أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شيوعيون امميون - نحو تهييء شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية















المزيد.....



نحو تهييء شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية


شيوعيون امميون

الحوار المتمدن-العدد: 6032 - 2018 / 10 / 23 - 22:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تعود هده الوثيقة إلى سنة 1973، غير انها لا زال تحتفظ بكل قوتها الفكرية و السياسية و تأرخ لتجربة من اعظم تجارب شعبنا البطل بشكل عام و تجربة الحركة الشيوعية ببلادنا بشكل خاص، ننشرها اليوم تضامنا مع رفيقتنا و رفاقنا المعتقلين السياسين المضربين عن الطعام بمراكش و كافة المعتقلين السياسيين بالمغرب ، و لكل المناضلين المتمترسين إلى جانب الجماهير بشكل عام و إلى جانب المعتقليين السياسيين بشكل خاص

شيوعيون امميون


نحو تهييء شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية
إن الوصف المبسط الذي سنسوقه هنا لتطور الوضع ببلادنا ولمهامنا في الفترة المحددة التي تجتازها، ليس ألا إعادة تأكيد لتلك الخلاصات التي طرحناها في وثيقتنا "الوضع الراهن والمهام العاجلة للحركة الماركسية اللينينية" الصادرة في أبريل، فالتطورات الجديدة في الوضع الراهن لم تفعل سوى تأكيد، وبشكل قاطع، صحة الخطوط التي رسمناها في تلك الوثيقة للوضع الراهن ببلادنا والمهمات المستخلصة منه. وبذلك فقد تكفلت الاحداث نفسها بالاجابة غلى ذلك السيل من الافتراءات والأكاذيب الذي انصب على الوثيقة، وكما رفضنا من قبل أن نجيب على تلك الافتراءات فسنرفض اليوم أيضا الغوص في تلك المستنقعات التي قبع فيها أولئك الذين يطلقون هذه الاكاذيب في نشرة "23 مارس". ولكن هل ينبغي الوقوف عند ذلك التحليل الشمولي التي طرحته وثيقة " الوضع الراهن..."؟ إن التحليل الدائب والمتواصل لتطورات الوضع في كل فترة محددة مهمة أساسية ومطروحة بالنسبة لنا، وكما سجلنا ذلك في تلك الوثيقة بالذات فإن هذا التحليل لابد أن يستند على رؤية طبقية سديدة للاوضاع وربط الاحداث الجارية الآن بتحليلنا الشامل للاوضاع في وثيقة " الوضع الراهن..." واستخراج مهمات محددة لهذه الفترة في طريق انجاز المهمات التي طرحناها في تلك الوثيقة التي تشمل مرحلة تاريخية بأكملها، مرحلة السير نحو بناء أداة الثورة.
فما هي السمات البارزة في هذه الفترة التي نجتازها؟
ما نؤكد عليه في البداية هي استمرار تطور أزمة النظام، فتلك السلسلة من الاجراءات التي بادر بها النظام للخروج من أزمته لم تفعل سوى أنها عمقت الشروط الموضوعية لهذه الازمة، وذلك هو عمق تناقض النظام، إذا تجاوزنا تلك النظرة المعاكسة التي تكتفي للبرهنة على صحة تحليلها حول "تجاوز النظام لأزمته" و " التفات القوى الامبريالية حوله" بعملية حسابية فقط بعدد المعتقلين والمحاكمات.
فالقمع الذي يتحول تدريجيا الى الخبز اليومي للجماهير الكادحة، ليس في حد ذاته إلا تعبيرا عن أزمة النظام، ذلك لأن تحول سياسة النظام الى نهج الارهاب كوسيلة أساسية ( وهي ليست سياسة جديدة نماما) دليل على عجز النظام على إقرار وضع اجتماعي قار يسمح له بوضع طلاء ليبيرالي لوجهه القاشي. إنه نتاج تقلص قاعدة الحكم الاجتماعية بحكم سياسة النهب والاضطهاد القائمة على التبعية للإمبريالية واستمرار أزمته الاقتصادية المتواصلة.
ولايبدو أن أولئك الذين يروجون أطروحات "تجاوز النظام لأزمته" في نشرة "23 مارس" يستطعون اليوم ادعاء أن "المغربة" تعبير عن "توسيع" القاعدة الاجتماعية للحكم، فالكل يعرف أن هذه العملية الديماغوجية ليست في العمق الا تركيزا لإندماج الطبقة الحاكمة بالامبريالية الفرنسية المهيمنة على اقتصاد البلاد. ومرة أخرى فهذا الاندماج لايعني ازدياد عدد الفرنسيين والاجانب في دواليب اجهزة الدولة ومجالس إدارات الشركات بقدر ما يعني توسيع سيطرة الرأسمال الفرنسي الذي يحكم شباكه على اقتصاد البلاد عن طريق تعميق البنية الكمبرادورية للنظام. فمقابل ذلك العدد من شركات ومؤسسات القطاع الثالث "الممغربة" التي سيدخلها الرأسمال الكمبرادوري، تتقوى وتتحكم سيطرة الرساميل الفرنسية على القطاعات الاقتصادية الأساسية. ويعبر قانون الاستثمارات الجديد بشكل أكثر وضوحا وأقل ديماغوجية على تعميق اندماج الطبقة الحاكمة بالامبريالية الفرنسية، قفد أزال هذا القانون الجديد تلك العوائق البسيطة الموضوعة زمن تجربة البرجوازية الوطنية لأحلامها مع حكومة عبد الله ابراهيم. ونلمس أكثر هذا الاتجاه في عملية استرجاع 170 ألف هكتار التي تمت بسرعة غير معهودة مقابل رقم خيالي 180 مليار سنتيم، وهو الثمن المرتفع الذي يدفعه النظام من أجل الاستقرار الداخلي وضمان دعم الامبريالية الفرنسية له. فهؤلاء المعمرين الذين استثمروا هذه الاراضي عشرات السنين مقابل تشريد وتفقير جماهير الفلاحين الفقراء سيحولون أغلب هذه الاموال الى الصناعة والتجارة والسياحة كما نصت الاتفاقية، وبذلك فإن المستفيد الاول من هذه العملية هو الابناك والمصالح الاحتكارية التي ستعمل على استثمار هذه الاموال في المشاريع الصناعية والتجارية من أجل تركيز هيمنتها الكبرى. وقد أعلن السيد بنهيمة الذي طار الى باريس لطمأنة اسياده الامبرياليين الفرنسيين عن مساواة الرأسمال الفرنسي بالرأسمال المغربي حتى يتم توظيف تلك الاموال بالمغرب. وهكذا ينفضح المغزى الحقيقي لعملية المغربة أيضا، التي لاتعني سوى حدف مصالح صغار التجار الفرنسيين والمعمرين القدامى الذين حملهم الجيش الاستعماري الفاتح في مطلع هذا القرن من أجل تطهير الواجهة، وتركيز رؤوس الاموال الاحتكارية اللامرئية المتحركة في دواليب الابناك والشركات الكبرى. إنها بالتعبير الموفق والدقيق للسيد بنهيمة المتدفق حيوية " خدمة مصالح فرنسا بدل مصالح الفرنسيين".
وبطبيعة الحال فإن إتجاه نظام المعمرين الجدد وسماسرة الرأسمال الاجنبي نحو الاندماج بصورة أشد تحت هيمنة الامبريالية الفرنسية، وتوطيد الامبريالية الفرنسية لمواقعها السياسية والاقتصادية داخل النظام، هو جزء من تناقضات الامبريالية على المستوى العالمي مع الامبريالية الامريكية بصفة خاصة حول المواقع الاستراتيجية في المغرب وفي غرب البحر الابيض المتوسط. وهكذا فالعلاقات بين النظام والامبريالية تزداد برودة، بل تحتد تناقضات الامبريالية الامريكية مع الرجعية العربية في الشرق (قرارات الدول المصدرة للبترول تجاه الولايات المتحدة الأخيرة). ولم تلعب القروض الامريكية أي دور أساسي في حل أزمة تمويل التصميم الخماسي الجديد الخانقة بالنسبة للنظام. فالامبريالية الفرنسية التي تدرك أزمة نظام الحسن تعمل على تركيز مواقعها الاقتصادية والسياسية داخل النظام وتشرف بشكل مباشر على بناء الجهاز الفاشي للنظام بحكم ضعفها الموضوعي ذاته، وليس بحكم قوة النظام. ذلك ماعبرت عنه بوضوح جريدة "لومند ديبلوماتيك" : " ليس سريا بالنسبة لأحد أن المحاولتين الانقلابيتين في الصخيرات والقنيطرة قد أقنعت القادة الفرنسيين (على الأقل أولئك الذين لم يدركوا ذلك بعد) بهشاشة الملكية(...) أن نظام الحسن المهدد أكثر لفترة ليست قصيرة، بظل هو الشريك في هذه اللحظة وحتى أجل جديد، شريكا نتساءل ما أذا كان من الافضل أن نتمنى له الاستمرار أكثر بدل مواجهة الاخطار التي يمكن أن تنتج عن تقلبات سياسية بالنسبة للجالية الفرنسية المهمة وبالنسبة لجميع المصالح".
فإذا ما انتقلنا الى الوجه الرئيسي لعملية تدعيم وتركيز البنية الكمبرادورية للنظام من زاوية التناقض الاساسي بين الجماهير الكادحة والنظام الكمبرادوري، وجه تفقير وتشريد واضطهاد الجماهير الكادحة، أدركنا سيرورة تعمق الشروط الموضوعية لأزمة النظام.
فهذه الازمة تبرز بصورة جلية في ظاهرة الغلاء المهول للمعيشة، التعبير الملموس لازمة النظام، التي لايمكن أن تغطيها أطنان الديماغوجية والتهريج حول تحسين وضعية الجماهير الذي يغدو مجرد البقاء على قيد الحياة بالنسبة لها أمرا صعبا. وأطنان أخرى أيضا من أطروحات " تجاوز النظام لأزمته" وإعادة ترتيب أوضاعه، تصطدم كلها بالصخرة الصلبة للواقع المعاش من طرف الجماهير الكادحة، فتلك المكتسبات الضئيلة التي حصلت عليها الطبقة العاملة في نضالاتها من أجل الزيادة في الأجور وكذلك بالنسبة للموظقين قد امتصها الغلاء الفاحش الذي تجلوز معدل الأجور بصورة مفجعة، بينما وضع تلازم غلاء المعيشة مع رداءة الموسم الفلاحي السلبق جماهير الفلاحين الفقراء على أبواب المجاعة في تلك المناطق الفقيرة المتضررة من الجفاف.
إن غلاء المعيشة هو التعبير الملموس أيضا عن ارتباط أزمة النظام بالازمة العامة للامبريالية، حيث تعرف 1السوق الامبريالية نفسها ارتفاعا في الاثمان، بسبب جشع الكمبرادوريين الذين يكدسون الارباح بارتباط مع الاحتكارات الامبريالية، مما يجعل جهاز الدولة عاجزا عن التحكم في الجهاز الاقتصادي للبلاد وضمان وضع مستقر في الاسعار.
ومن نتائج أزمة النظام اتساع عزلته عربيا ودوليا، ومثال الصحراء الغربية كاف لابراز ذلك باعتبارها مركز الاطماع الامبريالية المتناقضة، والمتجلية في تناقض عملائها في المنطقة.
وقد عجز التظام عن تحقيق اي خطوة ايجابية في هذا المجالحيث تسثمر في احكام سيطرتها على ثرواتالصحراء وتحوياها الى اقليم اسباني في حين تستمر الجزايروموريطانيا في التمسك بحقوقها المشروعة في الصحراء الغربية.وقد برز افلاس النظام جليا في اقناع الاطراف الاخ
رى بالتخلي عن المطالبة في قمة اكادير الثلاتية في شهر يوليوز.وبدون شكل,فان أزمة النظام الداخليةهي التي تدفعهمالى المزيد مي التشبت بهذه الحقوق المزعومة في الصحراء الغبية العربية.وان مهزلة خلق منظمات"مقاومة"موجودة فقط في أجهزة اعلام هذه الدول دليل على الافلاس التام لسياسةفي هذا المجالودليل تعمق عزلته,التي لن تفكها دينامية السيد بنهيمة الفايقة ولا الزيارات والحفلات الفخمة المقامة لبيادق مثل "نوانيي"و"النميري"أو أمير الكويت,التي يراد منها بصورة أساسية تمويل التصميم الخماسي الجديد الذي لم يدخل بعد حيز الثطبيق.
والمثال البارزفي هذا الصددهو طرح بورقيبة لمشروعه انشاء كنفدراليةلدول المغرب العربييستثنى منها المغرب,نظرا ل"لتشلبه هذه الدول وجديتها في اتماء بلدانها"وهكذا تمتد عزلة التظام حتى الى أقرب أقرب أصدقايه,عميل ارمبريالية الأمريكية
.بورقيبة.ولندكر هتا بانزعاج الصحف البرجوازية الوطنيةلعملية استثتاء المغربهذه التي تميزت بادراك اكثر سلامةمن ادراك رفاق 23مارس الذين يصرون على ان النظام بخير,ولنورد كنمودج منهاما كتبته جريدة العلم"لسان حزب الاستقلال"التي أضافت معلقة على الخبر"يبقى بعد هذا أن نعبرعن قلقنا الممزوج بالخيبةمن أن نرى عزلة المغرب تزداد بهذا الشكل لأسبلب داخلية,واخرى ترجع الى جيراننا"(6)
أما عمليةارسال قوات مغربيةمسلحةالى الجبهاتالعربية المحاربةالتي ابرزنا خافياتهفي ابانها(7),وكذلك فتح باب التطوع,فهذه عملية ديماغوجيةالغرض منها امتصاص الحس الوطني المتنامي داخل الجيش ومحاولة تكسير طوق العزلة المنكمش داخله عربيا في وسط حماس المعركة، ولكنها لا يمكن أن تشكل قناعا لنظام سياسته قائمة على التعامل النشط مع الصهيونية والامبريالية
تبقى سياسة الارهاب ولقمع وتصعيد النهب والاستغلال هي النهج الوحيد لنظام يفقد الأسس الموضوعية لاستمراره وتناميه، وذلك ماينهجه النظام بصورة متزايدة، مصحوبا بتوسيع الدعاية للفكر الرجعي لخلق أسس إيديولوجية لسياسته الارهابية وسط الجماهير، بواسطة العصابات الاجرامية، وتوسيع عملية تشطيب الساحة من أية قوة مناضلة وتركيز الإرهاب وارعب لدى جماهيرنا الكادحة وقواها الديموقراطية والثورية
تزايد الاندماج بالامبريالية الفرنسية، تشديد الإرهاب كوسيلة رئيسية، نمو العزلة، تلك هي العلائم البارزة لأزمة النظام العميل في هذه الفترة، ويبقى تعميق هذه الأزمة الموضوعية للنظام وتوسيعها رهين بقدرة الحركة الجماهيرية على التنامي باستمرار وفي اتجاه منظم نحو بناء اداتها الثورية، وتحقيق ذلك يضع حركتنا أمام واجباتها التاريخية.
أما جماهيرنا الكادحة، التي تواجه ظروفا أشد من تشريدها وتفقيرها والمرتبطة بنمو وتعمق أزمة النظام، لابد أن تهيأ الشروط الموضوعية لنمو مقبل للحركة الجماهيرية، في المسار العفوي نفسه. ولنسطر على الطابع العفوي لهذا النمو ولجسامة مهامنا تجاهه في وجه التنظيرات الإنهزامية والإنسحابية. فجماهير العمال التي واجهت النهب وتوسيع سيطرة كمشة الكمبرادوريين (سماسرة الرأسمال الأجنبي) والمعمرين الجدد على كل خيرات البلاد، بالنضالات النقابية الكبرى منذ 1968 بهدف تحسين وضعيتها وانتزاع الزيادة في الأجور. هذه الجماهير تجد نفسها في شروط أعمق من الاستغلال والاضطهاد وقد امتص غلاء المعيشة تلك المكتسبات الضئيلة التي حصلت عليها في هذه النضالات، وأمام تواطؤ الجهاز البيروقراطي ضد نضالاتهم المطلبية، وتزايد الارهاب والقمع الملازم لعملية تشديد الاستغلال بواسطة إجهاض أبسط الحقوق النقابية والسياسية، كما أبرزت ذلك نضالات العمال الأخيرة بشكل ملموس في عدد من القطاعات الأساسية خلال شهري ماي و يونيو، حيث واجه النظام البوليسي هذه النضالات بشراسة لاتناسب مطلقا تلك النضالات.
أما جماهير الفلاحين الفقراء، فإن توزيع 90 ألف هكتار التي شكلت "الثورة الزراعية" لم تستطيع أن تشكل صمام أمن للطبقة الحاكمة كما كانت تنشد الى ذلك الامبريالية عبر تصاميم خبراء "بيرد ". ولهذا فإن 170 ألف هكتار المسترجعة أخيرا من يد المعمرين القدامى قد آلت هذه المرة الى ملكية الدولة نهائيا، حيث قامت بتجنيد مجموعات من الفلاحين والجنود بواسطة أجهزتها القمعية لحراثتها مقابل الخمس. وهكذا تقوم الدولة بالإستعباد الجماعي للفلاحين الفقراء في أراضيهم لتجعل منهم خماسين جدد. إن رداءة الموسم الفلاحي السابق جعلت جماهير غفيرة من الفلاحين الفقراء في حالة قريبة من المجاعة. تذكر بتلك المجاعات الرهيبة في مطلع هذا القرن، كما هو الحال في مناطق الجنوب، أي تلك المناطق التي تعاني من سياسة التفقير. كما أن تفاحش أسعار المواد الاستهلاكيةالأساسية لم يمس فقط المدن الكادحة، فأثمان القمح والشعير عرفت ارتفاعا صاروخيا، فاقنطار الواحد من القمح أصبح يساوي 120 درهما بينما أصبح ثمن القنطار من الشعير 80 درهم، في حين سقطت أثمان الماشية الى نسبة منخفضة جدا، بسبب ارتفاع ثمن التبن أيضا، كمادة أساسية للعلف، ارتفاعا مرهبا.
فإذا أضفنا الى ذلك سياسة انتزاع الأراضي التي تمارس بوحشية، محولة جموعا من جماهير الفلاحين الفقراء الى مدن القصدير( معسكرات الإعتقال الجماعية في المدن) والى قمامات الأزبال في المدن، أدركنا قبل كل شيئ سخافة المزاعم حول وجود الشروط الموضوعية داخل جماهير الفلاحين الفقراء لترسيخ الحكم لجذوره الفاشية. إنها تجعلهم في تلك الوضعية التي وصفها إنجلس : "إذا وضعت الناس في ظروف لا تناسب إلا البهائم، فما عليهم إلا أن يثوروا أو يخضعوا للحيوانية".
وفعلا فإن اعلامات التمرد على ذلك الوضع تبرز من جديد، فهاهم فلاحو قبيلة "آيت خويا" يحولون السوق الى غضب هادر في وجه عملاء السلطة ورجال الدرك الذين فروا أملم الجماهير المتظاهرة في السوق ضد شيخ عميل عليهم. وهلهم فلاحو "آيت أورير" يحطمون الصور الذي نصبه المعمر الجديد على اراضيهم " المسترجعة" التي كانو ينتظرون عودتها إليهم بعد استرجاعها من طرف الدولة. وهاهم أبناء الفلاحين الفقراء الشباب في إفني يشعلون النار في مكاتب التسجيل لتهجير الشباب الى أسواق النخاسة في أوروبا تودي بحباة عشرين ضحية. وهاهي معركة جديدة تخوضها قبيلة "تسلطانت" التي لاتزال صامدة في نضالها من أجل الأرض، تهاجم فيها قوات القمع جماهير الفلاحين بعنف وحشي بالغ على طريقة القرون الوسطى.
أما بالنسبة لجماهير البرجوازية الصغرى، فإن غلاء المعيشة يجعل منها تدريجيا في صف الجماهير الكادحة. فصغار التجار لايتضررون من حملة الغلاء هذه فقط، بل أيضا من عسف جهاز الدولة التي تفسر ظاهرة الغلاء بأنها نتيجة " شره بعض التجار" فتسلط عليهم سيف المراقبة البوليسية. وكذلك صغار الموظفين الذين حظوا بزيادة في الأجور خلال 1971 و 1972، والذي يجعل منها الغلاء مجرد عملية ديماغوجية.
وبالنسبة لقطاعاتها المثقفة(الطلبة والمثقفون عموما)، فإن ثقل الإرهاب البوليسي والفكري المتصاعد يدفع بقطاعات منها الى صف الجماهير الكادحة، أما حركة التلاميذ المعبرعنها في الوعي الحسي لمطامح الجماهير الكادحة، فإن استمرار سياسة التعليم النخبوي المتنامية هذه السنة بطرد جماهير أوسع من التلاميذ بكل الأساليب الإدارية القمعية، يوسع من نمو تلك التيارات الحسية العميقة من السخط الجماهيري الذي يعبر عنها التلاميذ ويترجمونها في نضالاتهم ضدالتعليم النخبوي.
وإن الإنتصارات الجديدة لحركة التحرر العربية، المتمثلة أساسا في انتهاء حالة اللاحرب واللاسلم في جبهتي المواجهة الأماميتين الجنوبية والشمالية، ستدعم خط التحرير المسلح الذي نادت به القوى الثورية العربية، كما أنه يعمق تناقضات الرجعية العربية مع الامبريالية الأمريكية التي تدعم العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية (قرارات توقيف ضخ البترول الى الولايات المتحدة الأمريكية، الدعم المالي والدبلوماسي لدول المواجهة...)، ثم انكسار كل المؤامرات التصفوية ضد المقاومة الفلسطينية على صخرة صمودها التي تعرف نهوضا جديدا، وإحباط المؤامرات ضد الثورة اليمنية وثورة الخليج في ظفار. كل هذا يشكل عاملا جديدا لرفع معنويات الشعوب العربية ومن ضمنها الشعب المغربي، كما هو ملموس في الحياة اليومية للجماهير، وكما هو واضح في توسع السخط على الإمبريالية الأمريكية في عموم الوطن العربي، وازدياد التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، حتى وإن كانت برجوازيات الدولة في الشرق تكسب سياسيا من هذه الشروط في هذه المرحلة.
كل ذلك يمكننا من التشديد على الخلاصة التالية : إن أزمة النظام الطبقية الدائمة، المتمثلة راهنا في عجزه بصورة أساسية في ضمان وضع مستقر لعيش الجماهير الكادحة يكثف ويعمق الشروط الموضوعية لنمو الحركة الجماهيرية، في مرحلة نمو الأزمة العامة للإمبريالية على نطاق عالمي.
هذا النمو العفوي كما شددنا على ذلك من قبل هو الخط الأساسي لكل المرحلة التاريخية التي نجتازها والتي لم تستنفذ كل طاقاتها الموضوعية فقط، بل تتسع هذه الطاقات وتنمو. ومرة أخرى هذا النمو ليس خطا مستقيما صاعدا يمكن لمن تعودوا لمس ظاهر الأشياء أن يلمسوه بسهولة، ولكنه تمو ملتوي ومعقد، بسبب غياب الأداة الثورية بدرجة أساسية، القادرة على سهر هذه الطاقات وتغيير موازين القوى ورص صفوف الجماهير الكادحة كقوة تاريخية حاسمة قادرة على تحطيم العدو الطبقي.
إن البحث عن ميزات الحركة الجماهيرية في شروطها الموضوعية تلك، وليس بالنظر الى شرط ذاتي لفئة هامشية عن الصراع الطبقي، هو ما يحدد تقييم الثوريين ويشكل القاعدة الصلبة التي تلهمهم واجباتهم الثورية تجاه الحركة الجماهيرية.
وإن الشكل الأساسي الذي سوف يتخذه نمو الحركة الجماهيرية، كما بدأت تبدو بوادرها لدى الطبقة العاملة في شهري ماي/يونيو، وبصفة خاصة لدى الفلاحين الفقراء وشبه البروليتاريا هو شكل التفجرات العفوية. وهذه التفجرات العفوية، أمام تصاعد الإرهاب الشرس للنظام وعزمه على اجهاضها بالنار والدم، تهدد بمرحلة الركود التي اعقبت القمع الدموي في شوارع البيضاء في مارس 1965، إذ تقدم عنق الحركة الجماهيرية لمذابح النظام في ظل غياب الحزب الثوري الطليعي وقصور اليسار الثوري عن القيام بدوره الطليعي المنشود.
ولنحدد قبل كل شيء اتجاه الطريق بالنسبة لنا، إنه طريق تكثيف الإمكانيات المتواضعة مرحليا من أجل اكتساب مواقع ثابتة تمكننا من تنظيم وقيادة الحركة الجماهيرية للخروج من عفويتها قدر الإمكان، وذلك حتى نميز أنفسنا منذ البداية عن أولئك الذين اختاروا بمحض إرادتهم طريق مستنقعات العمل الداخلي، بالانزواء في الحلقات المغلقة المنتفخة بالثرثرة الداخلية على هامش الحركة الجماهيرية. إن تجاوز هذا النمو العفوي هو ما ينبغي أن يحدد مهماتنا بما يضمن للحركة الجماهيرية نموا مضطردا ومنتظما وتغيير موازين القوى تدريجيا لمصلحة هذا النمو، أي بما يطور ويحدد انبثاق الأداة الثورية الطليعية، إذ في هذا العمل الشاق والطويل تتبلور وتنصهر الطليعة البروليتارية. فنحو هذه الواجبات ينبغي أن تتجه تحليلاتنا ومهماتنا، وليس الى تنظير عزلة الحركة الماركسية اللينينية وسحبها من الساحة، ووضعها في مصاف الفئات الضالة طبقيا، وذلك بتقليص مهماتنا الكفاحية الشاقة الى مجرد مسألة تثقيف الأطر، واختزال مهمة بناء الحزب الثوري البروليتاري الى عملية تثقيف مجموعة من العمال يفترض أنهم متقدمين ( بالنقاش طبعا مادامت المسألة في إطار خطة التراجع والإنسحاب من النضالات الجماهيرية).
إن هذا التنظير اليميني المتشبع بروح التعالي لدى المثقف البرجوازي الصغير الذي تقدمه نشرة "23 مارس" لمهام الحركة الماركسية اللينينية في الوضع الراهن (إما أن تناضل الحركة الجماهيرية وفق رغباتها وإلا فإنها تسير في ردة يمينية)، لا يمكنه إلا أن يترك الحركة الجماهيرية في عفويتها بعيدا عن تطور تأثير وفعالية الحركة الماركسية اللينينية باعتبارها المرشح الوحيد للقيام بدور طليعي في تنظيم وتعبئة طاقات النضال الثوري لدى الحركة الجماهيرية، الذين يطرحون مهمات نضالية ملموسة لتجاوزها وسط النضال الجماهيري ذاته، أم الذين يكتفون بالإدانة الفكرية المجردة في الحلقات المغلقة لما يسمى بتكوين الأطر؟
إن وضعية القوى السياسية البرجوازية تؤكد صحة الطريق الذي نختاره. فاندحار الجناح البلانكي البرجوازي الصغير يزيد من نأكيد مسؤولياتنا التاريخية. ذلك الإندحار السياسي الذي أبرزته بشكل ساطع النهاية المفجعة للثورة المزعومة في 3 مارس ومحاكمة القنيطرة. ولا نقصد من طرح الإندحار بطبيعة الحال عملية الاجتثاث الرهيب الذي يمارسه النظام ضد هذا الجناح وضد الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، بل نقصد به الإندحار السياسي لهذا الجناح كفصيل من الحركة الوطنية بحكم طبيعته الطبقية البرجوازية الصغيرة المغامرة والإصلاحية، الذي ليس إلا نتاجا لمرحلة تاريخية بأكملها من نمو الصراع الطبقي ببلادنا، من سماتها إفلاس البرجوازية الصغيرة الإصلاحية بأشكالها البرلمانية أو البلانكية في قيادة الحركة الجماهيرية والسير بالثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية على طريق الإنتصار.
وإت عملية النقد الذي نمارسها ضرورية من أجل فرز الطريق الثوري السديد لدى جماهيرنا الكادحة، دون أن يسد ذلك الباب في وجه تطور مناضليه كفصيل من القوى الديموقراطية الثورية، ضد الخط الإنقلابي نفسه.
أما بيروقراطية الاتحاد المغربي للشغلالملتصقة أكثربمصالحها في الجهاز البيروقراطي قان الدور الذي تلعبه في تكسير نضالات الطبقة العاملة,وبوحشيةبالغة تعادل القمع البوليسي الوحشي كما برز ذلك خلال نضالات الكبقة العاملة الاخيرة,يفضحها بشكل متزايد أمام جماهير العمالوفي اتجه سلبي في غيلب الوعي البروليتاري.بينما يتاكل وجهاتها السياسية المثمثلة في الكمشة تاطبقية الملتفة حول عبد الله ابراهيم كما يتجلى هدا التأكل في انقلاب شاكر من خلال جريدته "الاتحاد الوطني".ويبقى الاتجاه العام لحزب الاستقلال هو السبر نحو الالتحاق بالنظام الملكي الذي يبرز بصورة جلبة هذه الايام في الدرس الديني الذي القاه الزعيم المهتريء علال الفاسي أمام الحسن وختمه بالدعاوي له,وفي الحمس الكبير لصحافة الحزب لقرارت الحسن"بالمساهمة"في المعركة.ويعكس هذا وذاك القلق العميق داخل البرجوازية المتوسطة التي يتقاسمها تناقض مصالحها الطبقية مع النظام الكمبرادوري من جهة والخوف من نمو الحركة الجماهرية من جهة اخرى فتجد نفسها مضطرة لتضييقمفهومها للملكية الدستورية الى مجرد ملكية بدون دستور,وليست خطة تانظام في تكسير الاحزاب وتفتيتها بلغته المزدوجة تجاهها الحوار والارهاب هي التي تدفعها الى ذلك,بل بل انتهازية هذه الاحزاب التي يتزايد تعارض مصالحها الفيوية مع مصالح الطبقات الاجتماعية التي تمثلها سياسيا,وعجزها بسبب طبيعتها الطبقية عن التوفيق بين مصالح طبقاتها ومصالح النظام الكمبرادوري الذي يمارس تفتيتها.
هكذا تظل حركتنا الماركسية-اللينينية هي القوة الوحيدة المطروح عليها دور عظيم تجاه النمو العفوي للحركة الجماهرية قي ظل تعمق الشروط الموضوعية لأزمة النظام العميل وتجاه انحلال الاجهزة السياسية البرجوازية,بحكم خطها الكفاحي واسترشادها بالنظرية الثورية لأكثر الطبقات قدرة على مناقضة مصالح الطبقة الحاكمة وأسيادها الامبريالين.وتتجسد تلك المهام في شعارنا الريسي الصمود والالتحام بالجماهير الذي رفعته وثيقة "الوضع الراهن والمهام العاجلة للحركة الماركسية-اللينينية"من أجل مواجهة النظام العميل وتةفير الشروط السياسية والتنظيمية لصمود الحركة الجماهرية.وتطوير نظاليتها من النظال العفوي الى النظال الدفاعي المنظم تمهيدا لتغير ميزان القوى المختل لصالح النظام,عن طريق بلورة الحزب البروليتاري الطليعي.وما يزال مطلوبا من منظمتنا انجاز هذا الشعار وبلورته بحماس اكبر وتجاوز دلك الصمود العفوي الذي بدأت تمارسه الحركة الجماهرية(نضالات العمال في شهر ماي- يونيو خاصة نضالات النسيج).وينبغي أن لا نتمسك به كشعار عام بل أن نعمل على تجسيده في مهام محددة في كل فترة محددة وفي كل مجال من مجالات العمل الثوري ان شعار الصمود و الارتباط بالجماهيريهدف تحديدا الىبلورة شروط النضال الدفاعي للحركة الجماهرية تمهيدا لتغيير ميزان القوى تدريجيا لمصلحة هجوم الحركة الجماهرية مستقبلا,القادرة على تعميق أزمة النظام التي تتماتفشروطها الموضوعية,وان بلورة الصمود والارتباط بالجماهير في الفترة الراهنة من عملنا الثوري يجب ان يهدف الى بلورة هذه الشروط.ان ترجمته العمليةبحديد اكثر ههذه الفنرة بالنظر الى سمتتها التي بسطناها سابقاهي:تهيء شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهرية.
ذاك هو الشعار الذي يجب أن يلهمنا في تحديد وأدتء مهماتنا الكفاحية بكل مستوياتها من أجل بلورة الصمودوالارتباط بالجماهيرنضاليا،تلك المهمات التي تهدف بالاساس الى تمكين حركتنا من قيادة النضال الدفاعي لحركة الجماهير في مواجهةهجوم الحكم العميل الشرس على الحركة الجماهرية وضد الاستغلال المتعاظم،ومن أجل بلورة الشروط الداتية لتنظيم عفوية الحركة الجماهرية طبقا للامكانيات المؤهلة
لحركتنا حاليا وذلك من أجل الوصول تدريجيا الى تغير ميزان القوى من أجل تعميق عزلة النظام وتعميق تناقضاته،والانتقال الى النضال الهجومي مستقبلا وتوفير شروط مد ثوري جديد.
ولاعلاقة هنا لهذا النهج السديدبذلك النهج تاذي تديعه نشرة"23مارس"والذي يفصل بسور صيني بين مهماتنا النضالية الجماهرية ومهمة التركيز على الطتقة العاملة.ان مهمة بناء الحزب الثوري البروليتاري هي تلك المسيرة التي ينخرط فيها اليسار بنضالات الطبقة العاملة ويعمل على قيادتها،ويعمل فيها على أسس التحالف العمالي-الفلاحي،من خلال درج الماركسية- اللينينية بواقع بلادنا الملموس،وهي مسيرة نضالية يعمل فيها اليسارعلى الانخراط في الكفاح الجماهري بمختلف الاسالبيب ووفق خطط معينة في كل مرحلة من أجل الوصول الى الثأثير فيه وقيادته.وبهذا الطريق وحده يمكن للاطر البروليتارية أن تتبلورو للحزب الثوري أن ينشأ.في هذا الاطار تضع مهمة التركيز على الطبقة العاملة،وليس اختزال مهماتنا الصعبة في بناء الحزب الثوري كعملية تاريخية معقدة الى درجة انتقاء مجموعة من العمال(وفق المدارس البرجوازية التي تغرم بها نشرة"23مارس") وتثقيفهم بالنظرية الاشتراكية.ونبسط هتا بعض مهمات هذه الفترة في طريق انجاز المهام التي طرحتها وثيقة"الوضع الراهن والمهام العاجلة للحركة الماركسية-اللينينية"،والتي ينبغي على كل رفيق أن يعمل على تجسيدها في واقعه المحدد واستنباط الأشكال الملايمة لتطبيقها بحماس:
-ان تصليب تنظيماتنا وتمثيلها أمر حاسم في هذه الفترة،من أجل تقوية شروط الدفاع الداتي لدى الجماهير،كما أكدنا على ذلك في وثيقة "الوضع الراهن والمهام العاجلة للحركة الماركسية الينينية"فما يزال هذا العمل يتطلب المزيد من تكثيف الجهود.ونقصد هنا بالتنظيمات التي تشكل محور الربط العضوي بين المنظمة والتنظيمات الجماهرية بصفة عامة،وفي مقدمة هذه التنظيمات اللجان الأساسية ولجان النضال داخل القطاعات،وبدرجة أولى اللجان العمالية، من أجل تكثيف العمل الشاق لغرس جدور منظمتنا دتخل الطبقة العاملة وبناء أسسها البروليتارية بدرجة مركزية.اعملوا اذن بمزيد من العزم والحماس على احكام اللجان الموجودة.اضبطوا اجتماعاتها وبرامجها النضالية،كتفوا العمل الايديولوجيبدون كلل،اجعلوا من"الى الامام"أداة تصليبها وتكوينها ،اشحدوا عزيمة مناضليها بالحماس الثوري وارفعوا كفاءتهم التظرية والعملية حولوا اتصالاتهم المتفرقة الى حلقات منتظمة واجعلوا من "الى الامام"وسيلة للوصول الى ذلك.
وبهذا العمل وحده،وباحكام اللجان الاساسية بدرجة اولى ستترتبط المنظمة،الملتصقة العددبالضرورة،ارتباطا عضويا وثيقا
بالتنظيمات الجماهريةالمتنوعة (النقابة الوطنية للتلاميد،الاتحاد الوطني لطلبة المغرب،الجبهة الموحدة للطلبة التقدمين،النقابة العمالية،اللجان النقابية الموسعة،الحلقات...الخ) والحركة الجماهرية بصفة أعم.وحينما تتوفر المنظمة على قواعد صلبة ومتماسكة من المناضلين الطليعين فانها ستتوفر على قوى محركة لتنظيم النضال الدفاعي في القطاعات التي نتواجد فيها، وتوسع نطاق تاعمل الدعائي،وستتوفر أيضا على روافد من الدماء الجديدة التي تحتاج اليها المنظمة باستمرار.كما أن قمع الحكم وهجومه،كما أتبت التجربة بالملموس ،لايمكن أن يصيب المنظمة المغلقةبحصن منيع من اللجان الاساسيةومجالس المناضلين القاعدية والصلبة...وأي حديت عن تكوين الاطر خارج هذه العلاقة العضوية بين المنظمة والتنظيمات الجماهرية هو بمثابة جعجعة بلا طحين.
أبرزنا دائما، ومنذ نقرير 20 نونبر الطبيعةالدعائية للمرحلة الراهنة. وأمام تزايد شروط إنبثاق النضال العفوي الجماهيري من جهة، وتركيز الحكم لحملته الدعائية ضد الفكر الثوري من جهة أخرى، فإن تكثيف هذا العمل وتوسيعه أمر حيوي بالنسبة لحركتنا. فإذا كانت الشروط الموضوعية لغرس الايديولوجية الفاشية وسط الطبقة العاملة وباقي الجماهير الكادحة تنعدم بالنسبة للحكم، فإن ذلك لايكفي في حد ذاته، إذ أن العمل المكثف لحركتنا في ظل انعدام هذه الشروط الموضوعية هو الكفيل بإحباط هذه العملية. ولا تزال وسائلنا الدعائية قاصرة عن ذلك العمل الدعائي الجبار الذي يتطلبه الوضع الراهن، بالرغم من التقدم الذي تحرزه وسائلنا الدعائية و"الى الأمام" بصفة خاصة، بيد أن ذلك غير كاف إطلاقا، فهو لا يمس إلا قطاعات ضيقة من الحركة الجماهيرية (الطلبة والتلاميذ على الخصوص)، في حين لاتزال قطاعات واسعة من الطبقة العاملة ومناطق الصدام بعيدة عن تأثير دعايتنا.
إن صياغة وطرح برنامج مطلبي عام للحركة الجماهيرية، وفي قطاعاتها الحيوية مهمة ينبغي الشروع فيها منأجل قيادة النضال الدفاعي، برنامج قادر على تشخيص مطامح الجماهير في هذه المرحلة وجمع طاقاتها نحو توسيع النضال الديموقراطي دفاعا عن المكتسبات التي حصلت عليها الحركة الجماهيرية في فترات سابقة، والتي يستهدفها الهجوم الشرس من طرف النظام العميل (الحريات الديموقراطية، مستوى المعيشة...). هذا البرنامج يستلهم البرنامج الديموقراطي الشعبي العام (برنامج الثورة الديموقراطية الشعبية) وقادر على تطوير نضالية الحركة الجماهيرية نحو شن النضال السياسي العام ضد النظام، وقادر على كسب القوى الديموقراطية الثورية الى صفنا. ولهذا فنحن نتفق مع تلك الملاحظة التي أبداها رفاقنا في الخارج حول انعدام برنامج نضالي مدقق لهذه المرحلة. ولكن ينبغي قبل كل شيء تحديد مضمون الثورة الديموقراطية الشعبية لكي نتمكن من وضع برنامج مرحلي. وحتى في القطاعات التي أحرزنا فيها على دور قيادي متقدم في نضالانها (الطلبة والتلاميذ) لازلنا نفتقد الى هذا البرنامج، رغم طرحنا لشعارات نضالية متقدمة (تعليم شعبي عربي ديموقراطي). الذي يربط نضالاتها بنضالات الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء.
أن صياغة هذا البرنامج الديموقراطي الواسع عملية ضرورية من أجل تهييء شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية، إذ لايجب الاكتفاء بشعارات عامة لا تلتصق بواقع الجماهير الملموس ومصالحها المادية، على طريقة البرجوازيين الصغار الذين يطرحون أفكارهم المجردة للجماهير التي يغرفونها من قراءات منحرفة عن النضال السياسي والنضال الاقتصادي، وينعتون النضال الاقتصادي باتخلف، منغلقين على ذواتهم، وتعاليهم في الحلقات المغلقة لتكوين الأطر، لا يريدون أن تتلوث نرجيسيتهم البرجوازية الصغيرة بالنضالات المطلبية للجماهير. فلصياغة هذا البرنامج لا يكفي رفع المقولات النظرية وترديدها كالصلوات، بل من خلال المعايشة النضالية للشروط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للحركة الجماهيرية. إن درجة معايشتنا لهذه الشروط حتى الان لا تكفي للشروع في صياغة هذا البرنامج وطرحه في العمل ادعائي، وعلى القوى الديموقراطية.
لا يكفي لتنظيم النضالات العفوية وتجاوزها مجرد إدانتها فكريا والابتعاد عنها، بل التواجد ضمنها وفق إمكانياتنا الذاتية وأينما توفرت الشروط، من أجل تنظيمها لمصلحة تقوية شروط النضال الدفاعي المنظم للحركة الجماهيرية وتمتين قوانا وتصليبها. ولهذا فإن خوض نضالات دفاعية جزئية أمر يفرضه واقع تطور النضال العفوي للحركة الجماهيرية وضرورة تنظيمه. وإن إختيار شروط ذلك وإيجاد الاشكال النضالية والشعارات المناسبة وتوحيد العمل مع كل القوى الديموقراطية المناضلة يخضع للشروط الملموسة لكل وضعية محددة. وهو الكفيل بتنظيم النضال الدفاعي وتوسيعه، ويمكن من السير قدما في بلورة شعار الصمد والارتباط بالجماهير.
يقفز النضال الايد
يولوجي والسياسي الحازم ضد الانحرافات المتواجدة داخل اليسار منذ شهر أبريل الى صف المهام الأولية في هذه الفترة من أجل بناء منظمة ماركسية لينينية واحدة. ذلك لأن وجه الصراع قد تغلب على وجه الاتفاق في مسيرة التوحيد، بحكم تطورات الوضع ببلادنا، فالإتفاقات التي بنيت سابقا على مجرد نقد الاصلاحية والتحريفية بواسطة طرح شعارات عامة، أصبحت مع نضوج شروط جديدة قاصرة عن أن تشكل أساس الوحدة الاندماجية، إذ فرضت هذه الشروط الجديدة على اليسار طرح مضامين هذه الشعارات بشكل أكثر تحديدا. ولايمكن حل هذه التناقضات بمجرد اتفاقات سياسية مهزوزة بل يتطلب الأمر الصراع الديموقراطي الجماهيري المنظم، يمكن من مساهمة كل المناضلين الملتفين حول الحركة الماركسية اللينينية في هذا الصراع، وهدفه الوصول الى وحدة أمتن وعلى أسس أوضح، بإعتبار أن الوحدة الاندماجية لابد أن ترتكز على بناء خط ثوري شديد يستقطب حوله كل الماركسيين اللينينيين المخلصين في منظمة ماركسية لينينية واحدة. وهذا الصراع يتوجه بالدرجة الاولى ضد الانتهازية اليمينية الأكثر خطورة في المرحلة الراهنة، دون أن نغفل البحث عن أسس العمل المشترك على أساس قاعدة الصراع ـ الوحدة ـ الصراع.
أن المهمة الرئيسية التي تشكل محور إنجاز هذه المهام يتمثل في تحقيق شعارنا الرئيسي المتبلور منذ "تقرير 20 نونبر" التاريخي: بناء منظمة ثورية طليعية، صلبة وراسخة جماهيريا. إذ أن توفر منظمة من هذا الطراز هو الكفيل بخلق القاعدة الصلبة لإنجاز مهمام هذه الفترة في طريق إنجاز المهام التي طرحتها وثيقة " الوضع الراهن والمهام العاجلة للحركة الماركسية اللينينية". وبدون تصليب المنظمة وتقويتها، وبناء اسسها البروليتاريا وتحويل أعضائها الى شيوعيين عنيدين، وتوفيركل تلك الأسس التي أوردناها في "تقرير 20 نونبر"، يستحيل إنجاز كل المهام المطلوبة والسير نحو بناء الحزب الثوري المنشود. ونحن ندرك اليوم أكثر من أي وقت مضى اهمية توفر منظمة بتلك الشروط من أجل تهييء شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية. وينبغي في هذا الاطار مواصلة وبناء وتوسيع تلك النواة الأولى من المحترفين الثوريين التي تعتبر مكسبا عظيما لمنظمتنا لاينبغي أن تفوتنا فرصة تثمينه، والرفع من مستوى صمود رفاقنا الذي تجلى هذه السنة بشكل قوي، كما هو بارز في مثال رفاقنا في محاكمة البيضاء، ورفاقنا الذين لازال مصيرهم مجهولا. وإذا كانت شروط الوضع تاراهن توفر الأسس الموضوعية للتراجعات في صفوف المتذبذبين، وهو مايحدث الان داخل المنظمة وبعض المناضلين، فإن ذلك يجب أن يدفع الرفاق المخلصين الى المزيد من الصمود في عملهم اليومي والاحتفاظ بعزيمتهم الثورية حتى في احلك الظروف. ومواصلة تكوين الأطر داخل المنظمة أمر مطلوب وإيجاد الاشكال الفعالة لذلك ثم توسيع وتعميق الدور المتزايد لجريدتنا المركزية "الى الأمام" من أجل أن تلعب دورها في تعزيز روابط المنظمة بالحركة الجماهيرية، والعمل بصورة أساسية على استيعاب الحقيقة العامة للماركسية اللينينية والاسهامات العظيمة للرفيق ماو تسي تونغ والرفاق الفيتناميين والتجارب الأممية ودمجها بواقعنا الملموس. هذه المهمات ضرورية لبناء تلك المنظمة التي يجب أن تشكل النواة المحركة والمؤطرة للحركة الجماهيرية والشرط الرئيسي لقيادة نضالها في هذه المرحلة الراهنة، لقيادة نضالها الدفاعي في المرحلة الراهنه ولنضالها الهجومي مستقبلا.
وبديهي أن صهر وتقوية تلك المنظمة المطلوبة ـ كما هو أمر حيوي ـ لا يمكن أن يتم إلا في مراحل العواصف الجماهيرية حين تنطلق الطاقات تاكامنة لذى جماهيرنا الكادحة وفي مقدمتها الطبقة العاملة المغربية وأن ذلك العمل اليومي الصبور والمتواضع، ولربما الممل أحيانا بالنسبة لبعضنا، ضروري لكي تصبح منظمتنا في طليعتها. وبديهي أن هذا الاختيار صعب وشاق، أصعب الف مرة من اختيار مستنقعات الانعزالية وحلقات تكوين الأطر، إلا أنه الاختيار الوحيد للثوريين الذين يسترشدون بالماركسية اللينينية، ويحملون في عضويتهم الثقة في الجماهير وفي قدراتها الخلاقة حتى في احلك شروط القمع الأسود الرهيب. وإذا ما فرض على حركتنا القليلة العدد التضحية بعدد من الاطر فلن يحيدها ذلك قيد شعرة عن ذلك الطريق الذي اختارته كحركة ماركسية لينينية. فذلك هو اختيار النضال الوحيد، الاختيار الذي يصلب مناظلينا ويكسبهم مناعة صدامية، في ظروف يتكسر فيها الزجاج ويتصلب الفولاذ. إن مناضلين منصهرين في هذه الشروط هم الذين يمكنهم الصمود في احلك الظروف أفضل من أولئك الذين يتم تجميعهم في زمن السلم والذين سرعان ما ينهارون في الشروط القاسية حتى وإن أسميناهم أطرا. وصحيح أيضا أن حركتنا قليلة العدد، ولكن ذلك ليس حاسما من زاوية الشروط التاريخية لنشوئها، فإذا ما استطاعت أن تنتظم هذه الجماعة القليلة العدد، "في شكل جيش صغير، ولكنه قوي وعنيد، ذي إرادة صلبة وعزيمة لا تقهر، يغير أشكاله النضالية بمرونة فائقة وفقا لتغييرات ظروف النضال، اليوم يقوم ببناء قواه ولحم صفوفه واستخراج الدروس من المعارك السابقة، وغدا يهاجم وفق شروط جديدة ويقاتل بشراسة وروعة"، إذا تنظمت بهذه الطريقة فسيغدو بغمكانها أن تقوم ليس فقط بقيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية، بل وقيادة نضالها الهجومي مستقبلا، حين يغدو من مهمام الجماهير مباشرة تحطيم هذه اللعنة الجاثمة على صدر شعبنا التي يمثلها النظام المتعفن القائم، من أجل أن تكون بلادنا المركز الغربي للثورة العربية الشاملة.
الكتابة الوطنية في20أكتوبر1973



#شيوعيون_امميون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تهييء شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شيوعيون امميون - نحو تهييء شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية