أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي حسانين - نصر فريد واصل يؤكد: فتوى الدين للمتخصصين فقط















المزيد.....

نصر فريد واصل يؤكد: فتوى الدين للمتخصصين فقط


مهدي حسانين

الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 09:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعد الفتوى الشرعية في الدين من الأمور الدينية الخطيرة، التي قد توقع صاحبها في الإثم، ويكون مسئول عنها أمام المولى عز وجل يوم القيامة المجيد، لاسيما وأن الفتوى هي إصدار حكم المولى عز وجل في أمر من الأمور التشريعية التي تخص البشرية في مختلف أنحاء الأرض، ورغم ذلك أطل علينا البعض من غير المتخصصين هنا وهناك بفتواهم الغير شرعية، متأثرين بثقافة استعمارية وافدة تريد إضعاف ديننا لإضعاف دنيانا، ساعدهم في ذلك العصر التقدمي الذي نعيشه الآن من فضائيات تلفزيونية وصحف مطوية تنتشر هنا وهناك، لتطلق يد العابثين بالدين من خلال نشرهم لفتواهم الغير صحيحة التي تعود بالسلب على عامة المسلمين وتحدث لهم بلبلة عقلية وفكرية في الفهم الصحيح لأحكام التشريع الإسلامي، خاصة وأن عامة المسلمين ليسوا على دراية كافية بأمور الدين الفقهية. ولأجل توضيح الصورة الصحيحة للفتوى الشرعية والشروط الواجب توافرها في المفتي عقدت ندوة بالصالون الثقافي لدار الأوبرا المصرية تحت عنوان " فتاوى الفضائيات وآثارها على المجتمعات الإسلامية" تحدث خلالها الدكتور " نصر فريد واصل" مفتي الديار المصرية الأسبق.
فضائل شهر رمضان
وفي بداية الندوة أشار د."نصر فريد" إلى فضائل شهر رمضان المبارك، الذي من أهم مميزاته ُأنزل فيه القرآن واحتوت أيامه الأخيرة على ليلة خير من ألف شهر ألا وهي ليلة القدر، وأيضًا هو الشهر الذي نزل فيه الوحي ليعلن النور الإلهي للعالم أجمع، ورأى أن الحديث في مثل هذا الأمر يأتي متماشيا مع توقيت الثلث الأخير منه وعلى مقربة من عيد الفطر المبارك، موضحًا ما يحتويه هذا الشهر من دعوة للعلم الديني والدنيوي المراد منه هو قراءة الكون بأكمله لما يحقق للإنسان أن يكون خليفة الله في الأرض وأن يكون عبدا خالصًا لله تعالى، منوهًا إلى أن المقصود بالرحمة التي جاءت في هذا الشهر هي العبادة الروحية التي تحتوي على غذاء الروح والجسد الأمر الذي يؤكد أنه خليفة الله في الأرض، بعكس الملائكة التي تتصف بأنها منزوعة الشهوة، في حين أن الإنسان يتمتع بشهواته، وبالتالي يأتي شهر رمضان ليمكن الإنسان من حجز هذه الشهوة الأمر الذي يجعله في منزلة الملائكة، لافتًا إلى أن نعمة رمضان المبارك تكمن في فرديتها فلا يوجد علي مدار التاريخ البشري أنه كان هناك تقرب من الآلهة آنذاك بالصيام، إلا في ديننا الحنيف، وأضاف أن الصوم هو عمل ضد طبيعة الإنسان التي تدعو إلى ارتكاب الشهوات فالإنسان يقتل ويسرق للحصول على غذاء البدن وليس غذاء الروح الذي يقدم خالصًا لله عز وجل من خلال تقوى الإنسان في نفسه ودينة وعافيته، مؤكدًا أن غذاء الروح يكون في أكمل صورته عند الصيام،فبتطبيق الإنسان لهذه العبادة على أكمل وجه يتحقق القرب إلى الله الشبيه بقرب الملائكة منه، وأشار إلى موضوع أغلال الشياطين خلال هذا الشهر، موضحًا أن المقصود منه ليس تكبيلهم من قبل المولى عز وجل، ولكن ما يقيدها هو الإنسان من خلال تقواه لله تعالى فالذي يحقق الأغلال الحقيقي هو الصوم، فعندما يأتي رمضان تكون المغفرة الدائمة والكبرى من الله سبحانه وتعالى، مبينًا أنه يحتوي على قيمتين من اسما قيم المولى عز وجل ألا وهما قيمتي العمل والعبادة.
الفقيه المتخصص
ومن خلال حديثه عن الفتوى فرق د." نصر " بين الفقيه المتخصص في مجال الفقه الديني والفقيه المتخصص في أي مجال أخر كالهندسة والطب وباقي العلوم الأخرى، مؤكدًا أن لكل منهما مجال تخصصه، علمًا بأن كلاً منهما فقيه في عمله الذي يقوم به من أجل دينه ودنياه، مشيرًا إلى أن العبد العالم بحكم الله في أمر ما هو أفضل من العابد الذي يعبد الله على حرّص أي يعبد الله من أجل قصد شخصي، مؤكدًا أنه ليس المطلوب من الكل أن يكونوا حكماء في الدين بل المطلوب أن يكونوا فقهاء وحكماء في عملهم مع معرفة أن عمله الذي يقوم به متفق مع شرع الله عز وجل، منوهًا إلى ضرورة التخصص في العمل كما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمعنى أن الفقيه في الدين لابد وأن يكون على علم ببيان الحلال والحرام،لاسيما وهو فرض كفاية بضرورة وجود فقهاء دين متخصصين قاموا بدراسة الأسس الشرعية ويمتلكون قدرة البحث والتنقيب في القرآن والسنة النبوية التي تتيح لهم قدرة الفتوى في أمور الدين، وأن يكونوا حاصلين على شهادات عليا كالدكتوراه في مجال التشريع الإسلامي.
الفتوى إمضاء من لله
أكد أن الفتوى في الدين، ما هي إلا إمضاء من المولى عز وجل على المفتي ليبين حكم الله ومن هنا تكمن الإشكالية الكبرى من خطورة إطلاق الفتاوى هكذا، مؤكدًا أن من يفتي بفتوى من غير حكم الله تعالى، يوقع بنفسه في الإثم والمعصية لله، وبين أن هذا الإثم هو الكذب الذي من أكبر الكبائر، لأنه شهد على نفسه بالإسلام والإيمان، متسائلا كيف يكون قد نهى المولى عز وجل عن الكذب ونهى أيضًا عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم بصورة قطعية في أكثر من موقع وموضع، ونوقع أنفسنا فيه وبالتالي فإن من يفتي بغير حق يضع نفسه في موضع لا يحسد عليه، لذلك رأى ضرورة أن يتحل المفتي بقدر كبير من العلم والدراسة مع وصوله إلى درجة عالية من الخبرة الشرعية التي تمكنه من إطلاق الفتاوى حتى يحقق حكم الله إجمالاً وتفصيلاً وألا أوقع نفسه في إثم .
مصادر الفتوى
عدد د."نصر فريد" مصادر الفتوى، والتي تتمثل في القرآن، والسنة النبوية، والإجماع والقياس، وأخيرًا ما يمكن تسميته بالمصلحة التي تأتي في مرتبة تالية لما سبق من مصادر للفتوى، مؤكدًا أن ما ورد بالقرآن والسنة هو حكم قاطع للأمر المراد الإفتاء عليه، مشيرًا إلى أن الإجماع لم يكن موجودًا أثناء وجود الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي لأن الفتوى والحكم في ذلك الوقت كانت تأتي من عند الله مباشرة عن طريق نبيه الكريم، ولكن بعد انقطاع الوحي جاء الإجماع ليكون مصدر من المصادر القوية التي لا يجوز مخالفتها، وشدد على أن من يخالف رؤية الإجماع يقع في الإثم وذلك لأنه لا تجمع فتوى على ضلالة كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبان أن فتوى الإجماع هذه ظهرت للبت في بعض الأمور الحياتية التي لم يرد فيها نص صريح في القرآن والسنة يأتي بالحكم المباشر، وتطرق إلى المصدر الثالث من الفتوى وهو القياس على ما ورد بالكتاب والسنة، متخذًا من شرب الخمر مثلاً لذلك فعندما نهى المولى عز وجل عن شرب الخمر جاء الحكم صريحًا في كتابه العزيز، ولكن جدت أمور فهناك من يقول أن الخمر من المواد السائلة وبالتالي المخدرات والدخان ليسوا في حكم الخمر، وهناك أيضًا من يقولون بأن الخمر الذي نهى عنه الله سبحانه وتعالى هو الخمر المصنوع من البلح والعنب ولكن الخمر الآن يصنع من مواد عدة وبالتالي يخرج عن إطار الحكم بالحرمانية، لهذا يأتي مصدر القياس بمعنى أن الله حرم الخمر لأنها تذهب العقل وكل ما يذهب العقل حرام ويدخل في إطار حكم ما ورد في كتابه العزيز، لافتًا إلى أهمية مصدر الفتوى الآخر وهو المصلحة لما فيه خير للأمة الإسلامية، مؤكدًا أن استخدام مثل هذا المصدر يأتي بعد المصادر السابقة، وهذا من أن الدين الإسلامي دين يسر وأن الله رحيم بعبادة، وهكذا رأى أنه بتوافر أيًا من مصادر الفتوى هذه صحت الفتوى ويمكن الأخذ بها.
فتوى التدخين
وفي تعليقه على فتوى التدخين أثناء الصيام، أكد بطلان هذه الفتوى شرعًا، موضحًا أن التدخين من الأمور التي تدخل في دائرة الإضرار بالإنسان وتؤدي إلى قتل النفس التي حرم الله قتلها وقد ثبت هذا الحكم من خلال ما ورد بالكتاب والسنة النبوية، وأيضًا من خلال إجماع الفقهاء الشرعيين لهذا الأمر، وعن قضية إبطالها للصيام أكد أنها من المفطرات لأنها في تكوينها تحتوي على بعض المواد العضوية ومع دخول هذه المواد إلى جسم الإنسان تؤدي إلى إبطال الصيام، ناهيك أن التدخين هذا من الشهوات الدنيوية والأصل في شهر رمضان هو البعد عن الشهوات في سبيل التقرب إلى المولى عز وجل وبالتالي أكد أن التدخين حرام شرعًا ويبطل الصيام الذي ما هو إلا وسيلة ربانية وضعها المولى عز وجل لمنع وقوع خليفة الأرض في المحرمات، مؤكدًا على أن مروجي مثل هذه الفتاوى ما هم إلا مجرد دمية في يد الثقافة الغربية الاستعمارية التي تريد إضعاف أمور الدين لإضعاف عام المسلمين، لأن قوة الدين من قوة الدنيا فعندما نكون ضعفاء في ديننا نكون ضعفاء في دنيانا، ورأى أن مثل هولاء ما هم إلا متأثرين أو منافقين، رافضًا أن يكون الدين الحنيف مطية لمثل هولاء، وأخيرًا دعا إلى ضرورة تنظيم أمور الفتوى حتى تحقق مصلحة الجماعة المسلمة بمنع أي شخص يدخل في مجال غير تخصصه، عن طريق وضع آلية منع تمنع مثل هولاء العابثين بالدين والشرع، متسائلاً لماذا عندما يدعي شخص ما الطب وهو غير عالم به أو الهندسة وهو غير ملم بأمور الهندسة ُيمنع من ذلك ويدخل في إطار العقاب الدنيوي وعند العبث بأمور تخص المسلمين جميعًا ويدخل هولاء بفتواهم الغير صحيحة بدون علة استناد قوية، ُيتركون هكذا بدون عقاب رغم عبثهم بأهم شيء في الكون العقيدة التي يدافع غيرنا عنها دفاع المقاتلين، لذا طالب بضرورة وجود موانع صارمة تحرم على مثل هولاء التدخل في شأن ليس من اختصاصهم.



#مهدي_حسانين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العمانية.. والمجتمع المدني
- سيدات الأعمال العرب... نواة لتكتل اقتصادي عربي
- فشل المرأة الكويتية في الانتخابات.. هل هو تكريس لظاهرة خليجي ...


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي حسانين - نصر فريد واصل يؤكد: فتوى الدين للمتخصصين فقط