وداعا اخر العمالقه

احمد عصفور ابو اياد

الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 05:11
المحور: الادب والفن
    

واخيرا رحل محمود درويش اخر عمالقة فلسطين ، من يعرف الثوره يعرف محمود درويش ، الشاعر والاديب والمثقف والمناضل ، صفات كلها تجسدت فيك يااحمد ، من منا لم يسمع لمارسيل خليفه وغيره من مطربي الوطنيه الفلسطينيه والعربيه ، غنوا كلمات محمود درويش في حب الوطن والثوره ، تغني للبندقيه والكوفيه والثوار فاصبحت اشعاره علي كل لسان ، من عاش حقبة مجد الثوره قبل انتكاستها واستمع الي صوت الثوره استمع الي كلمات محمود درويش وهي تغني عبر صوت فتح صوت الثورة الفلسطينيه للوطن ولابطاله وثورته .
رحل صاحب الثقافه بعد ميراث طويل من الدواويين كلها عشق للوطن والثوره ، تقلد محمود درويش العديد من المناصب الوطنيه كعضو مجلس وطني وعضو للجنة التنفيذيه ، حتي جاءت اوسلو فقدم استقالته لرفضه اتفاقية اوسلو، بحسه المرهف عرف ماسي اوسلو وتبعياتها ، ولكن ظل الابن الوفي لفلسطين والثوره ولقائدها الشهيد اباعمار ، عاد للوطن للذكريات والخلان ولكن قلبه تعلق بروح المقاومه وابجدياتها وعنفوانها ، كان كالطائر يغرد هنا وهناك وبكل مكان عشقا لفلسطين واصبحت اقاصي المعموره تردد اشعار محمود درويش بلغاتها المتعدده ، وترجمت اشعاره لاكثر من ثماني لغات بالاضافه للغات الاصليه الانجليزيه والفرنسيه ، رحل محمود درويش مودعا وطن تشتت اهدافه وضاعت سفينة حريته ببحر عاصف متلاطم الامواج ، ناشد الجميع قبل مماته بالعوده للوئام والوحده قائلا تراجعوا تراجعوا ، رحل وهو يتالم لما اصاب الوطن من انشقاق وفرقه وتناحر واستباحة الدم الفلسطيني وتخطي كل الخطوط الحمر التي تغني بها محمود ، رحل محمود اخر العمالقه من زمن الثوره الناصع والذي تبدلت معالمه وزلمه ليصبح الفاسق والقاتل والحرامي قائد باسم المقاومه والمقاومه والثوره منهم براء ، رحلت اخي محمود وانت تلعن من اوصل شعبنا لهذا عشت متمردا ومت متمردا كينونتك فلسطين والثوره ، لك الرحمة ايها النبيل بزمن ضاع به النبل والطهاره نرثيك لاننا نرثي فيك وطن وشعب ضاعت امانيه ، نامل من المولي ان يتغمدك بواسع رحمته ويدخلك الجنه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ، وداعا اخر العمالقه والمجد لشعبك وللثوره ان بقيت هناك ثوره دمتم ودام الوطن بالف خير ووداعا محمود .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات