أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - غسان المغربي - سياسة السجون بالمغرب بولمهارز مراكش نمودجا -ابوغريب المغرب - الجزء الاول















المزيد.....



سياسة السجون بالمغرب بولمهارز مراكش نمودجا -ابوغريب المغرب - الجزء الاول


غسان المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2355 - 2008 / 7 / 27 - 11:15
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


تعذيب تقتيل تجويع دعارة رشوة امراض شذوذ فساد السجن السيء الذكر بولمهارز مراكش

يعيش السجن السيء الصيت ابو غريب المغرب بولمهارز مراكش وضعية خطيرة جدا خاصة والتعاطي القمعي لادارة السجن مع المعتقلين من داخل هذه المؤسسة القمعية السالبة للحرية كشكل من اشكال القمع والنفي والتعذيب النفسي والمادي والمعنوي في حق المعتقلين كافة لا سواء الحق العام او معتقلي الراي ... سياسة اقل ما يمكن ان يقال عنها انها على شاكلة السياسة الصهيونية في ادارة سجونها ضد المعتقلين الاسرى الفلسطينيين او سياسة الولايات المتحدة في سجن ابوغريب و نظرا للفضاعات التي يعيشها هذا السجن والاوضاع الماساوية بداخله اسماه المعتقلون بداخله سجن ابوغريب المغرب .
الفضح ثم الفضح لسياسة النظام القائم تجاه ابناء الشعب المغربي
سنتناول على حلقات الوضعية اللاانسانية والمعاناة وطقوس التعذيب الدي يتعرض له المعتقلون ابتداءا من كوميسارية جامع الفنا مراكش مرورا بتقديمهم لوكيل الملك في المحكمة وانتهاءا بالايداع بالسجن بولمهارز السيء الذكر والتي سيتم من خلالها فضح ماتحتضنه دهاليز هذه المؤسسات القمعية والتي لا تختلف عن بعضها البعض في الاهداف من احداث وحقائق تبين مدى بشاعة العمرين الجدد ومدى زيف الشعارات التي يرفعونها من قبيل العهد الجديد والانصاف والمصالحة والانتقال الديمقراطي والتي تبين الطبيعة الدموية للمعمرين الجدد للحكم المطلق لحفدة فرانكو مصاصي دماء الشعب المغربي
تقديم لا بد منه :

مما لا شك فيه ان الحرب بين المعتقلين الشيوعيين ومخابرات العدو وفيالقه القمعية والبوليسية وإدارات سجون النظام القائم وأجهزة مخابراتها المدنية والعسكرية متواصلة ومستمرة بكل الأشكال والوسائل،فمراكز الشرطة تمارس كل ما يمكن ان يخطر على بال الانسان من وسائل التعذيب وطرقه بل وتتفنن فيه وطذلك إدارات السجون تمارس كل أساليبها الاستخباراتية من أجل قتل وكسر إرادة المناضلين الشيوعيين ، وإفراغهم من محتواهم النضالي والكفاحي،ومنعهم من بناء وتنظيم أنفسهم تنظيمياُ واعتقاليا وحياتياً،عبر الكثير من الوسائل والأساليب المتنوعة والمتعددة،من قمع وعزل وتنقلات مستمرة بين السجون وأقسام العزل والزنازين،ومنع تواصلهم مع العالم الخارجي- خوفا من افتضاح امرهم - ،وزرع العملاء والمتساقطين في صفوفهم،من أجل كشف طرق ووسائل اتصالاتهم وعلاقاتهم في داخل المعتقلات وخارجها، وللوقوف ومعرفة التفاصيل المتعلقة بشبكة علاقاتهم وحياتهم التنظيمية والحزبية الداخلية والاعتقالية والوطنية،وأيضاً طرق ووسائل وأساليب التواصل والتنسيق بين المعتقلين في مختلف سجون التيوقراطية ،وبرامج وطرق وأساليب وآليات تفكيرهم وخططهم تجاه إدارات السجون ...الخ، وبالمقابل المناضلون الشيوعيون المغاربة وما يمتلكونه من ارادات وما يختزنونه من طاقات،وإيمان بعدالة قضيتهم وحتمية انتصارهم وتحررهم،فهم يدرسون ويطورون من خططهم وبرامجهم وأساليبهم التي تمكنهم من التغلب والانتصار على غباء مخابرات العدو وامية مسيري ادارات السجون وهزيمتها في هذه المعارك النضالية.
فيحولون سجون الديكتاتورية التي خبروها بحكم سجلهم الحافل بالاعتقالات الى قلاع للنضال بتفجير معارك تلو المعارك من اجل تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة
فالف شارة نصر لرفاقنا 18 بمعتقل ابوغريب المغرب وانا على نهجكم لسائرون
معتقل ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح

البداية
سيرا على نفس النهج سنقوم بفضح الفضاعات التي قامت بها فيالق القمع والجلادين في حق المعتقلين السياسيين 18
شهادات التعذيب من قلب سجن بولمهارز تحكي عبرها زهرة ورفاقها عما تعرضوا له في كوميسارية جامع الفنا
تقرير حول التعديب : بوذكور زهرة

اعتقلت يوم 15/05/2008 على الساعة 9 صباحا ما بين كلية الحقوق وكلية الاداب، في مكان الاعتقال تعرضت للضرب على مستوى الأنف مما سبب لي زيفا ، كما تعرضت للضرب على رأسي بواسطة عصا والركل في كافة أنحاء جسدي ، إضافة لشد الشعر.
بعد ذلك أخدت لشارع لا أعرف اسمه ليتم انزالي من عربة الشرطة ويتم اسقاطي أرضا بوسطة ضربة من أحدهم ليتم الرفس على ظهري ، أراد أحدهم أن يتبول علي وسط وابل من السب والشتم والاستفزازات والتهديد بالاغتصاب ، بعد ذلك سيتم توقيفي على قدمي لأتلقى ضربة أخرى على أنفي الذي ظل ينزف .
حولوني لسيارة مصفحة حيث باقي الرفاق ، لقد بدأ الحيوانات كينغزوني بالعصي وعلى صدري.
بعدها أخدنا الى المخفر الذي قضينا به 4الى 5 أيام من التعذيب منع فيها عنا الأكل والنوم.
منذ أن وصلنا عصبت أعيننا ليبدأ التحقيق مرفوق بكل أشكال الضرب والركل والتصرفيق و السب والشتم تلقيت ضربة على رأسي بواسطى قضيب حديدي سبب لي جرحا غائرا.
في كل مرة كان يأتي بوليسي ليسألك نفس الأسئلة مع الركل – الاسم ، اسم الأب ، .......
حولنا لقاعات أخرى مقيدين و معصوبي العينين ، بدأت الاسئلة مع الطرش وضربت للمرة الثالتة على أنفي والنزيف لم يتوقف ، ضربت على فمي ببونية ةعلى ساقي يعصا عدة مرات ، هذا الوضع استمر من 10 صباحا الى 19 مساءا في العديد من اللحظات كان يجلبونني وحدي لمكان أسند فيه ويدي على الحائط ةأعطي بظهري لذاك الدي يقوم بالاستنطاق يسأل عن أشخاص ، ............... وعندما رفضت الاجابة ضربني برجله في ظهري حتى أصبت بالدواركما ضربني أحدهم بعصا على عيني . ليعيدوني عند باقي الرفاق .
أخدوني مرة أخرى وبدأ ثلاث رجال يتناوبون على استنطاقي كانو يهددوني مثلما كانو يقولون تكري وانطلقوك وعندما رفضت صرفقني واحد وأنزلوني الى لاكاب جردوني من ملابسي وبداو الارهاب النفسي كيمشيو وايجيو علي وضعوني عارية فواحد البيت كل مرة يدخل شي واحد ويهددني..بقيت على هذه الوضعية حتى الصباح دون نوم .
اليوم الموالي 16/05/2008 .
أخدوني للإستنطاق مع 10 الى 12 وعندما كنت في الدروج قجني فخدي من الوراء حتى غوت وبدا كيركلني .قبل ما يدخلني عندهم عصب ليا عيني ، الاستنطاق بنفس السيناريو حتى ل12 ثم أنزلوني كما منعو عنا الأكل أربعة أيام وظللنا معصوبي العينين منعو على أي كان التكلم الينا.
مع 12 ليلا جاوني ونزلوني لاكا ب من جديد سألوني عن بعض العناوين وبعض الأسماء .........وعندما لم أجبهم أشبعوني تصرفيق وركل.، أخدوني مرة يقولون أنني مزورة اسمي وتعرضت عليها للضرب والرفس، كما جاتني الدم – العادة الشهرية- في اليوم الثاني وبقيت انزف يومين دون ملابس
في اليوم التالت دخلو شي وحدين بالكومبلي ، وبداو كيسبوا و ضربني واحد بركلة بين فخادي بقوة ومن بعد حطوني تحت الحراسة المرفوقة بالسب والشتم ،والاستفزاز.
اليوم الرابع: اداونا لوكيل قبل منها قامو بالخياطة للرفاق حدانا بلا دواء – الدربالي 6 غرز في يده ، العربي 5 غرز في رأسه ، العلوي 7غرز في رأسه ، أضافة للجروح والندوب على كافة الرفاق نتيجة التعديب ، خلع يد مراد- تم تعديبنا المهديد بالقرعة الكهرباء إضافة من اجل إمضاء المحاضر التي لم نوقعها
اليوم الخامس أحلنا على قاضي التحقيق ويقسنا تم من 10 صباحا الى 5 صباحا من اليوم الموالي .
يوم الاضراب عن الطعام داخل سجن بةلمهاز تعرضت لعدة مضايقات وتهديدات لتنيي عن الدخول في الاضراب عن الطعام الدي نفدته الى جامب رفاقي من أجل تحسين وضعيتي بالسجن.


***********************
المعتقل السياسي حفيظ الحفيظي
رقم الاعتقال 94577


شهادة تعذيب

...تم اعتقالي يوم الأربعاء 14/05/2008 على الساعة السادسة مساء بالعمارة C بالحي الجامعي على يد قوات القمع ، أو ما يسمى بقوات "التسرع الدخيل" ، انهالوا علينا بالهراوات على كافة مستوى الجسد ، بعد أن جردونا من هواتفنا النقالة و ما نملك من حاجيات أخرى ( كانت بحوزتي 400 درهم ) . أنزلونا فيما بعد الى ساحة الحي الجامعي ( وسط العمارات ) انهالوا علينا من جديد بهراواتهم تحث إمرة قوادهم ( الجلادون) ، تجرأ أحد اللقطاء و أوخزني بهراوته ( المحلية الصنع) في عيني اليسرى مما نجم عنه تورم دام لشهر ، نكلوا بالطلاب أشد تنكيل في صورة تذكر بمحاكم التفتيش.
لم يفصل بين الجولة الاولى و الجولة الثانية من التعذيب سوى 15 دقيقة كانت كافية لينقلوني الى كوميسارية جامع الفنا ، ليبدأ هذه المرة تعذيب من شكل آخر يشرف عليه ساديون لهم شواهد عليا في إثبات أن المغرب ما يزال يتخبط في القرون الوسطى ، و أن له باع كبير في علم الآثار ،إذ يقتضي بخطوات هيتلر و موسوليني بعبقرية لا تذكر.
خلعوا عني ملابسي ( حتى الداخلية طبعا ، لأنها مسألة وزارة الداخلية ) ، عصبوا عيني ، يداي كانتا مقيدتان سابقا ، بدؤوا في الرفس بالأقدام و الضرب بالأيدي و الهراوات خصوصا على المناطق الحساسة بالجسد ، صبوا الماء البارد على الجسد العاري ، هدد وني بالاغتصاب لأكثر من سبع مرات ، ثم شرعوا في الأسئلة : هل شاركت في التظاهر يوم فاتح ماي ؟ هل كنت من دعاة المقاطعة ، أتدافع عن الملف المطلبي؟ ... الخ من الأسئلة التي كانت اللكمات هي الأخرى بموازاتها.سألوني عن اسم والدي و والدتي في عشر ثواني ، ثم دونوا محضرا في مدة ساعة و نصف يتضمن أربعين صفحة ، و فحواه أنني أضرمت النار و كنت بمعية الطلاب نحمل أفرش الحي الجامعي قصد إشعال النار فيها ، اضف الى ذلك الرشق بالحجارة ، علاوة على ذكر الأسماء التي قادت و حرضت على الاحداث ، و هو ما يثبت ان محاضر الضابطة القضائية نقطة سوداء في تاريخ العدالة بالمغرب ( ان كانت فعلا عدالة ) ، حيث ان المحاضر نسجها كلاب DST بالشكل الذي أملي عليهم من طرف جهات عليا ، فتمت صياغتها بالشكل الذي أريد لها أن تكون عليه.
بعد المحاضر الملفقة طبعا ، تم اقتيادي إلى سرداب كوميسارية جامع الفنا ، هناك وجدت الطلبة و علامات الضرب و التعذيب بادية على أجسادهم ، لم انم تلك الليلة جراء الألم الذي نتج عن التعذيب فبت أتقلب جهة اليمين و جهة اليسار ، بعد أن افترشت الأرض و تلحفت دخان السجائر ، و قد بلغ الجوع ما بلغ.
صباح الخميس أيقظونا باكرا واحدا واحدا.
كبلوا يدي من جديد ، عصوا العينين و في غرفة لا اذكر شكلها جردوني من ملابسي و بدؤوا بالرفس بالأقدام ، و الضرب بالهراوات و الأيدي ، كانوا حوالي ستة أو سبعة أشخاص ( كلاب ) ميزت بينهم الجلاد عبد الحق ( الأواكس) من خلال صوته و هو يقول : لقد رأيته يوم فاتح ماي ؟ عجبا!!
كمطر الصيف مرت الاستراحة ، مددوني على بطني هذه المرة صبوا علي ماء باردا ، ثم بدؤوا في الرفس و الضرب بوحشية و شرعوا في تمديد اليدين الى أعلى و هما مقيدتان ، مما سبب لي تمزقا على مستوى الكتفين و كان التعذيب مرفق كالعادة بالتهديد بالاغتصاب و بأبشع أنواع الشتائم مع الأهانة.
أنزلوني الدرج من جديد ،أزالوا العصابة و الكرباج ، ولجت السرداب ، بعض المناضلين يتأوهون من شدة التعذيب و البعض الآخر لا زال ينكل بهم في غرف أخرى بشكل انفرادي .
اتكأت الى جانب الرفاق ، لبثنا نتبادل أشعار التحدي و روايات الأمل في الانعتاق من قيود الفاشية حتى وصلت البقية و كانت مثخنة بالجراح.
جاءت حصة اللي ليقتادوني من جديد ، نفس السيناريو ، الكرباج و العصابة و التجريد من الملابس و التهديد بالاغتصاب مع الرفس و الضرب ، و هكذا حتى الثانية بعد منتصف الليل، ثم العودة الى السرداب.
جاء صباح الجمعة و قد وصل الجوع أقسى السابق ، اقتادوني جديد ، عاودوا الكرة هذه المرة بطرق أعنف و أشد همجية ، أضافوا الى السيناريو الأول وضع خرقة بالية في فمي حتى تكبح الصراخ الناجم عن التعذيب و الألم ، بدأت الاسئلة من جديد ، الصمت يعني المزيد من الضرب و التهديد ، حرروا محضرا آخر كما أملت عليهم الدوائر العليا في مغرب الكنيسة هذا.
دونوا المحضر كما سبقت الإشارة ، أرغموني على الإمضاء كنت منهكا ، لا أرغب في المزيد من التنكيل ، أمضيت على الأربعين صفحة و السيف في عنقي .
نزلت درج السرداب من جديد و كانت الساعة قد قاربت السابعة مساء لأكون بذلك قد أمضيت يوم الجمعة كله أتلقى دروسا فيما راكمه الانتقال الديمقراطي .
في اليوم الموالي ( صادف يوم السبت 17 ماي ) اقتادوني بمعية ستة مناضلين الى محكمة الاستئناف ، فيما أبقوا على رفاق المجموعة الثانية بالسرداب ، بالمحكمة قابلنا الوكيل العام،أعادونا الى السطافيط ، ترددوا قليلا ، قلبوا الوجهة الى المحكمة الابتدائية ، أحالونا هذه المرة على وكيل الملك...
أودعونا السجن بعد أن أوصوا حراسه و بعض السجناء المتآمرين معهم بمضايقتنا.
أجلت محاكمتنا ثلاثة أسابيع ، في الأسبوع الرابع تمت المحاكمة بشكلها الصوري الواقعي للنظام القائم بالمغرب ، حيث أثبت الدفاع زيف شعارات العهد الجديد و المغرب الديمقراطي ،و أثبتناأننا قبس الحرية و التنوير الذي أوقده سبارتاكوس مرورا بتشي غيفارا وصولا الى عبد اللطيف زروال حتى سعيدة المنبهي و كافة شهداء التحرر و الاشتراكية.
تم الحكم علينا بسنة سجنا نافذة.
" أنا إذا مت غدا ، لا تبكوا علي ، آنذاك لن أدفن تحث الأرض ، فأنا ريح الحرية "
ارنستو تشي غيفارا.
*******************
المعتقل السياسي الشويني مراد
رقم الاعتقال: 94603


شهادة تعذيب
في 14/05/2008 و على الساعة الثالثة و النصف ، آلاف الطلبة يغادرون كلية الحقوق و يتوجهون الى رئاسة جامعة القاضي عياض بكلية العلوم السملالية ، حيث كان من المقرر إجراء حوار مع رئيس الجامعة حول الملف المطلبي للإتحاد الوطني لطلبة المغرب ، لكن الجماهير الطلابية ستتفاجأ بتطويق محكم لكل الحرم الجامعي : كليتي الحقوق و الآداب و الحي الجامعي و كافة الأحياء المجاورة له ، من طرف مختلف أجهزة القمع السري و العلني : سيمي ، قوات مساعدة ، فرق مكافحة العصابات ، المخابرت ، الاستعلامات ... حتى شرطة المرور لم تتخلف ذلك اليوم.
تدخلت قوات المع بشكل وحشي ، مانعة الطلبة من التوجه الى رئاسة الجامعة ، كان الطلبة يرغبون في حوار حول مطالبهم لكنهم وجدوا حوارا من نوع آخر ،حوار النظام القائم مع الجماهير في العهد الجديد ، حوار مقدمته الرصاص المطاطي ،و القنابل المسيلة للدموع ، و القمع الوحشي ، و مضمونه التنكيل و التعذيب و الاغتصاب و السرقة و النهب ، و خاتمته تلفيق التهم للمناضلين و المحاكمات الصورية.
اقتحمت قوات القمع كليتي الآداب و الحقوق ، لكنهما وجدتهما فارغتين ،لأن الطلبة لجئوا الى الحي الجامعي لتحصين أنفسهم في غرفهم ، فكان النظام القائم وفيا لديمقراطيته الدموية ، و لمبدأ تقريب القمع من المواطنين ، لهذا قام باقتحام الحي الجامعي و كل عماراته بدءا بعمارة الطالبات و انقسمت قوات القمع الى عدة مجموعات ، إحداها اهتمت بالتنكيل بالطالبات و باغتصابهن ، و اخرى بفرز المناضلات ، و الأخرى كانت مهمتها سلبهن كل ما يملكن بدءا بالهواتف النقالة و مصاريف جيوبهن على هزا لتها.
نظمت قوات القمع عملية السرقة و النهب و سرقوا كل ما استطاعوا حمله حتى الحواسيب النقالة ، و ما لم يستطيعوا حمله كسروه و خربوه. في نفس الوقت كانت فرق أخرى من قوت القمع المتنوعة قد اقتحمت عمارات الطلبة الثلاث ، و سرقت و نهبت كل شيء و خربت و كسرت كل ما هو قابل للكسر ، و اعتقلت كل من وجدت في طريقها أو في غرف العمارات ، و من وجدتهم على أسطحها قام بعض عناصر الاستعلامات و المخابرات برميهم الى الارض ، مما تسبب في الشلل و في عاهات دائمة لبعض الطلبة. لم تنته المسرحية الدموية التي اجتهدت قوت النظام القائم في تجسيدها عند هذا الحد ، بل بعد أن اعتقلت من اعتقلت و نكلت بهم و نهبت ما طالت يدها ، عمدت الى إضرام النار في إدارة الحي الجامعي و في مقهى مجاور له. قام بذلك عناصر ترتدي بذلا غير رسمية ، و أمام أعين السيمي و القوات المساعدة الذين اخلوا المناطق المحيطة بالحي و المقهى كي لا يرى أحد مؤامرتهم ، و كل هذا لكي يعتقد الناس بأن الطلبة هم الذين أحرقوا الادارة و المقهى هذا لكي يهيء النظام القائم تهما للمناضلين تناسب التطور الذي وصلت اليه الحركة الطلابية بموقع مراكش.
إذ بعدما فرغت عناصر قوات القمع المختلفة من عملياتها الاجرامية المنظمة هذه ، قامت بتصوير الخراب الذي أحدثته بالادارة و المقهى و غرف الطلبة ، و نسبت كل أفعالها الاجرامية الى الطلبة و مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي ، و قدمت تلك الصور كدليل لإدانتهم،و تابعتهم قضائيا بجرائمها، فهذه هي ديمقراطية العهد الجديد ، و هكذا يحترم النظام القائم حقوق الانسان ، و هذه هي دولة الحق و القانون ، و هذا هو الدور الحقيقي لقوات الاجرام.
في اليومن الموالي ، أعلنت حالة الطوارئ بمدينة مراكش ، و تحولت الى مدينة من مدن فلسطين المحتلة ، حيث قامت قوات القمع بسد كل منافذها و مداخلها ، و مراقبة كل الطرق و الشوارع و قامت بنصب الحواجز في الطرق المؤدية الى مدن أخرى ، من أجل تفتيش كل الحافلات ، مخافة أن يفر أحد المناضلين الى مدينة أخرى .
انتشرت قوات القمع في كل شبر من مدينة مراكش ، و بدأت سلسلة المداهمات و الاقتحامات لمنازل المناضلين المتواجدة بالاحياء المجاورة للحي الجامعي ، لم يكفهم ما نهبوا و سرقوا في الحي الجامعي ، فلجئوا الى المنازل ينهبونها أيضا و يعتقلون المناضلين منها.
في صباح ذلك اليوم ،سدت قوات القمع و النهب و السلب كل المنافذ المؤدية الى الحرم الجامعي و طوقته، بعد أن جاء المناضلين اليه لكي يقوموا بواجباتهم ، و اقتحمت كلية الحقوق و طاردت المناضلين و اعتقلت بعضهم ، نكلت بهم و نقلتهم الى مخفر جامع الفنا ، الذي أصبح أكثر شهرة في التعذيب من درب مولاي الشريف . و أنا كنت واحدا من المناضلين الذين اعتقلتهم قوات القمع و السلب و النهب ذلك الصباح ، و اقتادوني الى مخفر الشرطة ، و الأسطر القادمة سأسرد من خلالها ما حدث لي منذ لحظة اعتقالي الى حين تقديمي رفقة رفاقي الى المحكمة.
في 15/05/2008 تم اعتقالي أنا و بعض الرفاق على الساعة العاشرة صباحا ، قيد البوليس يدي الى الخلف و وضعوني على بطني على الأرض ، و انهالوا علي بالركل على الوجه و الرأس و البطن و الفخذين و الساقين ، و انهال علي آخرون بالعصي و المينوطات ، و أشهر بعضهم المسدسات في وجوهنا ، و هم يضربون طوقا علينا ، أدخلونا الى سياراتهم ( سطافيط) و استمروا في الضرب و البصق و الشتم ، و هم يجولون بنا بحثا عن رفاق آخرين ، مضت ساعة قبل أن يقفوا بنا امام مخفر جامع الفنا ، أدارو ا السطافيط ، و قابلوا خلفها بباب خلفي للمخفر ، فتحوا بابها ، و صعد رجال ببذل غير رسمية ، و انهالوا علينا بالضرب من جديد ، ثم أخذوا أحزمة من قماش ، و عصبوا أعيننا جميعا، اقتادونا الى داخل المخفر أ أصعدونا سلالم ، و عبروا بنا ممرات طويلة ، ثم استقروا بنا في غرفة حيث أقعدونا جميعا ، و انهالوا علينا بالضرب مرة أخرى . بعد عشر دقائق ، اقتادوني الى غرفة أخرى ، تجمع علي حوالي 7 ،و 8 أشخاص ، احكموا تعصيب عيني و يداي مقيدتان بقوة الى الخلف ، حتى تجمد الدم في الكفين . اقترب مني واحد منهم ، و أخذ يحدثني بصوت هادئ ، يطلب مني ان أتعاون معهم ، و أن أمدهم بالمعلومات التي يريدونها ،و حين ابتدأ التحقيق، ابتدأت جولات التعذيب ، في الأول الضرب بالعصي و الايدي ، و الركل بالارجل، ، و حين لم يأت هذا الضرب بما يريدونه ، مددوني على بطني و أخذ أحدهم يداي المقيدتان و رفعهما الى أعلى ، و وضع رجله على ظهري ، رفع يدي بقوة حتى صارت في وضع زاوية قائمة مع ظهري ، و حين كنت أصرخ بصوت عال ، وضعوا خرقة قذرة في فمي ، و طلبوا مني أن أرفع أصبعي إذا أردت الكلام ، فكنت أرفعه فورا ، و حينها ينزلون يدي ، و ينزعون الخرقة ، و يطلبون مني الكلام ، فأخبرهم أنني لا أعرف شيئا عما يسألونني عنه ، فيعيدون رفع يدي ، و وضع الخرقة في فمي ، كرروا ذلك ست مرات حتى كاد يغمى علي ، و مازالت كتفاي تؤلماني من جراء ذلك الى حدود الساعة.
بعد ذلك ، و بعد ان رفضت إخبارهم بأي شيء ، هددوا باغتصابي ، ثم هددوا باغتصاب أخي امام عيني ، ثم أحضروه و هددوا بإرغامي على اغتصابه ، بعدها أخرجوه من الغرفة ، و انهالوا علي بالركل و الرفس على الرأس و الظهر و الفخذين و الساقين ، ثم هددوني بالكهرباء و بالاغتصاب و ب"الفلاقا" ، و بأن يجلسوني عل قنينة...و ذكروا لي بأن كثيرا من الرفاق أجلسوهم على قنينات سابقا.
أخذوا يسألوننني من جديد ـ، و حين لم أجبهم ، خلعوا عني ثيابي ، و هددوا باغتصابي واحدا تلو الآخر ، ثم ضربني أحدهم بعصى ،ثم وضع تلك العصى على مؤخرتي ، كأنه يحاول اغتصابي بها ، و هو يأمرني أن أجيبهم على أسئلتهم التي يطرحونها علي و حين لذت بالصمت حاولوااغتصابي ، ثم عدلوا عن ذلك ، ثم حملوني مقلوبا من قدمي، و رأسي الى أسفل ، و أنا ما أزال عريا و هم يصرخون و يشتمون و يسألون ، ثم انهالوا علي بالركل على الرأس و الظهر ، و حين تعبوا أنزلوني ، و صاح بهم أحدهم :" لنقتله و نستريح منه ، سندفنه في الخلاء و لن يعرف أحد أي شيء عنه". صاح آخر : " إذا قتلناه سيستريح ، سنعذبه هنا حتى يكره حياته ، بعدها سنرسله بثماني سنوات الى السجن كي يتربى".
تركوني عاريا ملقى على الأرض بضع دقائق ، فيما كانوا يتشاورون مع بعضهم البعض ، و حين عادوا أخذوا يقدمون لي النصائح بضرورة التعاون معهم إذا أردت أن اتفادى التعذيب الحقيقي ، و قالوا أنهم لم يشرعوا فيه بعد ن و أنني إذا لم اتعاون معهم ، فسوف يلجئون إليه ، ألبسوني ثيابي ، و بدئوا يطرحون الأسئلة ، و هم يحاولون التحدث بلباقة ، و عندما لم أجبهم انهالوا علي بلضرب و الركل ، ثم مددوني على ظهري ، و أمسك شخصان بقدمي ، كل واحد أمسك قدما ، و أخذ يجرها في في اتجاه مناقض للاتجاه الذي يجر اليه الآخر ، و هما يشتمان و يهددان ، صرخت بأعلى صوتي ، فأغلقوا فمي بخرقة ، و طلبوا مني أن أهز رأسي إدا أردت الكلام ، فكنت اهز رأسي بسرعة فيطلقون قدمي و ينزعون الخرقة ، و يطرحون علي سؤالا أو اثنين ، و حين أخبرهم بأنني لا أعرف شيئا ، كانو يعيدون الخرقة الى فمي ، و يجرون قدمي من جديد ، و بعد ان فعلوا ذلك ثلاث مرات ، فقد شخص منهم أعصابه و انهال علي بالركل بشكل هستيري ، فأوقفه أحدهم و جره بعيدا عني.
كانوا يسألونني أحيانا أحيانا أسئلة غبية ، خاصة عندما يدعون أنهم يعرفون شيئا ما ، فيعطونني معطيات لا أساس لها من الصحة ، و كنت أعرف أنهم يريدون من وراء ذلك جر لساني الى الكلام ، لكنني كنت ألزم الصمت ، أو أجيب بأنني لا أعرف .و أحيانا كانوا يسألونني أسئلة لا أفهم ما المغزى منها ، سألوني مثلا ، من هم الأسياد هنا أنتم أم نحن ؟!! لم أجبهم و لم أتفوه بأية كلمة ، فانهالوا علي بالضرب ، فاستغربت ، لماذا يضربونني . ثم كانوا يقولون بحقد كبير : " انتم أسود في الكلية ن لا تخافون و لا تهابون أي أحد ، و الآن أين هي قوتكم ، هيا تكلموا ..." كانوا ينهون كلامهم بالضرب و الركل.
سألوني سؤالا آخر ، من هم الرجال نحن ام أنتم ، لذت بالصمت من جديد ، فصرخوا في وجهي بالسؤال مرة أخرى ، بقيت صامتا ، فانهالوا علي بالضرب.كانوا يضربونني بحقد جنوني ، و كنت أتساءل أي نوع من البشر هؤلاء ، و ما هذا الكم الهائل من الحقد الذي يحملونه اتجاهنا ، و هل يقومون بهذا مقابل الأجر الشهري فقط .تساءلت إذا ما كان يعرف هؤلاء من نحن و على ماذا ناضل و هل يهمهم أن يبقى التعليم مجانيا أم يدخلون أبناءهم الى المدارس الخاصة هم أيض مثل أسيادهم ، تساءلت ما إذا كانوا هم أيضا يكتوون بنيران الأسعار أم لا ، و تساءلت إن كانوا يجتهدون في تعذيبنا و التنكيل بنا لأنهم يملكون أحقادا شخصية اتجاهنا ، ربما لأنهم حينيعملون بالليل و النهار ، يطاردون الطلاب في الشوارع و الخلاء و يقتحمون البيوت ، يظنون أن الطلاب هم السبب في هذا الشقاء و هذا الجحيم ، و لا يدركون أن رؤسائهم هم الذين يشغلونهم كالكلاب بالليل و النهار...
تساءلت عن أشياء كثيرة ، و دائما كانت تقطع تساؤلاتي و افكاري ضرباتهم التي تهوي على رأسي أو رقبتي ، و صرخاتي التي تدوي.
استمر التعذيب و التحقيق ما يزيد عن ثلاث ساعات ، تركوني بعد ذلك ما يقرب نصف ساعة ممددا مكاني ، معصب العينين ، مقيد اليدين ، بعدها جرني شخص و أوقفني ، و أمرني بالمشي فمشيت ، فاقتادني الى الغرفة التي وضعوا بها الرفاق و هم معصبي الأعين مقيدي الأيدي الى الخلف.كانوا يخرجون الرفاق واحدا تلو الآخر للاستنطاق و التعذيب ثم يعيدونهم . بعد مدة قصيرة ، أخذوني الى غرفة أخرى و طلبوا مني أن أدلهم على المنزل الذي أقطن به ، و على منازل الرفاق، و حين رفضت ، انهالوا علي بالضرب بالايدي و العصي، و هددوا بأن يعلقوني و يغتصبوني... نزعوا عني ثيابي مرة أخرى ، و هددوا باغتصابي ، إن لم أجبهم على أسئلتهم، سألوني عن أشياء كثيرة ،و هددوني كثيرا ، ضربوني بالعصي و بأيديهم و أرجلهم ، و هم يشتمون و يتوعدون ن و يهددون بأنهم سيغتصبونني خلال الليل في الخلاء.
بقيت معصب العينين ، و مقيد اليدين الى الخلف ، في اليوم الاول من الاعتقال من الساعة الحادية عشر صباحا ، الى الواحدة ليلا ، و طيلة هذا الوقت كانوا ينتقلون بنا من غرفة الى غرفة ، من أسفل الى أعلى ، و من اعلى الى أسفل ، يتغير الجلادون لكن الأسئلة لاتتغير ، و التعذيب لا يتغير ، تنخفض اللهجة في البداية ، و يبدؤون بأسلوب الترغيب و الاغراء ، و حين لا يتوصلون الى أية نتيجة ، يكشرون عن أنيابهم ، و يلجؤون الى الاساليب الوحشية في التعذيب. هددوا بتعليقي و قالوا أن أقوى مني عشر مرات لم يصمدوا حتى خمس دقائق، فمن الأفضل أن أجيبهم على أسئلتهم ، و حين لم أجبهم ، هددوا بإخصائي ، التف حولي خمسة أو ستة أشخاص و بدؤوا في طرح الأسئلة و في التهديد و الضرب و الصفع و الشتم ، ثم أوقفوني على ركبتي ثم انهالوا علي بالضرب عبى ظهري ، فسقطت على رأسي و أغمي علي.
لا أعرف كم من الوقت مضى و أنا مغمى علي ، صبوا علي الماء، و أيقظوني ، كنت ما أزال معصب العينين مقيد اليدين الى الخلف ، أحسست بألم أشد في يدي ، اللتان تجمد الدم فيهما و الى حدود الآن ، مازلت أعاني من آلام بهما ، كما أعاني من آلام متفرقة في جسدي من جراء التعذيب ، في الكتفين ، و في الرأس ، و في الركبتين ، و في الفخذ اليمنى و في الساقين ، كما أحس أحيانا كثيرة بدوار في رأسي ، يكاد يغمى علي كلما أحسست به.
حوالي الساعة الواحدة ليلا ، اقتادوني الى قبو أسفل مخفر الشرطة ، نزعوا الأصفاد من يدي و الخرقة عن عيني ، و خلعوا عني ثيابي ، فتشوني ، فلم يجدوا شيئا ، ارتديت ثيابي ، و أنزلوني الى القبو المتعفن ، حيث وجدت جميع الرفاق ممددين على الأرض من آلام التعذيب.
في اليوم الموالي ، أخذوني الى أعلى المخفر ، إخبروني بأنهم اقتحموا الغرفة التي أسكن بها في الداوديات ، أخذوا منها كل حاجياتي بدون استثناء ، أخذوا كتبي و وثائقي و صور الشخصية و ملابسي ، و حاسوبي ، و كانوا قد سرقوا هاتفي المتنقل منذ اليوم الأول.
حققوا معي لأول مرة دون تعصيب عيني ، سألوني عن محتويات الحاسوب ، و من أين حصلت عليه ، و من يستعمله ، و أسئلة أخرى ، لزمت الصمت ، فهددوني من جديد و قيدوا يدي الى الخلف ، و أجلسوني على الأرض ، و تناول أحدهم عصى خشبية و هوى بها على كتفي و على ظهري ، و هو يشتم و يأمرني بالكلام ، بعد ساعة أعادوني الى القبو .
في منتصف الليل من اليوم الثاني من الاعتقال ، أصعدوني الى أعلى المخفر ، أدخلوني الى غرفة ، حيث جلس شخصان الى مكتب ، سألني أحدهما عن إسمي و عن بعض المعلومات الشخصية عني و عن عائلتي ، كتبوها في جهاز حاسوب ، بعد دقائق ، أمروني بأن أوقع على أوراق المحضر ، و حين رفضت ، انهالوا علي بالضرب و الركل ، و هددوني بأشياء كثيرة ثم اعادوني الى القبو.
بعد ساعة أصعدوني الى أعلى المخفر ، قيدوا يدي الى الخلف ، و سألوني عن شخص ما و عن البيت الذي يسكن به ، و بعد ان نفيت معرفتي بالشخص و بالبيت الذي يقطنه، هددوا باغتصابي ، و هددوا بأن يخصوني عن طريق استئصال أحد العروق... ثم ضربوني على رأسي ، و صفعني أحد من الخلف بكلتا يديه على أذني ، ثم هددوني بأن يلقحوني بمصل يحتوي على فيروس السيدا ، و قالوا أنهم سينادون على بعض المجرمين المتواجدين بجامع الفنا ، و الذين يتمتعون بحماية البوليس و سيجعلونهم يغتصبونني ، هددوني و توعدوني ، و اعتمدوا أسلوب الإرهاب النفسي كثيرا ، هددوا باستعمال الكهرباء ، باغتصابي ، بإخصائي ، بنزع أظافري ، و بأشياء كثيرة...
بقينا أربعة أيام في قبو مخفر الشرطة ، في اليومين الأخيرين استمر التعذيب ، و اقتصر على الضرب ، و التهديد و الارهاب النفسي ، و في اليوم الرابع أخذونا الى محكمة الاستئناف.
******************
المعتقل السياسي رضوان الزبيري
رقم الاعتقال : 94576

شهادة تعذيب

... منذ أن اعتقلت يوم الأربعاء 14 ماي 2008 حوالي الساعة الخامسة و النصف مساء حتى حدود حوالي الساعة السابعة مساء ، و أنا أتعرض لكل أنواع التعذيب الجسدي و النفسي ، إذ منذ ان أمسكوني فوق سطح إحدى عمارات الحي الجامعي الذي ضننت أنه خير ملجأ من التدخل و الاقتحام الوحشي و الهمجي لقوات البوليس بمختلف تلاوينها (...) و التي استعملت فيه القنابل المسيلة للدموع المنتهية الصلاحية و الرصاص المطاطي ... و أنا أتعرض للضرب المبرح و الوحشي بالعصي و الركل و الرفس و الصفع على الوجه و الجر من الارجل ، كما حاول أحد افراد "البوليس " إحداث ثقب بأذني مستعملا أصبع ، و لازالت أعاني من نقص في السمع حتى حدود الساعة و قد كان الضرب في كل أنحاء جسدي و خصوصا المناطق الحساسة منه كالرأس و الأعضاء التناسلية و الظهر و المؤخرة التي أعادت ذاكرتي الى أيام الكُتاب و كذا جميع مفاصلي كالركبة التي تلقيت عليها ضربات كثيرة و قوية بالعصي و المرفقين و الساعدين و الساقين و مفاصل القدمين و كل عظام الجسد عموما ، و قد انتفخ ساعدي و ركبتي بشكل فظيع حتى ظننتهما كسرتا ،إذ أمسكت ساعدي الأيسر بيدي الأخرى مبديا إياها لهم عسى أن يكفوا عن ضربي ، أما رجلي اليسرى فلم أقوى على وضعها على الأرض ، فكيف بالمشي عليها ؟ إذ كنت أمشي أو بالحرى أنط على قدم واحدة. و مع ذلك لم تأخذهم بي رأفة أو شفقة إذ عاودوا ضربي عليها عدة مرات و صرخت و صرخت حتى كدت أجن لكن دون جدوى ، وفي أثناء إنزالنا الى الساحة أوقفونا في البداية قرب باب العمارة حيث تم تكديس بعضنا فوق بعض كطيور الدجاج و أمرونا بفتح أزرار سراويلنا و إزالة هذه الأخيرة و الطلبة يصرخون و يبكون و يئنون من الألم و قد فعل غالبيتنا ما أمرونا به و ذلك كله تحث الضرب و السب و الشتم ، بعد ذلك أخرجونا للساحة و الضرب لازال مرافقا لنا ، ثم عزلوا الطلبة مجموعات ، مجموعات ، و بينما كنت أنا ضمن مجموعة صغيرة انتقوها بشكل عشوائي و غريزي ، اذ اعتبروني منذ الامساك بي متزعما و أنا لحدود الساعة لا أعرف ماذا كنت أتزعم ؟!و بهذا أخذت حصص التعذيب أكثر من باقي الطلبة ، حيث تعرضت للضرب بشكل كثيف و متواصل و مزقوا ثيابي ، و جالوا بي باقي المجموعات طالبين مني الكشف عن الذين أعرفهم ، أجبتهم بأني لا أعرف أحدا . عاودوا طرح نفس السؤال و أجبتهم بدوري بنفس الجواب و أنا أصرخ بالبكاء. بعد ذلك انهالوا علي بالضرب بشكل هستيري ثم أخذني شخص آخر فحملني فوق كتفيه و رماني أرضا و لولا انني لم أمسك به بكل ما تبقى لدي من قوة لكان رأسي و أضلاعي قد كسرا، بعد ذلك أخذ شخص آخر من جديد بيدي و طرح علي ذات السؤال بطريقة هادئة . أجبته هو الآخر بأني لا أعرف أحدا ضمن المجموعات، ليسلمني الى مجموعة من "السيمي " ... الذين انهالوا علي بالضرب و الرفس و الركل حتى كاد يغمى علي ،تجمدت مكاني و أنا ملقى على الأرض و لما انتهوا قادني أحد رجال البوليس ذي الزي المدني و امرني بالجلوس أمام ما يسمونه محجوزات و التي جلبوها معهم مثل السيوف و السكاكين و قنينات زجاجية و أسلحة أخرى إضافة الى قنينات غاز صغيرة أخرجوها من غرف الطلبة و التي كانت معدة للطبخ. كما لفوا عنقي بأحد أعلام الماركسية بها صورة تشي غيفارا ، و قاموا بأخذ صورلي معها و عندما انتهوا قادوني نحو المجموعة الصغيرة و بدؤوا بضربنا على رؤوسنا و بعدها قيدوانا بالقيود " المينوطات" و بعد مرور مدة قصيرة من الزمن اقتادونا خارج الحي الجامعي حيث وجدنا سيارات الشرطة بانتظارنا عوض سيارات الاسعاف، رمونا بداخلها كالخرفان و أثناء تنقيلنا كان منا من يبكي و من يئن من التعذيب الوحشي الذي تعرضنا له. وصلنا المخفر أو كوميسارية جامع الفنا الذي يجوز ان نسميه مركز تعذيب، أنزلونا من سياراتهم و أدخلونا الى إحدى غرف هذا المخفر و نحن مقيدي الأيادي . بعد مدة فكوا قيودنا و أمرونا بالجلوس على الأرض ذات الزليج البارد حيث دامت هذه المدة ساعات طويلة بانتظار الانتهاء من اعداد ملفاتنا، بعد ذلك سألونا عن أسمائنا و كل ما يتعلق بهوياتنا و تم أخذ الصور لنا و مسؤولو الشرطة لا يكفون عن الاستهزاء بنا و سبنا و شتمنا و الحط من كرامتنا حتى انه لما كان بعض الطلبة منا يطلبون الإذن حتى يتمكنوا من الذهاب الى المرحاض كان هؤلاء إما يرفضون أو يتماطلون حتى إذا اشتد إلحاح الطلبة كانوا يكتفون بتقديم قنينة فارغة لهم حتى يتبولوا فيها أمام باقي الطلبة ، و عندما انتهوا من أخذ كل المعطيات حولنا نقلونا في سيارة اسعاف الى مستشفى ابن طفيل الذي لم يقدم لنا ما كنا نرجوه من عناية طبية و تطبيب حيث اكتفى أحد الممرضين المتدربين بفحص مواضع الضربات بيده فقط دون أن يقدم لنا لا نصائح و لا أدوية مع العلم أن حالتنا كانت تستجوب عناية طبية فائقة. هذا و قد لمحنا داخل المستشفى بعض الطلبة و الدماء تسيل من رأس و فم أحدهم و البعض الآخر ذوي كسور أو جروح متفاوتة الخطورة، و أن من يعتني بهم هم طلبة كذلك و ليس ممرضين أو أطباء. و عندما انتهت زيارتنا للمستشفى عادوا بنا الى المخفر في سيارة الاسعاف التي كانت تسير بشكل متهور و جد خطير سواء أثناء الذهاب أو الإياب، و لما عدنا الى المخفر واصلوا عملية التحقيق معنا، و لما انتهوا أنزلونا الى زنزانة تحث الأرض، بقينا فيها مدة 4 أيام دون أكل ليس لأنه ليس لدينا بعض المال أو أن بعض أفراد عائلات رفاقنا لم تأتي بل لأنهم كانوا يرفضون ادخال أي نوع من الأطعمة أو المشروبات كما كنا ننام مع عدد كبير من السجناء داخل تلك الزنزانة المتعفنة و الكريهة الرائحة نظرا لوجود مرحاض بها دون أبواب ، إضافة الى رائحة السجائر ، أثناء هذه المدة كنا نصعد لنمضي على المحاضر التي لم نطلع على فحواها و التي لم يسألونا فيها إلا عن حالتنا العائلية كعدد الاخوة و اسم الاب و الام و المدنية...الخ و عندما كنا نرفض الامضاء على هده المحاضر كانو يمارسون علينا أبشع التعذيب بعد ان يعصبو أعيننا ويهددونا بالفلقة والاغتصاب و باجلاسنا على القنينة الزجاجية و تحت هذا العنف الجسدي و النفسي لم يكن لنا من خيار سوى الامضاء و عندما انتهت مدة الاربعة ايام نقلونا في البداية الى وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف أي أن التهم الملفقة و المنسوبة إلينا كانت ضمن التهم التي قد تحيلنا على المحكمة الجنائية. بعدها نقلونا الى السجن المدني بمراكش " بولمهارز" السيء الذكر و بعد مرور بضعة أيام نقلونا الى قاضي التحقيق، لكن لأمر جاء من سلطة عليا حولونا بسرعة الى المحكمة الابتدائية، و بالضبط الى وكيل الملك لدى نفس المحكمة الذي طرح علينا بعض الأسئلة مثل اسمي و اسم والدتي و هل شاركت في احتجاجات و انتفاضة الطلاب ، بعدها أرجعونا الى السجن الذي لازلنا نعيش فيه في ظروف قاسية حيث القمل و أمراض جلدية مثل الجربة و الحكة و حشرات الصراصير الكثيرة العدد و كذا سوء التغذية و النقص فيها و اعتداءات و تحرشات السجناء علينا ، اضافة الى مضايقات موظفي السجن التي وصلت أحيانا الى الضرب و كذا اهمالهم لنا و لطلباتنا و مطالبنا ، ابتداء من المدير حتى أصغر موظف هذا دون ان ننسى المحاكمة الصورية التي تعرضنا لها و التي حكموا فيها علينا بسنة سجنا نافذة.
***************************
المعتقل السياسي عبد الله الراشدي 04/06/2003رقم الاعتقال:94607
شهادة تعذيب من السجن المدني بمراكش
صبيحة يوم الخميس حوالي الساعة العاشرة و النصف تم اعتقالي قرب كلية الاداب و العلوم الانسانية بمراكش بشكل جد همجي .مشهد كالمشاهد التي نرى فيها الفلسطينيون يتساقطون في أيادي المحتل ، حيث أشهرت المسدسات و الهراوات و مختلف العصي في وجهي أمام الملأ من طرف قوات القمع السري منها و العلني ، حيث سلمت نفسي بعد أن انقض علي مجموعة من عناصر القمع سيكون عددهم ثمانية تقريبا ، فأشبعوني ركلا و رفسا بالهراوات و العصي على كل عضو في جسدي من الرأس الى القدم و بينما كنت أحجب جهازي التناسلي بيدي مخافة الاصابة فيه ضربني أحدهم على رأسي فأردت أن أتلمسه فرفسني اخر برجله على جهازي التناسلي ، مما أوشك أن يغمى علي و بعدها قيدوا لي يداي من الخلف فجرني أحدهم من القيد لكي أنهض حينها كاد القيد يقطع لي يداي و بعدها أوقفوني منتصبا و أنا أتلوى بيداي تلقيت ضربة على صدري ،و ضربني آخر برأس عصاه على مستوى بطني حتى ركعت فجرني شخصين الى سيارة القمع و بعضهم الآخر يهيئها و آخرون يسألون عن هويتي أكثر من مرة مع الضرب و الشتم .أدخلوني الى السيارة بقوة أما الشتم و السب فحدث و لا حرج في الشارع العام ، لم أسمع يوما ذلك الحجم من الكلام النابي الذي سمعته عند هؤلاء الحيوانات البهيمية التي ترتدي جلد انسان . فبعد أن أدخلوني الى السيارة وجدت بعض الرفاق الآخرين ، و منذ أن أدخلوني و هم يضربون و يشتمون و يسبون و يرفسون و يبصقون علي بمختلف أجهزتهم و كان أكثرها و أبرزها العصي ،التي كان أصغرها يفوق حجم ساعدي ، أينما يحلو لهم يضربون على الرأس و على الساق...و يا للغرابة أحدهم سألني هل يوجد نقود في جيبك قلت له لدي درهمان ، فقال له أحدهم كان في الأمام قرب المقود خذها عنده و لو درهمان أحتاج الى سيجارتين أو علبة تيد لأغسل بها ملابسي ،فأخرج الدرهمان من جيبي فضربني آخر على رأسي و ساقي بعصا فقال لي ـ عندك شي بورطابل ـ ؟ قلت له نعم فضربني مرة أخرى و سبني فأخرجه منة جيبي فأخذه فتفحصه فوجده من نوع قديم و رديء ، قال له أحدهم له في الامام ـ شوف واش شي كاميراـ .و بعدها أرجعه لي ، هل هي أزمة أخلاق لديهم أم هم أيضا يكتوون بغلاء المعيشة !!؟هكذا يعامل القمع بالمغرب كل من يقف ضد مخططات النظام القائم . هذا قبل أن نصل الى المخفر ، فبعد كل أشكال التعذيب و الترهيب الذي تعرضت له منذ اعتقالي حتى اقتربنا من المخفر سيتم تعصيب أعيني فأوقفوا السيارة فأنزلوني على ركبتي للأرض دائما مع الرفس و الضرب و الركل و الشتم ،فأخذوني الى الداخل معصوب العينين لا أرى سوى الظلام الحالك يأتي هذا و يذهب آخر لا أعرف ما الى جانبي و لا أمامي ، فأجلسوني على ركبتي و أنا ساجد برأسي فوقهما و الضرب على الرأس و على الظهر بالقدم و اللكمات على وجهي و عنقي و مؤخرة رأسي .و بعد استنطاق طويل و تعذيب شديد قرروا استعمال القنينة لاغتصابي بها حيث لم أنطق سوى بما يتعلق بهويتي فأزالوا بعدها رابطة سروالي و عقده لاستعمال القنينة ،فأنزلني أحدهم على ركبتي و ضربني آخر بقدمه على ظهري حتى سقطت على وجهي فرفسني آخر بقدمه على مؤخرتي التي تبين منها جزء بعد إزالة عقد السروال و آخر يضربني على رأسي بقدمه و آخر جلس على ظهري و هو يرفع يداي من القيد الذي أغلق بإحكام حتى تقتربا من الأرض و يقولون لي اذا أردت أن تتكلم ارفع أصبعك فأرفعه فيكف عن رفع يداي و استمر هذا الوضع لوقت طويل ، فتم تغيير شكل التعذيب مرة أخرى ليعيدوني الى الكرسي بعد وقوفي على ركبتي و جرني من القيد الى أعلى حيث وجدت الكرسي مكسر فجلست عليه فسقطت على الارض مما زاد من ألم القيد .فاستمر ذلك حتى أخرجوني الى خارج الغرفة حيث التقطوا لي ثلاث صور أحدهم التقطها بهاتفه !!و كان ذلك أيضا بعنف حيث أزال لي أحدهم العصابة على عيناي دون أن يفكها من عقدتها و هو يجرها من هنا و من هناك حتى وصلت جبهتي و بعد انتهاء عملية التصوير فتح العصابة و أعادها على مستوى عيني بإحكام شديد حتى أصبح رأسي يؤلمني بها خصوصا مؤخرته التي أشبعت ضربا فأرجعوني الى الغرفة التي خرجت منها لتتمة الاستنطاق الذي أتموه كسابقة حتى تم تحذيري باستعمال الضوء على مستوى خصيتي إن استمر الوضع على ما هو عليه فأشبعوني ضربا و رفسا بالرابطة التي أزالوها من سروالي فربطوا عقد سروالي بعدها فأخذوني الى اتجاه أخر يقولون أنهم ذاهبون لاستعمال الضوءعلى مستوى خصيتي فذهبوا بي الى غرفة حيث سمعت أنين و صراخ الرفاق و الرفيقة و هم يضربون و يشتمون من طرف هؤلاء الحشرات حيث زادني صراخ و أنين رفاقي قوة و صلابة فتوجهت و أنا أتذكر شهدائنا الأبرار الذين استشهدوا على هذا الدرب فتوجهت و هم يقودونني من خلف مرفوع الرأس منتصب القامة أمشي حتى أدخلوني الى الغرفة التي يوجد بها هؤلاء الرفاق الاوفياء فأمروني الجلوس على ركبتي و أمام الحائط و أحني رأسي حتى يصل الى ركبتي فلما شعرت بالعياء على مستوى ظهري أردت أن أنتصب فلما انتصبت تلقيت ضربة برجل شخص على ظهري حتى ضرب رأسي على عرض الحائط فأنزلت رأسي على ركبتي و أنا أشعر بالدوار في رأسي هذا دون أن أغفل حجم الشتم و السب يأتي أحد و يضرب هذا و يركل هذا و ما شهدت صمودا كهذا في الواقع قط حيث يضربون الرفيقة و يشتمونها و هي صامدة كالصخرة الصماء . و استمر هذا الوضع ساعات تخللها ضرب و رفس و سب و شتم كلما رفعت رأسي لأستريح و يا للعقاب و التعذيب يتضاعف عندما يقول أحدنا يريد أن يتبول أو يشرب بعد ساعات من ذلك أمروني بإزالة رابطة الحذاء فأخذوني الى تحث فيقول لي ْ زيد عند هاذ الذيب إحيد لماك ذوك الخصيتين ْ فأنزلوني الى تحث بعدها أزلنا العصابة على أعيننا فأشبعونا ضربا و رفسا لأننا لم نقلها لهم ، بعد ذلك أخرجونا واحدا واحدا فأخذوا أغراضنا ثم أنزلونا الى ْ الكاب ْ حيث وجدت بعض الرفاق المعتقلين يوم أمس ذلك اليوم و منذ ليلة الأربعاء لو يأتي القوت الى فمي حيث منعونا من جلب الأكل رغم وجود بعض النقود عند بعضنا . اليوم الموالي ينادون علينا واحدا واحدا لاستمرار الاستنطاق حيث يشبع ضربا مبرحا حتى أرادوا أن يحرروا المحضر فأحضروني عند شخص أمامه حاسوب يسألني عن شيء يتعلق بهويتي فأجيبه لكن بقي يكتب ما يزيد عن ساعتين حتى انتهى من الكتابة فأغلق الغرفة و أخرجني ليسلمني الى آخر قادني الى ـ الكاب ـ . يوم غد صباحا أخذوني مع بعض الرفاق الى المحكمة الاستئنافية ليتم تمديد الحراسة النظرية يوم آخر لتصبح ثلاثة أيام . يوم غد أرادوا أن نوقع على المحضر يفوق حجمه بعض مقررات مادة الفلسفة التي يدرسونها لنا ، و أنا لم أجب سوى عن هويتي فرفضت أن أوقع فأشبعوني ضربا كالعادة و بعد عناء طويل أنزلوني .بعدها أخذونا الى المحكمة الاستئنافية لتقديمنا الى وكيل الملك و منذ وصولنا على الساعة 11:30 تقريبا و نحن ننتظر وصول الوكيل فلم يأتي حتى 00:30 ليلا و بعدها مررنا عنده ثم أحالنا عند قاضي التحقيق الذي انتظرناه حتى حدود الثانية ثم حقق معنا الى حدود الرابعة صباحا فأنزلونا الى تحث ، انتظرنا ما يقارب ساعة ليأخذوننا الى السجن المدني بمراكش الذي أجريت فيه كذلك ما يتعلق بالسجناء الجدد قرابة ساعة و نصف بعدها أدخلونا الى الزنازن كل واحد منا في زنزانة تبعد عن الأخرى بمسافة يستحيل الوصول الى الآخر و لو في الاستراحة .دخلت الزنزانة و جدت السجناء نائمون ، بحثت عن مكان لكي أجلس فيه فإذا بي لم أجد سوى المرحاض فجلست في عتبته و أنا أنظر الى السجناء و هم يحكون أجسادهم بعنف بعدها اكتشفت أن القمل هنا كالنمل أمام جحرهو سجين نائم و آخر ملتصق به و رجل آخر فوق وجه آخر إنه الاكتضاض ....!هكذا يؤكد النظام القائم للمرة الألف أو المليون عن طبيعته رغم كل الشعارات التي ظل يطرينا بهادوما.إن كل هذا و غيره لا من التعذيب و لا الترهيب و لا الاعتقال و لا معاناة السجن كفيلة بأن تنال من قناعاتنا التي اكتسبناها من النظرية الماركسية اللينينية و ارتباطها بالممارسة العملية الاجتماعية و لا يسعنا الا ترديد ما قالته سعيدة المنبهي شهيدة الشعب المغربي : أنا هنا كي لا يكون السجن غدا.
********************
***المعتقل السياسي السجن المدني بولمهارز
محمد العربي جدي مراكش
رقم الإعتفال:94604


شهادة تعذيب

العهد الجديد، طي صفحة الماضي، الإنتقال الديموقراطي....كلها شعارات تكسرت على أرض الواقع، ولمن لايزال يساوره قليل من الشك.إليه كيف تعاطى النظام القائم مع مناضلي أوطم أثناء إعتقالهم وأنا واحد منهم.
لقد تم إعتقالي صبيحة يوم الخميس 15/05/ 2008حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا بين كليتي الآداب والحقوق، من طرف عصابة من قوات القمع السرية والعلنية ، حيث إنهالوا علي بالرفس والضرب بالعصي والسلاسل مايقارب نصف ساعة ، بعدها سيكبلون يدي ويحملوني على متن سيارة لاأعرف لونها ولاحجمها لأنه كان مغمى علي إلى مكان سيتبين انه مخفر جامع الفنا لتبدأ الإحتفالات من جديد حيث السب والضرب والرفس حتى ظنوا أني فارقت الحياة ، وبعد مدة بدأت معها أسترجع وعيي من جديد ، سيأخذوني إلى أحد الأمكنة القذرة (رائحتها تخنق الأنفاس) فبدأ التهديد بالإغتصاب وكافة أنواع التعذيب، وبعد إلتزامي الصمت سيقوم أحدهم بتجريدي من ملابسي وحملني من جهازي التناسلي حتى إنقطعت عن الأرض ثم أسقطني .
بعدها لم أعد أتذكر أي شيئ (لأني دخلت في غيبوبة من جديد) إلى أن وجدت نفسي معصوب العينين ب"لاكاب" القبو، رفقة رفاقي في النهج الديمقراطي القاعدي(سبعة عشر مناضلا) حيث أخبروني أن ذلك اليوم كان يوم السبت مساء.
بعدها بدأت أتفحص أنحاء جسمي لأجد عليه مجموعة من الجروح والرضوض على مستوى العين ، الساقان،الظهر وكافة أنحاء الجسم ، كما أنني لم أعثر على هاتفي النفال بعدها سيتم نقلنا صبيحة يوم الأحد إلى المحكمة حوالي الساعة العاشرة، حيث مكثنا بها إلى حدود الساعة السادسة أو السابعة صباحا من يوم الإثنين لتتم إحالتنا إلى السجن المدني بولمهارز. والذي لايقل شأنا عن مخفر جامع الفنا ، حيث السب والشتم والمضايقات ، والضرب في بعض الأحيان من طرف حراس السجن ، إضافة إلى منعنا من التجمع وبعض المرافق كالخزانة. ****************
المعتقل السياسي السجن المدني بولمهارز
خالد مفتاح مراكش

رقم الإعتقال:94605

حصص من التعذيب المنتظم!؟
بمخفر جامع الفنا

إلى من يقول أن سنوات" الجمر والرصاص" قد ولت و إلى من يتحدث عن طي"صفحة الماضي" إلى من يتشدق بطرهات "حقوق الإنسان" و"العهد الجديد".....
لقد عرف إعتقالي يوم الخميس 15 ماي 2008 من حرم جامعة القاضي عياض بالقرب من كلية الآداب ، وأبشع أنواع التعذيب ، حيث تم تكبيل يداي وراء ظهري وتم تسديد ضربات متتالية إلى وجهي وبالضبط على مستوى عيني من طرف مايزيد عن 5 من أفراد قوات القمع السرية ، كما تم ضربي على مستوى جهازي التناسلي ، وعندما أشرت لهم أنني بحاجة إلى طبيب تم حملي في سيارة البوليس ، متجهين بي إلى درب مولاي الشريف الجديد "مخفر جامع الفنا" وعند وصولي تم إلقائي على الأرض ، وتعصيب عيني ، ونزع ثيابي وحذائي ، لتبدأ الحصص التعذيبية المسترسلة والمنتظمة ، في البداية تم تعذيبي لأزيد من ساعتين وأنا أصرخ من شدة الألم بعيني ، مما حدا بهم إلى الزيادة في الضرب المبرح ، و في الوقت الذي لا أرى فيه شيئا أسمع رفاقي يصرخون من التعذيب .
وبعد مرور كل نصف ساعة يأتي آخرون لتعذيبنا، وفي حدود الساعة الثانية زوالا تم حملي في سيارة إلى الوحدة الخامسة بغية معرفة منزلي وأنا معصب العينين لأزيد من 20 ساعة ، وفي الليل تم حملي مرة أخرى ، وعلى مستوى الثلاثة أيام الموالية تم تكرير نفس الطرق في التعذيب من ضرب بالأيادي والأرجل والعصي والتنقيل من مكتب إلى أخر في مخفر جامع الفنا كما تم منعنا من الأكل والماء والتدخين.
كافة هذه الممارسات كانت تهدف إلى نقطة واحدة وهي تكسير عزيمتنا وصمودنا إلى جانب الجماهير الشعبية عامة والجماهير الطلابية خاصة ، أما من داخل السجن فالمضايقات التي نتعرض لها فهي لا تعد ولا تحصى وأخرها منعنا من ملاقاة رفاقنا السبعة عشر المعتقلين وإن لم تتحقق من داخل المعتقل أوخارجه فليتذكر النظام القائم الدريدي مولاي بوبكر ومصطفى بلهواري ، فعلى دربهم سنمضي حتى الإستشهاد.

ودمتم صامدين ومناضلين

***************
المعتقل السياسي السجن المدني بولمهارز
عثمان الشويني مراكش
رقم الإعتقال:94606


شهادة تعذيب

صمت...ضوضاء....ضربات متتالية تنهال على جسدي من كل إتجاه دم ينزف.. قصف عشوائي بمختلف كلمات القذارة والإنحطاط ، تهديد بالإغتصاب والتبول علينا. بإختصار إنها مقدمة التعذيب في محاولة للحط من كرامتنا ومعنوياتنا .
حشرونا في "صطافيط" مكبلي الأيدي ، كنا ستة رفاق بعد نصف ساعة أضافوا لنا رفيقة أخرى ثم رفيقين عند وصولنا للمخفر وفي اليوم الثاني من الإعتقال أضافوا أربعة أطلق سراح إثنين منهما . وقدمنا نحن إحدى عشر رفيقا للماحكمة .عند وصول السيارة إلى مخفر جامع الفنا السيئ الذكر كنا أغلبيتنا ننزف من كثرة التعذيب ومكبلي الأيدي أنزلونا ووضعوا عصابات على أعيننا وكبلوا يدي إلى الخلف وأدخلوني إلى المخفر مباشرة إنهالت علي الضربات من كل إتجاه ، وركزوا بعد ذلك على الرأس والأرجل ، وكان يقول أحد الجلادين "هرسوها لدين مو". سقطت مغمى علي ولكن مالبث ان إستيقظت على إيقاع الضربات التي لم تتوقف لمدة ساعة ،حيث كنت ممدا على بطني ويداي إلى الخلف ، بعدها وضعوا فوقي أحد ارفاق وبدأوا يضربون من جديد ويحاولون الإستهزاء بنا . سحبني جلادان حيث لم اكن أقوى على السير ومغمض العينين ، قذفوا بي إلى حجرة ضيقة بمعية بعض الرفاق ، بعدها تناوبوا علي إستنطاقنا. لم يتركونا نرتاح ولو دقيقة من الثانية عشر نهارا حتى العاشرة ليلا ، تفنن فيها أكثر من ثلاثين جلادا في أجسادنا بشكل سادي كانوا يمسكون رأسي ويضربوا به على الجدار حتى نزف الدم من أنفي ولم أعد أحس بمختلف أعضاء جسمي من كثرة التعذيب وخاصة في المناطق الحساسة ، حيث ما زلت أعاني من عدة رضوض بعد مرور عشرة أيام خاصة على مستوى الرأس والركبتين . في العاشرة ليلا وبعد أن أدركوا أن المناضلين أصلب من أن تنال منهم جلسة تعذيب خصوصي وضعونا في غرفة واحدة وبدأو يهينوننا من جديد ويحاولون الحط من كرامتنا وكراة الرفيقة زهور التي ظلت صامدة شامخة على طول الأيام التي قضيناها في المخفر. لم يخل درس الحقوق الذي تلاه علينا الكومسير من تهديد ووعيد بالإغتصاب حتي الأحكام القاسية ....
أنزلونا إلى القبو"لاكاب" في حدود الثانية عشرة ليلا وبعد أن منعونا من الطعام والسجائر عزلونا في غرفة بمعية المجموعة الأولى التي إعتقلت يوم الأربعاء وكانت تضم سبعة مناضلين .
في اليوم الموالي ادخلوني غرفة بها ستة جلادين وسألوني بعض الأسئلة وكبلوا يدي إلى الخلف وظل أحدهم يضربني لمدة ساعتين دون ان أتكلم بعدها أنزلوني عند الرفاق و قضينا ثلاثة أيام بلا طعام في المخفر وفي اليوم الرابع أخذونا إلى محكمة الإستئناف من العاشرة صباحا حتي العاشرة صباحا من اليوم الموالي ونحن جالسون على كرسي من خشب ،وأيدينا مكبلة إلى بعض على شكل سلسلة ، بعدها أخذونا إلى سجن بولمهارز حيث أطربنا بعض الحراس بنفس الكلام الذي سمعناه في المخفر ،ووزعونا بعدها على غرف السجن حيث وضعونا مع سجناء الحق العام في شروط لا تصلح للعيش فبالأحرى للدراسة. وبدأت مضايقات بعض الحراس، فقد أقدم رئيس المعقل على ضرب أحد الرفاق وتمزيق إشعار بإضراب عن الطعام خضناه لمدة يومين من أجل تحسين وضعيتنا وقد تم منع الخزانة علينا حتى لا نجتمع وتم عزل الرفاق على ثلاث مجموعات ،لا يمكن أن تتصل فيما بينها ويحاولون تفريقنا بمختلف الطرق.
إني إذ أضع نصب عيني الشهيدين بلهواري مصطفى ومولاي بوبكر الدريدي وكل شهداء الشعب المغربي ، أقول لكل الذين عذبوني أن التعذيب لا يزيد المناضلين سوى تشبثا بقضيتهم ، وأن يدا تكبلها الأغلال تهون فداء شعب بلا إستغلال وكما قال محدود درويش:
لا غرقة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل
نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل
وحبوب سنبلة تموت ستملئ الوادي سنابل
***********************
المعتقل السياسي السجن المدني بولمهارز
ناصر أحساين مراكش
رقم الإعتقال:94582


شهادة تعذيب

إنني أنا المعتقل ناصر حساين الحامل لرقم الإعتقال 94582 من داخل السجن المدني بولمهارز بمراكش والمعتقل على خلفية الأحداث التي عرفها الحي الجامعي المتمثلة في إنتفاضة الطلاب المجيدة،يوم 15/05/2008.
وهنا سأسرد ماتعرضت له من التعذيب منذ إعتقالي حتى لحظة دخولي إلى السجن ولن أنسى أيضا مانعانيه من داخل السجن، وكذا كيف تم إعتقالي من طرف أجهزة القمع.
لقد تم إعتقالي بعد عودتي من العمل حيث كنت أعمل في شركة للبناء بكليز وبعد إنتهائي من العمل على الساعة الخامسة مساء توجهت إلى مكان إقامتي بالحي الجامعي وبعد ان إقتربت منه فوجئت بقوات القمع وهي تطوق الحي الجامعي وتطارد الطلبة وإذ بسيارة القمع رفقة دراجين تقترب مني ولم أرى من حل سوى الإتجاه نحو إحدى الأزقة لضمان الإلتحاق بمجموعة من الطلاب، لكن قوات القمع طاردتني بقوة وأنا أعاني من الإرهاق جراء العمل اليومي . وتم القبض علي بطريقة وحشية ، وبدأت العصا تنهال علي بالإضافة إلى الرفس والضرب بالارجل في المناطق الحساسة ، مع ما رافقهما من سب وشتم وأصبت بضربة خطيرة فوق رأسي وفي ساقي ورجلي اليمنى وفي العمود الفقري وفقدت الوعي لبضعة دقائق وبعد إستيقاضي وجدت نفسي وسط سيارة القمع ليبدأ الرفس بالأرجل من طرف رجال القمع حتى وصولنا إلى مركز الشرطة القضائية بجامع الفنا ومنذ دخولي إلى المخفر تم تكبيل يداي وتعصيب عيناي وفي هذه اللحظة ضاع مني هاتفي المحمول وورقة نقدية من فئة مائتا درهم . ليبدأالتعذيب وماأدراك ماالتعذيب الجسدي والنفسي ،الشتم والتهديد بالإغتصاب(القرعة،الصعق بالكهرباء،التهديد بإستعمال محلول الأسيد من طرف أحد الجلادين المسمى "عبد الحق الأواكس"ليتم الزج بي في زنزانة شبيهة تماما بالمرحاض والتي قضيت فيها مع رفاقي إثنان وسبعون ساعة بالجوع والبرد والعطش، وكذلك العديد من الإستفزازات من طرف رجال القمع عندما يبدأ الكلام النابي والساقط.
****************
علاء الدربالي
رقم الاعتقال: 94601
شهادة التعذيب
أنا المعتقل السياسي علاء الدربالي الحامل لرقم الاعتقال 94601 اعتقلت على خلفيات ما جرى في الانتفاضة الباسلة بالمعنى الصحيح للكلمة، وليس بالفهم المغلوط " احداث شغب"، أي ما حدث مؤخرا في الجامعة والحي الجامعي بمدينة مراكش، و سأحاول سرد ما تعرضت له من تعذيب وكذا طريقة الاعتقال البشعة في حقي.
تم اعتقالي من طرف مجموعة من الوحوش البشرية بالقرب من باب الجامعة (جامعة القاضي عياض) صباح يوم الخميس 15/05/2008، حيث صدمني سائق دراجة نارية لأسقط على لوحة حديدية كبيرة وجراء هذا السقوط أصبت بجرح خطير في يدي اليسرى. فإذا بالرجلين "يترجلان" ويمسكان بي ويشرعان في ضربي ورفسي بطريقة فظيعة، فإذا بدراجة بأربع عجلات تقف وعلى متنها 2 ذوي بنية متينة يصران على أن يشاطرا الرجلين الأولين ضربي، لكن هؤلاء الأربعة لم يخمدوا نار الأربعة الآخرين الذين وصلوا على متن سيارة صغيرة، "سقط الثور وكثر السكاكين"، إذ أصبح عددهم 8، الكل يضرب ويشتم ويرفس بكل ما يملك من قوة. عندها سيتم الاتصال بسيارة (الشرطة)، و سيصل اثنين ليتم نقلي في إحداهما وكل طرف من جسمي ينزف جراء الضرب المبرح الذي تلقيته منهم، وفي سيارة القمع واصل أصحاب البزة الزرقاء ما بدأه أصحابهم (الشجعان) فإذا بنا أمام مخفر الشرطة بجامع الفنا. بعدها سيتم إنزالي بعدما طلب أحد الواقفين ضمادة بقطعة من قماش والسب والضرب لم يفارقا جسمي، وقد تسلل احدهم إلى جيبي وسرق هاتفي المحمول ومبلغ 50 درهم كانا في جيبي. لم اعرف الشخص لأنني كنت مكبل الأيدي بالقيود ومغمض العينين بالقطعة القماشية، سيتم بعد ذلك إدخالي إلى مكان لم استطع التعرف عليه وذلك بعد طلوع ونزول استغرق مدة لا بأس بها. عندها سأجد نفسي جراء ضربة أحد الأشخاص مرميا على بطني وهناك بدأ ما هو أفضع من تعذيب نفسي من قبيل (القرعة+ التهديد بالاغتصاب،...) والتعذيب الجسدي من قبيل (الطيارة، الضرب بالعصي والأرجل والأيدي، الجر في الأرض مجردا من ملابسي، وإلى ما ذلك من تهديد بالترسينتي، أي الكهرباء)، وهذا ما خلق في جسمي مجموعة من الجروح والكدمات بالإضافة إلى ما هو نفسي، و فيما نحن في رحاب الشرطة القضائية تم تركنا أزيد من 3 أيام ونصف بالجوع والبرد مكبلين بالقيود معزولين بشكل فضيع في زنزانة مقرفة لا تصلح حتى لأن تكون غرفة للمهملات لا للبشر. وفي نفس الوقت سيحاك الملف المشبوه الذي تفنن رجال الشرطة في صياغته بما طاب لهم من تهم ويقررون نقلنا إلى المحكمة الاستئنافية بعدما أمضينا 4 أيام من (الخميس حتى الأحد)، وفي هذه الأخيرة سيتم إهمالنا ما يزيد عن 18 ساعة في غرفة بمحكمة الاستئناف بالجوع و البرد إلى حدود الساعة الخامسة صباحا حيث سنقدم لقاضي التحقيق و بعد ذلك نقلنا إلى السجن المدني في حدود السادسة او السابعة من صباح يوم الاثنين. ولهذا الأخير نصيبه من المعاناة التي نعيشها بما في ذلك من استفزازات وضرب وشتم ومضايقات من طرف سجناء الحق العام، وكذا الوضعية المزرية في التحصيل العلمي وعلى مستوى التغذية وعزل بعضنا عن بعض والتضييق على الزيارات والعائلات .
************************
المعتقل السياسي جلال القطبي
شهادة التعذيب
"إذا ما مت او استشهدت اعرف أنكم ستحملون القضية على أكتافكم"
سعيدة المنبهي
اعتقل الثوار عاشت الثورة
بعد أن وصلت المعركة البطولية التي خاضها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي، حاملة مطالب مشروعة وعلى رأسها تجميد بند الطرد بالإضافة إلى تحصين مكتسبات الحركة بهدف رفع الوعي السياسي للطلاب، سيعمل النظام تماشيا مع طبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية على قمع الطلاب بشكل سافر وبأبشع الطرق محاولا إجتثاث الحركة وكبح جماحها، لكن الطلاب واجهوا هذا القمع بصمود وقتالية كبيرين تعبير منهم عن وعيهم وتشبتهم بمعركتهم، وفي هذا الإطار ستشن حملة اعتقال واسعة في صفوف الطلاب والرفاق لتصلني بدوري يد النظام الغاشم حيث اعتقلت أنا والرفيق يوسف العلوي، بعد اقتحام الديستي للمنزل الذي كنا به يوم 15 ماي 2008، وللإشارة فقد كنت مصابا بكسر في الرجل اليمنى ولم يزد هذا "الأواكس" الحقير إلا حقدا، حيث أشبعونا ضربا وجرونا إلى احد سياراتهم فنقلنا فورا إلى مخفر" جامع الفنا" حيث بدأت أحداث التعذيب والإرهاب النفسي، بعد دخولنا إلى المخفر تم تعصيب أعيني لأقتاد إلى إحدى المكاتب وتبدأ الأسئلة ( إسمك، إسم امك...)وحينما أجيب على هاته الأسئلة تليها أسئلة أخرى تتعلق بحياتي الخاصة (السكنى، تاريخ الميلاد، الالتحاق بالجامعة، أماكن الدراسة، ...)، ثم بعد ذلك سألوني عن القاعديينن من هم أين يسكنون و المنزل الذي ذهب إليه " محمد قيسي، وعبد الجليل الحمداوي"
أجيب باني لا اعرفهم ولا علاقة لي بهم، فصفعني احدهم وأوقفه الآخر وقال لي: اسمع تعاون معنا واجب عن أسئلتنا وسنخرجك كشعرة من العجين، فقلت لا اعرف لست ادري: انتفض في وجهي: اسكت أولد القحبة، ثم انهالوا علي بالضرب من كل صوب و حدب فأخذت اصرخ واصرخ إلى أن سقطت مغمى علي، انقطع الكلام من حولي ولم اشعر بجسدي إلا والماء يسكب عليه، أوقفوني وصاح احدهم " أشنو بالك فين كاينا الدار فين مشا....." أجبتهم هذه المرة بالصمت وبدأت أصرخ أريد الذهاب إلى المستشفى.
تعوان معنا وسنعالجك ونخلي سبيلك كان جوابي هو الصمت مرة أخرى مع الصراخ أريد الذهاب إلى المستشفى. أعادوا سيناريو الضرب من جديد وأضافوا هذه المرة الوطئ على قدمي المكسورة واستمر الحال هكذا ساعات وبعدها نزعوا العصابة عن عيني حيث وجدت نفسي قرب سيارتهم نزل الجلاد عبد الحق اليعقوبي "الأوكس" ونظر إلي تم أمرهم أن يلقوا بي داخل السيارة لأجد بداخلها الرفيق يوسف العلوي بعد أن غسلوا دمنا صعد إلى جانبنا 6 من الأواكس وأخذونا إلى مستشفى ابن طفيل وبعدها إلى المخفر، وسيعاد السيناريو نفسه استمر التعذيب إلى حدود الثانية ليلا وكان جوابي على أسئلتهم المتعددة هو الصمت.
قال احدهم اجبنا وإلا أخصيناك: نزعوا ثيابي كاملة ابتسم احدهم وقال إجلسه على القنينية افضل، واتى احدهم بقنينة زجاجية واتجه نحوي فأوقفه آخر قائلا: " باينة فيه ولد الناس عطيه فرصة يفكر" فقال الآخر" سوف نتركك نصف ساعة ثم نعود تجيبني أو تجلس على القنينية."
عادوا بعد الوقت المحدد وطرحوا السؤال فجاؤا معهم بإحدى البيانات أجبتهم بالصمت، فبدا الضرب مرة أخرى ثم قال احدهم" " نزل الكلب عند الكلاب الآخرين نزل راهم جيعانين لتحت.
أنزلوني إلى "لاكاب" حيث وجدت هناك باقي الرفاق وأجسادهم تنزف بالدم وبطونهم ملتصقة على ظهورهم من الجوع لأنهم منعوا عنهم الطعام ، حيث نهضوا وحملوني إلى جانبهم وسألوني عن الأحوال بالخارج، ابتسمنا مع بعضنا ابتسامة تنسي الآم التعذيب واختلط الدم بالدم وتوالت سلسلة التعذيب طيلة 3 أيام كما كان يفعل نفس الشيء مع الرفيقة زهرة إلى أن أخرجوني عند الشرطي المكلف بكتابة المحضر كتب ما يريد دون أن يسألني ثم قال لي وقع هنا.قلت : ارني لأقرأ أولا
قال: أشنو باغي تقرا أولد الق...
وقع والسلام، ثم نادى على أربعة أقوياء بدأوا بضربي وشتمي، ورفضت إلى أن رضخوا إلى الأمر الواقع وبقي المحضر دون توقيع. أرسلونا إلى محكمة الاستئناف حوالي الساعة الحادية صباحا من يومه الأحد، وبقينا هناك الى حدود الساعة الثانية صباحا دون أكل إلى أن دخل الوكيل العام فسألنا سؤالا واحد" هل ارتكبتم هذه التهم؟ فأجبنا : لا، ثم أحالنا على قاضي التحقيق الذي استمر يحقق معنا إلى حدود الساعة الخامسة صباحا ليتم بعدها نقلنا إلى سجن بولمهارز السيء الذكر. ادخلوننا إلى قبو صغير ومنحوني ورقة خضراء صغيرة تحمل رقم 94610 و ورقة اعتقالي حيث أجد نفسي بالزنازانة1 بالسجن الجديد والرفيق (م، ش) بالزنزانة 3 والرفيق (ر، ز) بالزنازنة 5. لا اعلم بعدها بان باقي الرفاق وزعوا على زنازن الحبس القديم لتبدأ مرارة العيش والاعتياد على وحشية المكان ومعانات التشتيت الذي تعرضنا له، ولكن رغم كل هذا فلن نزداد إلا قوة وصلابة وتشبتا بخطنا الفكري والسياسي."
فاهون عليهم أن يدخلوا الفيل من ثقب إبرة على أن يزيحوننا عن فكرنا قيد شعرة.
عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
عاشت الماركسية اللينينية
" أنا هنا لكي لا يكون السجن غذا" سعيدة المنبهي
مرسلة بواسطة INSADEM في 03:22 م 0 التعليقات
خالد الجامعي / المساء

الجلادون «بالعطف»

اثنتا عشرة صفحة تنضح بالبشاعة والمنكر.
اثنتا عشرة صفحة تحكي معاناة طلاب اعتقلوا في مراكش إثر الأحداث التي عرفتها العديد من الكليات المراكشية يوم 14 و15 مايو الماضي.
اثنتا عشرة صفحة هي حصيلة كتاب أبيض يضم شهادة سبعة طلاب سقطوا بين مخالب رجال الأمن، فساموهم سوء العذاب على شاكلة ما عاناه المناضلون في سنوات الجمر والرصاص.
وإليكم معشر القراء الكرام عينة من هذه الشهادات حتى تلمسوا بأيديكم أن العهد الجديد قد بر بوعده أسوة «بعرقوب» الذي غدا في الإخلاف مثلا...

زهرة بوكور:
«اعتقلت يوم 15-05-2008 في الساعة التاسعة صباحا قرب الكلية.
وفي مكان الاعتقال، تعرضت مباشرة لضرب مبرح على الرأس بعد شدي وجرجرتي من شعري....
بعدها اقتادوني إلى شارع أجهله، فأوقفوا السيارة وعالجوني بركلة همجية قذفت بي إلى الأرض، ثم عاودوا الرفس والركل بعنف أعمى إلى أن هم أحدهم وهو في معمعة هيجانه بالتبول علي، كل ذلك طبعا وسط التهديد المتكرر بالاغتصاب مع وابل من أقذع السباب وأفحشه.
في الكوميسيرية، تناوب على استنطاقي ثلاثة أشخاص في منتهى الفظاظة والغلظة، فشرعوا يستعرضون عضلاتهم وهم يتنافسون في الاستفزاز والتهديد قائلين لي في كل لحظة:

«كري ونطلقوك»...
ولما اعتصمت بالصمت، صفعني أحدهم بقوة ثم أنزلوني إلى «لاكاب»، وهناك جردوني من جميع ملابسي وبدؤوا عملية الإرهاب النفسي، وذلك بالانصراف عني ثم الرجوع إلي بشتم بذيء وبتهديدات أخرى، إلى أن استقر رأيهم في الأخير على وضعي في بيت معزول مكثت فيه يومين كاملين عارية كما ولدتني أمي، إذ كانت كل ملابسي مملوءة بدم غزير تسربلت به إثر النزيف الحاد من أنفي ومن بعض أجزاء جسمي»...

خالد مفتاح:
«اعتقلت يوم 15ـ05ـ2008 من داخل الحرم الجامعي للقاضي عياض قرب كلية الآداب. ومباشرة بعد تكبيل يدي، شرع خمسة من رجال القمع في تسديد لكمات متتالية عنيفة إلى وجهي أصابني جلها في موضع العين.
وما هي إلا لحظة حتى أحسست بألم حاد فظيع في أسفل بطني من جراء ركلة وحشية سددها أحدهم إلى عضوي التناسلي.
ولما شعرت بأنني هالك لا محالة، طلبت منهم وأنا على مشارف الإغماء أن يسعفوني بطبيب، غير أنهم ساقوني عوض ذلك إلى «درب مولاي الشريف» الجديد، وأقصد بذلك كوميسيرية جامع الفنا...»

محمد العربي جدي:
«اعتقلت من طرف فرقة للقمع السريع صبيحة يوم الخميس 15ـ05ـ2008 حوالي التاسعة والنصف صباحا بين كليتي الآداب والحقوق. وبدون أي تريث أو انتظار، انطلق الركل والرفس والضرب الأعمى بالعصا ما يزيد على نصف ساعة.
بعدها كبلوا يدي وعصبوا عيني وحملوني على متن سيارة إلى مخفر جامع الفنا حيث وجدت في الترحيب بي جلادين ساديين مارسوا علي جميع أنواع التعذيب من ضرب وركل ورفس مصحوب بأفحش وأبذأ ألفاظ الشتم والسباب.
ولما شعروا بأنني أشرفت على الهلاك، أخذوني إلى مكان قذر تفوح منه رائحة تزكم من شدة نتانتها الأنوف، وهنالك بدؤوا يهددونني بالاغتصاب وممارسة لون جديد من التعذيب علي. ولما هيجهم صمتي، قاموا بتجريدي من كل ملابسي، فأمسكني أحدهم من قضيبي وجرني منه جرا عنيفا كاد يفقدني وعيي ثم هزني إلى السماء وخبطني أرضا بكل قوته المجرمة»...

عبد الله الراشدي:
«اعتقلت صبيحة يوم الخميس 15ـ05ـ2008 على الساعة العاشرة صباحا قرب كلية الآداب بمراكش.
ذلك أنني على الرغم من تسليم نفسي، أشهرت في وجهي غابة من المسدسات والهراوات ومختلف أدوات القمع، دون إيلاء أدنى اهتمام لنظرات المارة المذعورين.
ومباشرة بعد ذلك، بادرتني مجموعة تتكون من ثمانية أشخاص على الأقل، بعاصفة هوجاء من الرفس والركل والضرب العشوائي بالعصي والهراوات على كل أعضاء جسمي.
وفي لحظة كنت أحاول فيها حماية جهازي التناسلي خوفا عليه من ضربة قاضية، انتبه أحدهم إلى ذلك فهوى على رأسي بضربة شديدة من هراوته أحسست لها وقع الانفجار في مخي، فلما رفعت يدي تلقائيا أتحسس موضع الضربة، سدد إلى خصيتي ركلة في منتهى الوحشية، شعرت على إثرها وأنا على مشارف الإغماء بدنو أجلي، فسقطت مطويا على نفسي أتمرغ في التراب من شدة الألم.....
وبما أن بعض مشاهد الرعب لا تخلو أحيانا من الغرابة المثيرة للضحك، سمعت أحدهم يسألني منتهرا:
ـ هل يوجد في جيبك شيء من النقود؟
فأجبته وأنا لا أكاد أصدق أذني:

درهمان فقط...
فقال أحدهم لصاحبه:
ـ خذهما واشتري بهما سيجارتين أو علبة من مسحوق «تيد» من أجل تنظيف ملابسك.
وبدون أدنى خجل أو تردد طوعت له نفسه السطو على الدرهمين...
وفي الكوميسيرية تعرضت لاستنطاق عصيب تخلله تعذيب مروع كان مسك ختامه قرارهم إجلاسي على قنينة، وسبب ذلك أنني لم أتفوه بأي شيء باستثناء موافاتهم بالمعلومات المتعلقة بهويتي.
فقد عمد أحدهم إلى فتح أزرار سروالي بعدما سل منه الحزام وعقده لاستعمال القنينة. ثم أرغموني على الجثو على ركبتي، وعندما تم لهم ذلك، ركلني بعضهم على ظهري بقوة فسقطت مكبوبا على وجهي، فشرع جلاد منهم يرفس بكلتا رجليه على مؤخرتي التي انحسر عنها السروال فانكشف منها النصف الأعلى، بينما تكفل الثاني باستعمال رأسي ككرة قدم بدأ يقذف بها الركلات الترجيحية، في حين جلس ثالث على ظهري بكل ضخامة جثته وأخذ يرفع يداي إلى فوق بواسطة القيد المثبت على معصمي»...

عثمان الشويني:
«صمت... ضوضاء... وابل من الضرب المبرح... دم غزير ينزف من كل الأعضاء... تهديد بالاغتصاب والتبول علي...
كانت تلك هي المقدمة «الرائعة» التي استهل بها الجلادون حفاوتهم بي في معتقل الخزي والعار بعدما ركزوا ضربهم في الأخير على جهة الرأس والأرجل. وقد سمعت أحدهم يقول لصاحبه ناصحا:
«هرسهوم لدين مو...»
ناصر احساين:
«فور أدخلوني إلى المخفر، سلبوا مني هاتفي النقال مع ورقة نقدية من فئة مائتي درهم. مباشرة بعد ذلك، بدأ التعذيب الجسدي والمعنوي متجسدا في الضرب والصعق بالكهرباء والسب والتهديد بالاغتصاب والجلوس على القنينة وشرب محلول الأسيد من طرف جلاد يدعى «عبد الحق الأواكس».
بعدما أشفوا غليلهم زجوا بي مع اثنين من رفاقي في زنزانة شبيهة بمرحاض مكثنا فيها بالجوع والبرد والعطش اثنين وسبعين ساعة...»
إن هذا الهبوط إلى الدرك الأسفل من جهنم، كان يحدث في كوميسيرية جامع الفنا المشهورة بأنها القلب النابض لمدينة مراكش، عاصمة الجنوب وعروسته كما يقولون...
لقد أصبحت فعلا هذه الكوميسيرية المشؤومة مشهورة في التعذيب كأشد وأوسع ما هي عليه شهرة الشيطان بين مريديه من الإنس والجن.
من أجل ذلك، استحقت عن جدارة تلك الألقاب العديدة الشريرة التي نذكر منها على سبيل الاستئناس لقب: «درب مولاي الشريف العهد الجديد» و»الكوميسيرية المجزرة»...
أجل، إن هذا الهبوط إلى الجحيم ليذكرنا بسابقه، ذاك الذي ذهب ضحيته خدام القصر الملكي الذين اتهموا بالسرقة.
إنه هبوط إلى الجحيم لا يختلف في شيء عن ذاك الذي كابده المئات من سكان سيدي إفني يوم سابع يونيو المنصرم...
إنه نفس الأسلوب في التعذيب الجسدي والمعنوي... نفس السباب البذيء الفاحش، ونفس التقنيات المشتملة على «القرعة» و«الطيارة» و»الشيفون» والاغتصاب، و«الباندا» الخ...
إنها طبيعة النظام القائم جرت في عهد حكومة أطلق عليها «حكومة التناوب التوافقي»...
فبالأمس كان عبد الرحمان اليوسفي، واليوم يوجد عباس الفاسي وغدا ...ولن يتغير من الامر شيء الى حين دك البنية القائمة واعلان الجمهورية الوطنية وجر مغتالي شبابنا الى مقصلة الشعب...
فيحق إذن لعلال الفاسي ولبنبركة ولبوعبيد، حيال هذا الدرك الذي أوصل أحزابهم إلى أسفل سافلين، أن يتقلبوا في قبورهم حسرة والتياعا...
إن هذه العودة السريعة والقوية إلى سنوات الجمر والرصاص والتي اكد الشرفاء من ابناء هذا الوطن ان طبيعة النظام القائم لا وطنية لاديمقراطية لاشعبية وان الامر لا يعدوا ترتيبا للاوراق وتهييئا لانتقال هادىء للعرش خصوصا والجزر الذي عرفته حركة التحرر الوطني ولترجع حليمة الى عادتها القديمة بمجرد انتعاشة الجماهير في ظرف توجد فيه أحزاب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية في مواقع السلطة والتي كانت توهم الكل بالهامش الديمقراطي والانتقال الديمقراطي الخ من الشعارات الجوفاء التي بمجرد ادنى هبة ريح تنكشف الطبيعة الدموية للتحالف الطبقي المسيطر والعداء الذي يكنه المعمرون الجدد لابناء الشعب المغربي منذ ثلاث قرون الى الاستقلال الشكلي تلك الأحزاب التي لم تكن كانت تمثل في الذاكرة المغربية رمز النضال والدفاع عن الكرامة الى ان قبضوا ثمن خيانة الشعب المغربي ... انظروا أي منقلب انقلبت... وتفرجوا في أي درك سقطت... لهذا لا ينبغي لزعماء المعارضة ()البائدة أن يتنصلوا من مسؤولياتهم ليلقوا بها على عاتق قوات القمع والاستخبارات بكل تفرعاتها والفيالق القمعية الاحتياطية والدرك، مشيرين بأصابع الاتهام الخفية والجبانة إلى فرساننا الثلاثة الأشاوس: العنيكري وحسني بنسليمان والضريس وغيرهم من «الحجاج» الميامين. ان الامر يتجاوز هذه الخرافات الصبيانية لان الاشكال العائق امام انعتاق ابناء الشعب المغربي في البنية القائمة في طبيعة النظام في العمالة والتبعية لأنه إذا كان الحال كما يقول بعض الضالين ان المشكل في بعض الخارجين عن القانون المستعملين للافراط في القوة والمقاربة الامنية وغيرها من خزعبلات القرون الوسطى فما عليهم إلا أن يخرجوا من جحور صمتهم وينددوا عاليا وبقوة بكل هذه الخروقات الخرقاء. فالصمت موقف فصيح أبلغ وأوضح من كل خطابات الدنيا، وما ذلك سوى لأن السياسي الصامت يعد في شرع العقلاء من أهل السياسة متواطئا بكل مقاييس التواطؤ .
أليس الصمت من علامة الرضا، كما يفتي بذلك المتاجرون بالدين الأجلاء؟
إن هؤلاء الطلبة الذين تعرضوا للتعذيب، والذين اطلق عليهم «معتقلي العهد الجديد» قد دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 11/06/2008 إنهم يموتون على مهل في ظل تهميش مطلق ومصادرة للحريات وقمع وتنكيل ...فإذا لم يطرأ أي تغيير يكون كفيلا بإقناعهم بالعدول عن هذا الإضراب أي تحقيق ملفهم المطلبي ، وإذا لم ينصفوا بأخذ حقوقهم كاملة غير منقوصة، فإن العهد الجديد سيكون له بالتأكيد شهداء على شاكلة سعيدة المنبهي التي استشهدت يوم 19 دجنبر 1977 إثر إضراب طويل عن الطعام، وكذا شهداؤ من من عيار مولاي بوبكر الدريدي، ومصطفى بلهواري سنة 1984 من جراء إضراب عن الطعام كذلك. وقد كانوا جميعهم لا يطالبون بأكثر من حرية وانعتاق شعبنا

البداية
سيرا على نفس النهج الفضح ثم الفضح للنظام القائم فقد اوردنا شهادات لما تعرض له المعتقلون السياسيون الثمانية عشر على يد النظام القائم وخدامه من تعذيب وتجويع واغتصاب وتقتيل لارادة المعتقلين الذين لم تنحني هاماتهم امام ضربات العدوواغراءاته
وسنورد فيما يلي الممارسات الحيوانية التي يتعرض لها احرار هذا الوطن على يد الغزاة المعمرين الجدد والتي تتكرر بمجرد التحرك للاحتجاج على الوضعية المزرية وسياسة التجويع الممنهج والتشريد والتقتيل اليومي لابناء الشعب المغربي خصوصا في مدينة الحمراء التي اوصلها سماسرة هذا الوطن الى درجات دنيا من الانحلال الخلقي من طرف سماسرة الجنس بكل انواعه بزعامة كلاب المخابرات التي تمول نفسها من عائدات الدعارة والمخدرات وبيع وشراء اجساد الاطفال والنساء والرجال ...لطالبى اللذة والمتعة وتجارة الخمور الخ
بمجرد وصول معطى ادنى حركة احتجاجية بمراكش وخصوصا بجامعة القاضي عياض التي اخد النهج الديمقراطي القاعدي على عاتقه مهمة الدفاع وتحصين مجانية التعليم ورفض المخططات الطبقية يسارع النظام الى حشد ترسانته القمعية والقيام بانزال قمعي لمحيط الجامعة ليتوج الحصار في كل المحطات بتدخلات همجية في حق الجماهير الطلابية واعتقال ما طالته يده من الرفاق والذين يتعرضون على يد جلاوزة حماة الكومبرادور عبد الامبريالية لابشع ما يمكن تصوره ليتم نقلهم الى مخفر العار كوميسارية جامع الفنا ويتم الترحيب بهم كاسرى اسرتهم فيالق العدو
بمجرد ولوج الكوميسارية يتم استقبال الاسرى من النهج الديمقراطي القاعدي بوابل من الصفع والشتائم والضرب بالعصي والهراوات من طرف جلادي مايسمى بالشرطة القضائية ثم يتم ادخال المعتقل الى احدى الغرف بعد اخد هويته والتحقيق معه حول اسمه ونسبه ثم يتم تركه لمدة غير محددة في محاولة ليدب الياس والخوف والقلق من الاتي والانتظار الى قلبه يدخل بعدها احد كلاب البوليس كانه يفتش عن اوراق او ماشابه فيكسر صمت المعتقل اما باسئلة او صفعة او ...حسب الاوامر كل ذلك ليتم التعرف الى المعتقل من أي طينة هو واي الاساليب تتماشى في التعامل معه ولقمة الغباء ان هته الممارسات لكثرة استعمالها ولقناعات الرفاق ومبدئيتهم تكون لديهم مضاد لتلك الاساليب الصبيانية وللعب الاطفال ذاك
بعد هذه المؤامرة الخسيسة يتناوش المحققون من المخابرات حول نفسية المعتقل واستعداده للتعاون والتخلي عن قناعاته وبالتالي امكانية جعله عميلا الا ان صلابة الرفاق والتربية الثورية التي تربوها تجعل مهمة الجلاد صعبة مما يدفعه الى الخيار الاخر الا وهو التعذيب حيث يذوق المعتقل مالذ وطاب من صنوف التعذيب على يد العدو ابتداءا من طريقة الوضع ب^لاكاب^ حيث يجلس المعتقل على الارض دون فراش ولا غطاء وفي غرفة يوجد بها "مرحاضان" بدون ابواب ولا ماء
و يتم نقل المعتقلين بعد 72 ساعة من الاعتقال الى قبو المحكمة الابتدائية على مثن سيارة السطافيط التي يتكدس فيها المعتقلين على شاكلة علب السردين وهناك في القبو يعيش المعتقل اساليب اخرى اقل ما يمكن ان يقال عنها معاملة الحيوانات حيث ضيق القبو والرائحة الكريهة والظلمة وانتظار العرض على الوكيل لساعات قد تطول لتصل الى 12 ساعة او اكثر حيب رغبة الجلاد ويتم نقل المعتقل مرتين الاولى لتمديد مدة الحراسة النظرية والثانية لايداعهم بالسجن السيء الصيت بولمهارز مراكش
بعد التحقيق الروتيني الشكلي يتم نقل المعتقلين الى السجن السيء في سيارة القمع التي يكدس فيها المعتقلين مربوطين باحكام بالمينوط الذي يقطع مرور الدم في يد المعتقل بعد الوصول الى السجن يتم وضع المعتقلين في غرفة بدون نوافذ ولا تهوية لمدة غير محددة ثم يتم سؤال المعتقل عن المعلومات الخاصة به و يتم ملء ملف من اجل اعطاء رقم الاعتقال لتبدا رحلة اخرى من العذاب يتحول فيها الانسان الى مجرد رقم .
بعدها وبلغة امرة صارمة يامر المعتقل بوضع كل ما يملكه من مال وهاتف واوراق ... ويهدد من قام بادخال شيء للسجن بمصادرة المحجوز حيث سيتم تفتيض المعتقل بعد امره لنزع ملابسه كاملة ليصبح كما ولدته امه ومن لم يذعن للجلادين ينال قسطا من التعذيب عبرة للاخرين والكارثة انه يتم ادخال اصبع الجلاد في دبر المعتقل ليس للبحث في مؤخرته عن اشياء ادخلها المعتقلون ولكن حطا وتكسيرا لشوكة المعتقل الذي ما ان يرفض حتى ينكل به بعدها يدخل المعتقلون الى باحة السجن ثم العنابر ويتم توزيع المعتقلين على العنابر المحظوظون ممن دفعو المال او سبقتهم الوساطة يدخلون لاماكن بها نوع من الراحة حيث يمنحون اماكن واغطية الخ اما من لم يكن لديه لا مال ولا توصية بل توصية من طرف المخابرات لتشديد الخناق وتعذيب المعني خصوصا المعتقلين السياسيين فيتم وضعه في زنزانة لا تتوفر فيها ادنى ادنى وابسط شروط الانسانية او الراحة حيث يتم تكديس المعتقلين فوق الاسرة الحديدية بدون لا اغطية ولا افرشة "منك للحديد" يوضع المعتقلون في غرفة بمرحاض واحد بدون باب ومن حافه الحظ يوضع في عنابر اقل وسخا حيث فيها معتقلين بشكل دائم بلا تغيير مما يجعلهم ينظفون المكان
اما من وضع بعنبر pp1/2 فانه سيعاني اكثر اذ ينتشر بداخل هذه العنابر والمخصصة اساسا للقاصرين جل انواع الامراض والمخدرات والشذوذ الجنسي الخ من الموبيقات التي تساعد على اخراج السجين مجرما فعالا في الاجرام .
http://mokawamamaroc.maktoobblog.com





#غسان_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة التضامنية مع المعتقلين السياسيين وسؤال الوحدة
- تعذيب تقتيل تجويع دعارة رشوة امراض شذوذ فساد ... :من كوميسار ...
- القاضي عياض مراكش جامعة للعلم ام ضيعة سماسرة
- ديمقراطيتنا! وديمقراطيتهم
- انتفاضة مراكش تكشف حقيقة -حركة لكل الديمقراطيين
- احداث الحرم الجامعي مراكش الاهداف الغير معلنة
- النظام القائم بالمغرب يعترف بفشل اصلاح التعليم
- في الامتحان الحارق للحياة ، تعاهدنا على العدالة والحرية !
- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا
- الفن النضالي دوره وأهميته
- دروس حول عمل البوليس السياسي و كيفية افشال تحرياته
- نحو الأناركية
- عن النظام الأناركي
- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا
- كتابات حول الحدث المهزلة : محاكمة فتاة القطيف السعودية
- غسان كنفاني حارس الحلم الفلسطيني
- غسان كنفاني (ملف شامل)
- لا تحرر للمرأة الا بتحرر المجتمع ولا تحرر للمجتمع الا بتحرر ...
- مسالة قيادة النساء في الحرب الشعبية بالنيبال
- الى كل الزهور اشعار


المزيد.....




- مندوب روسيا: أقل ما يجب علينا القيام به، قبول عضوية فلسطين ب ...
- هذه مطالبهم.. عائلات الأسرى الإسرائيليين ومتضامنون معها يقوم ...
- مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: تضغط في كل الاتجاهات م ...
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر خلال شهر فبراير لعام 2024
- الصفدي: قبول فلسطين بعضوية كاملة في الأمم المتحدة انتصار للح ...
- واشنطن: لن ندعم قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- روسيا تدعو مجلس الأمن لمنح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة ...
- نيبينزيا لمجلس الأمن: أقل ما يمكننا ويجب علينا القيام به هو ...
- حملة مكافحة الفساد في الصين تطال النائب السابق لمحافظ البنك ...
- رئيس نادي الأسير: الاحتلال يعاقب الأسرى الفلسطينيين بقانون - ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - غسان المغربي - سياسة السجون بالمغرب بولمهارز مراكش نمودجا -ابوغريب المغرب - الجزء الاول