ابواب-الحلقة الخامسة

احمد الجاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2379 - 2008 / 8 / 20 - 10:42
المحور: الادب والفن
    

الزوج والزوجة في حالة شجار وارتباك .
الزوجة : ( وهي تنظر إلى الأوراق التي حرف زوجها فيها النص ) كيف فعلت ذلك ؟ كيف ؟

الزوج : كان النص بحاجة إلى تعديل .

الزوجة : هذه سرقة ، وليست تعديلا .

الزوج : ( مرتبكا ) صدقيني لم اسرق النص بل عدلته قليلا ، كان هناك . . . .

الزوجة : ماذا كان هناك ؟ لقد شوهت النص . هل تسمي هراءك هذا نصا أدبيا . أية روح في هذا الهراء . . أية روح .

الزوج : ( مرتبكا ) سوف لن ينتبه احد . من يهتم للأمر ، إذا وجدوا اسمي مكتوبا على النص ، فسوف يسكت الجميع . لا تنسي أنني كاتب كبير . . ها ، كاتب كبير يتملقني الجميع من اجل أن انشر لهم ، ويدعونني إلى المهرجانات . أنا عضو في لجان تحكيم كل المسابقات ، وضيف شرف في كل الفعاليات ، يأخذون الصور معي ، فمن يجرؤ على فضح الأمر ؟

الزوجة : كاتب النص . . كاتب النص لن يسكت عن سرقة نصه .

الزوج : كاتب . . كاتب النص . لا سوف لن يتكلم . ما يدريك انه سينتبه للأمر . ها ، لن يشعر احد بشيء .

الزوجة : لا ، عندي إحساس كبير في أنها النهاية . لا يمكن لكل هذا الزيف أن يستمر أكثر من اللازم ، وأنت قد تجاوزت مدة اشتعالك وحان لك أن تنطفئ الآن .

الزوج : انطفئ ! لا ، أنا لا انطفئ . أنا كاتب مبدع . . كاتب كبير ، ولي موقعا الكترونيا اكتب فيه ما أشاء ، واخذ منه ما أشاء . لا تقولي ذلك مرة أخرى . . إياك أن اسمع منك هذا الكلام التافه . . إياك .

الزوجة : هذا ليس من حقي ، ولا من حقك ، ربما كان الأمر برمته خطئا منذ البداية ، ولكن كيف كان يمكن أن أتخلص من تعاستي بغير ذلك . يا الهي .


تتقدم من الجهاز وهي خائفة ، تشغله ، الزوج خلفها ،ينظر عبر كتفها إلى الشاشة ، ولا يكف عن السؤال : ها ؟ تجلس الزوجة على الكرسي ، وتبدأ بفتح الموقع الالكتروني . تحرك الفارة بخوف شديد إلى خانة الرسائل . الزوج يسال : ها .

الزوجة : هناك رسائل كثيرة .

الزوج : افتحيها .

الزوجة : أنا خائفة .

الزوج : لا عليك ، ستكون رسائل تهنئة مثل ما كانت دائما .

الزوجة : لا أظن ذلك .

تضغط على الرسائل ، فتنفتح ، تجدا عددا كبيرا من رسائل الاحتجاج على سرقة النص ، ورسائل سخرية واستهزاء من قدرات زوجها تحمل نعوتا قاسية . ترتد فزعة . الزوج يتصلب في مكانه . تنهض الزوجة ، تحاول تحريك زوجها ، فتجده متصلبا كتمثال . تخاطبه :

الزوجة : ابق هنا ، تنظر في عارك إلى الأبد ...........................النهاية

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات