أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهدي حسانين - عرض كتاب -بورتو أليجري:عولمة ضد العولمة-















المزيد.....

عرض كتاب -بورتو أليجري:عولمة ضد العولمة-


مهدي حسانين

الحوار المتمدن-العدد: 2357 - 2008 / 7 / 29 - 10:04
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عرض كتاب "بورتو أليجري:عولمة ضد العولمة"
مهدي حسانين
المؤلف:مدحت الزاهد
طبعة: القاهرة الوادي
ساد العالم في الأونة الاخيرة دعوة إلى هيمنة رأس المال، في إطار ما يسمى بالليرالية الجديدة التي يتم هيكلتها ووضعها موضع التنفيذ من قبل أكثر بلدان العالم ثراء، وقد تم تقنينها بالتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات، تبعتها مجموعة من التشريعات الدولية والقومية خاصة بحرية الاستثمار، أتاحت لرأس المال التمتع بكل الحقوق دون أن يقع على عاتقة أي التزامات، لاسيما في بلدان العالم الثالث التي كان من الضروري لكي تواكب اللبرالية الجديدة أن تنطلق هي الأخرى نحو اتجاهات حرية الاستثمار، وتزيل كل القيود لتدفق السلع ورأس المال الأجنبي إلى أسواقها، وعلى هذا النحو تم تعميم أجندة الليبرالية الجديدة على كل دول العالم، من خصخصة الصناعة والزراعة، إلى خصخصة الخدمات، وتقليص الإنفاق الاجتماعي، وتنظيم انسحاب الدولة من مجالات التخطيط والاستثمار، وإطلاق حرية الاسواق أعتمادًا على مبدأ الربحية واليات السوق، مع توفير كل الضمانات الممكنة لحرية الاستثمار الأجنبي والمحلي.
نظرية الهيمنة
في ظل هذه الظروف ظهر المنتدى الاجتماعي العالمي، أو ما يطلق عليه "ملتقى الشعوب" ليقف أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد سنويًا بدافوس السوسيرية، في حضور ممثلي الاحتكارات العملاقة ورؤساء الدول وصناع سياسات الهيمنة، والذي أعتبره الكاتب موطن نظرية الهيمنة على العالم، التي تم تقنينها بالتوقيع على عدة اتفاقيات وإصدار مجموعة من التشريعات الدولية والقومية جاءت على حساب التشريعات التي تتضمن حقوقًا اقتصادية واجتماعية للشعوب مثل قوانين العمل والتأمينات الاجتماعية والصحية وقوانين الإسكان، وما بها من ضمانات تؤمن العاملين من الفصل التعسفي وتوفر لهم الرعاية الاجتماعية، مشيرًا إلى هيمنة يعتبرها من - وجهة نظره- أخطر مما سبق ذكرة وهو حرمان المواطنين من حق التمتع الحر بموارد الطبيعة نفسها كالماء والطرق والعلاقات الاجتماعية، فضلاً عن إخضاع القيم الثقافية والروحية لآليات السوق ومبدأ الربحية، وأكد أنه نتيجة لهذه التوجهات اللبرالية في جميع المجالات زادت بصورة غير مسبوقة نسب الفقر والمرض وحرمان الفقراء من حق العمل والتعليم والعلاج والسكن، وساعدت على تفاقم ظاهرة البطالة وانعدام المساواة، بالإضافة إلى إتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء على مستوى العالم بل في كل دولة على حدة، وتشديد وتائر العمل لصالح رجال الأعمال، كما تراجعت قيم العقل ونشأت مخاطر حقيقية تهدد فرص معرفة الحقيفة وكذلك إمكانية الحياة على الكوكب.
محاولات فاشلة
لأجل ذلك حاولت الأمم المتحدة أن تطرح القضايا الاجتماعية على جدول أعمال الحكومات، وأن يصدر عن حكومات العالم التزام بمكافحة الفقر والبطاله وجميع أشكال التمييز الاجتماعي، وكانت قمة كوبنهاجن للتنمية الاجتماعية عام 1995م خطوة، على الطريق حيث عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة خاصة شاركت فيها 185 دولة، بحضور 117 رئيس دولة وحكومة في اجتماع رسمي لبحث قضايا التنمية الاجتماعية، وعقد على هامشه اجتماع أخر للمنظمات غير الحكومية، واقر المشاركون بأن الفقر هو المشكلة الجوهرية التي تواجه العالم، إلا أن الكاتب رأى أن الأحلام التي أطلقتها كوبنهاجن لم تدم طويلاً، ودلل على ذلك بما حدث بعد خمس سنوات من أعلان كوبنهاجن بقمة "جينيف أو كوبنهاجن + 5"، والتي عقدت خصيصًا لمناقشة ما تم خلال خمسة سنوات، منوهًا إلى أن البيان الذي اصدره الأمين العام للأمم المتحدة والذي عدد خلاله الانجازات التي حققتها الأمم المتحدة خلال 50 عاما، كان بمثابة إشهار لإفلاس المنظمة الدولية وجهودها في مكافحة الفقر، وأن التحول الذي جرى في "جينيف" كان حلقة في التراجع عن فكرة القمم الاجتماعية التي دعت إليها الأمم المتحدة في التسعينات مثل (السكان، والمرأة، والطفل)، مؤكدًا أن مثل هذا التحول يعد أنتصارًا لسياسات اللبرالية الجديدة من تهميش دور المنظمات التي ترعى الحقوق الاجتماعية كمنظمة العمل الدولية واتجاهها إلى التركيز على فرض أجندة المؤسسات العالمية التي تعبر عن مصالح الأقوياء وفي مقدمتها المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يسير في عكس اتجاه معظم اتجاهات كوبنهاجن، وأبان المؤلف أنه نتيجة لهذا التحول تم تشكيل المنتدى الاجتماعي العالمي عام 2001 كاستجابة لتطور الحركات الاجتماعية وحركات الاحتجاج الواسعة ضد سياسات اللبرالية الجديدة.
بورتو اليجري
وقد ارتبط المنتدى العالمي الاجتماعي بمدينة برازيلية، لاسيما وأن فكرة المنتدى ولدت بالبرازيل في فبراير عام 2000 بعد اسابيع قليلة من مظاهرات "سياتل" التي أظهرت مدى قوة وفاعلية حركة منظمات المجتمع المدني المناهضة لسياسات اللبرالية، وتحولت المبادرة فيما بعد إلى إلى إطلاق الدورة الأولى للمنتدى الاجتماعي العالمي "ببورتو اليجري" في يناير عام 2001 بمشاركة منظمات من مختلف أنحاء العالم، ويعود الفضل في الفكرة إلى "أود يد جريشو" مؤسس ورئيس معهد إيزوس البرازيلي وهو معهد يعمل على تنبيه قطاع الأعمال البرازيلي إلى مسئولياته الاجتماعية، وأكد الكاتب أن المنتدى لم يكن مجرد شحنة غضب أو طاقة احتجاج سلبية بل للبحث في إستراتيجيات المواجهة، ووضع البدائل، وبلورة الحلول، وبالتالي أصبحت بورتو اليجري رمزًا لمحاولة إشباع حاجات كل فرد، في حين أصبحت "دافوس" رمزًا لإشباع نهم الشركات الاحتكارية العملاقة، وبين الكاتب أن هذا التناقض بين أهداف بورتو اليجري ودافوس تلخصه حكمة الزعيم الهندي غاندي " يوجد في العالم موارد تكفي لإشباع حاجات كل فرد ولكن لا توجد موارد تكفي لإشباع نهم كل فرد".


المغزى العالمي
واعتبر الكاتب أن المنتدى الاجتماعي العالمي ساعد الشعوب على تجاوز أزمة سنوات الإحباط والقهر التي ارتبطت بصعود اللبرالية الجديدة كقطب وحيد مهيمن بعد انهيار المنظومة السوفيتية، التي كانت تمثل القطب الآخر، واختفاء أنظمة التحرر الوطني التي امتلكت أجندة مختلفة في عالم السياسة والاقتصاد بعد أن كانت أجندتها الرئيسية هي الاستقلال الوطني والحصول على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فإن المنتدى الاجتماعي العالمي جاء ليعارض كل أنصار الشمولية وكل من يختزل الرؤى إلى مفردات جزئية (اقتصاد، أو تنمية، أو تاريخ) وكل من يستخدم العنف كأدوات تحكم اجتماعي بواسطة الدولة، وأشار إلى أن المنتدى الاجتماعي يتمسك بكامل حقوق الإنسان والممارسة الحقيقية للديمقراطية كديمقراطية المشاركة والعلاقات السلمية في مساواة وتضامن بين الناس على اختلاف اعراقهم وأنواعهم وشعوبهم، ورأى أن المنتدى لا يعترف بالتعددية اعترافًا شكليًا بل بمجمل ضفافها الإنسانية ولا ينهض على مبدأ المركزية أو الإلزام ولايعتبر الفئات الأضعف مجرد موضوعًا من موضوعاته بل أنه ينهض إلى إطلاق فاعلية البشر واحترام خبراتهم الذاتية كشركاء وأصحاب مصلحة يملكون كل الأهلية والجدارة لإبراز رؤاهم والدفاع عن مصالحهم.
بديل آخر للإرهاب
وتطرق الكاتب إلى الإرهاب القاتم الذي أخذ يظهر ويتكاثر في البيئة العالمية، مرجعًا ذلك إلى الهيمنة الأحادية على العالم التي ولدت العدوانية والصراعات العرقية والدينية والحضارية وساعدت على صعود الحركات الأصولية بروافدها المختلفة، مما أنتج الأرهاب الذي هو أبن اليأس والأحباط، ونظر الكاتب إليه على أنه البديل المشوه للقطب الغائب، مؤكدًا عدم استطاعة اللبرابية الجديدة على عزل الإرهاب والمعنى هنا لاينصرف إلى حركات التحرر الوطني كونها تعتمد على منطق التجريدة العسكرية وحدها في مواجهة الإرهاب بينما تكرس منطق القهر في العلاقات الدولية الذي يعد أحد مصادر تجديد الإرهاب كوسيلة لتوتير العلاقات الدولية وكذريعة لتحقيق أهدافها العدوانية في السيادة والهيمنة، في حين تستطيع حركة المعارضة الشعبية العالمية أن تعزل وتحاصر وتطارد الإمبريالية الجديدة وتدفعها للإرهاب، ودلل على ذلك بالنداء الذي وجهه المنتدى الاجتماعي العالمي عند اقتراب موعد العدوان على العراق وقام بتلبيته الملاين من البشر في مظاهرات أحادية بكل دول العالم ضد الحرب على العراق، وأكد الكاتب أن هذا النداء عكس مدى قيمة الحركات الاجتماعية العالمية إذا تحركت الشعوب ومدى القوة الشعبية إذا تظاهرت نحو قضية ما، واعتبر أن قيمة المنتدى الحقيقية تكمن في الرهان على الضمير الإنساني والرهان على الإرادة الجماعية للبشر وروح التحدي والمقاومة لكل ما تسببت في إحداثه اللبرالية الجديدة كالأرهاب.
ميثاق المنتدى
وأخيرًا أشار الكاتب إلى ما تمخض عنه المنتدى الاجتماعي من نتائج ومواثيق، إذ تمثل المبادىء التي تضمنها الميثاق رؤية متكاملة للأحكام التي سادت منتدى بورتو اليجري وأكدت نجاحة، كما أن الميثاق وسع أفاق تلك الأحكام ورسم توجهات مستمدة من منطقها يتوجب أحترامها من كل راغيبي المساهمة، فالمنتدى هو ساحة التقاء مفتوح للتفكير المتفاعل والحوار الديمقراطي للأفكار، وساحة التقاء مفتوح لصياغة المقترحات والتبادل الحر للخبرات، وعملية لتشجيع المنظمات والحركات المشاركة على طرح نشاطهم المحلي أو القومي مما شجعهم على البحث عن أشكال مشاركة فعالة عالمية المضمون لقضايا مثل قضايا المواطنة العالمية، وهو مسار لعقد أواصر اجتماعية، وخلق صلات جديدة جديدة إقليمية واجتماعية ودولية بين منظمات وحركات المجتمع حتى تزيد من قدرة المقاومة الاجتماعية غير المسلحة ضد اللبرالية الجديدة وضد العنف الذي تستعملة الدولة وكذلك البحث عن وسائل لتدعيم الإجراءات الإنسانية التي تتخذها هذه المنظمات والحركات، وهو أيضًا مسار تعددي متنوع غير عقائدي غي حزبي يوطد الصلات بأشكال غير مركزية بين المنظمات والحركات المرتبطة بنشاط ملموس سواء كان محليا أو عالميا مشتهدفا بناء عالم متخلف، ورأى أن المنتدى سوف يظل دائما منتدى مفتوحا للتعدية وللتنوع في الأنشطة وفي أساليب العمل التي تراها المنظمات والحركات التي تشارك بها وفيها بالسماح بالتعدد في النوع والعرق والثقافة للأجيال والقدرات الطبيعية بشرط الالتزام بمبادى هذا الميثاق ويشارك في المنتدى أي منظمة غير حزبية وغير عسكرية والحكوميون أو أعضاء الأجهزة التشريعية الذين يقبلون بإلتزامات هذا الميثاق .







#مهدي_حسانين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر شريف الشافعي يفتتح مشروعه الكبير الأعمال الكاملة لإنس ...
- الكوتا... هل هي سبيل المرأة الوحيد في الوصول للبرلمان
- المرأة العمانية... مسيرة إنجازات تستحق الوقوف عندها
- لماذا هذا التباعد بين يابسة دول آسيا الوسطى ورقعة العالم الع ...
- القارة السمراء في عيون السياسة الخارجية الإسرائيلية
- نصر فريد واصل يؤكد: فتوى الدين للمتخصصين فقط
- المرأة العمانية.. والمجتمع المدني
- سيدات الأعمال العرب... نواة لتكتل اقتصادي عربي
- فشل المرأة الكويتية في الانتخابات.. هل هو تكريس لظاهرة خليجي ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهدي حسانين - عرض كتاب -بورتو أليجري:عولمة ضد العولمة-