أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق الحارس - الأمان ولقمة العيش ثم الانتخابات















المزيد.....

الأمان ولقمة العيش ثم الانتخابات


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 729 - 2004 / 1 / 30 - 04:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أضم صوتي الى أصوات العراقيين الذين تظاهروا في البصرة وأضم صوتي الى أصوات العراقيين الذين تظاهروا في بغداد ، ولا أعتقد أن هناك عراقيا لايريد ولايفكر في أن تحكمه حكومة منتخبة ، لاسيما بعد معاناته العظيمة من حكم العائلة الواحدة ، لكن هناك حقائق يجب أن نتطرق اليها بموضوعية قبل أن ندخل في قضية الانتخابات وقبل ذلك كله علينا أن لا نضع من يطالب بتأجيل الانتخابات الى المرحلة الثانية في خانة الخونة ، هذه التهمة التي أصبحت من أسهل التهم التي توجه الى الآخر الذي لا يتفق مع فكرة اجراء الانتخابات في هذا الوقت .

المرحلة الحالية التي يمر بها العراق هي مرحلة انتقالية تتوجب منا أولا أن نبدأ بلملة أوراق البيت العراقي ، تلك الأوراق التي تبعثرت بعثرة غير طبيعية وأن نرتب هذه الأوراق التي تمزق البعض منها وتدمر بعض آخر.

دعونا أولا نبني الانسان العراقي الذي دمرته السلطة الطاغية وظروف المرحلة السوداء التي مرت عليه فهذا الانسان بحاجة الى عملية ترميم وبناء قبل أن نبدأ بمرحلة بناء الطابوق ، إذ أعتقد أن لدينا الوقت الكافي لمثل هذا البناء . علينا أن نوفر لهذا المواطن الأمان الحقيقي له ولأطفاله ولقمة عيش حقيقية يحصل عليها دون مذلة قبل أن نطلب منه أن يبدي رأيه الانتخابي . هنا لابد لنا من أن نتسائل :

هل تم تأمين هذه المسائل الحيوية والجوهرية للمواطن العراقي خلا ل الأشهر الماضية ؟

نحن بحاجة الى الانتخابات في كل مجالات حياتنا بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية وليس انتهاء بانتخاب مختار المحلة . نحن شعب بحاجة الى الانتخابات أكثر من غيرنا من شعوب العالم فقد عانينا من الدكتاتورية ، تلك الدكتاتورية التي يصعب شرح تفاصيلها الى أي مواطن من مواطني العالم فقد كانت دكتاتورية من نوع خاص .

نحن بحاجة الى بعض الوقت لكي نعرف القادة الجدد الذين يرومون حكم العراق . نحن بحاجة الى أن نعرف تفاصيل المخططات التي ينوي القيام بها أحمد الجلبي وأياد علاوي وعبد العزيز الحكيم ومسعود البارازاني وجلال الطالباني وعدنان الباججي وغيرهم من القياديين الجدد بصورة واضحة ومفصلة فليس من المعقول أن نطلق أحكامنا على أي واحد منهم الآن ، إذ لم يمض الا وقت قصير على سقوط الطاغية ثم أن الحكم لازال بيد الأمريكان وحلفائهم . علينا أن لا ننسى هذه الحقيقة المهمة . هذا الأمر يخص أيضا القادة والأشخاص الذين ظهروا على الساحة السياسية من أبناء الداخل الذين كان قد غيبهم النظام السابق ببطشه واجرامه وقد ظهرت أصواتهم بعد سقوط الصنم ، هؤلاء أيضا لهم الحق في نشر أفكارهم بصورة واضحة ويحتاجون الى بعض الوقت من أجل تحقيق ذلك .

هناك حقائق يجب أن نعترف بها لا أن نحاول أن نغض الطرف عنها بحجج غير واقعية . يقف في مقدمة هذه الحقائق أن الأمريكان وحلفائهم لم يحضروا الى العراق للنزهة ولم يضحوا بالمئات من أبنائهم وبالملايين ، بل بالمليارات من دولاراتهم من أجل تحرير الشعب العراقي من حكم الطاغية ، إذ أن أولياتهم ومصالحهم تأتي في المواقع الأولى من دوافع حضورهم الى بلدنا وهنا لابد لنا من أن نشير الى أن هذه المصالح ليست لها علاقة بنفط العراق كما يظن البعض ، إذ أن هذا النفط كان متاحا لهم وبالمجان لو قبلوا توسلات الرئيس المخلوع العلنية منها وغير العلنية بهم مقابل البقاء على كرسي الرئاسة . من المؤكد أن هذه الأوليات وهذه المصالح قد التقت مع مصلحة الشعب العراقي وحققت له هدفا كبيرا كنا حتى لا نتجرأ في أن نحلم به وهو الخلاص من النظام السابق الذي كان يقوده المجرم الطاغية صدام حسين ، ذلك النظام الذي دمرنا تدميرا ما بعده تدمير ، الخلاص الذي لم يتحقق بالرغم من التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء شعبنا .

من المؤكد أيضا أن الأمريكان وحلفائهم وبعد تضحياتهم الكبيرة ليس من الممكن أن يوافقوا على أن يكون الحكم في العراق شبيها بالحكم في ايران . هذه حقيقة مهمة جدا علينا أن لا نغض الطرف عنها ونبتجح بالخطابات الرنانة التي يحاول البعض دغدغة الجوانب الاسلامية في روحية أبناء الشعب العراقي . لا نريد أن نشرح كثيرا حول هذا الموضوع الخطير جدا ، لاسيما بعد أن أخذ أبعادا جديدة ، إذ بدأ البعض يتصيد في الماء العكر فلقد رأينا في المسيرة الأخيرة التي خرجت في بغداد المساندة لدعوة السيد السستاني في اجراء انتخابات مبكرة أن البعض يرفع صورة الخميني . نعتقد أن علينا الوقوف طويلا أمام هذا الموضوع وأهدافه .

لقد بدأ مجلس الحكم بالعمل منذ شهور قليلة وربما نتفق أو نختلف حول القرارات والاجراءات التي اتخذها خلال المدة الماضية أو شرعيته من عدمها ، لكن علينا أن نفكر أنه لم يكن هناك بديل أفضل من ذلك ، ثم أن هؤلاء بينهم من ناضل وضحى عشرات السنوات من أجل القضاء على النظام السابق ومعروف عنه وطنيته وحبه للعراق وشعبه ، بينهم من ترك وراء ظهره الحياة السهلة والأمان الذي كان يعيشه في الغرب ليعود ويشارك أهله بالعراق كل مظاهر الحياة الصعبة التي يعيشها ، فضلا عن مخاطرته بحياته التي يهددها أعداء العراق والانسانية .

هذا المجلس يحاول تنظيم الحياة بالعراق بالتدريج فالعراق يمر بمرحلة انتقالية وأن الانتقال الى مرحلة الاستقرار النهائي تحتاج الى بعض الوقت وهنا تكمن المشكلة ، إذ نختلف في تحديد هذا الوقت فالبعض يعتقد أن المدة الماضية منذ سقوط النظام ولحد الآن تكفي للدخول في مرحلة الاستقرار وأول مظاهر الاستقرار اجراء انتخابات شعبية ، أما البعض الآخر فيعتقد أن العراق بحاجة الى وقت آخر لكي يدخل هذه المرحلة .

أما لماذا يطالب البعض في أن تقام الانتخابات في هذا الوقت بالذات فنعتقد لأنهم يراهنون على أن الشارع العراقي لهم الآن ونعتقد أنهم على حق في ذلك ، لكننا نذكر فقط بثورة ايران ( الاسلام ) ونسأل هنا :

مالذي فعلته هذه الثورة لشعبها خلال عمر حكومتها الذي تجاوز العشرين عاما ؟ سؤال بريء جدا نريد أن نصل من خلاله الى أنه علينا أن نستفيد من تجارب الشعوب ، فضلا عن تذكيرنا بالحقيقة التي ذكرناها وهي أن الأمريكان وحلفائهم لم يضحوا بشبابهم وملياراتهم من الدولارات لكي يكون العراق شبيها بايران . هذه حقيقة يجب أن لا يتغافل عنها البعض منا .

الانتخابات مطلب جماهيري ، لكن قبل أن يدلو المواطن بدلوه لابد له من أن يشعر بالأمان وأن يحصل على لقمته بسهولة في بلد النفط والخيرات لأننا نعتقد أن توافر مثل هذه الأمور يعد من الأوليات المهمة التي تساعد المواطن على تمييز الأوراق .

كاتب عراقي مقيم في استراليا



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمن الملاعب الرياضية في خطر
- مقترحات في مسألة تنفيذ الحكم على صدام
- أمنيات كانت أحلام
- وجهة نظر
- أسير حرب أم مجرم حرب .. مسلة حمورابي كفيلة بمحاكمته
- أخيرا صدام سجينا
- تهنئة لأبناء الشعب العراقي
- مبروك
- غيمة سوداء لابد لها من أن تنقشع
- الثرى والثريا زهير كاظم عبود وسمير عبيد
- عيدكم مبارك يا أهل العراق
- مطعم حبايبنا - قاعدة أمريكية
- الى القوميين والعروبيين والاسلاميين الجدد فقط


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق الحارس - الأمان ولقمة العيش ثم الانتخابات