أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رفعت نافع الكناني - السياسة الدولية ...وتأثيرها على مستقبل الموارد المائية















المزيد.....

السياسة الدولية ...وتأثيرها على مستقبل الموارد المائية


رفعت نافع الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 2364 - 2008 / 8 / 5 - 07:24
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وتزعم الولايات المتحدة الامريكية للمجموعة الدولية، اتجة العالم المعاصرلولوج نوعين من الصراع، الاول :- تأمين مصادر الطاقة والثاني :- فتح الاسواق العالمية للتجارة الحرة وما يعرف (العولمة) ، الا ان البشريةاخذت تتجة صوب صراع اخر جديد يمكن تعريفة بأنة (النزاع من اجل الحياة )وذلك بسبب الزيادة الكبيرة في نمو السكان ، والزيادات السريعة التي يخطوها العالم في برامج التنمية الاقتصادية، اذ ان هذة التنمية عملية مستمرة ومتواصلة في توظيف كافة الموارد ومن احدى هذة الموارد هي الموارد المائية ، التي تعتبر من اهم اسس التنمية، فالسيادة في العقود الاخيرة كانت لأزمة الطاقة، فأن العقدين القادمين ستتصدر ازمة المياة الواجهة ، والتي من الممكن ان تسبب نوعا اخر من النزاعات والتوترات وذلك بسبب النقص الحاصل في المياة او ان بعض الدول ادركت ان المياة مهمة لرسم استراتيجيتها الاقليمية وهذا ما يحصل من جانب تركيا حيال العراق بسبب ان منبع النهرين الخالدين دجلة والفرات من اراضيها ، وتحاول ان تأسس لنظرية جديدة هي النفط العراقي والماء التركي ، وذلك للحصول علية باسعار مخفضة ، ان الرضوخ لفكرة اعتبار المياة الدولية المشتركة سلعة اقتصادية انما يخالف قواعد القانون الدولي ويؤسس لعلاقات متوترة بين البلدان ، وخاصة وان النقص الحاصل في المياة والذي يشمل اغلب دول العالم ستزداد حدتة ، حيث ان ما يقارب ثلثين سكان العالم يعانون من هذا النقص ..ويتوقع ان النزاعات ستزداد حدة بسبب هذا النقص ، والعطش بات يهدد العالم بأكملة خلال القرن القادم وذلك بسبب ان الطبيعة لا يمكن ان تواكب طلباتنا المتزايدة ،فتقرير التنمية البشرية لبرنامج الامم المتحدة الانمائي الذي صدر يدق ناقوس الخطر امام ندرة المياة ورداءة هذة الموارد، لمواجهة الكارثة
اما خبراء المؤتمر الدولي حول المياة الذي عقد مؤخرا في استوكهولم رأوا ان المخاوف من خطر نشوب حروب حول المياة يتراجع حيث ان الدول تٌحسن التعاون فيما بينها حول هذة المسألة...
من هذا الواقع اتجهت الدول لانشاء سدود كثيرة وكبيرة على الانهار التي تخترق اراضيها او الانهار التي تنبع من داخل اراضيها، ومن هذة الدول هي تركيا التي بدأت العمل بمشروع تنموي حسب ادعائها والذي اطلقت علية تسمية (مشروع تنمية الاناضول) والذي يهدف هذا المشروع الى انشاء(22) سدا على نهري دجلة والفرات وهو ما يطلق علية مشروع (الكاب) حيث تقدر الكلفة الاجمالية لة بحدود (30) مليار دولار ويعتمد على 80% من مياة الفرات و20% من مياة نهر دجلة . وبالفعل تم وضع حجر الاساس لسد (ليسو) على نهر دجلة قرب الحدود السورية العراقية بكلفة تصل الى (2/1) مليار دولار وعلى مسافة (50) كم عن الحدود ،مما يؤدي الى حجز المياة الواصلة للعراق من قبل الجانب التركي وما سينتج عن ذلك من اضرار بالغة على الرقعة الزراعية وكافة الاحتياجات البشرية والحيوانية والصناعية ومشاريع الطاقة الكهرومائية داخل الاراضي العراقية .
من هنا يلاحظ انة مع ازدياد المواقف تعقيدا تزداد احتمالات الازمات والصراعات وعلاقات التوترالمستمرة ، خاصة وان منطقة الشرق الاوسط تعاني من شحة المياة وعدم وجود توازن بين الموارد المائية وعدد السكان، حيث ان معدل نصيب الفرد الواحد من الماء في العالم بحدود (7) الف م3 في السنة في حين ان نصيبة في منطقتنا بحدود (1,200) الف م3 في السنة ، أما ما يخص العراق وما هي احتياجاتة من المياة فأن المستقبل ينذر بكارثة بيئية لكون اراضية وخاصة الزراعية منها تقع ضمن المناطق الجافة وشبة الجافة والتي تتطلب زراعتها كميات كبيرة من المياة حيث اكدت احصاءات الامم المتحدة عام 2003 ، ان الزراعة تستحوذ على اكثر من 80% من مخزون المياة ، حيث يستهلك الف طن من المياة لانتاج طن واحد من الحبوب وترتفع نسية الاستهلاك في المناطق الحارة ...
اذن مفهوم التعاون الدولي بين الحكومات لتقاسم عادل للمياة ضمان للتوصل لاتفاقيات مقبولة في سبيل ادارة افضل لموارد المياة المشتركة حتى يمكن تقليل الاضرار للحد الادنى بعيدا عن مبدأ الحق المطلق للدول التي تمر او تنبع من اراضيها الانهر، وبعيدا عن حق الاستعمال المهدد للحياة اي ما معناة مراعاة مصالح الدول المتشاطئة وقد نجحت هذة الجهود في انشاء اللجنة العالمية للسدود عام 1994 والتي اصدرت اعلان (كورتينا) ليؤكد ان حق الشعوب المتأثرة من بناء السدود بالحباة، ومعارضة تشييد اي سد لم توافق علية الشعوب المتأثرة سلبا ، ولا سيما الاشخاص الذين سيهجرون من مناطق سكناهم ومزارعهم بسبب بناء تلك السدود ..
اجمالا يمكن القول بأن مشاكل المياة قديمة قدم الانسان وأن تختلف الصورة في يومنا هذا، وأن تفاقم هذة المشكلة تتبع الظروف التي تحيط بها من ناحية المكان والزمان وما يتبعة من تغيرات تأثر على الانتاج الطبيعي لمصادر المياة وطرق الاستخدامات المتعددة لهذة الثروة .. اذن تبادل الآراء حول مشاكل التنمية بين البلدان المتشاطئة ووضع اهداف مشتركة للحد من الاثار الناجمة عن نقصان الموارد المائية واستبدال الاعمال الاحادية الجانب بعمل مشترك وتفاهم متبادل من خلال الرؤى الواحدة لمعالجة شحة الموارد ونقصها ..
وهناك مثال يمكن ان تحذوة الدول الواقعة على مجرى نهر واحد وهو دراسة اسلوب التعاون المتبادل او ما يعرف في العرف الاقتصادي ( المقايضة بالموارد ) كما حدث بين البرازيل ودولة البارغواي وذلك بحل نزاع حدودي بينهما استمر لاكثر من مائة عام من خلال عقد اتفاقية بين الجانبين وذلك بأنشاء سد (ايتابيو) والذي مول انشاءة من البرازيل ويقع قرب الحدود المشتركة بين البلدين ، حيث يولد هذا السد ربع اجتياجات البرازيل من الطاقة الكهربائية وتعتبر اكبر محطات الطاقة الكهرومائية في العالم . وبالمقابل يعتبر هذا السد وما ينتجة من الطاقة الكهربائية اكبر مصدر لجلب العملات الصعبة لبورغواي ...
من هنا نلاحظ ان التعاون الستراتيجي بين العراق والجارة تركيا يجب ان يلبي طموح العراق في سد احتياجاتة من المياة وبنوعية جيدة بسبب وضع العراق الجغرافي بأعتبارة دولة مصب مما يؤثر علية اي اجراء من قبل الدول الواقعة على مجرى انهارة واعتبار نهري دجلة والفرات نهران دوليان وتعريفة ( المجرى التي تقع اجزاء منة في دول مختلفة ) وما للعراق من حقوق مكتسبة منذ الاف السنين، وما لمشاريعة القائمة علية من حقوق .. ، ومن مصلحة الدول الثلاثة ( العراق وسوريا وتركيا ) من تفعًيل عمل اللجنة الفنية للمياة الدولية المشتركة بين تلك الدول والتي تشكلت عام 1980 وانقطعت اجتماعاتها عام 1992 بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق من قبل المجتمع الدولي ورغبة الحكومة العراقية انذاك من اتباع سياسة خطيرة وظالمة لتغيير الواقع البيئي والديمغرافي في جنوب العراق من خلال عملية تجفيف الاهوار وتشريد سكان المنطقة ، اضافة لعمليات تقنين الحصة المائية للقطاع الزراعي لغرض الضغط السياسي على مناطق وشرائح ، لغرض حرمانها من اية موارد يمكن الحصول عليها من عملية الانتاج الزراعي والحيواني ، فخلال (35) عاما لم تزداد معدلات الانتاج بشيئ يذكر ان لم نقل انها انخفضت عن معدلاتها في السابق مما ادى الى هدر كبير جدا في الجهود والوقت والاستثمارات والذي انعكس على التدهور الشديد للاراضي الزراعية وانخفاض معدلات الانتاج والانتاجية من هذا العرض البسيط لواقع ومستقبل الثروة المائية يتعين على هذة الدول ان تأخذ بالاعتبار حاجة ومصلحة كل بلد من هذة المياة لغرض تلبية اجتياجاتة الزراعية والبشرية لتوفير مستوى معيشةلائق لشعوبها والتعاون فيما بينها لغرض المساعدة على التوصل الى قسمة عادلة للمياة كما ونوعا والتفكير بطريقة واقعية، انة كيف نستفاد من الكمية الموجودة من المياة في خططنا ولا نفكر كم نحتاج من المياة وما الطريقة للحصول علية ، لان هذا الملف اخذ بعدا سياسيا واصبح خاضعا لمخططات ترسم سياسة الضغط والتهديد ضد البلدان ذات النهج المستقل لغرض اجبارها على التنازل عن حقوقها وتعريض امنها لعدم الاستقرار ومحاولة التأثير على مسار التنمية الاقتصادية من خلال العمل على نهب ثروات البلد والحصول على مواردة بأبخس الاثمان والتلويح بمختلف الوسائل السياسية سواء كانت مباشرة او غير مباشرة للضغط ، ومنها استخدام المياة كأسلوب جديد في السياسة الدولية لاهميتة المباشرة والفعالة في المستقبل القريب، ليؤسس لمعادلة جديدة تضاف لمعادلات واستراتيجيات النظام الدولي الذي اخذت ملامحة وبوادرة بالظهور بعد 9 نيسان 2003 ...!!



#رفعت_نافع_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة تشغيل الاطفال والاحداث...ومسؤولية المجتمع الدولي لحماي ...
- التعداد السكاني مشروع وطني كبير ...يحتاج الى دراسة متأنية
- نانوعمرو موسى ...وجنجويد البشير
- الشهيد حازم العينة جي ...وضريبة الموقف الحر
- ثورة 14 تموز ومسلسل اضطهاد الشيوعيين العراقيين
- الاتفاقية العراقية الامريكية...الامن والاقتصاد والسيادة
- تلوث البيئة الاسباب والمعالجات


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - رفعت نافع الكناني - السياسة الدولية ...وتأثيرها على مستقبل الموارد المائية