أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيورغي فاسيلييف - النيزك














المزيد.....

النيزك


غيورغي فاسيلييف

الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 07:49
المحور: الادب والفن
    


رجع زكريا الى بيته كعادته، يعني رجع حوالى العاشرة مساء. وهو شاب غير متزوج، ويعمل في مطبعة متوسطة الكبر. هو يعمل محررا ومدققا.
بعد وصوله الى البيت يشلح حذاءه، ويروح الى الحمام، ويغسل يديه، ويشغّل الكمبيوتر، ويروح لتبديل ثيابه. في هذا الوقت يقوم بفتح الشبابيك لتهوية البيت. ويروح الى المطبخ، ويضع ابريق الشاي على الغاز، ويحضر اكلا خفيفا يكون مكونا، عادة من الجبن الأبيض، والزيتون الأسود (عيطون)، وحبة خيار واحدة. يحضر كاس شاي اخضر كبير. بعدين يأخذ العشاء والشاي ويروح الى كمبيوتره. يقرأ بريده ويحذف اغلب الرسائل الكثيرة التي تصله، لأنه لايعرف مصدرها. ويجيب على بعضها.
بعدين يروح الى البلكون ليدخن، لأنه لا يحب التدخين في البيت، او في الأماكن الضيقة. ويرجع الى الغرفة ويطفئ الكمبيوتر ويأخذ كتابا ويبدأ القراءة قبل النوم. زكريا يعتبر اليوم الذي لا يقرأ فيه اكثر من ساعتين، يعتبره يوما ضائعا. واحيانا يقرأ حتى الرابعة او الخامسة صباحا. مع العلم ان يوم عمله يبدأ في الساعة التاسعة والنصف صباحا. وهو بحكم عمله محررا ومدققا يقرأ ماهب ودب، لكن القراءة البيتية بالنسبة له طقس لايتغير ابدا.
في هذا اليوم، في هذا المساء اخذ يقرأ كتابا صدر حديثا يتحدث عن أساطير البلدان الاسكندنافية. في هذا الوقت اتصل به صديق، واتفق معه على اللقاء في اليوم التالي في العمل. بعد الانتهاء من القراءة راح الى الحمام، واخذ دوشا. يجب القول ان زكريا يأخذ دوشا يوميا قبل النوم، ويفرشي اسنانه، ويروح الى الفراش.
نام زكريا بحدود الساعة الثانية ليلا. شاف في منامه انه في المدينة، وفجأة شعر بهزة ارضية قوية، مما جعله يحس برهبة، وجعل الناس من حوله يصرخون من الرعب. وسألته امرأة عما جرى، وقال زكريا انه لايعرف، ولكن يمكن ان هذا هزة ارضية. وفي هذا الوقت قطع الراديو ارساله، ليبدأ المذيع بصوت يبدو عليه الهلع : " سيداتي وسادتي، تعلن وزارة الطوارئ انه قبل لحظات وبشكل مفاجئ دخل نيزك طوله كيلومتر تقريبا المجال الجوي للأرض، وضرب شبه الجزيرة العربية، وتبين المعطيات الأولية المأخوذة من الأقمار الصناعية ان السعودية وكل منطقة شبه الجزيرة قد اختفت من الوجود، وتحولت الى حفرة كبيرة تحترق وتلتهب. ومركز اصطدام النيزك بالأرض كان في منطقة مكة في السعودية، التي تعتبر مكانا مقدسا للمسلمين".
كانت تلك المرأة ما زالت تقف قرب زكريا تستمع الى الراديو رفعت يدها وبدأت تصلّب، وتصلي بصوت مسموع: " باسم الآب، والابن والروح القدس"! وتلتها بالصلاة الربانية: "أبانا الذي في السموات. ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا أعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا. ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير. لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين". وكررتها وهي تبكي عدة مرات.
وبعد لحظات قال المذيع: "جاءنا الآن من وزارة الطوارئ ان اصطدام النيزك بالأرض في شبه الجزيرة ادى الى احداث حفرة تغطي كل الجزيرة بالكامل، وان هذا احدث موجات عاتية لماء البحر، الأمر الذي ادى الى غمرها التام بالماء".
وهنا فاق زكريا من النوم على صوت ضربات لم يفهم مصدرها في البداية، وتبين انها آتية من جارله يبدو ان يدق مسمارا في الحائط.
2007



#غيورغي_فاسيلييف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذِّكْرَى
- أَبْنَاءُ الشَّرْقِ
- الأكراد
- الحرية
- في سورية حتى الكلاب لاتحظى بحياة لائقة
- هروب السعادة
- العمر قصير
- القرآن المقروء
- نفسي وهبتها نفسا لِكَوْنِ جريح
- فيروز تغني للقتلة على ضريح القتيلة
- يا أخي الانسان
- رؤيا
- رمل في الروح
- خواطر تشرينية
- أحب
- المرأة نسغ الحياة
- الحاسة اليقظة في المنام
- زهرة.. فتاة سورية قتلت غدرا على مذبح الشرف
- الجرَّة المتشقَّقة
- نحتاج الى ثورة جنسية


المزيد.....




- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- إطلاق الإعلان الترويجي الأول للفيلم المرتقب عن سيرة حياة -مل ...
- رئيس فلسطين: ملتزمون بالإصلاح والانتخابات وتعزيز ثقافة السلا ...
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيورغي فاسيلييف - النيزك