أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تجمع اليسار الماركسي في سورية - طريق اليسار - العدد السادس:أغسطس/آب/2008















المزيد.....



طريق اليسار - العدد السادس:أغسطس/آب/2008


تجمع اليسار الماركسي في سورية

الحوار المتمدن-العدد: 2381 - 2008 / 8 / 22 - 09:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


افتتاحية
مع مغادرة جورج بوش للرئاسة؛ ما هي حصيلة الهجمة الأميركية على المنطقة؟
يوشك الرئيس الأميركي على إنهاء ولايته، حيث عهده من أكثر عهود الرؤساء الأميركان تأثيراً على مسار منطقة الشرق الأوسط، الممتدة بين المغرب وأفغانستان، بعد حربين شنهما أدتا إلى احتلال بلدين رئيسيين في المنطقة، فيما حاول اللعب والتأثير على مسار الأوضاع الداخلية في بلدان معينة من خلال استغلال الصراعات المحلية فيها (مثل لبنان2005)، بينما طرح نظامه مشاريع للمنطقة هدفت إلى "إعادة صياغتها" في حقول الأمن والاقتصاد والسياسة والثقافة والتربية (من خلال"مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد" / شباط2004/)، الشيء الذي راهنت عليه بعض تيارات القوى السياسية المعارضة على امتداد المنطقة من أجل تغيير الأوضاع القائمة،
كانت الهجمة الأميركية على المنطقة في حالة تصاعد ، في الفترة الممتدة بين سقوط بغداد يوم9 نيسان2003 وحرب 12 تموز2006، رغم الصعوبات التي ولدتها المقاومة العراقية المسلحة للأميركان في عامي2005 و2006 . أدى فشل إسرائيل في حرب تموز ،التي اعتبرتها الوزيرة رايس في أيامها الأولى"كمخاض من أجل ولادة الشرق الأوسط الجديد"، إلى بداية مرحلة الجزر في مسار تلك الهجمة، لتطرح الولايات المتحدة بعدها خططاً، مثل سياسة" معتدلين ضد متطرفين" التي اتجهت من خلالها إلى الاعتماد على ثنائي الرياض- القاهرة ( مع مجلس التعاون الخليجي والأردن) ومن يوجد من" معتدلين " هنا أوهناك مثل نوري المالكي وفؤاد السنيورة ومحمود عباس ومن على شاكلة هؤلاء في "المعارضات" في بعض الأقطار العربية.
كانت السياسة الجديدة على تضاد مع ما مارسته في مرحلة غزو واحتلال العراق التي كانت من خلالها تحاول الاعتماد على زخم ووقع هدير الدبابات الأميركية الزاحفة والمحتلة لقلب المنطقة من دون مراعاة لأية عوامل أو حسابات تخص حلفاءها في تلك الدول التي دخلت في كثير من الاحتكاكات مع الإدارة الأميركية بسبب خطابها المعلن لـ (الدمقرطة) و(الإصلاح) و(تغيير البرامج التربوية)، وبالذات في الفترة اللاحقة لـــــــ (11أيلول) حتى كان طرح تلك السياسات الجديدة بعد شهرين من انتهاء حرب2006، التي ولدت وضعاً جيو- سياسياً مواتياً للإيرانيين والسوريين وحلفائهما في"حزب الله"و"حماس". كانت هناك ثلاث بوابات لمحاولة تمرير هذه السياسة الأميركية الجديدة: العراق،ولبنان، وفلسطين.
في بلاد الرافدين مورست هذه السياسة عبر إنشاء"الصحوات" وعبر استقطاب قوى اجتماعية وسياسية لصالح المشروع الأميركي من الوسط العراقي المحلي الذي كان الحاضنة الرئيسية للمقاومة العراقية خلال أربع سنوات خلت، ومن جهة أخرى كان الجناح الآخر لهذه السياسة يتم عبر استقطاب أميركي لقوى كانت موالية لإيران (أو موزعة الولاء بين واشنطن وطهران في أيام الغزو والاحتلال)، مثل آل الحكيم وحزب الدعوة، لاستخدامها في عزل وضرب قوى رافضة للأميركان وذات ارتباط (منذ2005) بطهران، مثل"الصدريين".
حققت واشنطن من خلال هذا النهج نجاحاً جزئياً في العراق، إلا أنها لم تولد هدوءاً أو استقراراً أمنياً (رغم تراجع وتيرة المقاومة المسلحة للأميركان بسبب العوامل المذكورة) أو قاعدة سياسية محلية صلبة لواشنطن، هذا إذا لم تكن قد ولدت تزعزعاً للتحالفات التي حصلت في أعقاب يوم9 نيسان2003 تحت رعاية الأميركان، وهو ما نرى علائم له في (أزمة كركوك) الراهنة.
في لبنان حصل فشل كبير للمشروع الأميركي كان عنوانه الأبرز: (اتفاق الدوحة) ، الذي يعبّر عن توازنات ومسارات لا تميل لصالح قوى14آذار، بينما نرى في فلسطين تآكلاً في قوى(التسوية) داخل الوسط السياسي الفلسطيني، وعدم قدرة الرئيس عباس عملياً، بعد فقدانه السيطرة على قطاع غزة، لأن يكون مقرراً وحيداً لمسار العمل الفلسطيني السياسي القادم، كما كان الرئيس الراحل عرفات في يوم توقيع (اتفاق أوسلو) عام 1993.
أمام هذا الحائط المسدود، الذي واجه الأميركان خلال السنتين الماضيتين في المنطقة، اختارت إدارة بوش سياسة جديدة في ربيع وصيف عام 2008 تمثلت بمسارين: الأول، إعطاء الضوء الأخضر، بعد امتناعها لسنوات عن ذلك، من أجل انطلاق المفاوضات السورية- الإسرائيلية في استانبول، والثاني، الاتجاه إلى تعويم أميركي كبير للدور الإقليمي التركي في المنطقة.
من الواضح عبر هذه السياسة الأميركية الجديدة أن العين الأميركية تتجه من خلالها إلى عزل طهران (وضربها لاحقا إن لم تستجب للمطالب الأميركية المعلنة) وإلى ضرب وتصفية"حزب الله"و"حماس"، لقلب المشهد شرق الأوسطي الراهن، الذي تعتبره واشنطن معيقاً لإعادة انطلاق مشروعها واكتسابه من جديد الزخم الذي كان له في السنوات الثلاث التي أعقبت احتلال العراق.
لا يُعرف حتى الآن إن كانت عملية اتجاه إدارة الرئيس الأميركي (المغادر في يوم 20 كانون الثاني القادم بعد انتخابات الرئاسة في 4 تشرين الثاني) إلى هذه السياسة الجديدة (بكل تفاعلاتها في لبنان والعراق وموضوع التسوية، وعلى عموم المشهد الكلي للمنطقة) هي فقط من أجل التمهيد لمشهد شرق أوسطي أفضل أميركياً للرئيس القادم، أم أن الرئيس بوش ينوي القيام بخطوات راديكالية تقلب الطاولة على(الممانعين) و(الرافضين) و(المقاومين) للمشروع الأميركي للمنطقة، الذي يبدو من مقال وزيرة الخارجية الأميركية، في مجلة "فورين أفيرز"/تموز- آب 2008/، أن مراجعات الإدارة الأميركية لهذا المشروع تتناول الوسائل فقط مع المحافظة على الأهداف...
من المؤكد، أن الإجابة على هذا السؤال المزدوج تشكل مفتاحاً لتطورات الأشهر القادمة، على الضد من نظرية (يتم تردادها كثيراً في الصحافة العربية) بأن الرئيس الأميركي في فترة الانتخابات هو"بطة عرجاء"، كما أن كل ما سبق يطرح، أمام كل رافض ومتضرر من المشروع الأميركي الآتي بدباباته وشركاته النفطية ومراكز أبحاثه وزبانيته السياسيين المحليين، ضرورة دراسة حصيلة تلك الهجمة التي قامت بها واشنطن على المنطقة خلال سنوات عهد بوش الثمانية: هل فشلت، أم تعثرت، أم أن واشنطن (الحالية أو القادمة) ستنجح في إيجاد آليات وديناميات جديدة لانطلاق مشروعها مجدداً ولو عبر وسائل أخرى، وخاصة في ظروف تواجه فيها قوى المقاومة العراقية صعوبات كبيرة وتحاول قوى (الاعتدال) في لبنان وفلسطين دفع التأزم إلى أقصاه مع قوى المقاومة في محاولة يائسة لإرباكها ودفعها لمعارك جانبية تنهكها وتسهل على القوى المعادية تحطيمها.
إن الوضع القائم في المنطقة، بعد ثمان سنوات من سياسات إدارة أميركية غزت جيوشها المنطقة، ووضعت خططاً واستعانت بإيديولوجية الليبرالية الجديدة لتمرير برامجها ومشاريعها- يطرح أسئلة كثيرة راهنة، برسم المعنيين، منها:
1- هل سيستنبط من راهن على الهجمة الأميركية، من المعارضة السورية، الدروس الصحيحة بعد أن لم يأت حساب الحقل على حساب"البيدر"؟!
2- أليس من واجب قوى اليسار الماركسي واليسار القومي أن ينهيا استقالتهما من عملية مجابهة المشروع الأميركي، وأن يساهما مع قوى المقاومة الأخرى في التأسيس لوحدة وطنية واسعة قادرة على التصدي للسياسة الأميركية وأعوانها في
المنطقة بهدف الانتقال إلى مرحلة جديدة من النضال الوطني الديمقراطي.
3- نعتقد أن تامين انفراج ديمقراطي واسع عبر فتح باب الحريات الديمقراطية و العمل على تغيير السياسة الاقتصادية اللاوطنية الحالية يعزز قوى المقاومة في وجه المشروع الأميركي للشرق الأوسط .
هيئة التحرير





بطاقة تعريف:
تجمع اليسار الماركسي في سوريا (تيم)
”هو إطار سياسي مفتوح للأحزاب والمجموعات والأفراد الذين يتبنون الماركسية (عند بعضهم) والماركسية- اللينينية (عند بعضهم الآخر) منهجاً في التحليل والممارسة ، ويوافقون على الوثائق التأسيسية لهذا التجمع“
أصدر التجمع ”الوثيقة التأسيسية“ في 20 أبريل / نيسان 2007 مرفقة مع بيان إعلان التجمع .
الموقّعون على الوثيقة التأسيسية هم:
1- حزب العمل الشيوعي في سوريا
2- الحزب اليساري الكردي في سوريا
3- هيئة الشيوعيين السوريين
4- التجمع الماركسي- الديمقراطي في سوريا
5- لجنة التنسيق لأعضاء الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي
6- عبد العزيز الخيّر
7- سلامة كيله (وقد انسحب لاحقاً من التجمع)
هذا وقد انضم لاحقاً إلى التجمع ”الحزب الشيوعي تحت التأسيس“
يصدر التجمع(تيم) مجلة نظرية تحمل اسم ”جدل“ وجريدة مركزية تحمل اسم ”طريق اليسار“ التي عددها السادس بين أيديكم
من المحرر






فلنناضل مع الطبقات الشعبية في سبيل:
1- رفع الأجور والرواتب بما يتناسب مع ارتفاع الأسعار
2- تحسين مستوى الخدمات المقدمة للطبقات الكادحة وجماهير الشعب
3- الدعوة والمبادرة لتشكيل لجان شعبية مستقلة لمراقبة الأسعار، والمطالبة بضبط السوق المنفلت
4- فلنناضل من أجل الحريات السياسية العامة ، ومن أجل إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي في السجون وفي المحاكم.
5- فلنناضل من أجل بناء أوسع تيار وطني - ديمقراطي تقدمي



الماركسيون العرب والإسلام
محمد سيد رصاص


لم يكن البعد الفلسفي في الماركسية هو المقرِر لسياسة الماركسيين العرب- منذ بداية نشوء الأحزاب الشيوعية في العالم العربي عام 1923 في مصر- حيال الدين بشكل عام، والإسلام بشكل خاص، وإنما كانت حيثيات العمل السياسي ، والإستراتيجيات والتكتيكات المرحلية، هي المحددة لذلك.
في هذا الإطار تجنب الماركسيون العرب الدخول في صدام مع المقدسات، ومع المحرمات، ولم يدخلوا في مواضيع مثيرة للرأي العام، أو للمعتقدات السائدة، كما فعل الليبراليون مثل علي عبد الرازق في كتابه "الإسلام وأصول الحكم" / 1925/ لما شكك في المستندات الدينية للخلافة بعد عام من إلغائها من قبل أتاتورك، أو طه حسين في كتابه "في الشعر الجاهلي"/1926/ الذي أعطى رؤية شكيَّة عن جوانب من التاريخ العربي، مبيناً، عبر طرق بحثية استخدمت منهج ديكارت، أسساً للشكوك في أن يكون الشعر الجاهلي قد نُظم فعلاً قبل الإسلام.على العكس من هذا، نجد الماركسيين يتجهون إلى تقديم سياسات تراعي البنى الاجتماعية والثقافية السائدة، من دون طرح قضايا فكرية تثير الجدل أو تصدم الرأي العام، مثل العلمانية أو الدخول في نقد فلسفي للدين وبناه المعتقدية، مع اتجاه عندهم إلى تقديم قيادات آتية إما من عائلات دينية [ حسين محمد الشبيبي، سلام عادل (حسين أحمد الرضي) في العراق] أو من عائلات وجيهة اجتماعياً (خالد بكداش+ يوسف فيصل) . كما أنهم ومع تقارب عبد الناصر والسوفييت، منذ عام1955، قد حرصوا على أن يكون في "منظمات السلم"، الرديفة لهم، أشخاص لهم مكانتهم مثل المجاهد السوري محمد الأشمر في ثورة1925 ضد الفرنسيين أو الشيخ عبد الله العلايلي.
بالمقابل فإن من دخل في صدام فلسفي مع الدين قد كان من بعض الداخلين حديثاً إلى الماركسية، بعد أن أتوا إليها من مواقع قومية إثر هزيمة 1967، مثل الدكتور صادق جلال العظم في كتابه "نقد الفكر الديني" الذي كان أقرب إلى أفكار مادية عصر الأنوار الفرنسي ( ديدرو، هولباخ) أكثر من قربه من نقد ماركس للدين.
على جانب آخر ، نشأ جو فكري- سياسي ، كحصيلة لاصطفافات الحرب الباردة سواء على ما أتى من بعدها ؛ على المستوى الدولي أو على صعيد انعكاساتها عربياً لمواقف الإسلاميين الإخوانيين في صف الغرب وفي صف معادٍ لحلفاء موسكو العرب، ولّد- أي هذا الجو- بالتزامن مع ذلك أو لاحقاً تنظيرات ماركسية جديدة تناولت الشأن الإسلامي: بدأ أحمد عباس صالح ذلك منذ النصف الأول للسبعينيات،ع بر كتابه"اليمين واليسار في الإسلام"، طارحاً طروحات تقول ب"تقدمية"أبو ذر الغفاري والشيعة والقرامطة و الزنج و بـ "رجعية"مخالفيهم، في اتجاه تبنى أطروحة روجيه غار ودي عام 1966 "من أن الجزائري ذا الثقافة الإسلامية يستطيع أن يصل إلى الاشتراكية العلمية من منطلقات أخرى غير سبل هيجل أو ريكاردو أو سان سيمون، فقد كانت له هو الآخر اشتراكيته الطوباوية ممثلة في حركة القرامطة، وكان له ميراثه العقلاني والجدلي ممثلاً في ابن رشد، وكان له مبشر بالمادية التاريخية في شخص ابن خلدون" ("ماركسية القرن العشرين"، دار الآداب، بيروت1968، ص 15) . حتى وصل هذا الاتجاه إلى ذروته مع كتاب الدكتور حسين مروة "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" الصادر في عام 1978 ، الذي حاول فيه تطبيق نظرية فريدريك إنجلز حول (حزبية الفلسفة بين المثالية والمادية) على التاريخ والفكر الإسلاميين، حتى الوصول إلى حدود لم تكن فيها عبارة مهدي عامل عنه: "ذلك الشيوعي الشيعي" ببعيدة عن الواقع.
أتى كتاب الدكتور مروة في وقت كانت ثورة إيران مشتعلة في بحر عامي 1978- 1979، وقد حصلت آنذاك موجة فكرية- سياسية، شملت شيوعيي (وماركسيي) العالم العربي من القاهرة إلى بيروت ودمشق وصولاً إلى بغداد التي بدأ فيها الصدام بذلك العام (1978) بين الشيوعيين ونظام البعث الذي كان متوجساً من صعود الخميني، لتطرح تلك الموجة "ضرورة" التلاقي بين"الإسلام الثوري الآتي من طهران" والماركسية، حتى حدود وصلت بصحيفة الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) للقول بأنه "من مآثر مدرسة الخميني أنها لم تطرح برنامجاً يقوم على أساس ديني بحت بل طرحت بديلاً اجتماعياً وقومياً في إطار ديني ثوري" ("نضال الشعب"،العدد206،آذار1979) ، قبل أشهر قليلة من فتكه بماركسيي منظمة" فدائيي خلق" ثم بـ "حزب تودة"، وبالليبراليين والقوميين العرب والأكراد والأذربيجانيين والبلوش.
عزز هذا الاتجاه اصطفاف إسلاميي الحركة الإخوانية العالمية في صف"مجاهدي أفغانستان" الذين قاوموا، بالتحالف مع الغرب، النظام الشيوعي المحلي منذ/ 27 نيسان1978/ والدبابات السوفياتية الغازية لأفغانستان / منذ27 كانون أول1979 /، لتأتي هذه التنظيرات الفكرية حول التاريخ الإسلامي، القائلة بـ "رجعية" الأكثرية و بـ "تقدمية" الأقليات الإسلامية، كحصيلة وكغلاف نظري للاصطفافات السياسية الدولية والإقليمية والمحلية، وإن كان أيضاً لا يمكن عزلها عند الكثيرين عن محمولات اجتماعية وذهنية يحملها ( من محيطه) المتحزب والمؤدلج العقائدي إلى حزبه واتجاهه الفكري-السياسي، ليختلط الجانب الأول مع الثاني في نسب لكل منهما تكبر أو تصغر.
مازال الكثير من هذا المسار التاريخي يلقي بترسباته الذهنية، وتصوراته وطريقة نظرته للأمور،عند الكثير من الماركسيين العرب المعاصرين في فترة ما بعد سقوط السوفييت، كما أن ذلك يلمس بسهولة عند الكثير من الليبراليين العرب الجدد، الذين أتى معظمهم من الماركسية في فترة ما بعد تحولات عام1989، أثناء تناولهم للموضوع الإسلامي، حيث حملوا الكثير من أفكارهم هناك ونقلوها إلى موقعهم الليبرالي الجديد، مغيِرين اللون فقط.
ألم يحن الوقت لكي يقوم كل تيار فكري- سياسي عربي بالنظر إلى نفسه عبر مرآة المراجعة، سواء التي تشمل المواضيع كافة ، أوكل موضوع على حدة؟....


خطأ التعميمات المفرطة؛
"الإسلام السياسي في خدمة الإمبريالية"، مثلاً
نايف سلّوم

كتب سمير أمين في مقالة مطولة له في مجلة Monthly Review عدد ديسمبر 2007 تحت عنوان: "الإسلام السياسي في خدمة الإمبريالية "! :
"إن تاريخ الإخوان المسلمين معروف. إنهم حرفياً خلقوا في العشرينات على يد البريطانيين والملكيين لوقف تقدم حزب الوفد الديمقراطي والعلماني. كما أن عودتهم الجماعية من الملجأ السعودي بعد وفاة عبد الناصر، التي نظمتها « سي. آي. أيه» والسادات، سر معروف جيداً أيضاً. كلنا مدرك لتاريخ طالبان التي شكّلتها "سي.آي أيه» في باكستان لمقاتلة «الشيوعيين» الذين فتحوا المدارس للجميع، صبية وفتيات. كما من المعروف كذلك أن إسرائيل دعمت «حماس» في البداية لإضعاف التيارات العلمانية والديمقراطية في المقاومة الفلسطينية. لقد كان من الصعب للغاية على الإسلام السياسي التحرك خارج حدود السعودية وباكستان من دون الدعم القوي والمستمر والحازم للولايات المتحدة. إن المجتمع السعودي كان قد بدأ لتوه الخروج من التقليد، حين تم اكتشاف النفط تحت أرضه. حينها أبرم فوراً التحالف بين الطبقة التقليدية الحاكمة وبين الإمبريالية، مما أعطى روحاً جديدة للإسلام السياسي الوهابي. ومن جانبهم، نجح البريطانيون في تفكيك الوحدة الهندية عبر إقناع القادة المسلمين بخلق دولتهم الخاصة التي علقت في الإسلام السياسي منذ ولادتها. "
وقد وجدت من المهم تقديم نقد لهذه المقالة لما فيها من نزعة "التعميم المفرط".
إن ما كتبه سمير أمين عن الأخوان المسلمين وعن الحركات الوهابية في أفغانستان وفي السعودية أمر صحيح ، لكن ما أن يتوسع التعميم ليشمل حركات المقاومة الإسلامية مثل حماس والجهاد وحزب الله اللبناني وبعض المقاومات في العراق حتى نقع في الخطأ. إن الإفراط في التعميم بالشكل الذي ورد في مقالة أمين يقود إلى خطأين اثنين:
1- يقود هذا الإفراط في التعميم إلى عدم ترك مكان لما يسمى "التكتيك السياسي"؛ تكتيك التحالفات السياسية ضد الغزو الإمبريالي وقوى الاحتلال الأجنبي.
2- إن التعميم المفرط ينجم عن خطأ منهجي في التحليل مفاده أن الإسلام يؤخذ كـ "جوهر" في ذاته بعيداً عن الاقتصاد السياسي لكل بلد بعينه ، بالتالي تظهر الثقافة الإسلامية وكأنها حاملة ذاتها وهذا سقوط في المثالية الفلسفية وابتعاد عن الفهم المادي للتاريخ ولحركات الإسلام السياسي سواء بارتباطها بالسياسات الإمبريالية (مع أو ضد) أو بارتباطها بالأوضاع القومية المحلية. وعلى هذا الأساس لا يمكن أن أجمل في التحليل السياسي حزب الله اللبناني كحزب مقاوم لإسرائيل مع "المجلس الإسلامي الأعلى" في العراق ولا مع "جند الشام" ولا مع "تنظيم القاعدة" الدولي .
الأمر الآخر الهام في هذا السياق هو ما ورد في مقالة سمير أمين حول الإسلام السياسي الإيراني، حيث يقول: "أما جذر الإسلام السياسي في إيران فلا يظهر العلاقة التاريخية نفسها مع التلاعب الإمبريالي. "
كيف لنا أن نفسر هذا "الاستثناء الإيراني"؟ فإذا قال قائل : هذا ناجم عن تميز "الإسلام الشيعي" في نزعته المعادية للسلطان والهيمنة أعطيناه أمثلة كثيرة في العراق ، حيث تعاون الكثير من شيعة العراق مع الاحتلال الأميركي لا بل، تواطأ الكثيرون منهم! وهنا نعود مرة أخرى إلى الخطأ المنهجي في التحليل الذي يعتمد الإفراط في التعميم والذي لا يأخذ بالتالي طبيعة البنية الاجتماعية السياسية المدروسة بالاعتبار. إن قراءة لتاريخ إيران الاجتماعي /السياسي في مائة عام اعتباراً من الثورة الدستورية 1906 مروراً بصعود الحركة النقابية والديمقراطية ومعهما حزب توده (حزب الشعب الشيوعي) الإيراني 1941-1953 ، من ثم عودة الشاه بمساعدة أميركية و"التحديث " العصبوي المشوه الذي أنجزه بإشراف أميركي والذي أدى إلى تهميش طبقة "البازار" ، جعل من ثورة 1979 في إيران تأخذ ملمحين اثنين: الأول قيادة طبقة "البازار" للثورة عبر مثقفيها العضويين؛ رجال الدين الشيعة من الملالي وآيات الله، والثاني : البدء بتحديث قومي ذي نزعة استقلالية معادية للغرب وخاصة لـ الإمبريالية الأميركية ومساندة لحركات التحرر الوطني العربية في فلسطين ولبنان والعراق، وداعمة لسورية في عرقلتها لمشروع "الشرق الأوسط الجديد" الأميركي / الصهيوني. إن قراءة متأنية للاقتصاد السياسي الإيراني في مائة عام كفيل بفهم حقيقي للدور الذي يلعبه رجال الدين الشيعة كسلطة سياسية في إيران.

ضغوط على العقود الآجلة للنفط لسد ” ثغرة ” لندن


كتب "جيرمي غرانت" من لندن مقالاً نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" تحت عنوان "ضغوط على العقود الآجلة للنفط لسد ثغرة لندن"، قال فيه إن مساعي الكونغرس الأمريكي لإغلاق "فجوة" تشريعية في طريق سوق عقود الطاقة الآجلة الرئيسي في المملكة المتحدة- أو ما يسمى مجازاً "ثغرة لندن"- من غير المرجح أن يكون لها أي تأثير على الأسعار القياسية لخام النفط، كما ورد في تصريحات الملاك الأمريكيين لبورصة لندن لعقود النفط الآجلة يوم أمس. ويلفت الكاتب إلى الجدل الدائر في واشنطن حول ما إذا كانت المضاربة في أسواق النفط وعقود النفط الآجلة تأتي من بين العوامل المسؤولة عن أسعار النفط القياسية. وينقل عن بعض الساسة الأمريكيين قولهم إن أسواق عقود النفط الآجلة البريطانية قد تصبح أكثر تعرضاً لما يسمونها "المضاربة الزائدة"- أو التلاعب الفاضح- لأنها تخضع لرقابة هيئة الخدمات المالية، التي تُصور في الولايات المتحدة بأنها ضعيفة بما لا يمكنها من إحكام السيطرة على هذه الأسواق مثل نظيراتها الأمريكية. ويلفت الكاتب إلى أن مفوضية التجارة في العقود الآجلة للسلع الأولية قامت، تحت ضغط من الكونغرس الذي يمارس صلاحيات رقابية على أسواق العقود الآجلة الأمريكية، باكتساب البورصة الأوروبية للعقود الآجلة ومقرها لندن حيث تعرض عقود النفط الآجلة لـ "برنت" ومنظمة التجارة العالمية، لكي تفرض نفس الضوابط التجارية كتلك المفروضة على أسواق عقود النفط الآجلة الأمريكية، بهدف إغلاق "ثغرة لندن". ويشكك الكاتب في أن يكون لهذه الخطوة الأمريكية أثر على الأسعار القياسية، مستشهداً بالحظر الذي فرضه الكونغرس في الخمسينات على التجارة في العقود الآجلة للبصل، الذي أسفر عن تقلبات واسعة في سعر البصل على إثر إقصاء المضاربين من السوق.
من المحرر
قراءة في مضمون الاتفاقية الأمنية
بين قوة الاحتلال الأمريكي والحكومة العراقية
معتز حيسو

لم تأت الاتفاقية المزمع عقدها بين حكومة الاحتلال الأمريكي والحكومة العراقية بجديد عما كنا نتصوره من واقع السياسة الأمريكية في العراق وما ترسمه لمستقبل المنطقة ، والتي تتجلى من خلال فرض سياستها الاحتلالية المعبِّرة عن المصالح الحقيقية للرأسمال الأمريكي .
لقد شكّلت التجليات العيانية لمجمل السياسات الأمريكية في المنطقة والعراق ، صفعة لكل من راهن على المشروع "الديمقراطي الأمريكي" انطلاقاً من أفغانستان وصولاً إلى لبنان . وتمثل الاتفاقية التي بين أيدينا خلاصة السياسة الأمريكية التي تقوم على إذلال الشعوب ، وانتهاك السيادة الوطنية ، وقمع الحريات السياسية والمدنية ، ومحاربة المشاريع الديمقراطية الاجتماعية ، وتحويل المنطقة إلى محميات أمريكية في سياق مشروعها المتناقض موضوعياً وفعلياً مع المشاريع الديمقراطية المعبِّرة عن مصالح الشعوب . إن الديمقراطية التي تدَّعي الحكومة الأمريكية تمثيلها والدفاع عنها لا تعدو كونها تمكيناً لحرية حركة رأس المال المتناقض موضوعياً مع الديمقراطية ومصالح الشعوب ، والمنتهك لأدنى معايير العدالة الاجتماعية ، لأن جشعه غير المحدود يدفعه لتجاوز كافة الحدود وتحطيم كافة القوانين الإنسانية .
كما نعلم بأن العلاقات الدولية عموماً تقوم على أساس التفاعل والتبادل المتكافئ ، والتأثير المتبادل في سياق علاقات، عمادها الأساس، الندية المستندة إلى الحرية ، وهذا لا يعني بالمطلق تغييب السيطرة أو الهيمنة لبعض الأطراف الدولية نتيجةً لتملُّكها مفاعيل القوة التي من خلالها تفرض شروطها في العلاقات الدولية .
لكن ما نراه من أشكال العلاقة بين الأطراف الدولية المهيمنة والأطراف التابعة والمرتهنة ، فأنه يتم في سياق تأكيد وتأبيد هيمنة رأس المال بالقوة العسكرية وفق تجليات وأشكال مختلفة . وفي هذا السياق فإن ما يتم فرضه من أشكال العلاقة بين قوة الاحتلال الأمريكي والحكومة العراقية لا يعدو أن يكون تأكيداً لقوة الاحتلال بأشكال مقوننة تتناقض موضوعياً وواقعياً مع مصالح الشعب العراقي ، وبالتالي تتناقض مع الديمقراطية المعبِّرة في سياق تناميها عن الواقع الاجتماعي المتعين، وعن المصالح الاجتماعية للفرد في إطار تشكله الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، وعلى هذا الأساس فإن المشاريع الديمقراطية تتشكل بكونها حاجة موضوعية لمجتمع معيَّن ومحدّد وفق سيرورات وأشكال متباينة تتحدد وفقاً للخارطة السياسية المتعينة والمتغيّرة بآنٍ واحد .
إن الاتفاقية المزمع توثيقها بين حكومة الاحتلال الأمريكي والحكومة العراقية الإشكالية و المتناقضة مع مصالح المجتمع العراقي ، تشكل انتهاكاً فاضحاً للسيادة الوطنية العراقية التي تدعي القوات الأمريكية المحافظة عليها والدفاع عنها . وإذا دققنا في بنود هذه الاتفاقية فإن ما نلاحظه هو تأكيد الإدارة الأمريكية على تحويل الاقتصاد العراقي إلى اقتصاد السوق الحر ، ونعلم بأن سياسة السوق الحر تحتاج بداهة وبالدرجة الأولى إلى مجتمع مفتوح وحر سياسياً واقتصادياً ، وهذا ليس متوفراً في العراق بفعل الاحتلال المباشر ، وبذلك فإن ما تشتغل عليه الإدارة الأمريكية هو تحويل العراق إلى منطقة نفوذ خاصة لاستثماراتها في إطار هيمنتها المباشرة على المصادر النفطية في العراق والمنطقة بكونها أحد المعابر الأساسية لفرض هيمنتها العالمية ، إضافة لما يمكن أن يساهم وجودها المباشر والموثق باتفاقيات مباشرة مع الحكومة العراقية ولفترات زمنية طويلة في فرض شروطها على المنطقة بما يتلاءم ويعبر عن تحالفها الاستراتيجي مع المشروع الصهيوني .
وفي قراءتنا للبنود السرية لهذه الاتفاقية ، يمكننا أن نلاحظ سعي الحكومة الأمريكية لربط العراق من خلال حكومته الراهنة باتفاقية ثنائية وليس معاهدة ، وكما نعلم بأن الاتفاقية تعبير أكثر إلزامية من المعاهدات الدولية المتعددة الأطراف ، مما يؤكد سعي الإدارة الأمريكية إلى فرض سيطرتها السياسية والاقتصادية والأمنية بشكل منفرد على العراق ، بكونها تمثل البوابة الرئيسية لمشاريعها المستقبلية .
إن كافة البنود السرية تؤكد على الهيمنة الأمريكية على شعب العراق وثرواته وفق صيغة احتلالية مشرعنة ومقوننة إلزامياً ،وفي سياق يتم فيه تحويل العراق إلى قواعد عسكرية أمريكية متقدمة يحق من خلالها للقوات الأمريكية التدخل العسكري المباشر في شؤون باقي دول المنطقة ، ويتجلى هذا من خلال التأكيد على مشروعية وحق القوات الأمريكية في استخدام الأراضي والأجواء والمياه العراقية للتدخل في المحيط الإقليمي للعراق و بما يخدم سياساتها ، ووفق أشكال لا يحق فيها للحكومة العراقية أن تتدخل في تعداد القوات الأمريكية و سياساتها الأمنية و تحركاتها الميدانية ، أو حتى أماكن تواجدها وصلاحياتها . هذا إضافة إلى تغييب دور الحكومة العراقية ودوائرها القضائية ، وتجريدها من حقها في مساءلة أو مقاضاة أفراد القوات الأمريكية . ويترابط هذا مع أحقية القوات الأمريكية باعتقال كل من ترى بأنه يهدد الأمن والسلم الأهلي ( وهذا طبعاً وفق المنظور التي تقتضيه المصلحة الأمريكية ، أي يحق للقوات الأمريكية اعتقال كل من يهدد أمن قواتها و يهدد استقرار واستمرار مشروعها في العراق والمنطقة ... ) .
وربطاً مع ما سبق يحق للقوات الأمريكية بناء المراكز الأمنية والسجون داخل العراق ، في سياق يمكن أن يؤول أو يتطور إلى مايشبه معتقلات غوانتانامو التي تتجاوز من خلالها الحكومة الأمريكية كافة المواثيق الدولية وحقوق الإنسان ، أي أنها خطوة لضمان محاكمة كل من تخول له نفسه معارضة السياسات الأمريكية ، بعيداً عن المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تدعي القوات الأمريكية زيفاً وباطلاً احترامها والدفاع عنها . وتتعزز هذه الميول من خلال سعي القوات الأمريكية وحكومتها لتوسيع الحصانة للشركات الأمنية التي انتشرت فضائحها الإنسانية والأمنية ، والتي تم ويتم من خلالها انتهاك الحقوق الإنسانية للمواطن العراقي من دون أن يكون للحكومة العراقية ودوائرها القضائية الحق في ملاحقتهم قضائياً ، مما يعني أن هذه القوات والأجهزة والمؤسسات خارجة عن سيطرة القوانين العراقية ودستوره الذي يفترض أن يكون هو السائد على الأراضي العراقية ، مما يعني المزيد من انتهاك السيادة الوطنية العراقية على الأراضي العراقية ، مما يعني المزيد من انتهاك السيادة الوطنية العراقية.
وتعزز هذه الاتفاقية وصاية الأمريكان الانتدابية على العراق من خلال حقها بالتدخل في كافة المعاهدات التي يمكن أن تبرمها الحكومة العراقية مستقبلاً ، وللحكومة الأمريكية الحق أيضاً في التدخل في أشكال ومستويات علاقات العراق الإقليمية ، حرصاً في المستوى الظاهري والشكلاني على أمن واستقرار العراق ودستوره . لذلك يجب إدراك تناقض إدعاءات حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في الحفاظ على سيادة العراق وضمان أمنه وسلمه الأهلي ، وضمان تطبيق دستوره وقوانينه على الأرض العراقية . وانتهاكها المتواصل لحرمة الشعب العراقي و دستوره وأمنه وسلمه الأهلي والمدني .....
وتؤكد الاتفاقية على بسط سيطرة الإدارة الأمريكية على وزارة الدفاع والداخلية والاستخبارات العراقية ، وكما نعلم بأن هذه المؤسسات سيادية ويجب أن تدار بكوادر وطنية ، لكونها المعنية بشكل مباشر في ضمان أمن العراق واستقراره ، لكن تتوضح أهداف هذه السياسية إذا علمنا بأن الإدارة الأمريكية تعمل على ربط التسليح العسكري العراقي بالمؤسسات العسكرية الأمريكية ، وبما تقتضيه المصالح والسياسات الأمريكية في المنطقة . هذا إضافة إلى أن تسليح الجيش العراقي ومؤسساته الأمنية ، وبعض دول المنطقة كان له و سيكون دور أساسيّ في تحريك عجلة مصانع السلاح الأمريكية، مما يعني اشتغال الإدارة الأمريكية على تجاوز أزمة مصانع الأسلحة من خلال افتعال الحروب والأزمات التي تفترض زيادة معدلات التسلح العالمي . وهذا يعني تصريف الأسلحة المخزنة ، و تسريع عجلة إنتاج الأسلحة .
وتُختتم بنود الاتفاقية بترك السقف الزمني لبقاء القوات الأمريكية في العراق مفتوحاً ، مما يؤكد بداهة بأن مهام القوات الأمريكية ليس تحرير العراق وضمان أمنه واستقراره ، بل ضماناً لاستمرار سيطرتها وهيمنها الإقليمية والعالمية . وهذا يناقض كل إدعاءات الإدارة الأمريكية في الحفاظ والدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وعن السلم والأمن الدوليين .
27 / 6 / 2008 م

إصدار جديد
نعمان عثمان

ردا ً على كتاب عشرة أيام هزّ ت العالم للصحفي الأمريكي جون ريد ، أصدرت دار غورباتشوف للنشـر و التشويش كتابا ً بعنوان : "كيف تحطـّم منظمة شيوعية في عشرة أيام"، و جاء الكتاب بالقطع الكبير ، و تمّ تبويبه على شاكلة كتاب تعلم اللغة التركية في عشرة أيام ، من دون معلم !
و قد تلقفت دوائر "العولمة" و أصحاب التفكير السديد هذا الكتاب بفرح شديد ، و تمّـت ترجمته إلى لغات العالم ، و بملايين النسخ ، و احتل واجهة الكباريهــــات و مطاعم الماكدونالد و أبنية التجارة العالمية ، و تم منحه مجاناً مع كل قرص مضغوط للأغاني الهـابطة ، و أصبح من الممكن الحصول عليه مقابل ثلاث علب كوكا كولا فارغة !
كما قام المتمركسون بتقديم الشروحات و الهوامش عليه ، لكي يبرروا للعامـّـة ارتدادهم ، دون أن يستطيعوا تقديم أية إضافات مفيدة ، خلا ما يتعلق بتغيير أساليب العمل التي أصبحت كما يلي :
- الدعوة إلى الطريق الثالث ، و هو كوكتيل بين الاشــتراكيـّـة الإصلاحيـّـة و النظام الرأسمالي في حلـّـته الجديدة .
- إلغاء الصراع الطبقي ، و الترويج للتغييـر من الخارج و في رواية أخرى التغيير عن طريق الأنظمة الحاكمة ( و كأنه يوجد فارق ) !
تبنـّـي "الديمقراطية" بجميع أنواعها عدا ديمقراطية الطبقات المنتجة !
- تأييد الاحتلال طالما أنه "يؤمن الاستقرار و يرفع معدلات النمو الاقتصادي" ( كما حدث في أفغانستان و العراق ) !
- تشجيع الفساد خاصة الكبير منه !
و كمـا الطالبُ يبـز ّ أســـتاذه ، قامت منظمــات العــالم الثـالث بتـفـريــــخ الفصـــــــــائل و المجموعات ، و في رواية أخرى : الشــــراذم ، التي لا نســتطيع تمييزها إلا من مرياعها ، و التي تتشابه بالرداءة و بافتقادها الحامل الاجتماعي .
في سترينجيا الشرقية مثلا ً ، تطوّع أحد المتمركسين ، بدون مقابل ، أن يكون وكيلا ً حصرياً لتوزيع هذا الكتاب ، و قام بتطبيق النصائح الواردة فيه ، و قد نجح حتى الآن بتطفيش عشرات الشيوعيين و إبعادهم عن الساحة .
و قد صرح هذا المتمركس الجهبذ ، إن مقولة ماركس " العملة السيئة تطرد العملة الجيدة من السوق " لا تزال تفعل فعلها ! و كأنه بهذا التصريح يطالبنا بمنحه وسام الاستحقاق من الدرجة الوردية !
جهبذ آخر شكـّـل رابطة مشجعي الفريق غير الاقتصادي ، و راح ينقل نقلا ً حيا ً مجريات المباراة الحاسمة على كأس المواطن المنهوب ، و التي تجري في ملاعب الصبا بين الفريق الاقتصادي و فريق البؤساء ( لفيكتور هوغو ) , تحت رعاية غرفة التجارة .
قال جيناك يا عبد المعين ( و هو أحد مترجمي الكتاب ) إن البداية هي في وحدة الشيوعيين ، ثم ّ بدأ بإقصاء الكوادر غير المنضبطة ! مطبقاً المثل : طب الطنجرة على تمـّـه ، بتطلع البنت لأمّـه .
مترجم آخر ، أشعري ، من أنصار طالبــان ، قرّر:
"إن أي اجتهاد هو تحريف" ! عاش على الذكريات ، ثم ّ نام في العسل !
ملاحظة : للحصــول على نســخة من هذا الكتاب ، نرجو مراجعة أقرب مركز لتوزيع قسـائم المازوت ، بدون هوية شـــخصيـّـة ، مصطحبيـن أوراق التـــوت و صورتين لمارلين مونرو ! حلب في 8 تموز
"الاتحاد من أجل المتوسّط"... كفى نفاقاً
سمير العيطة*

عدا التموضع على الصور التذكاريّة، والظهور على منصّة الشرف خلال العرض العسكري للعيد الوطني - الذي يسجّل بالمناسبة ذكرى ثورة شعبيّة - ما الذي سيتحدّث عنه قادة الدول الذين سيجتمعون في 13 تموز/ يوليو بدعوة من الرئيس ساركوزي لإطلاق "الاتحاد من أجل المتوسّط"؟
الاتحاد الأوروبّي يخرج من "صفعة تاريخيّة" مع سقوط مشروع الدستور الأوروبّي "المبسّط" بعد رفض البلد - الوحيد الذي أجرى استفتاءً- تصديقه. هذه الصفعة كانت أساساً للسيّد ساركوزي المبادر لهذه الصيغة المبسّطة، والرفض كان للأسباب نفسها التي أدّت إلى سقوط المشروع الأوّل سابقاً بعدّة استفتاءات: غياب أوروبا الاجتماعيّة. وتركيا، همزة الوصل بين أوروبا والبلاد العربيّة، ما زالت شديدة التحفّظ على هذا المشروع الجديد الذي يهدف أساساً لإبعادها عن طموحها الأوروبي. كما رفضت دول الجزيرة العربية تمويل المشاريع المحتملة، كما طلبته فرنسا وأوروبا، علماً بأنّها، على عكس الدول الأوروبية غير المتوسطية، لم تدعَ أساساً إليه. ولا شيء للجلوس والحديث فيه مع الإسرائيليين، في غياب أيّ مخرجٍ قريب المدى لمعاناة الفلسطينيين، وعدم نضج المباحثات السورية- الإسرائيليّة، وإهمال السيّد ساركوزي للمبادرة العربية.
يلمّح أصحاب الفكرة الأساسيون [1] أنّ المشروع سيأتي ليس بالأموال والاستثمارات، بل إلى "إرساءٍ قويّ لبلدان الجنوب" للسفينة الأوروبيّة. والتساؤل هو أنّه في حال صعوبة تقارب الطروحات السياسيّة، خصوصاً مع تماثل أوروبا مع مشروع الهيمنة الأمريكيّة على المتوسّط والشرق الأوسط برمّته، ما الفائدة من هذا الإرساء؟

الجنوب" للسفينة الأوروبيّة. والتساؤل هو أنّه في حال صعوبة تقارب الطروحات السياسيّة، خصوصاً مع تماثل أوروبا مع مشروع الهيمنة الأمريكيّة على المتوسّط والشرق الأوسط برمّته، ما الفائدة من هذا الإرساء؟
فعلى مستوى الاقتصاد الكلّي، ذهبت هباءً أحلام أبناء الجنوب بعد مدريد وبرشلونة بأنّ الشراكة الأوروبية ستفضي إلى "مشروع مارشال" ينتهي بنهوض الاقتصادات ومستوى المعيشة. وعلى مستوى الدولة، لم تأتِ المساعدات الأوروبيّة إلاّ لتغذيّة مكاتب دراستها لتدعم "الإصلاحات الهيكليّة" لـ"توافق واشنطن" لإضعاف الدولة ودورها في إدارة الاقتصاد وفي إعادة التوزيع الاجتماعي، مع هيمنة دوغماتية "تحرير الأسواق" والتخلّي عن المكتسبات الاجتماعيّة أصلاً الضئيلة. لم يبقَ إذاً هناك إلاّ السلطات التي لا تترك حيّزاً للتداول والمرتبطة بالاحتكارات الريعيّة. علماً أنّ هذا النموذج هو نفسه التي ترفضه الشعوب الأوروبيّة، والتي يعمل أشخاصٌ كالسيّدين برلسكوني وساركوزي على تشييده على الضفّة الشمالية. هشاشةٌ اجتماعيّة في الجنوب تقابلها هشاشة تمتدّ أيضاً في الشمال.
وليعرف القادة قبل اجتماعهم أنّ الوضع في الجنوب قد ساء كثيراً بعض عقدٍ من الإرساء الأوروبّي الأوّل. فدول الجنوب المتوسّطي [2] تحوي 200 مليون نسمة تعيش اليوم آثار قفزة النموّ السكّاني في عقود الستينات والسبعينات من القرن الماضي. إذ يأتي إلى أسواق العمل فيها 1،8 مليون شخص سنويّاً

1،8 مليون شخص سنويّاً، جزئيّاً لزيادة نسبة مشاركة النساء والأطفال للضرورات المعيشيّة، مع هجرة الأرياف وتقلّص التشغيل في القطّاع الزراعي بعد إضعاف سياسات الأمن الغذائي. ويتقلَص التشغيل أيضاً في القطّاع الصناعي وفي الوظائف الحكوميّة، وبالكاد يتأمّن "عمل" لثلثي القادمين الجدد. علماً أنّ نصف "فرص العمل" هذه هي في القطّاع غير النظامي [3]، دون عقود أجر ودون أيّ حماية اجتماعيّة. وعلماً أن ضغوط البطالة و"الإصلاح الهيكلي" والسياسات النقديّة قد أدّت إلى انخفاض الأجور الفعليّة في القطّاع النظامي وإلى اعتماد إصلاحات في قوانين العمل تجعله حتّى أكثر هشاشةً من قبل، وإلى كبح أو إلغاء فاعليّة أيّ وسيلة قانونيّة للمطالبة الاجتماعيّة.
وبما أنّ الهجرة هي الموضوع الذي يهمّ الأوروبيين، ليعرفوا أيضاً أنّ الثلث الباقي من القادمين الجدد مدعوٌّ إلى الهجرة، كسبيلٍ لتأمين معيشته [4] خاصّةً الآن من المغرب ومصر وسورية والأردن؛ وأنّ الهجرة الجديدة تخصّ أكثر المتعلّمين مما يفقد البلاد قدراتها على التنمية (وهذا بالذات ما يريده السيّد ساركوزي مع سياساته للهجرة "الانتقائيّة"). وليعرفوا أنّ من هاجر منهم إلى أوروبا (الهجرة الأولى منذ استقلال الدول المعنيّة، دون احتساب من توالدوا هناك) لا يشكّلون إلاّ نصف المهاجرين أي بأقصى التقديرات 6 مليون نسمة؛ في حين استقبلت هذه البلدان أكثر من ذلك، 7 إلى 10 مليون نسمة، من اللاجئين الفلسطينيين والسودانيين والصوماليين والأريتريين (في مصر خاصّةً)، ثمّ حديثاً العراقيين (سوريا والأردن خاصّةً). أتوا جميعهم خلال فترات ضيّقة وضمن أجواء كارثيّة في بلادهم، لا تدريجيّاً وبطلبٍ اقتصاديّ كما في أوروبا. هذا دون الهجرات الداخليّة التي أحدثتها الاضطرابات (أكثر من مليون قروي طردوا من منازلهم خلال الحرب الأهليّة في الجزائر)، ودون هجرة العمّال الأسيويين التي أصبحت ملحوظة إلى بلدانٍ كالأردن (يعمل أغلبهم في المناطق الاقتصادية الخاصّة المشتركة مع إسرائيل) ولبنان. ويجب كذلك أن يعرفوا أنّ موضوع الهجرة أكثر حساسيّةً لنا منهم، إذ أنّ تحويلات المهاجرين تصل إلى حوالي 50 مليار دولار سنويّاً (تتضمّن التحويلات الرسميّة وغير الرسميّة، أي حوالي 12 % من الناتج المحلّي الإجمالي للبلدان المعنيّة، نصفها فقط يأتي من أوروبا)؛ وهي أكبر بكثير من كلّ المساعدات الأوروبية وليست مشروطة لا سياسيّاً ولا بسياسات تحرّرٍ تجاريّ وتخلّي اجتماعي خرقاء. هذه التحويلات هي التي تسمح لهذه البلاد بتحمّل أعبائها الاجتماعيّة وخاصّة استقبال "الإخوة" المهجّرين.
فهل من يذكّر بهذا الواقع ويقول للسيّد ساركوزي أنّ سفينة الجنوب تحمل همّها وتتحمّل عنصريّتكم وتخبّطكم. جيران الجنوب ليسوا القادة والمفوّضيّة الأوروبيّة، بل شعوب أوروبا التي بدأت تلمس بعض ما تعيشه شعوب الجنوب.
هوامش :
[1] ولدت الفكرة أساساً من قبل السيّد جان- لوي غيغو، زوج وزيرة العدل الاشتراكية السابقة، وكذلك بيار باكوش، الأستاذ في جامعة باريس، قبل أن يتبنّاها السيّد ساركوزي عرضاً خلال حملته الانتخابية. راجع: http://www.cafe-geo.net/article.php...
[2] المقصود فيما يلي هو ثماني دول هي المغرب والجزائر وتونس ومصر وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين دون ليبيا وموريتانيا المرشحتين أيضاً لغياب المعطيات. كلّ المعطيات هنا من دراسة حول الشراكة الأوروبية والعمل في المتوسّط، ساهم فيها عرب وأوروبيون، ضمن مشروع للنقابات الإسبانيّة وللمنتدى النقابي الأورومتوسطي ستنشر بلغات أربع في الخريف المقبل.
[3] تتراوح نسبة العمل غير النظامي من التشغيل الكلّي في البلدان المعنيّة بين 42 % في سوريا و55 % في مصر.
[4] تشير الإحصاءات الرسميّة إلى معدّل هجرة إلى الخارج، يصل على الأقلّ إلى 300 ألف شخص سنوياً، أي 17% من الداخلين الجدد إلى سوق العمل.
- اقتصادي، رئيس تحرير النشرة العربية من لوموند ديبلوماتيك ورئيس مجلس إدارة موقع مفهوم http://www.mafhoum.com
افتتاحية لوموند ديبلوماتيك – النشرة العربية

مراجعات شيوعي سوري قديم
صبحي العرفي
الخطوة الأولى لإعادة الاعتبار إلى الاشتراكية تبدأ بإنقاذها من الأكذوبة الأيديولوجية التي قدمتها ما سميت بالأنظمة "الاشتراكية" عن نفسها، لما كانت تلك التسمية غطاءً لتلك الأنظمة. إن أهم انتصار لقضية الاشتراكية هو أنها أصبحت - الآن- أكبر من أن تحدد أو أن يدعِي نظام" ما" ملكيتها.
إن ماركس ولينين لم يقدما أي مفهوم واضح عن الاشتراكية ، فقد تحدثا عن مرحلة وليس عن نظام ليعتبرا تلك المرحلة ممراً للانتقال التاريخي من الرأسمالية إلى الاشتراكية وصولاً إلى الشيوعية، وهذه المرحلة ربما تستمر أجيالاً أوقروناً ، يكون فيها التقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي والثقافي الأعلى هو الذي يحرك التاريخ الإنساني إلى الأمام، وهو الذي يشكل القاعدة التي تقوم عليها "مملكة الحرية" وفقاً لتعبير ماركس.
قوة الماركسية قبل كل شيء تتجلى في أنها فلسفة أمل اجتماعية، أي أنها تعدنا للوصول إلى مجتمع أكثر عدالة، المجتمع الذي يكون فيه الإنسان حراً من خلال مسار حركة التاريخ نفسه.
إن الأزمة التي تواجهها البشرية هي أزمة اقتصادية- سياسية- روحية- إيكولوجية (بيئية) ، ما يتطلب نظاماً شاملاً للعالم كله، يقوم على الحرية والعدالة ويردم الفجوة الحضارية بين الأمم ويضمن حماية البيئة من الدمار، وهذا ما تعجز الرأسمالية كنظام عن تحقيقه.ولكن المشكلة الآن أن الكثير من الناس نراهم كيف هم يرفضون الرأسمالية وفي الوقت نفسه يديرون أذناً صمَاء للاشتراكيين بعد أن سلبتهم الأنظمة "الاشتراكية" كل حق في الحرية باسم العدالة. إن الخطر الأكبر الذي يواجهنا الآن ليس النصر الذي حققته الرأسمالية وإنما غياب جواب الحياة البديلة.
إن هناك فرقاً كبيراً بين الحضارة التي أوجدتها البورجوازية (وهي حضارتنا الراهنة)والحضارات الزراعية السابقة. انو جدت مع الحضارات القديمة أشكال من الاختلاف الثقافي بين الشعوب شمل العادات والتقاليد والقيم ،كما انو جدت أنماط مختلفة من نظم الحكم،إضافة لتنوع أشكال الإنتاج.إن الرأسمالية في مرحلتها الراهنة قد ألغت كل الحدود الممكنة بين الدول والأمم وتحول العالم كله بعد ثورة الاتصالات لما يشبه القرية الإلكترونية الواحدة. إن لكل ثقافة طابعها القومي الذي يشكل إثراءً للتعدد الثقافي في العالم لكن لا ينبغي لهذا الطابع القومي أن يعزلنا عن روح العصر أو يضعنا في مواجهة مع القيم الإنسانية المشتركة.
لقد انهارت "اشتراكية" النظم السابقة ليس فقط لأن الناس ومن ضمنهم العمال أنفسهم اكتشفوا حقيقة الكذبة الأيديولوجية لتلك النظم لما قالت عن نفسها بأنها اشتراكية وإنما أيضاً لأنهم كانوا يريدون أن يرتدوا بناطيل جينز وأن يحصلوا على أجهزة فيديو وسيارات حديثة:إننا نستطيع أن ننتقد هذه الظاهرة حين تتحول إلى نزوع استهلاكي جامح في مجتمع الوفرة ولكن هل نستطيع انتقادها في مجتمع الندرة؟.
تنتصر الاشتراكية عندما تتحول إلى قيمة إنسانية عامة داخل المجتمع (مثلما هو واقع حال الديمقراطية وحقوق الإنسان في المجتمعات المتقدمة)،كما تنتصر عندما تكون سمة للنظام من دون أن تكون غطاء له.
بعد انهيار اشتراكية النظم التي سارت على خطى ستالين فإن النصر الحقيقي للاشتراكية هو أنها تحولت من كونها انقلاباً ثورياً له كهنته وطقوسه إلى طريق مفتوح أمام البشرية كلها.
إعادة الاعتبار للاشتراكية تبدأ بنقدها وتحريرها من التشويه الذي لحق بها منذ عهد ستالين حيث تحولت من فلسفة إنسانية إلى إيديولوجيا للتبرير والاستخدام الدعائي.لقد حوَل ستالين الماركسية السوفياتية إلى نمط تبريري لم يمتلك العمال تحت ظل نظامه الشعور بأن المعامل هي ملك لهم،بل أنها لرب عمل محدد هو الدولة (مثلما كانوا يعملون في أي مكان آخر) محرومين من التمتع بالنقود التي يستعملونها،لأنهم لا يجدون ما يشترون بها ، فيما كانوا يرون الفساد في الكثير من الأمكنة، عند مديري المعامل، والمسؤولين المرتشين، فيما كان قادة الحزب السياسيون يعيشون في أبراجهم العاجية،بينما كان الأيديولوجيون يتحدثون فيه عن الإنسان الاشتراكي الجديد الذي سوف يبني المستقبل.
في واقع الحال ، إن الغباء الأيديولوجي في تلك الأنظمة"الاشتراكية" قد حوَل الناس هناك إما إلى مرضى روحياً أو إلى أميين سطحيين لاتهمهم سوى بهرجة البضائع، أو إلى أنانيين لا يؤمنون بأي نظام أخلاقي، وبدل أن يمتلك الإنسان في تلك النظم وعياً طبقياً أو أيديولوجياً ضد الرأسمالية أصبحت الرأسمالية في نظر الغالبية بتلك المجتمعات هي الحلم.


النفط في أسبوع - استهلاك الصين من النفط ازداد رغم ارتفاع الأسعار
وليد خدّوري*
تشير معلومات رسمية من الصين إلى أن استهلاك النفط في هذا البلد عَبَر حاجز ثمانية ملايين برميل يومياً في حزيران (يونيو) الماضي، ما يؤكد مرة أخرى موقع الصين الثاني في العالم لجهة الاستهلاك النفطي بعد الولايات المتحدة لكن قبل اليابان.
وتفيد معلومات لإدارة الجمارك الصينية نُشرت في العاشر من الشهر الجاري، أن واردات البلاد من النفط والمحروقات ارتفعت خلال النصف الأول من السنة بنسبة 11 في المئة، إذ وصل مجموعها إلى نحو 3.66 مليون برميل يومياً، مقارنة بنحو 3.31 مليون برميل يومياً في النصف الأول من السنة الماضية.
وتشير هذه المعلومات إلى أن فاتورة الصين للواردات من النفط والمحروقات ارتفعت خلال هذه الفترة نحو 86 في المئة، وذلك بسبب زيادة حجم النفوط المستوردة وارتفاع قيمتها. وسجلت قيمتها نحو 65 بليون دولار.
ويحاول بعض وسائل الإعلام في الغرب تضخيم أهمية هذه الأرقام، وتعزو إليها السبب في زيادة الأسعار العالمية للنفط. لكن حقيقة الأمر تتمثّل في ان الصين لا تقوم بأكثر من تأمين موارد الطاقة الضرورية لاقتصادها النامي بسرعة وضخامة، ولمجاراة التقدم الاقتصادي والاجتماعي فيها، وهذا حق من حقوقها الطبيعية والأساسية.
وتشكّل الصين، وطبعاً الهند والبرازيل، أسواقاً جديدة وضخمة للنفط والغاز الطبيعي، ما يدفع البلدان المنتجة إلى تكثيف العمل على تطوير حقولها النفطية لتلبية هذا الطلب وتجنب حصول أي نقص في الإمدادات. ونجد ان الصين تستورد نفوطها من أكثر من 11 بلداً.
وتشير المعلومات المتعلقة بالنصف الأول من السنة الجارية إلى ان الصين استوردت 675 ألف برميل يومياً من النفط من أنغولا، و656 ألفاً من السعودية، و433 ألفاً من إيران، و285 ألفاً من عُمان، و252 ألفاً من روسيا، و216 ألفاً من السودان، و200 ألف من فنزويلا، و109 آلاف من كازاخستان، و97 ألفاً من ليبيا، و95 ألفاً من الكونـــغو – برازافــيل، و628 ألفاً من بلدان أخرى.
ولافت ان السودان يقع في المرتبة السادسة بين البلدان المصدرة للنفط إلى الصين. وإذا قارنا بين مجموع ما تستورده الصين والكميات المحدودة التي تستوردها من السودان، يبدو اعتماد بكين على النفط السوداني محدوداً جداً، ولا يتناسب بأي شكل من الأشكال مع ما يدعيه بعضهم حول علاقة الصين النفطية مع السودان.
لقد فصّلنا مصادر النفط الذي تستورده الصين للدلالة على انها، على عكس ما تتناقله الأخبار، لا تعتمد على النفط السوداني في وارداتها بما يبرر مواقفها المؤيدة للسودان في مجلس الأمن. وحقيقة الأمر ان شركات النفط الغربية كانت هي المهيمنة على استكشاف النفط في السودان وإنتاجه، إلى ان أجبرتها حكومات الخرطوم والجمعيات التبشيرية في أميركا الشمالية على التخلي عن أعمالها في السودان بسبب الحرب الأهلية هناك. وانتهزت الشركات النفطية الصينية الفرصة فحلت محل الشركات الغربية، كما استثمر بعض شركات النفط العربية الخاصة في قطاع النفط هناك.
معروف أن الشركات الصينية النفطية تدرس أعمالها جيداً لتعرف بدقة مدى حاجة بلادها الآن ومستقبلاً إلى النفط والغاز، وهي تستثمر في اكتشاف حقول تتمة المقالة صفحة 9 ...... الأقطار العربية المصدرة للنفط، إن لم يكن كلها، لتأمين احتياجاتها، من خلال منافسة تجارية مع الشركات الأميركية والأوروبية والآسيوية، علماً أن لها موقعها المميز، موقع الصين الثاني الآن بين البلدان المستهلكة للنفط، يُتوقع لها ان تقفز خلال العقدين المقبلين إلى المركز الأول، مع ارتفاع مستوى المعيشة فيها، والانتقال الضخم لسكان الريف إلى المدن، وما يمثل ذلك من ازدياد لاستهلاك الكهرباء والبنزين وسائر أنواع الوقود.
وخير دليل على التعاون العربي – الصيني النفطي هو الاتفاق الضخم بين شركة «أرامكو السعودية» و «اكسون موبيل» الأميركية و «سينوبك» الصينية، للاستثمار في مصنع للتكرير والبتروكيماويات في الصين، ناهيك عن عقد حصلت عليه شركة «قطر بتروليوم» لتأمين إمدادات ضخمة من الغاز الطبيعي المسيّل إلى السوق الصينية. * كاتب متخصص في شؤون الطاقة.
نقلاً عن ”الحياة“ 27-7-2008
هل هناك تبدّل في السياسة أم في التكتيك الأمريكي
منصور الأتاسي
حاولت الولايات المتحدة الأمريكية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السيطرة على مجمل التطورات العالمية تحت شعار سيادة القطب الواحد وقررت أن تبدأ بالهيمنة على مناطق إنتاج النفط بهدف السيطرة على شريان الصناعة العالمية وخصوصا الأوروبية اليابانية والصينية. وبدأت المحاولة الأولى بعد دفع النظام العراقي لاحتلال الكويت وما تلاه من تدخل عسكري عالمي وعربي واسع فيما سمي بحرب الخليج الثانية التي كانت تهدف إلى إسقاط النظام وترافق العمل العسكري بتحركات داخلية فيما يعرف بثورة الجنوب ولما لم يستطع العدوان العسكري الذي قضى على سلاح الجيش العراقي ولا التحركات الداخلية بإسقاط النظام اكتفت الولايات المتحدة بإصدار قرار دولي بمحاصرة العراق اقتصاديا وعسكريا وتابعت الحصار بدقة.
وبعد بوش الأب جاءت إدارة كلنتون لتحاول بالدبلوماسية ما فشلت القوة العسكرية في تنفيذه فأبقت على حصار العراق وبدأ حوار لحل المشكلة الفلسطينية. لتأمين دخول ناجح إلى المنطقة لعلمها أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المركزية في المنطقة. ودعا كلنتون الرئيس ياسر عرفات, وشارون للحوار في البيت الأبيض وأبقاهم هناك شهرا للوصول إلى ما سماه/سلام الأقوياء/ ولكن إصرار شارون على رفض عودة اللاجئين إلى ديارهم أدى إلى رفض عرفات لهذه المباحثات وإنهائها بدون أية نتائج مما أدى أيضا إلى سقوط شعار سلام الأقوياء الذي أدى فشله إلى انطلاقة المقاومة الفلسطينية مرة ثانية في محاولة من عرفات للضغط على الإسرائيليين لقبول مبدأ حق العودة. وكان حصار عرفات في مقره لعامين ثم قتله بالسم ...
وبعد أن فشلت المحاولتان الأولى والثانية قررت إدارة بوش الابن التواجد العسكري المباشر في المنطقة وفرض الحلول الأمريكية بالقوة العسكرية وتغيير خارطة الشرق الأوسط التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو وكانت تنسجم مع المصالح الأوروبية وتأمين شرق أوسط جديد ينسجم والمصالح الأمريكية. واستفادت الولايات المتحدة من أحداث /11/ أيلول وبدأت باحتلال أفغانستان مستندة إلى قرار دولي. ثم انطلقت لتحتل العراق بمفردها متحدية الرأي العام الدولي والهيئات الدولية. أوقفت المقاومة العراقية الاندفاعة الأمريكية ولم تجد نفعا محاولات تأجيج الفتنة المذهبية بين الشيعة والسنة واتفق الجميع على إخراج الأمريكيين من العراق. وسرب العراقيون مسودته الاتفاقية التي كانت تحاول أمريكا فرضها على الحكومة العراقية مما أدى إلى رفضها. ولما لم تجد محاولات الهيمنة على العراق قررت أمريكا الانتقال إلى تحطيم المقاومات العربية. فصمدت المقاومة اللبنانية في حرب تموز التي أرادته أمريكا مخاض الشرق الأوسط الجديد, وأدى صمود المقاومة إلى تحقيق أكبر هزيمة عند الإسرائيليين المكلفين بالتنفيذ- في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. وأيضا أدى صمود المقاومة الفلسطينية وعدم رضوخها رغم الحصار العربي وشدة الإجرام الإسرائيلي إلى إفشال المحاولات الأمريكية. في التدخل العسكري المباشر, في المنطقة العربية وأدى الاحتلال الأمريكي إلى :
1"- زيادة الاستنكار الشعبي العربي والعالمي للسياسة الأمريكية التي وقعت في عزلة خانقة
2"- إرباك الحكومات العربية الموالية للسياسة الأمريكية وبدء نشاط احتجاجي شعبي في دول (الاعتدال) يهدد بإسقاط حكوماتها.
3"- أدت الخسائر البشرية والاقتصادية إلى استياء الأمريكيين من هذه السياسة ورفضهم لها انعكس في إسقاط الجمهوريين في انتخاب مجلس النواب والشيوخ
4"- أدت الهزيمة في المنطقة إلى سقوط مبدأ سيادة القطب الواحد وبداية تشكل أقطاب عالمية جديدة هي سمة الفترة الحالية والقادمة والتي ستعيد تركيب الاصطفاف والصراع بما ينسجم ومراكز القوة الجديدة. روسيا-أوروبا-الصين –ثم إيران وتركيا وهكذا حصدت سياسة القوة التي تبناها بوش والليبراليون الجدد الفشل الذريع بسبب المقاومة الباسلة والتضحيات الجسيمة التي قدمتها المقاومة العربية فقد دفع الشعب العراقي مليون قتيل و/4/ مليون مهجر و/3/ مليون جريح و/6/ مليون طفل يتيم في مقاومته سقط قسم كبير من الضحايا في محاولات تأجيج الصراع المذهبي الذي رعته أمريكا.وانكلترا.
ودفع اللبنانيون ألوف القتلى والجرحى وهدمت مدن وقرى الجنوب والضاحية الجنوبية ودفع الفلسطينيون ألوف الضحايا. وكان الثمن كما ذكرنا باهظا ولكنه لم يذهب هدرا. حصدت السياسة الأمريكية الفشل الذريع وأمام هذا الفشل في السياسة الأمريكية بدأت الإدارة الأمريكية بتغيير تكتيكها ورفع شعار /سلام الضعفاء/ مستفيدة من حالة الضعف التي تعتري الحكومات العربية المختلفة بالإضافة للحكومة الإسرائيلية المتواجدة فالرئيس الفلسطيني /أبو مازن/ في أضعف حالاته وأدت سياسته إلى تمزيق مناطق الحكم الذاتي وإلى إضعاف دور منظمة فتح والمؤسسات الفلسطينية مما دفعه للوصول إلى أي شكل من الاستسلام لإنقاذ حكمه وكانت الحكومة العراقية ضعيفة بعد أن انسحب /10/ من وزرائها وبعد بدء اشتباكاتها مع التيار الصدري.
والحكومة اللبنانية ضعيفة بسبب عدم قدرتها على تأمين حل مشاكلها الداخلية وعدم قدرتها على إدارة المؤسسات اللبنانية ولجوء جزء من وجوهها للاستقواء بالولايات المتحدة. فقد عبر جنبلاط في تلك الفترة أنه مع المشروع الأمريكي ومن العاملين على تنفيذه. وأيضا إضعاف حكومة السودان وتأجيج الصراع الداخلي سيدفعها إلى المشاركة في الحوار المطلوب أمريكيا. واعتبر أن حصار سوريا وضعف اقتصادها بسبب انتشار الفساد العام وعدم قدرة حكومتها الانفتاح على المجتمع سيدفع بها للمشاركة في الخطة السياسية الجديدة للولايات المتحدة. وهكذا بدأت الإدارة الأمريكية بتغيير تكتيكها. وعلينا قبل الدخول في مناقشة إمكانية نجاح أو فشل السياسة الجديدة أن نؤكد على أهمية إفشال ضغط أمريكا في السيطرة على المنطقة بالقوة وبالاحتلال. وأن مثل هذه السياسة لن تمارسها إدارة الاحتلال. ولكنها ستعمل على محاولة إعادة هيمنتها وستستمر في نهجها الهادف إلى السيطرة على المنطقة.
ومن منطق هزيمة التدخل المسلح علينا أن ننبه جميع من لازالوا مقتنعين باستمرار السياسة العسكرية الأمريكية من خطورة عدم رؤية السياسة الجديدة وعدم التصدي لها.. وهذا خطرا كما نرى سيبعثر قوى الممانعة العربية بشقيها المسلح والسياسي. ونحذر أيضا من جانب آخر من الانتشاء بالنصر واعتبار أن السياسة الأمريكية كلها قد هزمت.والاندفاع بوعي أو بدون وعي بالمشاركة في السياسة الأمريكية الجديدة. وهذان الخطران يشكلان في الظروف الحالية نقطة الضعف الرئيسية في صفوف قوى الممانعة كما ذكرنا.
ورغم خطورة تبعثر قوى الممانعة فإن عوامل التصدي للسياسة الجديدة بدأت تظهر فقد أدت تحركات المعارضة اللبنانية إلى إنهاء الاستعصاء في لبنان وانتخاب رئيس لبنان والموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وفي العراق انتهى الخلاف داخل الحكومة العراقية وعاد الوزراء العشرة المستقيلين للحكومة على أرضية رفض اتفاقية الإذعان الأمريكية والمطالبة بجلاء قوات الاحتلال من العراق.
وانكفأت القوى السياسية العربية التي كانت تراهن على انتصار السياسة الأمريكية السابقة وأدى هذا الانكفاء إلى نمو ظاهرة الانقسام والبعثرة في صفوفها.
وبالمقابل اندفعت الحكومة السورية لحوار غير مباشر مع الإسرائيليين,معتبرة أن ما جرى هو انتصار نهائي وعليها أن تحصد قسماً من نتائجه. وأدلى بعض دبلوماسيها بتصريحات مطمئنة منها ما قاله مقداد أن هناك خلافا في الموقف من إسرائيل بين إيران التي تريد إزالتها وسورية التي تتفاوض معها ولا ندري لصالح من أعطي هذا التصريح. وأيضا التصريح المطالب بأن تكون الولايات المتحدة هي راعية الحوار بين سورية وإسرائيل. وكأن الولايات المتحدة حيادية في الموقف من الطرفين وكأن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون ضد السياسة الإسرائيلية وكأن إسرائيل لا تمثل في وجودها المصالح الأمريكية العليا....وهكذا من هذا المنطلق ننظر إلى خطورة شعار سلام الضعفاء وندعو إلى أهمية اليقظة وإلى معرفة خطورته. وإلى استمرار وحدة قوى الممانعة وإلى إتاحة الحريات العامة لتأمين تيار شعبي قوي ورادع.
إننا إذ نرفض الاندفاع نحو الحوار مع الإسرائيليين أو الأمريكان نرى أنه يتصارع الآن في المنطقة نوعان من السلام سلام المقاومة الذي فرضته المقاومة اللبنانية والتي حققت فيه ما لم تحققه جامعة الدول العربية أو الإسلامية مجتمعة.
وسلام الضعفاء الذي تسعى إليه بعض الدول العربية ونحن نحذر من خطورته وندعو إلى تأمين أوسع جبهة للتصدي له وإسقاطه كي يعمم سلام المقاومة.
الذروة النفطية وإمبريالية الطاقة
جلال المسدّة

إن خصائص العسكرة والامبريالية على عتبة القرن الواحد والعشرين، يمكن ممايزتها عن أشكالها السابقة بمحاولات المصالح المسيطرة على الاقتصاد العالمي المتحكم بمصادر تزويد النفط العالمية المتناقضة. وبدأً من العام 1998 بدأت مجموعة من المبادرات الإستراتيجية على مستوى الطاقة في دوائر الأمن القومي في الولايات المتحدة رداً على: (1) تجاوز عتبة 50 بالمائة من استيراد النفط الأجنبي في الولايات المتحدة، (2) انتهاء مصادر النفط الاحتياطية. (3) تركز نسبة أعلى من احتياطي العالم المتبقي في الخليج الفارسي/ العربي (4) المخاوف المتزايدة من الوصول لذرة نفطية.
ردود فعل القوى الاقتصادية المسيطرة على أزمة التزويد النفطي العالمية كانت بتأسيس ما سماه مايكل كلير في كتابه "الدم والنفط" بـ"إستراتيجية الاحتكار القصوى". وهذا يستدعي أن تقوم القوة العظمى الإمبريالية المتمثلة بالولايات المتحدة، مدعومة بالدول الرأسمالية التابعة بالسعي لمد سيطرتها على احتياطيات النفط العالمية واضعة قدرتها على رفع الإنتاج متى شاءت كهدف نصب عينيها. ضمن هذا المنظور، يأتي احتلال واستعمار أفغانستان (المدخل الجيوسياسي للوصول غرباً إلى حوض بحر قزوين المليء بالنفط والغاز الطبيعي). مباشرة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول. واحتلال العراق العام 2003. والتصاعد المطرد للنشاط العسكري الأمريكي في خليج غينيا في أفريقيا (حيث نرى واشنطن نفسها في منافسة حادة مع بكين). والتهديدات المتزايدة الموجهة الآن نحو إيران وفنزويلا، كل هذه مؤشرات على مرحلة جديدة وخطرة من إمبريالية الطاقة.
جيوسياسية النفط:
في نيسان العام 1998 بدأت الولايات المتحدة ولأول مرة باستيراد بترولها الذي تستهلكه. اجتياز هذه العتبة أشار إلى نمو سريع جداً في الاعتماد الأمريكي على النفط الأجنبي. وفي نفس الوقت ظهرت مخاوف من أن العالم سوف يصل قريباً إلى ذروة إنتاجه وتأكدت هذه المسألة عبر

السنوات السابقة من خلال أسعار شراء العقود المؤجلة. وكان من المؤشرات ذات الأهمية في تنبيه الحكومة الأمريكية مقال نشرته Scentific American لآذار العام 1998 تحت عنوان "نهاية النفط الرخيص" والتي توقعت أن إنتاج النفط العالمي سوف يصل ذروته خلال عشر سنوات. مما جذب انتباه كافة الوكالات الأمريكية المعنية بشؤون الطاقة مثل وكالة الطاقة القومية (IEA) والتي لم توافق على محتوى المقالة وجادلت بأن مخطط التزويد النفطي العالمي لن يصل ذروته قبل العام 2008-2009 مما أجل وصول العالم إلى تلك الذروة لعشر سنوات إضافية. هذا الحد نفسه كان غير بعيد عن إعادة صياغة استراتيجيات دول المنظومة الإمبريالية كافة لدفع الخطر القادم.
الاستجابة كانت على شكل صياغة سياسة تدخل مباشر في إدارة وتطوير مصادر النفط العالمية، ويترافق ذلك مع استبدال الاقتصاد السياسي الحالي حول السيطرة القومية على النفط من خلال الشركة العامة. والتي نشأت مع فورة تأميم المصادر الطبيعية في العالم الثالث بسياسة تسيطر من خلال الشركة المتعددة الجنسيات، والمستوطنة في الدول الرأسمالية على إمدادات النفط العالمية . وعلى صعيد إستراتيجية التزويد طويلة الأمد، وضح تقرير وكالة الطاقة في الولايات المتحدة في العام 2001 الحاجة إلى مضاعفة إنتاج النفط في الخليج الفارسي/ العربي انطلاقاً من العام 1999 وحتى 2020 لتلبية الطلب العالمي. لا يمكن بالطبع تلبية هذه الحاجة الطموحة من دون إدخال "أو ما يعرف بمبادرة" مئات الشركات المنتجة، الأمر الذي لا ترغب به دول مثل إيران والعراق وحتى النظام في العربية السعودية. وإنتاج العراق الأقصى العام 2001 لم يتجاوز 34% مما كان عليه العام 1979. بينما هبط إنتاج إيران حوالي 37% منذ العام 1976. كلا البلدين وضعا في منظور الإنتاج أدنى من المطلوب نتيجة الاستثمار المتدني الناتج عن العقوبات المفروضة. وقدرت IEA أن على الخليج الفارسي/ العربي استثمار نصف تريليون دولار في تجهيزات وتقنيات جديدة لاستخدام دولار في تجهيزات وتقنيات جديدة لاستخدام النفط بحلول العام 2030 لملاقاة معدلات الإنتاج العالمي.
وظهر السلوك الأمريكي تجاه هذه الحاجات على عدة مستويات. عسكرياً كانت القضية المركز دعم استقرار نظام العربية السعودية في وجه إشارات عدم الاستقرار المتنامية، وإجراء تغيير للنظام في العراق، وتطبيق أقصى الضغوط على إيران. والشخصيات الرئيسية في إدارة بوش مثل دونالد رامسفيلد وبول ولفوفيتز كانوا يدفعون باتجاه احتلال العراق حتى قبل الانتخابات الرئاسية. حالما وقعت هجمات سبتمبر قادت "الحرب على الإرهاب" الولايات المتحدة لفتح كافة الجبهات النفطية ووضعها في دائرة المستهدف. ومن وجهة نظر جيوسياسة النفط، يكون احتلال العراق وإزالة صدام حسين من الحكم دعماً لاستقرار وأمن نفط الشرق الأوسط، والدفع باحتمال فورة في إنتاج هذا البلد للنفط وتأمين أرضية إستراتيجية لسيطرة أمريكية سياسية عسكرية اقتصادية على الخليج. فسيطرة الولايات المتحدة الإستراتيجية على الشرق الأوسط ونفطه هو تأسيس لقرن أمريكي جديد.
في السنوات الخمسة الماضية منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، تعمقت أزمة التزويد العالمي بالنفط بدلاً من حلها. فتوقعات زيادة إنتاج العراق النفطي التي درست قبل الحرب اقترحت بأن رفع العقوبات يمكن له زيادة إنتاج نفطها الخام خلال عقد واحد من معدل عام 1979 البالغ 3.5 مليون برميل يومياً إلى 6 مليون برميل.
على الأرض هبط إنتاج العراق السنوي في عام 2007 بمقدار 13% عن الإنتاج عام 2001، حيث انخفض من 2.4 إلى 2.1 مليون برميل في اليوم . وازداد إنتاج النفط الخام في الخليج الفارسي ككل بمقدار 2.4 مليون برميل في اليوم بوسطياً بين العامين 2001 و2005 وعاد يهبط بمقدار 4% بين عامي 2005-2007. مترافقاً مع أزمة النفط العالمية.
بدأ الأمريكيون بالإقرار أن عدم الاستقرار في الأقاليم المصدرة هو واقع لا يمكن الهروب منالصحراوية الوحيدة بالطريقة التي كانت تقترحها الشركة الأمريكية. الوضع أسوأ بكثير في بلدان عدم الاستقرار كالجزائر وإيران والعراق وحتى في إفريقيا وبحر قزوين. وجنوب مريكيا التي أقنعت الأمريكيين بأنها لم تعد أكثر استقراراً من الشرق الأوسط أما النفط الروسي فهو في حالة نزاع بين القومية والشركة الفاسدة مدخلاً كافة دول المنظومة السوفييتية السابقة والمنتجة للنفط في حرب مع الغرب . الغرب بدوره قدم تقريراً للولايات المتحدة باسم اتحاده حول الواقع النفطي التقرير ألمح طوباوياً إلى ضرورة تخفيض الولايات المتحدة لاستهلاكها، لكنه لم يغفل دور العسكرة الأمريكية في حماية أقاليم الاحتياطي وخاصة الخليج الفارسي حيث طلبت القوى الأوربية من الولايات المتحدة بشكل مباشر التدخل لمنع أي اضطراب وعنف اجتماعي وعلى أي مقياس ضامنين لطرف الأمريكي التأييد والمباركة.
ولا يقل أهمية على هذا التقرير. تقرير آخر تحت اسم "تقرير سياسات نيسان2007" نشره معهد جيمس بيكر للسياسة العامة حول "الدور المتغير لشركات النفط القومية في أسواق الطاقة العالمية". أكد التقرير أن شركات النفط القومية اليوم تتحكم بـ 77% من احتياط النفط العالمي، بينما الشركات الغربية المتعددة الجنسيات تتحكم بما دون 10% منه ، وصرح التقرير بأن هذه المعادلة هي مركز إدارة تزويد النفط العالمي والتي لا بد من تغييرها. يقول التقرير "إذا ما كانت الولايات المتحدة تريد حقاً البقاء في عالم يفضل طريقتها ويخضع لقوتها العظمى". لقد صرح معهد بيكر بأكثر مما يجب.

لا تكن جنتل
عمران كيالي
اللقطة الأولى :
وصلت إحدى قريباتي من جمهورية فلتانيا ، هذه الجمهورية العريقة التي حكمها في فترة ما إمبراطورٌ معقدٌ، مجنون ، خاض حروبه شرقاً و غرباً، فقط كي يرضي زوجته و ينال إعجابها .
قريبتي هذه ، و قد تجاوز عمرها الستين عاماً ، و بحكم مكانتها الكبيرة عندي و غلاوتها على قلبي ، وافقت على أن تكون ضيفتي ، لكنها أبت أن تشكل عبئاً علي ّ ، فاشترطت أن تقوم بأعمال المطبخ بنفسها خلال إقامتها .
نهضت في الصباح التالي من فراشي ، و بدأت بارتداء ثياب العمل، إذ بها ، تسألني :
كم محشية تأكل في وجبة الغداء ؟
و من وقع الصدمتين ، صدمة أول اليقظة و صدمة السؤال ، تداخلت البرامج في دماغي مع بعضها ، و لمدة ثواني، فظننت أن المودم قد تعطل ، أو أن فيروسا ً ما قد تسلل إليه .
قلت ، و أنا أحاول أن أكون ”كتير جنتل“ ( و يا ليتني لم أفعل ) :
- أربع أو خمس محشيات .
اللقطة الثانية :
بعد الغداء بساعة ، ذهبتُ إلى البراد ، فتحته ، تناولت زجاجة الماء البارد لكي أشرب ، لمحت ، و أنا أعيد الزجاجة ، محشية محفورة ، يتيمة ، موضوعة ً على الرف داخل البراد ، فقلت لقريبتي :
- يوجد محشية محفورة في البراد ، هل كانت الحشوة قليلة ؟
أجابت قريبتي :
لا بالعكس ، الحشوة كافية ، لكنني تعودت في فلتانيا ، و حتى يكون الطعام دائماً طازجاً ، أن لا أتجاوز الكمية اللازمة، ليس من باب الاقتصاد ، لذلك سألتك هذا الصباح كم محشية تريد ، و كذلك سـألت زوجتك و ولديك ، و اشـتريت الكوسـا و الرز و اللحمة على هذا الأساس .
لم أعلـّـق ، لم أستنكر ، لم أؤيد، التزمت الحياد ، و دخلت في حالة ذهول لا تفسير لها .
لم يكن لدي ّ الفضول الكافي وقتها لكي أعرف الأسباب الموجبة لبقاء محشية محفورة يتيمة في البراد ، حتى أنني لم أسأل عن مصيرها ، خبرتي الوحيدة ، بعد عشر سنوات ، عن وجبة الغداء تلك ، أنني قمت بنصف بطني .
بعد هذه اللقطة ، أصبحت إجابتي على أي ّ سؤال يتعلق بالطعام :
عشر محشيات على الأقل !
حلب في 21/7/2008

رسالة من نظام عربي إلى شعبه*
أحمد فؤاد نجم

يا شعبي حبيبي. يا روحي يا بيبي. يا حاطَّك في جيبي. يا بن الحلال
يا شعبي يا شاطر. يا جابر خواطر. يا ساكن مقابر. وشايل جبال
يا شعبي اللي نايم . وسارح وهايم. وفي الفقر عايم. وحاله ده حال
احبك محشش. مفرفش مطنش. ودايخ مدورخ. وآخر انسطال
احبك مكبّر . دماغك مخدّر. ممشي أمورك. كده باتكال
واحب اللي ينصب. واحب اللي يكدب. واحب اللي ينهب. ويسرق تلال
واحب اللي شايف. وعارف وخايف. وبالع لسانه. وكاتم ما قال
واحب اللي قافل. عيونه المغفل. واحب البهايم واحب البغال
واحب اللي راضي. واحب اللي فاضي. واحب اللي عايز. يربي العيال
واحب اللي يائس. واحب اللي بائس. واحب اللي محبط. وشايف محال
واحبك تسافر. وتبعد تهاجر. وتبعت فلوسك.دولار أو ريال
واحبك تطبّل. تهلّل تهبّل. عشان ماتش كوره. وفيلم ومقال
واحبك تأيد. تعضض تمجد. توافق تنافق. وتلحس نعال
تحضر نشادر .تجمع كوادر. تلمع تقمّع. تظبّط مجال
لكن لو تفكر. تخطط تقرر. تشغلِّي مخك. وتفتح جدال
وتبدأ تشاكل . وتعمل مشاكل. وتنكش مسائل. وتسأل سؤال
وعايز تنور. وعايز تطور. وتعملّي روحك. مفرد رجال
ساعتها ح جيبك. لا يمكن أسيبك. ورح تبقى عبره. وتصبح مثال
ح بهدل جنابك. واذلّ اللي جابك. وح يكون عذابك. ده فوق الاحتمال
وامرمط سعادتك. واهزّأ سيادتك. اخلّي كرامتك. في حالة هزال
وتلبس قضية. وتصبح رزيه. وباقي حياتك. تعيش في انعزال
ح تقبل ح حبك. ح ترفض ح لبّك. ح تطلع ح تنزل. ح جيبك جمال
* تعتذر هيئة التحرير من الشاعر الشعبي المصري الكبير أحمد فؤاد نجم على تحوير عنوان القصيدة الأصلي وهو ”رسالة من حسني مبارك إلى الشعب المصري“
من المحرر

















































الموقع الفرعي في الحوار المتمدن:
htt://www.ahewar.org/m.asp?i=1715

بيان من القيادة المركزية
لـ : تجمع اليسار الماركسي في سوريا / تيم /
قام أحد الأجهزة الأمنية في دمشق، يوم 19تموز 2008،باعتقال الرفيق محمد موسى سكرتير الحزب اليساري الكردي في سوريا، وهو حزب مشارك في إطار / تيم/ ومن المؤسسين له.
إننا نستنكر هذا الإعتقال،ونطالب بالإفراج عن الرفيق محمد موسى فوراً، وعن كافة معتقلي الرأي في سوريا،وبطيّ ملف الاعتقال السياسي.
20 تموز 2008
القيادة المركزية لـ ” تيم “

20تموز2008
القيادة المركزية ل(تجمع اليسار الماركسي في سوريا)تيم





#تجمع_اليسار_الماركسي_في_سورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق اليسار - العدد الخامس: حزيران 2008
- طريق اليسار - العدد الرابع: أيار 2008
- جدل مجلة فكرية- سياسية – ثقافية العدد 2 : نيسان 2008
- طريق اليسار - العدد الثالث: نيسان 2008
- طريق اليسار العدد 2 : شباط 2008
- طريق اليسار جريدة سياسية - العدد الأول : أواسط كانون الأول 2 ...
- جدل - مجلة فكرية- ثقافية- سياسية : العدد الأول: أواسط كانون ...
- بيان عن أعمال اجتماع القيادة المركزية لتجمع اليسار الماركسي ...
- بيان
- الوثيقة التأسيسية
- بيان اعلان تجمع اليسار الماركسي في سوريا - تيم


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تجمع اليسار الماركسي في سورية - طريق اليسار - العدد السادس:أغسطس/آب/2008