجيل جديد فتح بصره على مغرب العهد الجديد بكل ايجابياته و سلبياته غير اننا يجب ان نعطي الاهمية لتاريخ الحركة الثقافة الامازيغية التي ناضلت في زمن كان فيه الحصار الشديد على الامازيغية كسؤال ثقافي فقط و اما الان فتطورت مطالب الحركة الامازيغية حيث ان الانسان عليه ان يتطور مع عصره .
و ارجوا ان يكون مقالي هذا في المستوى .
المهدي مالك



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المغرب يريد الرجوع الى الوراء
- فن احواش بين خطر التطرف الديني و خطر العولمة الامريكية
- جريدة التجديد تحيي اكذوبة الظهير البربري
- الدين الاسلامي بين مواجهة الايديولوجيات الرجعية و مواجهة الت ...
- حدث ترجمة معاني القران الكريم الى الامازيغية مدخل اساسي لعلم ...
- حدث ترجمة معاني القران الكريم الى الامازيغية مدخل اساسي لعلم ...
- الازمات النفسية لدى الطفل المعاق
- الخطر السلفي على هويتنا الامازيغية المسلمة
- الخطر السلفي على الهوية الامازيغية المسلمة
- رسالة مفتوحة الى الدتكور احمد صبحي منصور
- رسالة مفتوحة الى الحركة الثقافية الامازيغية بمناسبة حلول الس ...
- اذاعة راديو بلوس تحتفل بعيد ميلادها الاول
- حول مطلبي المتعلق بامتلاك رخصة سيارة الاجرة
- مكانة فريضة الحج في الثقافة الامازيغية
- مقالات خاصة بشان موضوع وضعية المعاق في مجتمعنا المغربي 2
- مقالات خاصة بشان موضوع المعاق في مجتمعنا المغربي
- مسالة الحجاب الاسلامي من وجهة نظري الخاصة
- مقال خاص بمناسبة الذكرى السادسة لتاسيس المعهد الملكي للثقافة ...
- تقرير حول صورة الهوية الامازيغية في اعلامنا البصري خلال شهر ...
- الرسائل الموجهة الى الاطارات الامازيغية


المزيد.....




- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي مالك - تكريم مجموعة اوسمان الهوياتية