أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الجاسم - ابواب














المزيد.....

ابواب


احمد الجاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 06:43
المحور: الادب والفن
    


الحلقة الأول

غرفة نوم من الطراز العربي .و فتاة على السرير تنتظر زوجها ، بملابس نوم عارية ، وتبدو عليها سيماء الكآبة .
يدخل الزوج كئيبا خافضا رأسه . يرتدي بدله ويضع على رأسه قبعة من نوع كاسكيته تخفي صلعته المدورة، وبيده حافظة أوراق تبرز من جوانبها نهاية صفحات بيض . تستقبله الزوجة .

الزوجة : بجزع ) مآبك ؟

الزوج : ( بغيض ) سيئون . . لا يقدرون المواهب الفذة . من ظلم الحياة أن يعيش كاتب مثلي مع هؤلاء البؤساء . تصوري ، لا يستطيعون تمييز الأدب الجيد ، ويسمون أنفسهم أدباء ، أنهم غير قادرين حتى على فهم سطر واحد مما اكتب ، ومع ذلك يسمون أنفسهم أدباء . . يالمعانتي في هذه الزمن . كان يجب أن ولد في زمن الكتاب الكبار ، ولكن الحياة دوما تافهة ،. . . . .

الزوجة : وما ذنبي أنا . . . .

الزوج : ( يتداخل كلامه مع كلام الزوجة ) ذنبك انك تزوجتي من مبدع .

الزوجة : ( تكمل ) يا الهي ! ( إلى زوجها ) اسمع يا عزيزي ، ليس من الإنصاف أن تظلمني معك أنا الأخرى ، فما ذنبي وأنت تعود كل ليلة خاوي القوى ، لتنام بعد أن تخط سطورا لن يقرأها احد . تتمدد إلى جانب كعمود خشبي لا نفع لة ولا حياة ، وتبدأ الشخير والهمهمة ، اجعل لي على الأقل اجر تحمل شخيرك الذي لا ينقطع .

الزوج : وكيف لهم أن يصلوا إلى مستوى فهم إبداعي . . رؤوس فارغة لا تجيد سوى السخرية . أكثر ما يزعجني في الأمر ، أنهم يرتكبون جريمة بحق الإبداع ،

الزوجة : ( تقاطعه ) أنا لا شان لي بكل هذا الهراء .

الزوج : ( يتهالك ساقطا على السرير ، وهو يفرك رأسه بكفيه بشكل جنوني ) هراء . . تقولين هراء . . جهدي وعصارة أفكاري ، نزيف قلمي وأعصابي ، هراء . بالك . . .

الزوجة : ( وهي تهرع إليه لتهدئته ) آسفة . . آسفة لم أكن اقصد . لم أكن أعنيك . . كنت أعنيهم هم . أن سخريتهم ، وسوء فهمهم هي الهراء . . صدقني .

الزوج : ( بعد أن يهدأ ) آسف لقد استشاط بي الغضب ، وتوهمت بأنك تقصدينني . استميحك عذرا . . أنت تعرفين . . . . .

الزوجة : ( إلى نفسها ) ياه ، ما هذا يا ربي ؟ لماذا يجب عليّ أن استمع كل ليلة إلى هذه الاسطوانة ؟ لماذا أنا الوحيدة من بين كل الزوجات ؟

الزوج : ( يسترسل في حديثه ، بينما الزوجة تخاطب ربها ، بحيث يختلط الحديثان مع بعض ) إنني خلقت بشرا من نوع خاص . املك حسا مميزا ، وموهبة متفردة ، لذلك أنا أعيش غريبا عن هذا العالم . . انظري إلى هذا العالم . . العالم بكل ما يحويه ، هو عالم غريب عني ، واقل من أن يفهم سطرا واحدا مما أخطه على أوراقي . . . .

الزوجة : ( تقاطعه ، وقد لمعت في رأسها فكرة ) وجدت الحل .

الزوج : يقفز في الهواء ) ماذا ؟

الزوجة : وجدت الحل . يا ربي لماذا كانت هذه الفكرة غائبة عن بالي ؟ الحل ! انه الحل الوحيد . الحل الناجح . الحل ، الحل ، الحل .

الزوج : ما هو الحل ؟ أسرعي . . أعطني الحل .

الزوجة : ( الحوار المتمدن ، وهي تلامس جسده ، وتمسد رأسه بنعومة ) موقع الكتروني .

الزوج : ماذا ؟

الزوجة : موقع الكتروني لنشر كتاباتك .

الزوج : ( مأخوذا بعظمة الفكرة ) كيف ؟
( يلطم وجهه ) ياه ، كيف فاتتني هذه الفكرة . تصوري أن تفوتني فكرة مثل هذه .

الزوجة : ( بجزع ) وهل أنت سعيد الآن ؟

الزوج : لا حدود لسعادتي . . أنا سعيد بلا حد .

الزوجة : ( بسعادة ) تعال وكن زوجي إذن .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الوجه المظلم لـ-كريستوفر كولومبوس- و-عالمه الجديد-
- قناطر: لا آباء للثقافة العراقية!
- المخرج الايراني ناصر تقوائي يودَّع -خاله العزيز نابليون-
- إنجاز جديد للسينما الفلسطينية.. -فلسطين 36- بين الأفلام المر ...
- وليد سيف يسدل الستار على آخر فصول المشهد الأندلسي في رواية - ...
- موسم أصيلة الـ 46 يكرم أهالي المدينة في ختام فعاليات دورته ا ...
- الوجع والأمل في قصص -الزِّرُّ والعُرْوَة- لراشد عيسى
- المخرج المصري هادي الباجوري يحتفل بعقد قرانه على هايدي خالد ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الجاسم - ابواب